x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
رفيق السوء وسوء السمعة
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج2 ص306ــ308
2023-08-23
1191
إن الشاب الذي يقيم علاقات مع رفاق السوء ويعاشرهم ويتردد بين أوساطهم في المجتمع ، لا يمكنه أن يصون نفسه من سوء السمعة حتى وإن كان قادرا على ضبط إرادته ووقاية نفسه من الغرق في الذنوب والمعاصي ، لأن سوء السمعة أمر واقع لا يمكن أن يتجنبه كل من يصاحب أشخاصاً فاسدين عاصين.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة(1).
إن مصاحبة رفيق السوء والمعتدي والنمام والخائن لن تؤدي إلى فساد الأخلاق وسوء السمعة خلال فترة الصداقة فقط ، بل إن تأثيراتها السلبية تبقى قائمة حتى في فترة القطيعة، بمعنى أن الشاب لا يمكن أن يبقى في مأمن من شر رفيق السوء حتى وإن انفصل عنه.
فالذي ينمّ إليك خلال فترة الصداقة تحت شعار الحب والاخلاص ويتهم الاخرين زوراً لما فيه مصلحتك ، لا بد وأنه سينم عليك خلال فترة القطيعة تحت شعار الحقد والانتقام وسيرتكب جرائم ربما لالحاق الأذى بك.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): إحذر من الناس ثلاثة، الخائن والظلوم والنمام، لأن من خان لك خانك ومن ظلم لك سيظلمك ومن نم إليك سينم عليك(2).
وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : من مدحك بما ليس فيك فهو خليق ان يذمك بما ليس فيك(3).
وخلاصة القول إن الذي عرف بخطاياه وذنوبه وسوء خلقه وخيانته ليس أهلا للصحبة ولا يمكن الوثوق به ، لأن مثل هذا الإنسان سرعان ما يفسد صديقه ويلطّخ سمعته بين الناس، وإذا ما كان هذا الإنسان في فترة الصداقة يستفيد من أعماله الرذيلة وأساليبه الماكرة لصالح صديقه ، فإنه سيلجأ يوماً عند القطيعة إلى تصعيد ممارساته ضد صديقه بهدف إيذائه .
وثمة نوع آخر من الصداقة رفضته التعاليم الإسلامية ، وحذر الأئمة الأطهار (عليهم السلام) المسلمين منها ، وهو مصاحبة المتملق. فالمتملق هو ذلك الإنسان الذي يطلق لسان التمجيد والتبجيل بدافع الخوف والطمع وخلافاً لمعتقده الباطني ورأيه الحقيقي ، وهذا ما يفقده شخصيته المعنوية وقيمته الإنسانية.
ويحاول المتملق أن يظهر عمله الخاطئ، على أنه عمل صحيح وسليم ، ويصر على إقناع الآخرين بذلك ليثقوا به، وذلك في محاولة منه للتخفيف من شدة العار والفضيحة التي لحقت به وستر دنائته وعيوبه إلى حد ما .
قال أمير المؤمنين على (عليه السلام) : لا تصحب المالق فيزين لك فعله ويود
ومن ها يتوجب على الشاب الابتعاد عن مجالسة المتآلفين ومعاشرتهم ومصاحبتهم ، ولا ينسى أنه مصاب بطبع التملق لا محالة لو أنه عاشر المتملق وصاحبه.
وينبغي على الشاب أن يعلم أن التملق هو بمثابة الانتحار المعنوي وفناء الشخصية الاجتماعية. فالذي تهمه سعادته لا يمكن ان يتطبع على هذا الخلق الذميم ، لأنه يعلم أن في ذلك زوال شخصيته.
____________________________
(1) مستدرك الوسائل 2، ص 65.
(2) تحف العقول، ص316.
(3) غرر الحكم، ص671.
(4) نفس المصدر، ص811.