الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
سوء التربية والقلق
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج2 ص182ــ185
2023-08-27
1196
الطفل الذي يربى في كنف أبويه قاسيين صارمين يحقرانه ويهينانه ويحطان من قدره طوال فترة الطفولة، ويعيش حالة مستمرة من الخوف من التوبيخ والملامة أو التعذيب والضرب أحيانا ، ولم يحظ بمحبة ابويه وتشجيعهما له ، فإنه يكون طفلا قلقاً متوتراً مضطرب البال ، ويعيش على الدوام أسير عقدة الحقارة .
وحينما يكبر هذا الطفل وتكبر معه هذه العقدة وتلك الذكريات المؤلمة ، يبقى أسير القلق والخوف، فهو يخشى الاختلاط بالناس لتصوره أنه لن يلاقي وسط الناس أفضل مما قاساه وسط أسرته من توبيخ وملامة وقسوة وتعذيب وآلام ، لذا فمن الأفضل له حسب رأيه أن يتجنب الاختلاط بالناس قدر استطاعته لكي لا يواجه مصائب وويلات جديدة .
ومما لا شك فيه أن جانباً من مخاوف الشباب وهواجسهم ناجم عن الأساليب التربوية التعسفية التي ينتهجها الأبوان بحق أبنائهم مما يجعل منهم أفراداً جبناء ضعيفي الإرادة والشخصية. ويمكن ملاحظة آثار الاضطراب والقلق وعدم الثقة بالنفس في حركات مثل هؤلاء الشباب وأفعالهم وسلوكهم وأقوالهم، وإن لم يبادروا إلى معالجة أنفسهم مما يعانونه فسيبقون على ما هم عليه طوال العمر.
«يعتقد «آلرز» بأن الخوف يظهر بصور مختلفة إما بشكل مكشوف أو مخفي في السلوك غير الطبيعي للإنسان. ويعتقد غالبية علماء النفس أن من مسببات الخوف التلعثم في النطق والتبول اللاشعوري وكثرة الكوابيس والمنامات المزعجة أو الحركات الانفعالية العصبية» .
«فالخوف والاضطراب هو أساس جميع الحالات العصبية ، كما أنه أساس أغلب الأمراض العقلية والنفسية. وإضافة إلى هذه الأمراض فإن الخوف يبث في الإنسان روح الحسد والخجل ، وهذان العاملان يتسببان في عذاب ضمير الإنسان طوال حياته»(1).
إن للتشتت الفكري والاضطراب النفسي لكل إنسان وكذلك للاستقرار الفكري والنفسي أثر مباشر على سائر قوى الإنسان الجسمانية لا سيما النطق والتعبير، بمعنى أن حديث كل إنسان يدل بكمّه ونوعه على وضعه الباطني وحالته النفسية.
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : بيان الرجل ينبىء عن قوة جنانه(2).
«المصاب بهذا المرض النفساني تراه إما يثرثر في الكلام ويتكلم بسرعة وإما يجد مشقة في العثور على كلمات يربطها ببعضها البعض لتكون جملاً ، أو أنه يبعث على ملل الحاضرين بكلمات طوال جوفاء إستعراضية ، بينما الفرد السليم يتكلم دائماً بشكل طبيعي ومنطقي دون أن يتجاهل مشاعر الآخرين».
«ومن هنا جاء اهتمام الأطباء النفسيين بطريقة الكلام عند الإنسان ، فهم يعتقدون بأن هناك علاقة مباشرة بين الفكر والبيان ، وحسن البيان دليل على سلامة الفكر»(3).
_______________________________
(1) علم نفس النمو، ص238.
(2) غرر الحكم؛ ص343.
(3) سلامة الروح، ص 16.