النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
الأسماء المخفوضة في القسم
المؤلف: ابن السراج النحوي
المصدر: الأصول في النّحو
الجزء والصفحة: ج1، ص: 432-438
2023-07-10
1285
الأسماء المخفوضة في القسم
أدوات القسم والمقسم به خمس الواو والباء والتاء واللام ومن، فأكثرها الواو ثم الباء وهما يدخلان على محلوف تقول: والله /512 لأفعلن وبالله لأفعلن فالأصل الباء كما ذكرت لك، ألا ترى أنك إذا كنيت عن المقسم به رجعت إلى الأصل فقلت: به آتيك، ولا يجوزوه لا آتيك، ثم التاء وذلك قولك : تالله لأفعلن ولا تقال مع غير الله ، قال الله: ﴿ وَتَالله لأكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ (1)، وقد تقول : تالله ، وفيها معنى التعجب، وبعض العرب يقول في هذا المعنى فتجيء باللام ولا يجيء إلا أن يكون فيه معنى التعجب، وقال أمية. بن عائذ:
الله يبقَى عَلَى الْأَيَّامِ ذُو حَيَدٍ بِمُشْمَخِرٍ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ (2)
يريد: والله لا يبقى إلا أن هذا مستعمل في حال تعجب. وقد يقول بعض العرب : الله لأفعلن ومن العرب من يقول : من ربي لأفعلن ذاك، ومن ربي إنك لا شر كذا حكاه سيبويه وقال: ولا يدخلونها في غير ربي» ولا تدخل الضمة في «من» إلا ها هنا (3).
وقال الخليل: جئتُ بهذه الحروفِ لأنك تضيف حلفك /513 إلى المحلوف به كما تضيف به بالباء إلا أن الفعل يجيء مضمراً، يعني أنك إذا قلت : والله لأفعلن، وبالله لأفعلن، فقد أضمرت أحلف وأقسم، وما أشبهه، مما لا يتعدى إلا بحرف والقسم في الكلام إنما تجيء به للتوكيد وهو لا معنی له لو قلت والله وسكت أو بالله ووقفت لم يكن لذلك معنى حتى تقسم على أمر من الأمور، وكذا إن أظهرت الفعل وأنت تريد القسم فقلت: أَشهدُ بالله وأقسم بالله ، فلفظه لفظ الخبر إلا أنه مضمر بما وحده يؤكده.
ويعرض في القسم شيئان: أحدهما: حذف حرف الجر والتعويض أو الحذف فيه بغير تعويض. فأما ما حذف منه حرف الجر وعوض منه فقولهم : أي ها الله ثبتت ألفها لأن الذي بعدها مدغم، ومن العرب من يقول: أي هلله فيحذف الألف التي بعد الهاء، قال سيبويه : فلا يكون في المقسم به ها هنا / 514 إلا الجر لأن قولهم «ها» صار عوضاً من اللفظ بالواو، فحذفت تخفيفاً على اللسان، ألا ترى أن الواو لا تظهر ها هنا. ويقولون: أي ها الله ذا، فأما قولهم ذا فذكر الخليل : أنه المحلوف عليه، كأنه قال : أي والله للأمر هذا، فحذف الأمر لكثرة استعمالهم وقدم «ها» كما قدم قوم : ها هو ذا وها أنذا قال زهير :
تَعْلَمَنْ هَا لَعَمْرِ اللَّهِ ذَا قَسَماً فاقْصِدْ بِذَرْعِكَ وانظر أينَ تَنْسَلِكُ (4)
ومن ذلك ألف الاستفهام: قالوا الله ليفعلن، فالألف عوض من الواو، ألا تری أنك لا تقول : أو الله .
وقال سيبويه : ومن ذلك ألف اللام وذلك قولهم : أفالله لتفعلن. وقال: ألا ترى أنك إن قلت أفوالله لم تثبت هذا قول سيبويه (5)،
وللمحتج لسيبويه أن يقول : إن الألف كما جعلت عوضاً قطعت وهي تقطع مع الواو / 515 .
لا
الثاني: ما يعرض في القسم، وهو حذف حرف الجر بغير تعويض. اعلم أن هذا يجيء على ضربين فربما حذفوا حرف الجر، وأعملوا الفعل في المقسم فنصبوه. وربما حذفوا حرف الجر وأعملوا الحرف في الاسم مضمراً. فالضربُ الأول قولك : الله لأفعلن، وقال ذو الرمة :
الا ربِّ مِنْ قَلْبِي لَه الله نَاصِحٌ ومَنْ قَلْبُهُ لِي فِي الطَّبَاءِ السَّوانِح (6)
وقال الآخر:
إِذَا مَا الخُبْزُ تَادُمهُ بِلَحْم فَذَاكَ أَمَانَةَ اللَّهِ التَرِيدُ (7)
433
أراد : وأمانة الله ووالله فلما ،حذف أعمل الفعل المضمر، ولكنه لا يضمر ما يتعدى بحرف جر. وتقول : أي الله لأفعلن، ومنهم من يقول: أي الله لأفعلن، فيحرك أي بالفتح لالتقاء الساكنين، ومنهم من يدعها على سكونها، ولا يحذفونها لأن الساكن الذي بعدها /516 مدغم والضرب الثاني : وهو إضمار حرف الجر وهو قول بعض العرب : الله لأفعلن قال سيبويه : جازَ حيثُ كثر في كلامهم فحذفوه تخفيفاً، كما حذف، رب، قال: وحذفوا الواو كما حذفوا اللامين من قولهم : لاه أبوك، حذفوا لام الإضافة واللام الأخرى ليخفوا الحرف على اللسان وذلك ينوون قال: وقال بعضهم : لهي أبوك فقلب العين وجعل اللام ساكنة إذا صارت مكان العين كما كانت العين ساكنة وتركوا آخر الاسم مفتوحاً كما تركوا آخر «أين» مفتوحاً وإنما فعلوا ذلك به لكثرته في كلامهم، فغيروا إعرابه كما غيروه (8).
واعلم أنه يجيء كلام عامل بعضه في بعض: إما مبتدأ وخبر، وإما
فعل وفاعل، ومعنى ذلك القسم، فالمبتدأ والخبر، قولك: لعمر الله لأفعلن /516 وبعض العرب يقول: وأيمن الكعبة، وأيم الله، فقولك : لعمر الله ، اللام لام الابتداء، وعمر الله : مرفوع بالابتداء والخبر محذوف، كأنه قال: لعمر الله المقسم به، وكذلك: أيم الله وأيمن. وتقول : العرب : علي عهد الله لأفعلن فعهد مرتفعة وعلي مستقر لها، وفيها معنى اليمين، وزعم يونس : أن ألف أيم موصولة وحكوا أيم وإيم وفتحوا الألف كما فتحوا الألف التي في الرجل، وكذلك أيمن قال الشاعر:
فَقَالَ فَرِيقُ القَومِ لمَّا نَشَدَتُهم نَعَمْ وفريق ليمن الله ما ندري (9)
وأما الفعل والفاعل، فقولهم : يعلم الله لأفعلن، وعلم الله لأفعلن، فإعرابه كإعراب يذهب زيد والمعنى والله لأفعلن قال سيبويه : وسمعنا فصحاء العرب يقولون في بيت امرىء القيس:
فَقُلْتُ يَمِينَ اللَّهِ أَبْرَحُ قَاعِدَاً ولو قَطَّعُوا رأسي لَدَيْكِ وأوصالي (10)
قال جعلوه بمنزلة أيمن الكعبة، وأيم الله (11)، وقالوا : /518 تتلقى اليمين بأربعة أحرف من جوابات الأيمان في القرآن وفي الكلام، ما ولا، وإن واللام، فأما ما فتقول : والله ما قام وما يقوم. وما زيد قائماً. ولا تدخل اللام على «ما» لأن اللام تحقيق وما نفي فلا يجتمعان. قال وقول الشاعر :
لما أغفلت شُكرك فاصْطَنِعْنِي فَكَيْفَ وَمِنْ عَطَائِكَ جُلّ مالي (12)
فإنه توهم الذي والصلة وأما لا فتقول: والله لا يقوم. وتلغي «لا» من بين أخواتها جوابات الأيمان فتقول والله أقوم إليك أبداً، تريد: لا أقوم إليك أبداً. فإذا قلت والله لا قمت إليك أبداً، تريد: أقوم، جاز، وإن أردت المضي كان خطأ فأما «إن فقولك: والله إن زيداً في الدار، وإنك لقائم، وقوله عز وجل : وحم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) (13)، قال الكسائي : إنا أنزلنا استئناف / 519/ وحم والكتاب ـ كأنه قال: حق والله . وقال الفراء : قد يكون جواباً .
وأما اللام فتدخل على المبتدأ والخبر فتقول: والله لزيد في الدار، هذه التي تدخل على المبتدأ والخبر. وأما التي تدخل على الأفعال : فإن كان الفعل ماضياً قلت والله لقد فعل، وكذلك : والله لفيك رغبت .
وأما اللام التي تدخل على المستقبل فإن النونين: الخفيفة والثقيلة
يجيئان معها نحو: والله ليقومنَّ، ولتقومَنْ يا هذا ولهما باب يذكران فيه .
مسائل من هذا الباب :
تقول : وحياتي ثم حياتك لأفعلن فثم بمنزلة الواو، وتقول: والله ثم الله لأفعلن، وبالله ثم الله لأفعلن. وإن شئت قلت: والله لاتينك ثم الله لأضربنك، وإن شئت قلت: والله لاتينك لأضر بنك.
قال سيبويه : وهذه الواو بمنزلة الواو التي في / 520 قولك : مررتُ بزيد وعمرو خارج(14) يعني أن الواو في قولك: وعمرو خارج، عطفت جملة على جملة، كأنك قلت بالله لاتينك الله لأضر بنك مبتدأ ثم عطفت هذا الكلام على هذا الكلام، فإذا لم تقطع جررت، قلت: والآ لآتينك، ثم والله لأضربنك صارت بمنزلة قولك : مررت بزيدٍ ثم بعمرو، وإن قلت: والله لاتينك ثم لأضر بنك الله ، لم يكن إلا النصب، لأنه ضم الفعل إلى الفعل، ثم جاء بالقسم على حدته (15). وإذا قلت والله لآتينك ثم الله، فإنما أحد الاسمين مضموم إلى الآخر وإن كان قد أخر أحدهما ولا يجوز في هذا إلا الجر، لأن الآخر معلق بالأول لأنه ليس بعده محلوف عليه.
قال سيبويه : ولو قال : وحقك وحيّ زيدٍ، على وجه الغلط والنسيان جاز (16)، يريد بذلك أنه لا يجوز لغير (17) كساه / 521 من عري (18) وسقاه من العيمة، فهذا يبن أنها في هذا الموضع حرف لأنهم أجمعوا على أن «من» حرف وعن أيضاً لفظة مشتركة للاسم والحرف.
قال أبو العباس: إذا قال قائل : على زيدٍ نزلت وعن زيد أخذت (19) فهما حرفان يعرف ذلك ،ضرورة، لأنهما أوصلا الفعل إلى زيد كما تقول: بزيد مررت وفي الدار نزلت وإليكَ ،جئت فهذا مذهب الحروف، وإذا قلت: جئت من عن يمينه، فعن اسم ومعناها ناحية وبنيت لمضارعتها الحروف. وأما الموضع الذي هي فيه اسم فقولهم : مَن عن يمينك، لأن «من» لا تعمل إلا في الأسماء.
قال الشاعر: فَقُلْتُ اجْعَلِي ضَوْءَ الفَرَاقِدِ كُلِّها يَمِيناً ومهوى النَّجْمِ مِن عَن شِمَالِكَ (20)
وأما كاف التشبيه، فقولك : أنت كزيدٍ ومعناها معنى /522: مثل وسيبويه يذهب إلى أنها حرف (21). وكذلك البصريون، ويستدلون على أنه حرف بقولك : جاءني الذي ،كزيدٍ كما تقول جاءني الذي في الدار، ولو قلت: جاءني الذي مثل زيدٍ لم يصلح إلا أن تقول: الذي هو مثل زيد، حتى يكون لهذا الخبر ابتداء ويكون راجعاً في الصلة إلى الذي، فإن أضمرته : جاز على قبح، وإذا قلت: جاءني الذي كزيدٍ لم تحتج إلى هو، ومما يدلك على أنها حرف مجئها زائدة والأسماء لا تقع موقع الزوائد، إنما تزاد الحروف، قال
الله عز وجل: (وليسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (22). فالكاف زائدة لأنه لم يثبت له مثلاً تبارك وتعالى عن ذلك، والمعنى: ليس مثله شيء. وقد جاءت في الشعر واقعةً موقع مثل موضوعة موضعها قال الشاعر:
وَصَالِيَاتٍ كَكَما يُؤْثفَين (23)
أراد كمثل ما .
