x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

خمس طرق للتربية

المؤلف:  ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف

المصدر:  سر الطفل السعيد

الجزء والصفحة:  ص357 ــ 361

27/12/2022

934

وصفت (جين إيلسلي كلارك)، في كتابها الرائع: (النضج من جديد)، خمس طرق يمكن أن نتفاعل بها مع أبنائنا مما يعلمنا في نفس الوقت الكثير عن أنفسنا. يمكنكِ أن تطبقي هذه الطرق الخمس كأداة تشخيصية للكشف عن حقيقة ما يدور بينكِ وبين ابنتكِ، سوف تجدين على الأرجح أن هناك ما يؤكد لكِ أنكِ تفعلين الصواب وهو ما تطلق عليه (كلارك)، طريقة (العناية الواعية)، أما الطرق الأخرى فسوف تدركينها بسهولة، وسوف تساعدك على تجنب الإقدام على أي ضرر.

عندما سمعت بهذه الأفكار في بادئ الأمر (وهذا من وجهة نظري كأب)، شعرت أنني أتبع مزيجاً من الأنواع المختلفة.

كما أنه من الجدير بالذكر في هذا السياق أن نقول أن هذه التعليقات لا تقتصر فقط على الأم والابنة، وإنما تتعدى هذه العلاقة لتنطبق على كل أنواع العلاقات. إن هذه الطرق سوف تعكس لكِ بوضوح كيف ترين نفسكِ من خلال أبنائك. كما أن الأم في العادة هي التي تؤدي الجانب الأكبر من مهمة تربية الأبناء. إننا نعرف الكثير عما يخص علاقة الأم بابنتها؛ لأن كلا الطرفين يميلان إلى التعبير عن نفسيهما بدرجة كبيرة وبشكل واضح. كما أن معظم الأمهات على استعداد للتغيير، بل ويحرصن على ذلك. 

دعنا نطبق الخمس طرق على موقف يومي بسيط (ميرلي)، ـ طفلة في السادسة من عمرها - تسقط وهي تعدو في المنتزه. فتعود إلى أمها وهي تبكي بينما جرحت ذراعها بشدة.

هناك عدة طرق يمكن أن تتفاعل بها الأم مع هذا الموقف.

الأسلوب المهين

الأم مشغولة بالحديث مع إحدى الصديقات، تستدير وتصيح: (كفي عن البكاء بهذه الصورة، وإلا فسوف أجعلكِ تبكين بالفعل)، وبينما تقول ذلك؛ تجذب ذراع ابنتها وتعود بها إلى المنزل.

إن الرسالة التي أرسلتها الأم هنا هي: (أنا لا أعبأ بكِ: إن مشاعركِ لا تهم أنتِ مصدر إزعاج بالنسبة لي).

 قد يشعر الطفل في هذه الحالة بألم عميق وشعور باليأس. أو قد يشعر بالغضب العارم أو الوحدة والانسحاب. ولكن ما الذي دفع الأم إلى التصرف على هذا النحو؛ إن كنتِ صادقة مع نفسكِ، فسوف تدركين أن الكثير منا يشعر - أحياناً - أنه مثقل بالأعباء، مما يدفعه لأن يقدم على مثل هذه الأفعال المؤذية. إنه رد فعل أم لا تجد من يلبي احتياجاتها الشخصية مما يدفعها إلى النظر إلى ابنتها باعتبارها منافساً.

إن مثل هذه الأم بحاجة إلى مساعدة وعناية لفترة طويلة لكي تعيد شحذ مخزونها العاطفي؛ لكي تشفي جراح التجاهل التي تعرضت لها في طفولتها مما سوف يعاونها في نفس الوقت على التعامل مع ابنتها بقدر من الحنان.

الأسلوب الشرطي

وهي الأم التي تقول (كفي عن البكاء؛ وإلا فلن أضمد ذراعك)، إن هذا النوع من الأمهات والآباء يتعاملون مع الطفل عن طريق التهديد وإملاء الشروط. وهنا يشعر الطفل أنه يجب أن يكون دائما عند حسن ظن أبويه وعندها فقط سوف يلبي أبواه احتياجاته، حيث تكون الرسالة: (لا تعتقد أنك محبوب وإنما أنت تحصل على الحب فقط عندما تفعل ما يجعلك محبوباً).

إن الأم ترسل هذه الرسالة لابنتها لأنها الطريقة التي تنظر بها إلى نفسها، إنه نوع من الأمومة النقية شديدة الالتزام التي تضع معايير شديدة المثالية لنفسها ولكل من حولها؛ لذا فمن الطبيعي أن تنقل نفس الرسائل إلى أبنائها وخاصة الذين ينتمون إلى نفس الجنس.

سوف يشعر الطفل بأنه غير كفء، وأنه يفتقر دائماً إلى المستوى الجيد؛ لأنه لا أحد يتمتع بالكمال المطلق. سوف ينمو الطفل ولديه ميول استحواذية وسوف يسعى دائماً إلى المثالية لدرجة قد تصل لحالة مرضية مما قد يصعب عليه التقارب من أي شخص بدرجة كبيرة. أما في سن النضج؛ فقد تخوض الفتاة تجربة عدد من الزيجات التي تبدو رائعة، غير أنها سوف تكون قصيرة الأجل.

إن الأم التي تتبع الأسلوب الشرطي بحاجة إلى المزيد من الاسترخاء. يجب أن تتعلم كيف تعثر على وتمنح نفسها الحب والقبول حتى تواصل الحياة. بإمكانها أن تتعلم أيضا كيف تكف عن القلق بشأن الملبس، والمظهر، والمال، أو الإنجازات. يجب أن تعثر على بعض الأصدقاء السعداء مرتاحي البال وتسعى لأن تكتسب منهم هذه الصفات وتتعلم كيف تنجز الأشياء، وبهذه الطريقة سوف تكون قادرة على قبول فكرة أن الحب حر؛ أي أنه ليس لزاماً علينا العمل على اكتسابه، ومن ثم سوف يكون بوسعها أن تعلم ذلك لأبنائها.

الأم المتساهلة

تهرع الأم إلى طفلتها دون أن تترك لها فرصة حتى للنهوض من مكانها: (انظري إلى ذراعك؛ إنه يؤلمك؛ أليس كذلك؟، سوف أضمدها لك الآن. سوف نذهب إلى الطبيب ليضع لك أحد المراهم. سوف أعد لك فراشاً على الأريكة المقابلة للتلفاز وسوف أقوم بكل الأعمال نيابة عنك).

تبدو هذه الأم للوهلة الأولى أما شديدة الطيبة، ولكن أنصت إلى هذه الرسالة الخفية: (أنتِ ضحية مسكينة. أنتِ عاجزة؛ أنتِ بحاجة إلي لكي أعتني بكِ)، أما الرسالة الأكثر عمقاً فهي تنطوي على الآتي، (إن احتياجاتنا لا يمكن أن يتم تلبيتها في ذات الوقت. سوف أعتني بك عناية فائقة ولكنك ستبقين مدينة لي)، هل يبدو هذا مألوفا بالنسبة لكِ؟.

إن مثل هذه الطفلة سوف تشعر بمزيج من المشاعر المختلطة، سوف تشعر بقدر من الراحة المؤقتة، ولكن ستشعر بشكل أو آخر أن هناك دين معلق في رقبتها مع قدر من الاستياء الخفي، سوف تشعر بالضعف والحيرة في وجود والديها بدلاً من أن تشعر بالقوة والتشجيع. وتطلق (جين إيلسلي كلارك)، على هذا النوع من الحب (الحب المستحوذ)، الذي يدعو إلى التواكل ويخلق لدى الطفل صورة مشوشة عن ذاته.

إن الأم في هذا الوضع بحاجة لدعم صورتها الذاتية. ربما تكون قد نشأت في ظل أسرة تعاني من الإدمان، أو أي من الظروف التي دفعتها لأن تكبر قبل الأوان، وأن تتولى رعاية غيرها بدلاً من أن تحظى بالحب المطلوب. ربما كان أحد أبويها متساهلا مثلها كوسيلة لإخفاء بعض احتياجاته الخفية. سوف تستفيد مثل هذه الأم من قراءة الكتب التي تتناول مفهوم الاستقلالية والحصول على المساندة الجيدة من قبل إحدى مجموعات الدعم.

الأم المهملة

تتجاهل الأم إصابة الفتاة، بل إنها لم تكن موجودة من الأساس في مكان الإصابة، أي أن الفتاة تبعد عن بيتها مسافة كبيرة وقد تركت بلا إشراف أو عناية من قبل أحد. إن مثل هذه الطفلة قد تحصل على متطلباتها من المأكل والملبس، ولكن بلا أي تفاعل من قبل الأبوين، وهي تدرك تماما في أعماق نفسها أنها تعيش أو تموت بمفردها. فإن كانت قد نجحت في العيش إلى الآن؛ فسوف تواصل حياتها على الأرجح، ولكنها ستصبح صعبة المراس، وسوف تشعر بالوحدة التي سوف تشحذها بكل أنواع الغضب والإحباط الخفي، وقد تخوض نضالا شرسا سعيا للحصول على الرعاية. أما عندما تنضج، فسوف تفتقر إلى القدرة على الاقتراب من الآخرين ما لم تحصل على مساعدة سريعة متمثلة في المدرس أو القائم بشئون الطلبة.

إن الإهمال يعد نوعا من أنواع الإيذاء أيضاً، بل إنه في أحد جوانبه أسوأ أنواعه. وقبل أن يلتهمكِ الإحباط تماما، يجدر بكِ أن تتعرفي على النوع الخامس من أنواع الأمومة.

الأم الحازمة الدافئة

إن الأم التي تنتمي إلى هذا النوع تحتضن ابنتها وتبدي اهتمامها الدافئ وتقول مثل هذه العبارات: (لقد جُرح ذراعك، أنا أشعر بالأسى أنه يؤلمكِ، دعيني أنظفه لك)، ثم تقول لها بعد ذلك (كيف الحال الآن؟).

هنا تدرك الطفلة أن مشاعرها تهم والدتها. كما أن الأم على استعداد للمساعدة وهي متواجدة من أجل ابنتها، إن الأم هنا تقدم المساعدة ولا تفرضها، ومن ثم يشعر الطفل بالارتياح، والطمأنينة، والأمان، والحماية، والحب.

ولكن هناك الأكثر من ذلك، وهو أن هذا النوع من الأمهات يمنح أبناءه فرصة للنمو في استقلالية. أما إن كان الجرح سطحياً، أو كان الطفل أكبر سناً؛ فيمكن أن توكل الأم إلى الابنة مسؤولية تدبر الأمر، وقد تقول لابنتها في هذه الحالة: (هل يؤلمك الجرح؟)، هل بوسعكِ أن تذهبي لغسله أم أنكِ بحاجة إلى المساعدة؟ إن هذه الأم قادرة على احتضان أبنائها، ولكنها لا تكبلهم بالمشاعر. إن الرسالة التي ترسلها الأم هنا هي: (أنا أثق أنه بوسعكِ أن تتخذي قراراتكِ بنفسك وفقا لما تمليه عليه احتياجاتكِ). (وهي تنطوي أيضاً على أن الأم ليست بحاجة لأن يحتاجها الآخرون)، إن الحزم الدافئ هو النوع الذي يجب أن نتطلع إليه جميعاً.