اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
طبيعة اللغة التي يكتب بها الخبر
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 129-131
2023-05-28
1289
طبيعة اللغة التي يكتب بها الخبر
في اللغة التي يكتب بها الخبر، يقول بعض أساتذة الصحافة (وهو هنا الاستاذ رز فليش R Flesh)
ما دامت الصحافة تتجه بالخبر إلى الطبقات الديمقراطية في الشعب، ومادامت هذه الطبقات تتزايد في كل بلد من بلاد العالم يوماً بعد يوم، فلا مفر من مسايرة اللغة الصحفية مسايرة تامة لهذه الطبقات (1).
ومعنى ذلك أننا نكتب ليفهمنا الناس.
ومعنى ذلك أيضاً أن اللغة التي تكتب بها المادة الصحفية لابد أن تتوافر فيها جملة أشياء منها:
أولاً- إيثار الجمل القصيرة على الطويلة، بحيث لا تزيد الجملة عن قدر معين من الالفاظ.
وقد أجمع المشتغلون بالصحافة على وجوب تحذير محرر الاخبار من استخدام الكتابة الادبية أو الكتابة المنمقة في التحرير...
واتفقوا جميعاً على العمل بهذه النصيحة التي تقول:
استعمل الجمل القصيرة واكتب بلغة سلسة ومفهومة.
استعمل الكلمة التي تصيب الهدف، بدلا من استعمال الكلمات العامة التي قد تعني أشياء كثيرة منها مضافة إلى الهدف، فالألفاظ في أيامنا هذه يجب أن نعتمد على الدقة في استعمالها.
ثانياً- إيثار الفقرات القصيرة على الفقرات الطويلة، حتى تضمن الصحيفة انتباه القراء دائماً، وتحتاج هذه المسألة إلى ما تحتاج إليه سابقتها من التجارب الإحصائية. ولغة الارقام في مثل هذه الابحاث لا تحتمل الشك، ولا تضلل الصحف بحال ما.
ثالثاً- الحرص على استعمال الالفاظ المألوفة للقراء، وتجنب الالفاظ غير المألوفة. وليس القصد من ذلك هو الحرص على سلامة اللغة من أن تكثر بها الالفاظ الأجنبية عنها، فللصحف أن تقول "ماركة رالي" في الدراجات ولا تقول "علامة رالي"، ولها أن تقول "محطة الاوتوبيس" ولا يصح أن تقول "محطة السيارات العامة" وتقول "ضاحية مصر الجديدة" ولا يصح أن تقول "ضاحية هليوبوليس" . وتقول "راديو وتليفون" ولا يصح أن تقول "مذياع ومسرة".
وحتى في مجال العلم الخالص أو الفن الخالص ينبغي للصحيفة عندما تنشر خبراً من هذا النوع أن تقتصر ما أمكنها على استخدام المصطلحات المعروفة لأهل هذا الفن أو العلم، إذ من الجائز أن يطلع على هذا الخبر بعض الجمهور غير المثقف بهذه الثقافة، ولكنه يرغب في الاستفادة، وليس من شك في أن نشر الثقافة هدف من أجل أهداف الصحافة، فعليها أن تجعل الطريق سهلاً إلى هذا الهدف، كما أوضحنا ذلك في كتاب "فن المقال" .
رابعاً- الحرص على استعمال الافعال المجردة وتفضيلها على الافعال المزيدة أو المبالغ في اشتقاقها على صورة من الصور، ولا بأس هنا من استخدام الالفاظ المنحوتة حديثاً لتدل على معنى من المعاني الحديثة أيضاً، كما في قولهم: تأقلم وتمذهب، وتبلشف، وكما في قولهم التعايش السلمي، واللامركزية، والروتين الحكومي، ونحو ذلك.
خامساً- اصطناع الالفاظ والتراكيب التي يألفها القراء، أو التي تشعرهم بشيء من الإيناس. وهنا يحسن بالمحرر الصحفي أن يكثر من استعمال ضمائر الخطاب، وأن يتجنب ضمائر الغيبة بقدر المستطاع، وأن يشعر القارئ باستمرار أنه يتحدث إليه كصديق، بل أخ شقيق يلذ له أن يستمع إليه، ويصغى بكل جوارحه لكل كلمة من كلماته في الصحيفة، غير أن هذه النصيحة الخامسة ألزم في كتابة المقال منها في كتابة الخبر فتنبغي مراعاة ذلك.
سادساً- استعمال الفعل المبني للمعلوم، وتجنب استعمال الفعل المبني للمجهول إلا عند الضرورة القصوى، أو عندما يستخدم المحرر في كتابته بعض الالفاظ التي اشتهرت بالبناء للمجهول كلفظ (عنى بأمره)، (واسقط في يده) ونحو ذلك.
سابعاً- لا يجوز للخبر الصحفي أن يستعان فيه بالأشعار والحكم والامثال وكلام الفحول من الكتاب والخطباء، فهذه الاشياء أدخل في باب الادب الخالص، فضلاً عن أنها من أمارات الكتابة الارستقراطية التي لا تفهمها إلا طبقة خاصة من القراء. والجريدة إنما تخاطب الطبقات الدنيا أو الوسطى، أو التي سماها العلماء بالطبقات الديمقراطية كما قدمنا، ومعنى ذلك باختصار أن المحرر ينبغي له دائماً أن يضع نصب عينيه مستوى القارئ، فإذا كان قراء الصحيفة على جانب كبير من العلم وجب عليه أن يكتب لهم بأسلوب يتناسب وهذا القدر من العلم، وإذا كانوا متوسطي الثقافة وجب عليه أن يراعي هذا المستوى في تحريره مراعاة دقيقة. وفي هذه الاحوال جميعها لا تكون وظيفة المحرر الصحفي إثارة إعجاب القارئ بروعة الاسلوب وجمال التراكيب، وبلاغة الجمل ونحو ذلك، فهذا كله لا يتلاءم وصياغة الاخبار، ولكنه يتفق مع المقال في حالات خاصة من حالاته، أو صورة معينة من صوره، كما ستعرف ذلك فيما بعد.
ثامناً- في كتابة الخبر الصحفي المتصل بحادث من الحوادث الداخلية، كحادث حريق أو حادث تصادم أو نحو ذلك من الاحداث التي تتعرض للتغيير بين لحظة وأخرى، ينبغي للمحرر الصحفي أن يخفف من عنايته بإيجاد الروابط الاسلوبية القوية بين أجزاء الخبر الواحد، من أمثال: (وفي اثناء ذلك) او (ولما كان الامر كذلك) الخ.
ومن حقك أيها الصحفي أن تعرف لماذا نسوق إليك هذه النصيحة الاخيرة:
فاعلم أن السبب في ذلك هو أن الخبر الصحفي لحادث من الحوادث الداخلية بنوع خاص عرضة كما قلنا للتغيير والتبديل بين لحظة وأخرى.
فإذا كانت الروابط بين أجزاء الخبر من هذا القبيل صعب عليك إجراء هذا التغيير المطلوب، على حين أنه إذا كانت أجزاء الخبر الصحفي مستقلة بعضها عن بعض، وغير مرتبط بعضها ببعض إلى هذا الحد، أمكنك أن تحذف جزءاً، وتضع مكانه آخر إذا اقتضى الحال ذلك، دون أن يؤثر هذا في الخبر الصحفي نفسه من حيث الصياغة، ودون أن يكون لذلك تأثير ما في سير الطبع، وترتيب مواد الصفحة الخاصة بمثل هذه الاخبار الداخلية.
____________________
(1) راجع الملحق بالصفحة 26 من كتابي "الإعلام" .