سر التصريح بخلود أصحاب الجنة وأصحاب النار
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص593-594.
2023-08-07
1483
سر التصريح بخلود أصحاب الجنة وأصحاب النار
قال تعالى : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
لما كان زمان الوصال مشوباً بخشية الفراق، وأمل الوصال يراود المرء في فترة الهجران، فإن نشاط فترة الوصال يكون مشوباً بالحزن الناشئ من خوف الفراق؛ كما أن آلام أيام الهجران تكون مصحوبة بالحيوية النابعة من أمل الوصال. تأسيساً على ذلك، فمن أجل أن يكون وصال أهل الجنة حاصلاً بشكل مطلق، وليس مشوباً، جاء التصريح بالخلود والأبدية، يقابله في ذلك حال أهل النار؛ فمن أجل أن يكون هجرانهم خالصاً ولا يكون مصحوباً بشائبة أمل الوصال، ورد التصريح بخلودهم في جهنم. بالطبع هذا مع بقاء المجال مفتوحاً للنقد وطرح الآراء بخصوص خلود أصحاب النار فيها.
ما ينقل عن أهل الجنة في قوله عز من قائل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] حيث إن ظاهر الآية هو زوال الحزن على نحو مطلق ودائمي، فهو ناظر إلى المبحث المبين آنفاً؛ كما أن ما ينقل عن حال أهل النار في قوله عز وجل: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} [الحج: 22] فهو ناظر إلى دوام الحزن وعدم زوال الغم، وهو في مقابل ما نزل في أصحاب الجنة من قوله: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 48].
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة