x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : السمعية والمرئية : اعلام جديد :

الهروب إلى الأمام أو أزمة المشاركة السياسية في الانترنت

المؤلف:  صلاح محمد عبد الحميد

المصدر:  الإعلام الجديد

الجزء والصفحة:  ص 162-165

2023-03-09

808

الهروب إلى الأمام أو أزمة المشاركة السياسية في الانترنت

تجتهد وتستثمر الدول العربية اليوم من أجل أن تغير بالإنترنت في تعاملها مع مجتمعاتها ما لم تسطع أن تغيره بالإذاعة أو بالتلفزيون، إنها حالة الهروب إلى الأمام من قضية اسمها الديمقراطية أي أن لا إنترنت في غياب المشاركة السياسية، إن التعويل المفرط علي الإنترنت كمخرج لأزمة الأنظمة العربية في علاقتها بالتنمية وفهمها السطحي للعولمة يحمل في داخله مخاطر لا تقل خطورة علي ما أقدمت ولا زالت تقدم عليه الدول العربية في تعاملها مع التلفزة أو الصحافة.

ليس بوسع الإنترنت أن يقدم للدول العربية إلا بالقدر الذي تقدمه هذه الدول للإنترنت أخذا بمقولة مهدي المنجرة (1) عند حديثه عن الإنترنت في المغرب أي أن الإنترنت إذا أردنا التجريد الفكري يعتبر التعبيرة العليا في تطور وسائل الإعلام وبما أن وسائل الإعلام هي التعبيرة الحديثة عن المشاركة والممارسة الديمقراطية منذ القرن التاسع عشر فإن الإنترنت يعتبر أقصي درجات تمظهر الحرية في ثوب متعدد الوسائط. عندما تعي الأنظمة العربية هذا -وهل تعي - يمكن للإنترنت أن يقدم لها الكثير وخاصة في كيف يمكن لها أن تكون ديمقراطية وكيف يمكن لها أن تتعامل مع وسائل الإعلام عامة وليس الإنترنت فقط.

كل هذا سيدفعها حتما إلي مراجعة سياساتها وأساليبها في التعامل تاريخيا مع ما مر عليها من وسائل إعلام لم تخرج بعد من طور الدعاية والرقابة وقوانين الصحافة القروسطية، لم تعي الدول العربية إلي يومنا هذا أن تيار الإنترنت سيجرفها رويدا رويدا كما جرف ناطحات السحاب بنيويورك ذلك أن هذه الأداة الاتصالية الجديدة تحمل في تركيبتها التكنولوجية والتعليمية والسيكولوجية مميزات تجعلها أفضل أداة اتصال شبابية واخطرها على الإطلاق كما أنها أفضل أداة للممارسة الديمقراطية وأكثرها إمكانية للانحراف والتطويع السلبي يكفي فقط كيف نفهم توظيفها واستغلالها.

إن الإنترنت وإن كان امتدادا لوسائط اتصال جماهيرية تقليدية مثل التلفزة والصحيفة والراديو إلا أنه يقطع معها فهو إضافة وتجاوز وقطيعة أيضا وخاصة فيما يتصل بالتفاعل الديناميكي الافتراضي ثم من حيث السلوك الاتصالي السيكولوجي ذو البعد التفاعلي الحي ( الرسائل الصوتية، النص مع الصورة، الدردشة والمحادثة عن بعد... ) كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من الإنترنت في فيزيائيا أكثر مرونة في الزمان والمكان وأكثر سهولة ونجاعة في التعامل مع قوانين الطبيعة الفيزيائية لذلك وجب التعامل معه تعاملا مختلفا عن غيره من وسائط الاتصال الجماهيري التقليدية لأن المرونة تعني مزيدا من الحرية.

إن بعض السلوكيات الموروثة في تعامل الدولة مع التلفزيون أو الصحافة والمتمثلة أساسا في الملكية المادية والرقابة السياسية والفكرية والهيمنة القانونية يجب أن تتغير في التعامل مع الإنترنت.

إن الخطاب الرسمي العربي في علاقته بالإنترنت ذو اتصال وثيق بالجيل الجديد وخاصة الشباب منه. لماذا؟ لأن الشباب هو حامل المستقبل وهو الذي يحمل في داخله تناقضات الواقع الأكثر تعقيدا.

ألا يخفي شعار ربط الصلة بين الشباب والإنترنت إعطائهم الأمل في الآلة ذات البعد الافتراضي بعد أن فشل البعد الاقتصادي والاجتماعي في تحقيق أحلام جيل الستينات والسبعينات ؟ لماذا نسمع شعارات مثل "جيل الإنترنت جيل التحديات" كمداعبة لجيل الشباب ؟ أليس الخطاب المتفائل فوق العادة حول الإنترنت والمشحون بالأمل في المستقبل ما هو إلا محاولة تعويضية عن أمل مفقود في الواقع اليومي المعيش؟ لماذا تجتهد التلفزيونات العربية إفراد أكثر من برنامج عن الإنترنت للصغار والشباب في حين تغيب هذه البرامج في تلفزيونات الدول التي أبدعت الإنترنت؟ يوجد حتما شيء من ملأ الفراغ في برامج التلفزيونات العربية، لكن الرسالة التي يريد هؤلاء إيصالها عبر الدعاية المختلفة للإنترنت توحي وتوشك أن تجعل عامة الناس يتصورون أن العرب هم من اخترع الإنترنت.

إن مؤسسة الدولة الإقليمية تريد عبر حديثها المفرط عن الإنترنت صنع رأسمالا رمزيا يمكنها من تملك الأوعية الجديدة للمعرفة ثم تحويل ذلك الرأسمال كجزء من سيادة الدولة وهيبتها ذلك أنه من يملك الأوعية يملك الوعي أخذا بمقولة من يملك الوسيلة يملك الرسالة.

لماذا تسعي دول عربية تجهيز مدارس نائية غارقة في التخلف الاجتماعي مقطوعة عن كل المرافق بشبكة الإنترنت ؟ توجد مدارس في مناطق ثلجية أو صحراوية تم ربطها ووصلها هنا وهناك في أرياف عربية متعددة بالإنترنت وهي لا يتوفر بها لا تكييف ولا تدفئة.

يأتي التلميذ الريفي في الصباح الباكر حافيا في نعليه يتصكك بردا ليدرس الإنترنت: إنها مفارقة عجيبة. الغاية القصوى هي أن يأتي تلفزيون تلك الدولة ليقوم بتغطية هذه الفاعلية في تقرير صحفي بارع مفاده أن الإنترنت وصل أقاصي الجبال وصحاري وأن "دولتنا" باتت من الدول المتقدمة أو أكثر.

هكذا يمكن أن يتحول الإنترنت إلى أداة لتلطيف وتزويق الواقع وذلك عبر التجاوز قفزا لمشكلات التنمية الحتمية هذه المشاكل وجب تجاوزها بعيدا عن توظيف الإنترنت كغطاء لتبرير السائد إذن مرحبا بالإنترنت في تلك المدارس النائية لكن شريطة أن تتمتع بالتكييف والنقل وحقها أيضا في أن يكون لها مكتبة.

___________________________

(1) مهدي المنجرة: حوار التواصل: دار البوكيلي، الطبعة العاشرة 2004. المغرب.