معنى الرخص
المؤلف:
السيد المرتضى علم الهدى
المصدر:
رسالة المحكم والمتشابه
الجزء والصفحة:
ص 92
2023-05-18
2211
فأما الرخصة التي هي الإطلاق بعد النهي ، فإنّ الله تعالى فرض الوضوء بالماء الطاهر ، وكذلك الغسل من الجنابة فقال : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6] ،
فالفريضة من الله عزّ وجلّ الغسل بالماء عند وجوده لا يجوز غيره ، والرّخصة فيه إذا لم يَجدِ الماء التيمم بالتراب من الصعيد الطَّيِّب .
ومثله قوله عزّ وجلّ : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] . فالفرض أن يصلّي الرّجل صلاة الفريضة على الأرض بركوع وسجود تـام ، ثم رخص للخائف ، فقال سبحانه: { فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239].
ومثله قوله عزّ وجلّ : {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } [النساء: 103] ، ومعنى الآية أن الصحيح يصلّي قائماً ، والمريض يصلّي قاعداً، ومن لم يقدر أن يصلي قاعداً صلّى مضطجعاً ويؤمي نائماً، فهذه رخصة جاءت بعد العزيمة .
ومثله قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] إلى قوله تعالى : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185] ، ثم رخص للمريض والمسافر بقوله سبحانه: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ } [البقرة: 185] ، فانتقلت فريضة العزيمة اللازمة للرّجل الصحيح لموضع القدرة وزالت الضرورة تفضلاً على العباد .
وأما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار، فإنّ الله تعالى رخص أن يعاقب العـبـد عـلـى ظلمه ، فقال الله تعالى : {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى: 40] ، وهذا ما هو فيه بالخيار إن شاء عفا ، وإن شاء عاقب .
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة