المراد من قوله تعالى (ما بين) و (خلف)
المؤلف:
الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة:
ج5 ص186 - 187
2023-07-24
1701
يقول تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 66]
ـ عن الامام الباقر والصادق (عليهما السلام) أنهما قالا: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} [البقرة: 66] أي لما معها ينظر إليها من القرى {وَمَا خَلْفَهَا} [البقرة: 66] نحن ولنا فيها موعظة» [1].
إشارة: أ: السنة الإلهية مصونة من ضرر التبديل وآفة التحويل؛ ولذا فإن نسبتها إلى الحاضر والقادم واحدة؛ أي إن ما تتمتع به من صبغة التأديب والتنبيه والعقاب متساوية بالنسبة للمعاصرين والمتأخرين.
ب: ما يكون متساوياً بالنسبة إلى الحال والمستقبل فهو إنذار للمكلفين في عصر التعذيب والمكلفين في المستقبل بمعنى أن أياً منهم إذا ابتلي بالاعتداء وتخطى نطاق الحكم الإلهي فسيكون مثل هذا الخطر لهم بالمرصاد.
ج: إن أصل سنة الله على مدى الزمان، بما فيه الماضي والحاضر والمستقبل، وعلى امتداد الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب هو واحد، بيد أنه لا معنى للتحذير والإنذار والتبليغ وما إلى ذلك بالنسبة إلى الماضين الذين عاشوا قبل هذه الواقعة؛ من هذه الناحية فإن السنن التي تتخذ طابع الإنذار تختص بمخاطبي الحاضر والمستقبل، على الرغم من أن البنية التحتية لأصل السنة هي عامة وأبدية.
د: اختصاص الموعظة في مثل هذه الحادثة بأهل التقوى يمكن تبيينه [2] على ضوء المباحث المطروحة في ذيل الآية {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2].
[1] مجمع البیان، ج 1 - 2، ص 265.
[2] راجع تفسير تسنيم (المعرب)، ج2، ص 161 ـ 169.
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة