x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الصحية والبدنية والجنسية :

مشاكل الأطفال / المشكلات المتعلقة بالتغذية

المؤلف:  حمزة الجبالي

المصدر:  مشاكل الأطفال والمراهق النفسية

الجزء والصفحة:  ص5ــ10

26-1-2023

1081

لا شك ان الطفل في سنواته الأولى يتعرض للعديد من المشاكل التي قد تسبب له اثارا سلبية وتكون في كثير من الأحيان مشكله أثراً نفسيا في حياته المستقبلية، كما انها تترك أثراً في محيطه العائلي، وسنحاول هنا ان نوضح أحد المشاكل مع التطرق لأسبابها وطرائق حلها والتخلص منها.

ـ المشكلات المتعلقة بالتغذية

قد يسال سائل: ما الصلة بين التغذية والصحة النفسية؟ نعلم ان هناك فرقا بين الأثر الناتج من إجابة الطفل إلى كل ما يطلبه من طعام وبأسرع طريقة ممكنة؛ وإجابته إلى بعض ما يطلب، وبشيء من عدم الهلع في الإجابة. يترتب على مثل هذه المواقف منذ اللحظة الأولى أساليب للسلوك يواجهنا بها الطفل، من هذه: أسلوب العنف والإلحاح، واسلوب التحليل، وأسلوب الخضوع والتسليم. وامثال هذه التشكيلات السلوكية او الأساليب السلوكية قد تظهر مرتبطة بمواقع، ربما تبدو لنا بسيطة ضئيلة الأثر؛ كمواقف التغذية على اختلاف انواعها.

ولكنها في الواقع تترك أثراً راسخا عند التقدم في العمر. وعملية التغذية عملية هامة بالنسبة للطفل، إذ تكاد تكون الشيء الوحيد الذي يشغله في الأشهر الأولى، ويرجع أثرها إلى تكرارها مرات عديدة كل يوم، وإلى ارتباطها بذهن الطفل بالأم.

وهي أول شخص تتكون حوله عواطف الطفل. وتكون هذه العواطف مرتبطة بعملية التغذية والانفعالات المصاحبة في أثناء مواجهه مشكلاتها.

وهناك كثير من مشكلات السلوك تشتق أسبابها من مناسبات تناول الطعام. وأساس هذه المشكلات هو طريقة اعطاء الطعام لطفلها وهي معاملات معينة، تكاد تكون ثابتة، من جانب الوالدين. ويرد الطفل على هذه المعاملات والمواقف بأسلوب او أساليب معينه تكون في الغالب لا شعورية. ونظراً لان طريقة التناول هذه تتكرر منذ ولادة الطفل مرات عديدة في كل يوم كما وترتبط في ذهن الطفل بهذه المناسبات انفعالات الارتياح والتألم والتضايق وعواطف الحب ومواطن الكراهية؛ فان الاحتمال قوي في أن يكون لمواقف تناول الطعام أثر ثابت في تكوين شخصية للطفل.

فإذا اخذنا عملية مص الثدي في الأشهر الأولى، نجد انها أهم الخبرات الحيوية عند الطفل. ونجد أنه يقابل في مواقف الرضاعة مشكلات قد نستهين بها، وقد لا نشعر بها على الإطلاق؛ كتدفق اللبن أو قلته، أو عدم القدرة على المص لعدم ملاءمة (الحلمة)، وما إلى ذلك. وقد يتوقف على طرق مواجهة الطفل مشكلات مواقف الرضاعة تكوين جانب كبير من طابع (الشخصية) الذي يلاحظه بعض الآباء، مما يسميه آدلر بأسلوب الحياة أو طابع السلوك(١).

كذلك مواقف الفطام لها مشكلاتها، ولها أزماتها عند الطفل. ويجب مقابلة هذه الأزمات بأسلوب يحل المشكلة، يمنع ظهور مشكلات اخرى في حياة الطفل. ولأجل أن تمر فترة الفطام بسلام ينبغي التمهيد لها من الأشهر الأولى، بتمرين الطفل على تناول السوائل من ملعقة أو كوب، وأخذ بعض الأغذية التكميلية التي لا بد أن تستوفي شروطا معينة.

وخلاصة ما تقدم إن تناول الطعام له اهميته الكبرى عند المشتغلين بالدراسات السيكولوجية للأطفال في مراحل نموهم المختلفة مبتدئين في ذلك بالشهر الأول.

حالات

من النادر أن تعرض على العيادات السيكولوجية حالات اساس الشكوى منها صعوبات تتعلق بالتغذية فقط. ولكن تظهر صعوبات التغذية عادة - كغيرها من الصعوبات - ضمن مشكلات أخرى تكون في الغالب أكثر لفتا لنظر القائمين برعاية الطفل من مشكلات التغذية نفسها. وتظهر مشكلات التغذية ضمن مشكلات نوبات الغضب، والغيرة، والتأخر الدراسي، وفقدان القدرة على التركيز، وضعف الثقة بالنفس، والقلق النفسي، والإغراق في احلام لليقظة، وما إلى ذلك.

لنأخذ حالة ولد كان في سن العاشرة من عمره، وكانت شكوى والديه منه أنه خامل، خجول، عنيد، شديد الغيرة من اخوته، ولا يميل إلى العمل الدراسي، ميال إلى الكذب، وهو فوق ذلك كله يتأفف من الكثير من أنواع الطعام، وقد استرعى نظر والدته تأففه بنوع خاص من بعض الخضراوات الممتزجة أجزاؤها بعضها ببعض (كالقرع والسبانخ) وما شابه ذلك، وبعض أنواع الفواكه كالموز. فكان لا يكاد يمسك الموز بأسنانه حتى تظهر عليه علامات الاشمئزاز والتأفف، ويصرح ثم يقذفه من فيه. وكان يقبل على الأطعمة الواضحة الأجزاء كالبطاطس، وبعض النشويات، وبعض أنواع الحلوى، والبيض، واللبن.

هذا النوع من الصعوبة موجود عند معظم الأطفال، وهو يختفي عادة مع التقدم في السن. ولكن اشمئزاز هذا الطفل يزداد مع تقدمه في السن. ولعل من أسباب ذلك ان الأم كانت تلجأ إلى طرق الإغراء المختلفة، وكانت أحيانا تلجأ إلى العقاب، حتى ترغمه على تناول ما لا يحب.

وقد يكون بعض صعوبات هذا الطفل – لا كلها - راجعا إلى مكانة الطفل في المنزل. فالأم تعلن انها تحب البنات أكثر من البنين، وتفضل - بناء على ذلك - اخته عليه تفضيلا واضحا، لا مراعاة لشعوره فيه.

وحالة اخرى كانت الشكوى الأساسية منها شدة الخجل، والحساسية للنقد، وفقدان الشهوة للطعام، وطول المدة التي يقضيها الطفل على مائدة الطعام مع تناوله قسطا صغيرا جدا منه. وقد اتضح ان الوالد قلق على أولاده وعلى نوع ما يأكلونه وكميته إلى حد بعيد. ويحتمل أن يكون هذا القلق هو العامل الأساسي.

وليس هذا مجال تفسير قلق الوالد، وشرح نوعه وطريقة تأثيره في الابن.

وحالة ثالثة أرسلت للعيادة لتأخر في النطق. وقد تبين في انتاء دراستها ان الولد يرفض كثيرا من أنواع الأطعمة. وهو فوق ذلك ميال إلى الكذب والمعاندة ومخالفة الأوامر. ولعل السبب في ذلك أن الولد يجاب كل طلب له اشفاقا عليه. والبيئة غنية جدا بحيث يمكنها أن تلبي كثيرا من مطالبه.

والولد لتأخر نطقه وسمعه وتأخره العقلي العام يجد في إصراره على مطالب خاصه مجالا طيبا لإثبات ذاته. وللولد مربية تعنى بأمره، وهي شديدة قاسية، مما يدفعه للمعاندة والكذب ومخالفة الأوامر.

ومن بين الحالات النادرة التي اتجهت الشكوى الأساسية فيها إلى قلة الإقبال على الطعام، حالة طفل في الرابعة من عمره، على جانب كبير من الذكاء - كما دل على ذلك اختبار ذكائه - جم النشاط والجرأة والظرف؛ إذ تجده باش الوجه، إجتماعيا، حسنا، قليل الخجل. ملينا بالحيوية.

فاذا جلس هذا الطفل إلى مائدة الطعام فانه يكاد لا يأكل، وكثيرا ما يضع اللقمة في فمه ويتركها مدة طويلة يشرد في لثانها بذهنه. فإذا نبه إلى نلك فانه يشرب كمية كبيرة من الماء لتساعده في عملية الابتلاع. ويقول والده :انما يتناوله الولد من الطعام ضئيل جداً على الرغم من كل ما يبذله معه من محاولات الإغراء، ومحاولات التهديد، والإهمال احيانا. ولعله من الواضح أن هذه المحاولات الإيجابية هي التي تصرف الولد غالبا عن تناول الطعام.

أنواع المشكلات وطرق تحديدها

يتبين من الحالات السابقة، ومن غيرها أن من أبرز مشكلات التغذية فقدان الشهوة (Anorexia). وعند بحث هذا النوع من للمشكلات، يجب ان نعرف إن كان فقدان الشهوة دائما أم مؤقتا. فان كان دائما يعزى إلى عوامل مزمنة، وان كان مؤقتا فإنه يرجع إلى عوامل طارئة.

ويجب أن نعرف كذلك ان كان ظهوره فجائيا ام تدريجيا. ويكون الفقدان الفجائي في غالب الأحيان مصحوبا بأعراض اخرى ظاهرة، كارتفاع درجه الحرارة او التقزز او الحالات النفسية الحادة كالغضب واليأس والحزن وما شابه ذلك.

كذلك علينا ان نعرف ان كان فقدان الشهوة عاما يتناول جميع المأكولات، أم خاصا يتناول دون بعضها الآخر. ويجب أن نتقصى لنعرف ما إذا كان ذلك يظهر في جميع المناسبات ام في مناسبات معينة كالأكل المنفرد، أو الأكل على مائدة غير منسقة أو غير منوعة الأصناف أو غير ذلك.

ويظهر فقدان الشهية بصور مختلفة منها:

١- انعدام للرغبة في تناول الطعام

٢- البطء الشديد في ذلك.         

٣- التأفف وما إلى ذلك.

وإلى جانب فقدان الشهية بمختلف صوره نجد الشره، فبعض الأطفال يزدرون الأكل ازدراء. وبعضهم يأكل كميات كبيرة جدا. وما ذكر هنا عن فقدان الشهية يمكن ان يذكر عن الشره، فيجب بحثه لمعرفة ما إذا كان عاما أم خاصا، فجائياً ام مؤقتا... إلى غير ذلك.

ومن المشكلات الحادة النادرة ما يرتبط بتناول الطعام ارتباطا شديدا كالتقيؤ او الشعور بالغثيان وترجيع الطعام وغير ذلك.

ويجب ان نذكر عند بحث هذه المشكلات، الصلة الشديدة بين النشاط الغددي العام؛ وتمثيل الطعام والقابلية لأخذه. وعلينا كذلك ان نذكر ما بين الأجهزة الهضمية والتغيرات الجسمية المصاحبة للانفعال من صلة شديدة.

ومعروف أنه في أثناء الانفعالات الشديدة لا يقوم الجهاز الهضمي بأداء عمله أو يؤديه ناقصا(2). فالعصارة الهضمية يقل إفرازها او يقف. وتتعطل كذلك جميع العمليات اللازمة للهضم(3). ونلاحظ عادة أننا في اثناء الحزن والغضب او اليأس شهوتنا إزاء تناول الطعام. فيجب أن نؤجل للطفل وجبة طعامه ان كان في حالة انفعالية شديدة حتى يهدأ منها. ويستثنى من الحالات الانفعالية حالات الضحك للخالي من التهيج الشديد. فهذا النوع من الضحك يكون مصحوبا بحالة تراخ. والوصول إلى حالات تراخ قبل بدء تناول الطعام من العادات الطيبة.

________________________________

(1) Style of life .

(2) وعلى العكس من ذلك الجهاز التنفسي والجهاز الدوري فإنهما يؤديان عملهما بغاية الكفاية في أثناء التهيج الانفعالي.

(3) ويلاحظ أن بعض الأمراض المعدية والمعوية قد اكتشف حديثاً أنها قد تكون سيكولوجية الأصل أي ناشئة من حياة انفعالية غير سوية. مثال ذلك القرحة المعدية. والتهاب القولون.