الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
السوق وصفاته.
المؤلف: مركز نون للتأليف والترجمة.
المصدر: آداب السوق والطريق
الجزء والصفحة: ص 31 ـ 35.
2023-04-02
1164
إنّ تنظيم أمور الناس في معاشهم يتطلّب صياغة قانون تراعى فيه جميع الجوانب والحيثيات والتفاصيل، وهذا الأمر ليس في مقدور القوانين الوضعية أن تهتم بكل جوانبه فهي إن حققت شيئا فهو لا يخلو من النقص والظلم في كثير من الموارد، وينقصه أمر آخر وهو عدم اهتمامه بالشأن الفردي ولا ينظر لعلاقات الناس الأخلاقية لينظمها بخلاف الشريعة ونظامها فهي بالإضافة لما تنظمه من صيغ العلاقات العامة تحوي الكثير من الآداب التي محلها نفس الإنسان حيث تربيه على تركيز دعائم الأخلاق في نفسه لينعكس ذلك مرونة وصلاحا ولياقة حين يحتك مع الآخرين، ومسألة السوق مسألة على قدر كبير من الأهمية حيث إنّ السوق هو:
أولاً: مركز المدينة وموضع ثقلها الاقتصادي.
وثانياً: أنّه أحد الأمكنة التي يتلاقى بها الناس وطبيعة هذا التلاقي الذي يتضمّن بطبيعة الحال تعاطيا مباشراً مع الآخر، والذي قد يسبّب بدون أن يكون هنالك أي نظام أو مناعة داخليّة الكثير من المشاكل التي تنعكس سلبيا على علاقات أفراد المجتمع الواحد وفك الارتباط الأخوي الذي يسعى الإسلام من خلال أكثر تنظيماته للحفاظ عليه ليكون المجتمع كتلة واحدة متلاحمة فيما بينها...
السّوق عز المؤمن:
حتّى يكون الأمر ممدوحاً لا بدّ وأن يحوي مرتبة لا بأس بها من الكمال، وللسوق الممدوح صفات لا بد وأن تتوفّر فيه حتّى يصير كما عبّرت الرواية عزاً لمن يعمل فيه كما يروي المعلّى بن خنيس أنّ الإمام الصادق عليه السلام رآه متأخّراً عن السوق، فقال له (عليه السلام):
"اغدُ إلى عزّك" (1).
فكيف يكون السوق عزاً للمؤمن؟
عندما يكون العمل لأجل هدف مشروع ونبيل وخالياً من المكر والنوايا السيئة كأن يعمل الإنسان لأجل أن يكسب لقمة لعياله فينفق ويوسع عليهم في النفقة ولا يبغي الإنسان خداع المشترين بغية الكسب السريع بل يصر على الكسب الحلال بعرق الجبين متقرّباً لله عزّ وجلّ بما يفعله، يكون عمله لله عزّ وجلّ، بل يكون مثالاً لنقاء السريرة وصفاء النفس، هذا الشخص الذي هكذا ديدنه وهذه نيته هو الشخص الذي يكون العمل في السوق عزاً له ويكون مصداقاً لقول الإمام الصادق (عليه السلام): "الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله" (2).
سوق الشياطين:
مقابل هذه الروايات التي تصف السوق بأنّه عزّ المؤمن نجد روايات أخرى تتحدّث عن السوق بشكل آخر حيث تعتبره مرتعاً لإبليس.
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): "شر بقاع الأرض الأسواق، وهو ميدان إبليس، يغدو برايته، ويرفع كرسيه، ويبث ذريته...".
ما السبب في ذلك؟
يتابع الإمام (عليه السلام): "... فبين مطفّف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعته الخ..." (3).
ولك أن تتخيّل كيف يكون سوق بهذه الصفات فليس من العجب أن يكون مملكة لإبليس حيث تفعل كل هذه المعاصي التي تتعلّق بحقوق الناس والتي لا يغفرها الله عزّ وجلّ بمجرّد التوبة بل تحتاج إلى مسامحة من سرق ماله أو غشه في سلعة اشتراها.
موعظة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأهل السوق:
ولأجل ألّا تصل الأمور لهذا المستوى المتدني من الأخلاق في التعاطي بين المؤمنين كان حرص أمير المؤمنين (عليه السلام) على أن يعظ أهل الأسواق كما هو دأبه بأن يحافظ على كلّ شؤون المجتمع.
فقد كان (عليه السلام) ينزل إلى السوق حاملاً الدرّة وهي نوع من السياط ليضرب بها كلّ من يغشّ المسلمين ويحاول سرقتهم (4)، ثم كان يقف بين التجّار واعظاً: "أيّها التجّار، قدّموا الاستخارة، وتبركّوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزيّنوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين، وجانبوا الكذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومين، ولا تقربوا الربا، وأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين"(5).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) أنّه دخل السوق فوجد الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاءً شديداً ثم قال (عليه السلام): "يا عبيد الدنيا وعمّال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تجهّزون الزاد وتفكّرون في المعاد؟
فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إنّه لا بدّ لنا من المعاش، فكيف نصنع؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "إنّ طلب المعاش من حلِّه لا يشغل عن عمل الآخرة فإن قلت لا بدّ من الاحتكار لم تكن معذوراً" (6).
فهكذا يعلّمنا أمير المؤمنين (عليه السلام) أن تكون أعمالنا لله (عزّ وجلّ) وأنفسنا غير متعلّقة بالأسباب.
وهكذا يريد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يكون السوق في حكومته الإسلامية وفي سائر بلاد المسلمين أن يأمن فيه من يدخله من مكر الماكرين ولنعم ما أدّب به أمير المؤمنين (عليه السلام) شيعته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه، ج3، ص192.
(2) الكافي، ج5، ص 88.
(3) ميزان الحكمة، الحديث 9042.
(4) الكافي، ج5، ص 151.
(5) المصدر نفسه.
(6) ميزان الحكمة، الحديث 9046.