x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

اضطرابات النوم لدى مرضى المخاوف

المؤلف:  د. محمد حسن غانم

المصدر:  المرأة واضطراباتها النفسية والعقلية

الجزء والصفحة:  ص262 ــ 266

2023-02-20

797

يتداخل تشخيص اضطرابات النوم مع العديد من الاضطرابات النفسية والكثير من الأمراض العضوية (خاصة المزمنة)، والمشكلة أن بعض مشكلات النوم قد تكون سببا في بعض الاضطرابات، وفي بعضها الآخر تكون نتيجة مترتبة عليها.

يعتقد كثير من علماء النفس أن المخاوف مكتسبة، وأن ما يتصل بها من حالات القلق يشكل جزءا كبيرا من الدوافع البشرية، وأن ما يحول دون الفرد والحياة السعيدة هو الخوف (وفاء مسعود، 2001: 64).

وقد وصف وكسلر وزملاؤه المخاوف بأنها العرض الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة الأمريكية. فعلى سبيل المثال يعاني في أي عام 17% من الناس من شكل واحد على الأقل من أشكال المخاوف، بل ويتلقى واحداً من كل أربعة من أولئك الناس علاجا لتلك المشكلة.

وعديد من التعريفات قدمت للمخاوف المرضية إلا أننا سنكتفي بإيراد تعريفين:

الأول؛ حيث يرى أحمد عكاشة (1998) أن إستجابة الخوف هي حيلة دفاعية لا شعورية يحاول المريض أثناءها عزل القلق الناشئ من فكرة أو موضوع أو موقف معين في حياته اليومية وتحويله لفكرة أو موضوع أو موقف رمزي ليس له علاقة مباشرة بالسبب الأصلي. ومن هنا ينشأ الخوف الذي يعلم المريض عدم جدواه ورغم ذلك يتحاشاه (أحمد عكاشة؛ 1998: 92-93)

الثاني: يعرف الدليل الأمريكي الإحصائي الرابع المخاوف المرضية كالآتي:

1ـ حالة خوف شديد ومستمر بلا مبرر واضح، إزاء شيء أو موقف ما أو مكان ما أو توقعه.

2- أن التعرض لمثير المخاوف يسبب حالة من القلق التلقائي والذي من الممكن أن يكون مصحوبا أو مسببا لحالة من الرعب.

3- أن الشخص الذي يعاني من المخاوف يعي أن خوفه غير ملائم لموقف ولا مبرر له.

4- يتجنب الشخص الموقف المثير لمخاوفه وإلا فإنه يتعرض لقلق شديد.

5- أن التجنب أو التوقع أو التعرض للموقف المثير للخوف يعيق بشكل دال نظام حياة الشخص في كافة مناشطه العملية أو الشخصية أو الإجتماعية.

6- ينبغي أن تكون المخاوف المرضية غير ناتجة عن زملة مرضية أخرى تفسر هذا الخوف (الوسواس القهري مثلا).

كما أن المخاوف المرضية كثيرة قد تصل في عددها إلى أكثر من خمسين نوعا، ومن أمثلتها: الخوف من الأماكن العالية، الخوف من الأماكن المفتوحة، الخوف من الرعد، من الأماكن المغلقة، وفوبيا النوم...إلخ.

(عبد الرحمن سيد سليمان، 1990: 125)، (ليندساي، 2000: 170 ـ 179).

ولعل العرض الشائع في كافة المخاوف المرضية هو التجنب ودخول الشخص الخائف في نوبات فزع، حيث حدد الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع (DSM IV 1994)، ضرورة معاناة الشخص من عدة أعراض مثل: الوحدة / الشعور بالإختناق / آلام الصدر أو عدم الإرتياح / الغثيان أو عدم إستقرار المعدة / الشعور بالدوخة إلخ.

كما أن هناك علاقة بين العمر، وكذا النوع وبين نوع المخاوف (نيفين زبور، 1990: 22- 37) (عبد المنعم طلعت عباس، 1992).

كما أن الكثير من النظريات قد حاولت تفسير المخاوف منها نظرية التحليل النفسي التقليدية لفرويد، والذي يرى أن أساس الخوف هو خبرات الطفولة والتي ينشأ نتيجة غياب مصدر إشباع الاحتياجات، الخوف من فقدان الحب، الخوف من الخجل الشديد والتعاسة المرتبطة بالموقف الأوديبي، والخوف نتيجة لمشاعر الذنب، وأن القلق شيئاً ضروريا للشخص الخائف (وفاء مسعود، 2001: 66 ـ 67) ، وفي حين ترى المدرسة السلوكية أن الخوف هو إستجابة ترجع إلى التعلم الشرطي، كما يحدث في حالة خبرة مخيفة وقعت في الطفولة (المثير الأصلي للخوف)، وارتبطت بمثير شرطي حيث تنتقل إستجابة الخوف من المثير الأصلي الذي سبب الخوف إلى مثير يكون قد اقترن به شرطيا.(أمينة مختار، 1980: 25 ـ 31)، (عبد الله جاد، 1991: 59 -66)

في حين ترى المدرسة المعرفية وباندورا ونظرية التعلم الاجتماعي - تحديداً - التعلم الاجتماعي، حيث أوضح أن عملية نشطة وتحتاج إلى شروط تضمن نجاحها وقد توسعت نظريات التعلم المعرفي في التوصل إلى حقيقة أن الأفراد لا يتعلمون من خلال القواعد التشريطية بل من خلال إدراكات وتفسيرات الحوادث والخبرات والمواقف التي يمر بها الأشخاص والعلاقة بين المخاوف واضطرابات النوم علاقة ارتباطية - على سبيل المثال - علاقة بين اضطرابات النوم والمخاوف المرضية.

أسباب اضطرابات النوم:

وتنقسم هذه الأسباب إلى:

أ- مشكلات مرتبطة بالنوم ولكنها عابرة ومؤقتة، بعضها خاص بالفرد مثل: الإكثار من تعاطي العقاقير المنبهة، الإصابة ببعض الأمراض الجسمية كآلام الأسنان، تعاطي أدوية لعلاج أمراض معينة خاصة كأدوية الحساسية (جمعة يوسف، 2000، ص166)، وبعض هذه العوامل الخارجية مثل: الضوضاء، تغيير في المناخ، الإنتقال من العمل النهاري إلى العمل الليلي، وما يترتب على التقاعد من إختلال في دورة اليقظة - النوم (ديتريك لانجين، 1984، ص 61).

ب- مشكلات مرتبطة بالنوم ولكنها مزمنة ومستمرة: وتنقسم بدروها إلى مجموعتين من الأسباب:

1- مجموعة الأسباب التي يعد اضطراب النوم ثانويا لها مثل إصابة الفرد بالأمراض العضوية، أو النفسية والعقلية (جمعة يوسف، 2000، ص166-167).

2- مجموعة الأسباب المخلة بالنوم: حيث قدمت عدة نظريات لتفسير كيفية حدوث مشكلات في النوم. ومن هذه النظريات:

ج- النظرية النيورنية للنوم: ويذهب أنصار هذه النظرية إلى أن النوم واليقظة يحدثان نتيجة تباعد أو تقارب اتصال الخلايا العصبية ببعضها في المخ، بالإضافة لنقص الدورة الدموية للمخ، وأنه إذا حدث (كف) فوق النصفين الكرويين بالمخ حدث النوم، وإذا انحصرا تلاشى النوم (سامي عبد القوي، 1991، ص213، السيد أبو شعيشع، 1993، ص296 ـ 298). وينشأ الخلاف بين رأيين، يرى أصحاب الرأي الأول أنه ليس هناك مراكز خاصة بالنوم في المخ لأن الكف والنوم واقع يطرأ على كل خلية؛ ولذا لا حاجة لوجود خلايا لهذا الغرض. في حين تؤكد وجهة نظر أخرى على وجود خلايا خاصة في المخ، ووظيفتها إحداث النوم بل ويحددون أماكن هذه المراكز وتحديداً فوق منطقة تقاطع عصبي البصر في الجزء الأمامي للهيبو ثلاموس (تحت المهاد). وهذه المراكز مسئولة عن إيقاع دورة النوم - اليقظة.

د- النظرية الأيضية للنوم: وتنهض هذه النظرية على أن المخ في فترة اليقظة يقوم بتخليق مادة تسمى الحامل الحاث للنوم -S-، وهذه المادة تتجمع في السائل المخي النخاعي وعند وصوله لمستوى معين من التركيز يحدث النوم، وأن دورية التجمع والتخلص من هذا العام تقود إلى دورية النوم واليقظة (خالد عبد الغني، 1998، ص12). ووفقا لهذه المادة ودرجة تركيزها من عدمه تكون أنماط النوم، والتي تنقسم بدورها إلى نوم أرثوذوكسي يتميز بالتعمق وارتفاع نشاط موجات دلتا، أو النوم النقيضي حيث السطحية وإنخفاض نشاط موجات دلتا وحدوث الأحلام.

هـ- الأسباب النفسية والإجتماعية: حيث أمكن حصر مجموعة من الأسباب النفسية والإجتماعية التي يمكن أن تقود إلى حدوث مشاكل النوم المختلفة ومنها: الضغوط النفسية والإجتماعية، سوء تنظيم إيقاع النوم - اليقظة، العادات السيئة في الطعام والشراب، زيادة الوزن والسمنة.

(جمعة يوسف، 2000، ص169- 170).

وهكذا تتعدد العوامل التي من الممكن أن تقود إلى حدوث مشاكل النوم ما بين عوامل نيورنية عصبية، وعوامل أيضية - كيميائية، وعوامل نفسية - إجتماعية.