وقال الآخر:
فصيروا مثل كعصف مأكول (24)
فإضافته مثل إلى الكاف يدل على أنه قدرها اسماً. وهذا إنما جاء على
ضرورة الشاعر.
وذكر سيبويه : أنه لا يجوز الإضمار معها إذا قلت: أنت كزيد، لم يجز أن تكني عن زيد. استغنوا بمثل وشبه فتقول أنتَ مثل زيد وقال : مثل ذلك
في حتى ومذ .
وقال أبو العباس: فأما الكاف وحتى فقد خولف فيهما، قال: وهذا حسن والكاف أشد تمكناً، فأما امتناعهم من الكاف ومذ وحتى فلعلة واحدة. يقولون : كل شيء من هذه الحروف غير متمكن في بابه، لأن الكاف تكون اسماً وتكون حرفاً فلا تضيفها إلى المضمر مع قلة تمكنها، وضعف المضمر إلا أن يضطر شاعر. ومنذ تكون اسماً 524 وتكون حرفاً. وحتى تكون عاطفة وتكون جارة، فلم تعط نصيبها كاملاً في أحد البابين وقال : الكاف، معناها معنى مثل، فبذلك حكم أنها اسم، لأن الأسماء إنما عرفت بمعانيها، وأنت إذا قلت: زيد كعمرو أو زيد مثل عمرو فالمعنى واحد فهذا باب المعنى. قال: وأما اللفظ فقد قيل في الكلام والأشعار ما يوجب لها أنها اسم. قال
الأعشى :
أَتَنتَهُونَ وَلَنْ يَنهَى ذَوِي شَطط كالطَّعْنِ يَذْهَبُ فيه الزَّيْتُ والفتل (25)
فالكاف هي الفاعلة، فإنق قال قائل : إنما هي نعت، قيل له : إنما
يخلف الاسم ويقوم مقامه ما كان اسماً مثله نحو: جاءني عاقل، ومررت
بظريف، وليس بالحسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأنبياء: 57 .
(2) من شواهد سيبويه 2 / 144 على دخول اللام على اسم «الله» في القسم بمعنى التعجب والحيد - بفتح الحاء - مصدر: وهو إعوجاج يكون في قرن الوعل. ويروى - بكسر الحاء - وفسر بأنه جمع حيدة وهي العقدة في قرن الوعل. وقيل: هو مصدر حاد يجيد حيداً بالسكون فحركه للضرورة، ومعناه الروغان وروي : ذو جيد بالجيم، وهو جناح مائل من الجبل وقيل يريد به الظبي. والمشمخر: الجبل الشامخ العالي، والباء بمعنى «في والظيان ياسمين البر والآس: نقط من العسل يقع من النحل على الحجارة. لا النافية حذفت من «يبقى» وهو حذف قياس، لأن المضارع وقع جواباً للقسم، ونسبه غير سيبويه وابن السراج إلى مالك بن خالد الخزاعي، ولعبد مناة الهذلي، ولأبي زبيد الطائي
وانظر: المقتضب 2 / 324 ، وابن يعيش 9 / 98 ، والمفصل للزمخشري / 345 وأمالي الشجري 369/1 ، والخزانة ،361/2 والمخصص لابن سیده 111/13، وديوان الهذليين 2/3، والصاحبي /86.
(3) انظر: الكتاب 2/ 145 .
(4) استشهد به سیبویه 2 / 145 على الفصل بين «ها» التنبيه و «ذا» بالقسم واستشهد به 2 / 150 على التوكيد بالنون الخفيفة .
والبيت روي بروايتين: أقدر من بابي صَرَبَ وقَتَلَ بمعنى: قدر. واقصد بذرعك - الباء بمعنى «في» وقسماً: مصدر مؤكد لما قبله لأن معناه : أقسم. تعلمن: بمعنى ملازم للأمر.
وذرع الإنسان : طاقته - واقصد بذرعك - مثل أورده الميداني، وقال عنه: يضرب لمن يتوعد، أي: كلف نفسك ما تطيق والذرع عبارة عن الإستطاعة، كأنه قال: اقصد الأمر. بما تملكه أنت لا بما يملكه غيرك أي توعد بما تسعه قدرتك. وانظر: المقتضب 2 / 323 ومجمع الأمثال 2 / 92، والخزانة 4 / 208 و 2 / 475 ، والديوان / 175 .
(5) انظر: الكتاب 2 / 145 .
(6) من شواهد الكتاب 2 / 144 على نصب اسم الله عز وجل لما حذف حرف الجر وأوصل إليه الفعل المقدر والتقدير أحلف بالله ثم حذف الجار فعمل الفعل فنصب .
والسوانح من الظباء ما أخذ عن ميامن الرامي فلم يتمكنه رميه حتى ينحرف له فيتشاءم به. ومن العرب من يتيمن به لأخذه عن الميامن فيجعله مشوماً، وضرب به المثل في انحراف مية عنه ومخالفة قلبها وهواها لقلبه وهواه ويُروى ومن هو عندي في الظباء السوانح .
وانظر: ابن يعيش 9 / 102، وشرح السيرافي 4 / 232 ، والمفصل للزمخشري /347، وانظر ديوان ذي الرمة / 664 ، مما نسب إليه .
(7) من شواهد سيبويه 2 / 144 على نصب أمانة بإضمار فعل، ويقال: وضعه النحويون :تأدمه .تخلطه ولم يعرف قائل هذا البيت وقد روى رفع الأمانة على الابتداء محذوف الخبر، وانظر شرح السيرافي ،225/3 ، والمفصل للزمخشري /348،
وابن يعيش 102/9 .
(8) انظر الكتاب 2 / 144 - 145 .
(9) من شواهد سيبويه 2 / 147 ، و 2 273 ، على حذف ألف الوصل من «أيمن». ونشدتهم : سألتهم وصف أنه تعرض لزيارة من يحب فجعل ينشد دوداً من الإبل ضلت له مخافة أن يُنكر عليه مجيئه والمامه .
وبين البصريين والكوفيين خلاف في كلمة «أيمن» وهل هي مفردة أو جمع؟ وقد عقد ابن الأنباري في الإنصاف مسألة لهذا الخلاف / 246 - 249 . والبيت كما نسبه الأعلم
لنصيب .
وانظر: المقتضب 1 / 228 و 2 ،90 وشرح السيرافي 4 / 234 ، وشرح ابن يعيش 92/9، والهمع 40/2، والدرر اللوامع 44/2 .
(10) من شواهد سيبويه 2 / 147 على رفع يمين الله بالابتداء وحذف الخبر. وروى: يمين الله مرفوعاً كذلك. فالرفع على الابتداء والخبر محذوف. وأما النصب فعلى أن أصله : أحلف بيمين الله ، فلما حذف الباء وصل فعل القسم إليه بنفسه، ثم حذف فعل القسم وبقي منصوباً. والأوصال: المفاصل. وقيل مجتمع العظام. المفرد مفصل - بكسر الواو وضمها - كل عظم لا ينكسر ولا يختلط بغيره.
وانظر: معاني القرآن 2 / 54 ، والمقتضب 2 / 326، ورواه المبرد. ولو ضربوا راسي. والخصائص 2 / 284 . وشرح السيرافي 234/4، والديوان وفيه القصيدة
.1.0
(11) انظر: الكتاب 2 / 147 .
(12) الشاهد فيه : دحول لام الابتداء على «ما» النافية حملا لها في اللفظ على «ما» الموصولة الواقعة مبتدأ. فهو محمول في اللفظ على نحو قولك لما تصنعه حس. ولم يعرف قائل هذا البيت وانطر المغني 857/2 ، وكتاب منازل الحروف للرماني /51، تحقيق
الدكتور مصطفى جواد
(13) الدخان 1 - 3 .
(14) انظر: الكتاب 2 / 146 .
(15) في الكتاب 146/2: ثم جاء بالقسم له على حدته ولم يحمله على الأول.
(16) انظر: الكتاب 2 / 146 .
(17) هنا : ساقط من الكتاب.
(18) ساقط قبل هذا الكلام وانظر: الكتاب 2 / 308
(19) قال المبرد في المقتضب 46/1. وقد يكون اللفظ واحداً ويدل على اسم وفعل، نحو قولك: زيد على الجمل يا فتى وزيد علا الجبل، فيكون «على» فعلا ويكون حرفاً حافضاً والمعنى قريب.
