x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الجميع يرجون السعادة

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  تربية الطفل في الاسلام

الجزء والصفحة:  ص21 ــ 23

2023-03-30

932

لا شك ان الجميع يرجون السعادة لأنفسهم ولأبنائهم وينفرون من الشقاء، فان الأمي والمتعلم والمسلم والكافر والظالم والمظلوم جميعاً عندما ندرك قلوبهم ونقرأ افكارهم نعلم انهم جميعاً يرجون السعادة. وهذا امر مسلم به. لكن الاشكال الذي قد يطرأ ما هي السعادة؟  خاصة ان نظرة المذاهب المبادئ الفكرية المختلفة عن مفهوم السعادة والشقاء مختلفة ايضاً وكذلك ما هو الشقاء؟ ومن هو الشقي والتعيس؟. وكذلك من هو السعيد؟. وهناك آراء عديدة في هذا المجال بحيث ان مذاهب - عديدة منذ قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) إلى الآن قد اهتمت بهذا الموضوع الا اننا لن نتطرق إلى ذلك.

الإسلام يدعي أن دينه يتطابق مع فطرة الانسان. وانه يعرفها، تنسجم تعاليمه مع احتياجات الانسان. ولهذا الانسان في رأي الجميع خاصة الاسلام بعدين البعد المعنوي الملكوتي ويدعى الروح والبعد الحيواني ويدعى الجسم اي ان الانسان مركب من روح وجسم وبعد يشبه جميع الحيوانات ويدعى الجانب الحيواني والآخر يشبه الملائكة ويدعى البعد الملكوتي وان طريقة تركيب الانسان من روح وجسم طريق عجيبة لا يدركها الا الله وحتى الذين يأخذون علمهم من الله (عز وجل) لا يدركون كيفية هذا التركيب فالجمع بين الصنفين محال فطريقة تركيب هذا الانسان كالجمع بين الضدين اي ان جميع الميول في البعد الحيواني لا تنسجم مع البعد الملكوتي وبالعكس فان جميع الميول في البعد الملكوتي لا تنسجم مع البعد الحيواني فمثلا الانسان يحب الأكل والشرب في البعد الحيواني، فعندما يجوع الانسان يأكل وعندما يعطش يشرب ولكن هذا الفعل نفسه الذي يتلائم مع طبع الانسان او البعد الحيواني فانه ينافي البعد الملكوتي. فالبعد الملكوتي يريدنا ان نصوم وان نتشبه بالله (عزوجل) فصيام شهر رمضان المبارك عندما نقيسها بالبعد الروحاني نجدها انها لذة لنا، وإذا قسناها بالبعد الحيواني فإننا نعتبرها ألماً وكذلك النهوض في نصف الليل يقول القرآن الكريم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]. فان الآية تتحدث عن النهوض في الليل والتعالي على النوم الهنيء وهذا يعد ألماً للبعد الحيواني عند الانسان لكنه بالنسبة للروح والبعد المعنوي يعد لذة لا يستطيع أحد ان يدرك لذة تحليق الروح في عمق الليل. لذلك فان طريقة تركيب الانسان عجيبة فلو ان البعد المعنوي في هذا الانسان المركب من الروح والجسم تغلب على البعد المادي وجعل البعد المادي مركباً له فانه سيعرج إلى ان يصل بحيث لا يرى الا الله (عز وجل) حتى ان الملائكة لا تتمكن من الوصول اليه ولقد جاء في حديث المعراج وذكر في شعر المثنوي ان النبي (صلى الله عليه وآله)، قد وصل إلى مكان توقف فيه جبرئيل ولم يتقدم فقال له النبي (صلى الله عليه وآله)، تقدم فقال جبرئيل: (فان تجاوزته احترقت)(1)، ويقول في المثنوي:

قال تعال يا جبرئيل معي                  قال تقدم فلست مثلك

انما يتم عروج الانسان بواسطة الروح التي تتغلب على الجسم وتجعله مركبها فيصح هذا البعد المادي براقها فتركبه حتى تبلغ حيث لا ترى الا الله (عزوجل). اي ان يتغلب البعد المعنوي على البعد المادي فيعد له ويركبه لكي يعرج. ولو حدث عكس ذلك ان يتغلب البعد المادي على البعد المعنوي فانه سيركب البعد المعنوي وبدل ان يعرج فانه سيسقط حتى يبلغ في سقوطه كما جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]، فانه سيصبح أرذل وأسفل من الكلب والذئب المتوحش بل حتى من جرثومة السرطان - فالإنسان الذي يمتلك عقلاً ولكن لا تعقل لديه وليملك فكراً لا يفكر به اي ان البعد المادي قد سلب فكره وتسلط على عقله. فلقد غطى عقله، ويسير نحو السقوط تدريجياً إلى ان يموت عندها يفتح عينيه فيجد نفسه أسفل السافلين. وكلما بقي في الدنيا اكثر كان سقوطه اكبر لهذا فإن الإمام السجاد (عليه السلام) يقول في الصحيفة السجادية: (فاذا كان عمري مرتعاً للشيطان فأقبضني إليك)(2)، أي أنه من الأفضل لي أن أموت إذا كان عمري يصرف على الذنوب. لأن الانسان لو ابتلى بالسقوط فسيسقط آن بعد آن فكلما مات أسرع كان أفضل له (فاقبضني اليك سريعا) وكذلك لو سلك في العروج فإنه يقرب من القرب الالهي لحظة بعد أخرى وكلما عمر أكثر في الدنيا كان قربه أكبر حتى انه يصل بحيث لا يرى الجنة شيئاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار، مجلد18، ص436.

2ـ الصحيفة السجادية دعاء العشرون في مكارم الأخلاق. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+