1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

اختلال التربية والتعليم

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج1 ص171 ــ 177

2023-04-08

1225

إن الغرب رغم كل ما أحرزه من تقدم في شتى المجالات لم يُعر تنمية روح الإيمان والأخلاق في نفوس أبنائه اهتماماً. وإن الاختلاف في التربية والتعليم في البلدان المتقدمة يجعل جيل الشباب يواجه مشاكل كبيرة جمة.

«يقول الدكتور كارل: إن الذي اعتاد منذ نشأته على معرفة المحاسن والمساوئ، يكون انتخاب الحسن وتجنب السيء عنده يسيراً طيلة حياته، فهو يبتعد عن كل ما هو سيء كابتعاده عن النار، وليس الكذب والخيانة وغير ذلك في عُرفه من الأعمال الممنوعة فقط ، بل مستحيل ارتكابها».

سيئو السمعة والخلق :

«ولزرع هذه النفسية في روح الإنسان لا بد من محيط سليم تراعى فيه المبادئ الأخلاقية. فالإنسان تسيطر عليه رغبة غريزية في التقليد ، وهو يقلد ما هو سيء بسهولة أكبر من تقليد ما هو حسن. وفي مسيرة التقليد هذه إذا ما وقع الأبناء في أيدي من هم لا سمعة لهم ولا خلق ، فإن عيوبهم ستكثر. لذا فإن المربي الجيد هو من يؤمن ويفعل بما يقوله».

«الكثير من علماء التربية لا يهتمون بالأحاسيس النفسية كحس الأخلاق وحس الجمال، فالجهود التي تبذل في مجال التربية والتعليم اليوم تصب معظمها في الجانب الفكري والاجتماعي».

«إن ما يبعث على الدهشة هو أن شباب اليوم الذين يرون بأم العين تفكك المدنية والحضارة هم من خريجي المدارس الجديدة، جهلة، محتالون، يفتقرون إلى السجايا الأخلاقية الحسنة. وهنا لا بد من السؤال، ألا تعتبر هذه العيوب نقصاً كبيراً في مجال التربية والتعليم؟، ونسأل على سبيل المثال كم من علماء التربية أقدموا على تنمية الإرادة وتملك النفس لدى الشباب؟» .

((كثيرون هم الأطفال الذين يواجهون وسط أسرهم ما هو مناف للأخلاق، ويعيشون مشاحنات ومشاجرات وتعاسة، وكثيرون هم الذين لم يواجهوا هذه الحالات في منازلهم ، لكنهم تعلموها من أصدقائهم» .

الاسلام وجيل الشباب:

إن مسألة التربية والتعليم لجيل الشباب وتنمية عقولهم وتوعية أحاسيسهم استأثرت باهتمام أولياء الله الصالحين ، حيث حثوا أنصارهم وأتباعهم قولاً وعملاً على الاستفادة من مرحلة الشباب الثمينة والزائلة استفادة قصوى، وحذروهم من الكسل والخمول والإهمال.

هدر حقوق الشباب :

روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : لست احب أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالين ، إما عالماً أو متعلماً ، فإن لم يفعل فرّط فإن فرط ضيع فإن ضيع أثم وإن أثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق(1).

كان معاذ بن جبل الأنصاري وهو من صحابة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ذا عقل نير وذكاء خارق ووجه جميل وجود وكرم، وكان متصفاً بحسن الأدب والأخلاق، وكان عمره لما أسلم ثماني عشرة سنة(2).

وكان معاذ بن جبل منشغلاً بتحصيل العلوم الإسلامية تحت رعاية خاصة من قبل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وقد استطاع خلال سنوات معدودة اكتساب جزء كبير من المعارف الإسلامية ، وبات من فضلاء الصحابة وذلك بفضل استعداداته الفطرية ومثابرته ومجاهدته .

وكان معاذ في السادسة والعشرين من العمر تقريباً لدى فتح مكة ، وحينما تم تطهير مكة المكرمة من المشركين وإقامة حكومة إسلامية فيها ، كان لا بد من تنصيب فرد كفوء فيها ليعلّم الناس الأحكام الإسلامية – من عبادات ومعاملات - والقوانين الحقوقية والجزائية في الإسلام .

«فترك (صلى الله عليه وآله) معاذ بن جبل بمكة معلماً للناس السنن والفقه»(3).

وعندما نصب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) معاذ بن جبل معلماً العلوم والسنن والفقه للناس في مكة، كان عمر الأخير ستة وعشرين عاماً ، وهذا ما يعتبر دليلاً على اهتمام أولياء الله ورسله سلام الله عليهم بتربية جيل الشباب وتعليمهم .

وضع أساس السعادة:

إن الشاب من ذوي الاستعدادات إذا ما استفاد من مرحلة الشباب خير استفادة، وكرس كامل قواه وجهده في اكتساب العلم والمعرفة فإنه دون شك سيحقق درجات مرموقة خلال سنوات معدودة ، واضعاً بذلك أساس سعادته في الدنيا، بالغاً الكمال المطلوب في وقت قصير.

«إن الأساس الذي يوضع خلال مرحلة الشباب يكون له الأثر الواسع في نجاح الإنسان في حياته المستقبلية أو فشله» .

«فالإنسان يحظى في مرحلة الشباب بالكثير من إمكانيات وامتيازات العيش لكنه حينما يطأ مرحلة الشيخوخة فإنه يفقد الكثير من هذه الإمكانيات والامتيازات، ويقع الإنسان في حسرة على ما مضى من الفرص الغالية التي لم يستغلها بنحو جيد ، وهذه الحسرة وذلك الندم دفعا بـ (ديسرائيلي) إلى القول: الشباب غلطة، والشيخوخة صراع ومعركة والكهولة حسرة وندم»(4) .

داء الكسل:

إن البعض من الشباب الذين يجب عليهم تكريس كل قواهم وجهدهم لتحصيل العلم والمعرفة، يصابون بداء الكسل والخمول ويغرقون في اليأس لأنهم هدروا فرصة الشباب بالمجان. وعلى مثل هؤلاء الشباب أن يعلموا أنهم ظلموا أنفسهم ودمروا سعادتهم بأيديهم.

الضعف والبطالة:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أطاع التواني ضيع الحقوق(5).

وعنه (صلى الله عليه وآله): هيهات من نيل السعادة السكون إلى الهواني والبطالة(6).

وعن الامام الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال موسى يا رب أي عبادك أبغض إليك، قال جيفة بالليل، بطال بالنهار(7) .

العناد والاستبداد :

إن الفتيان الذين يقضون مرحلة الشباب الثمينة بالكسل والخمول والبطالة نتيجة عنادهم واستبدادهم، ولم يجمعوا لغدهم ذخائر علمية، فإنهم سيصابون في الكبر بالندامة والحسرة، وسيحترقون بنار الندامة التي أشعلوها في داخلهم حيث لا تنفع الحسرة ولا ينفع الندم.

قال الإمام علي (عليه السلام) : من أطاع التواني أحاطت به الندامة(8) . 

السراب والوهم :

إن بعض الشبان يلجؤون إلى الوهم والسراب لما تقتضيه طباعهم. ويهدرون جزءاً من عمرهم في قراءة قصص من نسج الخيال والوهم وأساطير خرافية قد تكون مضرة أحياناً بدلاً من إهداره في اكتساب العلم والمعرفة والفضيلة. على اولئك أن يعلموا أنهم يبتعدون عن واقع الحياة وإدراك الحقائق العلمية بمقدار انجرافهم في التيار المعاكس .

انجراف الشباب وراء المجهول :

«إن الشاب يحب المجهول، فالمجهول بالنسبة له شيء جديد يتلاءم وأفكاره أكثر من المعلوم . الكل يعلم مدى رغبة الفتى بين سن 12 و15 عاماً في قراءة القصص والروايات التي تتخللها الحوادث والمغامرات ، ثم بعد ذلك تتولد فيهم رغبة اللجوء إلى الشعر الغزلي والقصص العاطفية»(9).

«إن كبار المفكرين والعلماء قد برزوا في وقت اقتصرت مكتبات بيوتهم على احتواء بضع من كتب التاريخ والكتب الدينية والكلاسيكية الاخرى ، وكانت هذه الكتب تقرأ بعد يوم عمل شاق وطويل على أنوار الشموع المرتجفة.

لكننا اليوم لم نلحظ ولادة علماء ومفكرين بالمقارنة مع تلك الأزمان رغم وجود الكثير الكثير من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية والكم الهائل من الكتب» .

دوّامات الفساد:

«عندما يختار الفتيان والفتيات الكتب التي تفتقر إلى أية قيمة معلوماتية لمطالعاتهم ، فإنهم سيفقدون بالتدريج ذوق اختيار ما هو أفضل وأنسب وأكثر قيمة. فالكتاب غير الجيد أو بالأحرى الرديء يثير مشاعر الغضب والهيجان لدى قارئه ويقربه من منزلق يؤدي به إلى دوامات الفساد الخلقي ، ومثل هذا الكتاب يؤدي إلى تضعيف الإرادة وجمود الفكر ويقضي على الحياة المعنوية ويجعل الإنسان يتنفر من كل نشاط جسماني(10).

تنقسم الكتب الركيكة المحتوى والقصص الخيالية التي قد يلجأ الفتى أو الفتاة إلى قراءتها إلى قسمين، قسم يؤدي بقارئه إلى إهدار عمره والوقوع في متاهات الفساد الخلقي والإجرام والخيانة. 

كتب الأساطير :

والقسم الآخر هو كتب الأساطير والخرافات التي لا تجر قارئها إلى الفساد الخلقي ولكنها تساهم على الأقل في إضاعة أحلى مراحل عمره أي مرحلة الشباب ، وإلهائه عن تحصيل العلم ومطالعة الكتب المفيدة .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من اشتغل بالفضول فاته من مهمه المأمول(11).

____________________________

(1) بحار الأنوار ج 1، ص 55 .

(2) اسد الغابة «معاذ» ص 376 .

(3) السيرة الحلبية ج3 ، ص 120.

(4) ما وفرزندان ما (نحن وأبناؤنا) ، ص 79 .

(5) مجموعة ورام ج 1 ، ص 59 .

(6)غرر الحكم، ص 792 .

(7) السفينة ج2 «النوم» ، ص624.

(8) غرر الحكم، ص713 .

(9) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف) البلوغ، ص49 .

(10) ما وفرزندان ما (نحن وأبناؤنا) ، ص83 .

(11) غرر الحكم، ص669 . 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي