x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

زمن المباشرة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص25 ــ 27

2023-03-14

828

هناك أزمنة ومواقع لا ينبغي المباشرة فيها. 

هذا الكلام كان يتعرض للاستهزاء في السابق بيد أن العلم المعاصر لم يهزأ بها بل صار يعتذر من تلك الغفلة. ولكن في أي زمن إذاً ينبغي ممارسة الزواج فيه؟ مرة أخرى تضطر الحناجر لتصدح بالصلاة والسلام على أنبياء الله تعالى لأن الظروف الزمانية حينها لم تمنعهم من إثارة تلك الأمور التي لم تكن تتفق مع أي من عادات وتقاليد أناس ذلك الزمان، بل عملوا دوماً بما ينهض بمستوى الأجيال القادمة.. وزمن المباشرة وممارسة الزواج جاء وفق نظام ممدوح يحكم الكائنات والتناسق العام في كل الكون.

إن زمن البلوغ وذروة الغريزة تتباين لدى كل أنواع الكائنات التي تعيش على التلقيح والتزاوج فأحدها يبلغ في الربيع والآخر في الخريف والثالث صيفاً والرابع شتاء وقسم منها زواجه فصلي وآخر شهري وثالثها يتزاوج في كل يوم.. الشاة في تشرين الأول والثاني والدجاج والديك في كافة الفصول غير أن جميعها حدّها نظام التكوين.

ولعلك تلاحظ أن العصفور يبيض في وقت يكون تفقيس البيوض وخروج صغار العصافير متزامناً مع حرث المزارعين للأرض مما يعني الغزلان تبلغ في وقت يتزامن انقضاء حملها مع ظهور أعشاب جديدة في الصحراء تمتاز بالطراوة وتتلاءم مع الأسنان اللبنية وطبيعة المولود، وبذلك النسق يحكم الحيوانات كلها نظام خاص. ولكن ماذا بشأن الإنسان؟.

إن القرآن الكريم ليطري على المولود المدعو بـ (روح الله) ووالدته وجدته اللتان كانتا صالحتين وتحبان الله (عز وجل)، نذكر نموذجاً من الموضوع المشار إليه ونكون قد تناولنا جوانبه.

مريم (عليها السلام) في محراب العبادة:

إنها مشغولة بالذكر وعبادة الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

ولكن ماذا عن طعام سيدتنا مريم (عليها السلام)؟ يخبرنا القرآن الكريم بأنه كان يجيئها طعام من محاصيل فصل آخر: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} [آل عمران: 37]، وهو أمر يستحق التأمل.. ليس هذا فحسب بل تساقط عليها {رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25]، قبل وضع حملها كما ورد في سورة مريم المباركة.

إن الإنسان، وخاصة من يحمل معه مخلوقاً عزيزا عليه، بحاجة إلى أوقات مقدسة وهدوء لا أن يضطر إلى تطبيع نفسه ومطابقتها مع ظروف التكوين والصيف والشتاء وغذاء ومحاصيل هذا الفصل أو ذاك.

والمعروف لدى الجميع أن الزوجة تحاط خلال فترة الحمل برعاية واحترام خاصين من قبل المحيطين بها ولا سيما زوجها، لأنها وكما قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (... إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)(1).

إن الزوجة الحامل لتنأى بنفسها عن الأطر الحيوانية وترتبط أحياناً بعالم اللانهاية علماً أن لزمان انعقاد النطفة والحمل مدخلية في تحقق هذا الأمر السامي، وأفضل زمان للحمل هو عندما تكون العلاقات العائلية والعلاقات مع الأقارب بمستوى جيد، وحينما يكون فيهم رجل كسيدنا زكريا (عليه السلام) وامرأة كسيدتنا مريم (عليها السلام) التي إن أرادت سقيت من نبع جاف: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24]، وأطعمت من نخلة يابسة: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة: ج21، باب67، ص451.