(20) الشاهد فيه أن «عن» اسم لدخول حرف الجر عليها إذ أن حرف الجر لا يدخل على مثله. والبيت لذي الرمة بن غيلان وانظر أسرار العربية لابن الأنباري /102،
وشروح سقط الزيد 2/ 539، والديوان /429.
(21) انظر الكتاب 2 / 304 ، قال : وكاف الجر التي تجيء للتشبيه وذلك قولك: أنت كزيد، بينما يرى المبرد: أنها بمعى مثل قال في المقتضب 140/4 : وأما الكاف الزائدة فمعناها : التشبيه نحو عبد الله ،كزيد، وإنما معناه مثل زيد.
(22) الشورى: 11 (وفي البحر المحيط 7 / 510 تقول العرب مثلك لا يفعل كذا يريدون به المخاطب، كأنهم إذا نفوا الوصف عن مثل الشخص كان نقياً عن الشخص وهو من باب المبالغة .. فجرت الآية في ذلك على نهج كلام العرب من إطلاق المثل على نفس الشيء. وانظر المغني 153/1 وسر صناعة الإعراب:
. 292 - 91/1
(23) من شواهد الكتاب 1 / 13 في باب ما يحتمل الشعر. وفي 1 / 203 على أن الكاف اسم بمعنى مثل. و 331/2 على بقاء الهمزة في المضارع للضرورة.
والصاليات أراد بها الأثافي لأنها صليت بالنار، أي أحرقت حتى اسودت والأثافي : جمع أثفية وهي الحجارة التي ينصب عليها القدر.
والمعنى: لم يبق من هذه الديار التي خلت من أهلها غير رماد القدر، وغير حجارة القدر. وقال البغدادي : هو من بحر السريع. وربما حسب من لا يعرف العروض أنه من الرجز وهو الخطام المجاشعي.
وانظر: المقتضب 4 / 97، وشرح السيرافي 1 / 260، والخصائص 2 / 368 والموجز لامن السراج / 58 ، والمحتسب ،186/1 ، والتصريف للمازني 184/2 .
(24) من شواهد سيبويه 1 / 203 ، على أن الكاف بمعنى «مثل» قال الأعلم: وجاز الجمع بين «مثل والكاف جوازاً حسناً لاختلاف لفظهما ما قصده مع من المبالغة في التشبيه ولو كرر المثل لم يحسن :وقيل أن الكاف فيه زائدة فكأنه قال: فصيروا مثل عصف مأكول. والعصف بقل الزرع أو الزرع الذي أكل حبه وبقي نبته .
ونسب إلى حميد الأرقط وإلى رؤبة بن العجاج وهو في ديوانه مما نسب إليه، وقبله:
ولعبت طير بهم أبابيل مصيروا مثل كعصف مأكول
وانظر المقتضب 4 / 141، وسر صناعة الإعراب 1 / 296 ، وشرح الكافية
للرضي 319/2، وديوان رؤبة / 181 .
(25) من شواهد الكتاب 1 / 203 وهو مخصوص بالضرورة قال: إلا أن ناساً من العرب إذا اضطروا في الشعر جعلوها بمنزلة مثل والكاف يجيء اسماً في الاختيار عند ابن جني قال في سر صناعة الإعراب فأما قوله ولن ينهى ذوي شطط كالطعن، فلو حملته على إقامة الصفة مقام الموصوف لكان أقبح لأن الكاف في بيت الأعشى هي الفاعلة في المعنى. والفاعل لا يكون إلا اسماً صريحاً محضاً وهم على إيحاضه اسماً محافظة من جميع الأسماء والشطط الجور والظلم والقتل: جمع فتيلة، أراد. الحراجة. والمعنى لا ينهى أصحاب الجور مثل طعن نافذ إلى الجوف يغيب فيه الزيت والفتل .
وانظر: المقتضب 1 / 141، وسر صناعة الإعراب 180/1، وشرح السيرافي 72/1، والحيوان للجاحظ 466/3 وروايته لا تنتهون والكامل /44، وأمالي ابن الشجري ،229/2 ، والخصائص 386/2 ، والغيث المنسجم 52/1، والديوان