تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
الاجمال والتفصيل
المؤلف: السيد مرتضى جمال الدين
المصدر: الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة: ص317- 326
2023-08-08
6153
معظم العلماء يقابل الإجمال مع البيان لاسيما علماء الأصول [1] ولعل ذلك لمقتضى اللفظ المجمل، أما من جهة المقابلة المعنوية فأن الإجمال يقابل التفصيل[2]، والتفصيل يؤدي وظيفة بيانية.
من ذلك عرّف معظم العلماء الإجمال: بأنه المبهم أو المشتبه أو المشترك، كما عن ابن فارس [3].
فقال: قوله تعالى: وأقيموا الصلاة [4] مجمل غير مفصل حتى فسرهُ النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا صحيح، ولكن هل يقع مصطلح الأشتباه أو الاشتراك أو الإبهام على قوله تعالى: وأقيموا الصلاة ألا يفهم منها وجوب أقامة الصلاة بشكل عام، نعم إنه قولٌ مجمل يحتاج إلى تفصيل إما من القرآن أو من السنة فليس هو من جنس المشترك أو المبهم مبهم: في تنفيذ الوجوب: كيف نقيمها، كما أن معناه غير محدد بالدقة عند المفسرين فقد حدهُ الطبري بأنه: ما يحتمل معاني شتى [5]، وقال القرطبي بأنه ما لا يفهم المراد منه [6] فيقرب من الإبهام وكذلك علماء الأصول فإن بعضهم عرفهُ بأنه ما أحتمل وجوهاً وهي بعينها على تفاصيلها ذاك الإجمال. وهذا هو المعنى الفطري المتبادر إلى الذهن لا ما ذكره بعض المفسرين بأن الإجمال مبهم بل أنه يكتنز معاني عدة، وهذا ما أكدهُ السيد الطباطبائي بما تسلح به من ثقافةٍ فلسفية حيث لخص مرادهُ بقوله أن الآيات القرآنية على إختلاف مضامينها وتشتت مقاصدها وأغراضها ترجع إلى معنى واحد بسيط أو غرضٌ فارد أصلي لا تكثر فيه. فلا غرض لهذا الكتاب الكريم على تشتت آياته وتفرق أبعاضهِ إلا غرضٌ واحدٌ متوحد إذا فُصل كان في مورد أصلاً دينياً وفي آخر أمراً خلقياً وفي ثالث حكماً شرعياً وهكذا كلما تنزل من الأصول إلى فروعها ومن الفروع إلى فروع الفروع لم يخرج من معناهُ الواحد المحفوظ [7] ثم نظر للمصاديق التي ذكرها المفسرون قبله والتي جمدوا عليها ولم يحللوا ماهيتها كما حللها هو. ثم أخذ يناقش تفاسيرهم ويردها لغوياً.
وملخص ما ذكره كلمتان فالإجمال فيه جنبة بساطة، والتفصيل فيه جنية كثرة وتركب.
ولعل الأصفهاني كان الأقرب إلى حد المجمل من اللغويين فقال: حقيقة المجمل هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير مخلصة [8].وتبدو أنها غير مخلصة من الاحتمالات والوجوه وذكر صاحب المنجد أن أجمل الشيء جمعهُ أو ذكره من غير تفصيل وأجمل الكلام فصله وبينهُ [9]. فالإجمال هو مفهوم كلي يشتمل على تفصيلات عدة لا تعرف من حاق اللفظ إنما تعرف من قرائن حالية أو مقالية . وله دلالة عامة على خلاف ما عرفوهُ بأنه مبهم. وإذا أمكننا أن نشرح مفهوم الإجمال بشكل واضح فلنذكر هذا الحديث الوارد عن الإمام علي(عليه السلام) وهو يخص القرآن أيضاً. إذ قال: كل ما في القرآن في سورة الحمد وكل ما في سورة الحمد في البسملة وكل ما في البسملة في الباء وكل ما في الباء في النقطة وأنا تلك النقطة [10] والنقطة إجمال والباء تفصيل، والباء إجمال والبسملة تفصيل وهكذا.
ولاشك أن هدف التفصيل هو بيان وتفسير ما أجمل وهذا من باب تسمية الشيء بغايته.
وأما المفسرون فلم يخرجوا من مصطلح البيان أيضاً. ولكن صاحب الميزان وصف المجمل بشكل واضح في معرض تفسير قوله تعالى: ألر، كتاب أحكمت آياتهُ ثم فصلت من لدن حكيم خبير [11] قال: أن المقابلة بين الأحكام والتفصيل الذي هو إيجاد الفصل بين أجزاء الشيء المتصل بعضها ببعض، والتفرقة بين الأمور المندمجة كل منها في آخر تدل على أن المراد بالأحكام ربط بعض الشيء ببعضه الآخر وإرجاع طرف منه إلى طرف آخر بحيث يعود الجميع شيئاً واحداً بسيطاً غير ذي أجزاء وأبعاض. فالإتصاف بالأحكام والتفصيل هو اتصافه بما يشتمل عليه من المعنى والمضمون لا من جهة ألفاظهِ أو غير ذلك، وبعبارةٍ أخرى –يقول- فالمعاني المتكثرة إذا رجعت إلى معنى واحد كان هذا الواحد هو الأصل المحفوظ في الجميع وهو بعينهِ على إجماله هذه التفاصيل[12] ومال إلى هذا الرأي صاحب الأمثل. [13]
أولاً:أدوات الإجمال عند اللغويين:
من المهم جداً ذكر الملاحظة التي ذكرناها في المبحثين السابقين العام، المطلق وهي أن بين الإجمال والتفصيل رابط موضوعي إذ لم تُذكر هذه الملاحظة كما أظن، فما أُجمل في موضع من القرآن يفصل في موضعٍ آخر وسوف نثبت أن الذي يدل على تفصيل هذا الأجمال هو الأشباه والنظائر أيضاً.
ولكن من المهم بمكان تحديد أدوات الإجمال والتفصيل في اللغة والنحو إذ هي بمثابة كواشف تدل على هذا المصطلح. وينبغي أن تستثمر الجهود في إحصائها ودراستها وقد بينت دراسة أحد الباحثين[14] معطيات كتب النحو واللغة.
أدوات الإجمال:
حيث قسمها إلى مبحثين هما: دلالة الإجمال في نطاق اللفظ، دلالة الإجمال في نطاق التركيب.
* دلالة الإجمال في نطاق اللفظ: كانت أدوات الإجمال:
1- النكرة: فمفهوم النكرة على الدوام يعطي معنى الإجمال.
وكما هو معروف لغوياً تأتي النكرة في عدة طرق منها:
النكرة في سياق الإثبات كما في قوله تعالى{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ..}[15].
2- دلالة الإجمال في المعرفة بأنواعها: المعرف بأل، والإضافة، والموصول والضمير والعلم والإشارة.
قد يبدو للوهلة الأولى أن المعرفة هي بيان فلا تحتاج إلى ما يوضحها كما هو مشهور:
أ- دلالة الإجمال في المعرف بـأل:
ولكن هذا لا يمنع من ورود لفظة محلاة بالألف واللام إلا أنها تفيد الإجمال كقوله تعالى:{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}[16].
فالأسباب مجمل مع أنه معرف بالألف واللام.
ب- دلالة الإجمال في المعرف بالأضافة:
قال تعالى:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ..}[17] لقد احتوت الآية على معرف بالإضافة مجمل وهو نصيبهم فما هو نصيبهم؟
ج- دلالة الإجمال في الإسم الموصول: وهو ما لا يتم حتى تصلهُ بكلام بعده تام فالأسماء الموصولة تكون مجملة مبهمة تحتاج إلى تفصيل وبيان وهي جملة صلة الموصول، قال تعالى:{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهَ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ...}[18]. ثمة إسمين موصولين الذي، ما وهما مجملان فصلا بما بعدهما فالذي فُصل بـتقول وما مجمل فُصل يبيتون.
د- الضمير: سمي بذلك لكثرة إستتارهِ فاطلاقه على البارز توسع ولابد له من تقدم ظاهر ترجع إليه لأنها لا تستقل بأنفسها لاسيما ضمير الغيبة ولابد من رجوعه إلى الأقرب كقوله تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعهُ فالهاء ضمير مجمل هل يرجع على العمل أو الكلام.
3- دلالة الإجمال في الإستثناء:
وإن كان الإستثناء من أدوات التخصيص كما عرفنا إلا أنه يمكن أن يلف المستثنى الغموض والإبهام؛ فيكون مجملاً. يحتاج إلى تفصيل مثالهُ قال تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُم} [19] فما قبل الإستثناء يحمل دلالة العموم وأداة الاستثناء اخرجت المحرم منها لكن دلالته مجملة وهي{إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُم فصلته آية أخرى تدل على تحريم أشياء منها {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللـَّهَِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْق} [20] فهذا تفصيل للإجمال في الآية الأولى وفيها ملاحظات:
الاولى: فإن الآيتين وإن كانتا من سورة واحدة إلا أنهما منفصلتان عن بعضهما بآيةٍ ذات موضوع مختلف يخص موضوع الحج، ثم رجعت في الآية الأخرى إلى الموضوع الأول وهو ما حُلل وحرم من بهيمة الأنعام وهذا مصداق قاعدة الوصل والفصل المنقطع والمعطوف.
الثانية: أن هذا الفصل جعل الإجمال والتفصيل من نوع التناظري لا من نوع السياق المكاني.
الثالثة: ترتبط الآية الأولى والثالثة برابط موضوعي وهذا ما نؤكدهُ دائماً بأن بين الإجمال والتفصيل موضوع رابط وهو في الآية الأولى بهيمة الأنعام وفي الآية الثالثة مصاديق لبهيمة الأنعام. فالموضوع هو هو.
4- دلالة الإجمال في أفعل التفضيل:
وقد ذكر قانون المفاضلة في القرآن عدة مرات ولكن يكون مجمل في وجه المفاضلة وتأتي بثلاث صيغ أفعل من، أفعل مضافه لما بعدها وأفعل المعرفة التي تدل على الإطلاق، فقولنا محمد أفضل من موسى محمد أفضل الرسل ومحمد الأفضل.
قال تعالى: سبح اسم ربك الاعلى [21]، وقوله:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}[22].
5- دلالة الإجمال في الألفاظ الإسلامية:
لكونها حقائق شرعية لا يعرف معناها إلا بعد الإسلام فالصلاة والصوم والحج... الخ فهذه معاني مجملة تحتاج إلى تفصيل من السنة بمعناها الأشمل قول فعل وتقرير المعصوم.
6- دلالة الإجمال في الأفعال:-
ذكر أحدُ الباحثين ملاحظةً مهمة كون الفعل يتكون من حدث وزمن، فإن كان الإبهام في الزمن أصبح الفعل مطلقاً، وإن كان الإبهام في الحدث أصبح الفعل مجملاً [23] وهو الواقع قال تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهََ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}[24] فالفعل المضارع مبهم الحدث فلا يُعرف ما طبيعة هذا الإختصام.
**دلالة الإجمال في نطاق التركيب الجملة:
لدى التحقيق في الجملة لوحظ أنها تكون مجملة في أربعة وجوه: [25]
يكون في الجملة من حيث هي هي دون نسبتها فيدخل الإبهام في دلالتها كلياً فتحتاج إلى ما يفصلها بياناً وتوضيحاً: فالجملة بأنواعها فعليه كانت أو أسمية يلحقها فضلة تزيد في المعنى غير أن الجملة بطرفيها والفضلة قد يعتريها الإجمال، قال تعالى:{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ...}[26] فجملة {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} مجملة فلا يُعرف نوع التسويم ولكنها متصلة في نفس الآية حيث قال{يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}، فجاء الإجمال والتفصيل في سياقٍ واحد. وهذا النوع الأول الإجمال والتفصيل المتصل.
يكون في نسبة الجملة خاصة، ولا يفصل النسبة هنا إلا التمييز أو بدل الإشتمال إذ يحدد أن الجهة التي تكون عليها النسبة المبهمة. قال تعالى:{وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً}[27] فعيوناً جاءت منصوبة على التمييز. فازال وجه الإجمال في تفجير الأرض.
حذف جملة جواب الشرط فيدخل الإجمال في الشرط من باب حذف جوابه. فيكون الحذف هنا أوقع في النفس من ذكر جواب الشرط لتكون نفس الإنسان منشغلة بهذه المعاني العظمى.
قال تعالى:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّت، وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ، وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ،يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}[28].
عند التأمل في هذه الآيات نجد أن جواب الشرط محذوف والحذف في هذا الموضع أوفق من الذكر. وتكون الأفكار مفتوحة على أفقٍ غير متناهي من أحداث يوم القيامة، فإذا كان الأمر هذا أولهُ فما بالك بآخرهِ.
وقوع الإحتمال عند الإشتباه بين الجملة الخبرية والإنشائية فيقع الإجمال في ذلك [29]. والملاحظة: أن هذه القواعد التي ذكرت بعض مصاديقها يدخل في دلالة الإجمال وإلا فإنها مشتركة في دلالات أخرى والكل يعتمد على الفهم والمعنى.
وأما التفصيل:
فقد حدهُ ابن فارس بقوله: ما يدل على تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه[30]. وذكر أبو هلال العسكري بأنه ذكر ما تضمنهُ الإجمال على سبيل الأفراد [31]. لكن بعض النحاة كابن هشام أكد على أن التفصيل لا ينحصر في المفردة فحسب بل يتعداهُ إلى الجملة وتأتي على ثلاث هيئات: جملةٌ مقرونة بأي وجملة مقرونة بـأن، وجملة مجردة من حرف التفصيل [32].
فإن النحاة أحدثوا نقلة جديدة في هذا المفهوم[33] إذ جعلوهُ في الجملة التركيبية.
ولو قرأ تعريف العسكري ذكر ما تضمنتهُ الجملة على سبيل الإفراد بكسر الهمزة لأعطت معنى التفصيل، حيث ينحل الإجمال إلى أفراده فيتحقق التفصيل وقد ذكره الأصوليون في قبال الإجمال وأدواته التبين [34] التفسير [35].
[1] كل الكتب الأصولية السنة والشيعة ذكرت الإجمال في قبال البيان.
[2] كما أثبتها د. سيروان عبد الزهرة في الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني –رسالة دكتوراه-.
[3] ابن فارس: الصاحبي 2/78.
[4] ن. م: 68-71-76.
[5] الطبري / جامع البيان 5/ 93.
[6] القرطبي، الجامع لإحكام القرآن 2/ 218.
[7] محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن 10/140.
[8] الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن 1/98.
[9] المنجد /ص102.
[10] مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص49، الزام الناصب ج2 ص180.
[11] هود /1.
[12] محمد حسين الطباطبائي، تفسير القرآن 10/140.
[13] ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل 6/425.
[14] د. سيروان عبد الزهرة، الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني، رسالة دكتوراه غير منشورة، قدمت لمجلس كلية الآداب تمور /2006.
[15] النساء /153.
[16] غافر /36.
[17] الأعراف /37.
[18] ابن يعيش، شرح المفصل 3/150، النساء / 81.
[19] المائدة /1. ظ الطبرسي، مجمع البيان 3/ 216.
[20] المائدة /3. ظ.م
[21] الأعلى /1.
[22] العلق /3.
[23] د. سيروان عبد الزهرة /الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني ص135.
[24] النمل /45.
[25] د. سيروان عبد الزهرة، الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني، ص157.
[26] البقرة /49.
[27] القمر /12.
[28] الإنشقاق /1-6.
[29] د. سيروان عبد الزهرة /الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني ص153.
[30] إن فارس /معجم مقاييس اللغة 4/505.
[31] أبو هلال العسكري /الفروق اللغوية /49.
[32] ابن هشام، مغني اللبيب 2/521-523.
[33] د. سيروان عبد الزهرة، الإجمال والتفصيل ص164.
[34] معظم كتب الأصول أتفقت على هذا العنوان.
[35] السرخسي، أصول السرخسي 1/165.