x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : مقالات عقائدية :

المعاد الروحاني

المؤلف:  ابن ميثم البحراني

المصدر:  قواعد المرام في علم الكلام

الجزء والصفحة:  ص 150

9-08-2015

2262

ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺑﺤﺎﺙ:

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﺴﻤﺎﻧﻲ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ: ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﺴﻢ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ - ﺇﻥ ﻛﺎﻥ - ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻌﻨﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﻴﺌﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ. ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ: ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻠﻪ ﻣﻨﻘﺴﻤﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﺘﺤﻴﺰ ﻭﻛﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﻘﺴﻢ، ﻓﻤﺤﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﺤﻴﺰ ﻭﻻ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﺴﻢ ﻣﻨﻘﺴﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ: (ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: 169] ﺍﻵﻳﺔ.

ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﻴﺖ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻴﺖ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﺒﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺈﺫﻥ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﺠﺮﺩ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺧﻄﺒﻪ " ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﺸﻪ ﺭﻓﺮﻓﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﻌﺶ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻻ ﺗﻠﻌﺒﻦ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻌﺒﺖ ﺑﻲ ".

ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ: ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﺮﻓﺮﻓﺔ، ﻭﻻ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺒﺎﻕ، ﻓﻼ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﺒﺪﻥ ﻭﺯﻧﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﻨﻮﻉ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻘﺴﻢ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻣﺤﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻤﻨﻮﻉ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ، ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻠﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻻﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮﺍ ﺁﺧﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺪﻻﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﺠﺮﺩ، ﺑﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺪﻻﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺟﺴﻢ، ﻷﻥ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺮﻓﺮﻓﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺤﻘﻘﻲ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﻮﻉ. ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ: ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﺣﺪ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻨﻮﻋﻪ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ، ﻷﻥ ﺑﺎﺭﺩ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻀﺪﻩ ﺣﺎﺭ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺿﺪﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻮﺍﺯﻡ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻣﺎﺕ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻫﻲ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺗﺒﺪﻝ ﻣﺰﺍﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻠﻜﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺤﻘﻘﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ. ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻥ ﺇﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺯﻳﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ، ﻭﺇﻥ ﺗﻜﺜﺮﺕ ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻛﺬﻟﻚ. ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ. ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺪ ﻋﺪﻣﺖ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻳﻀﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺘﻜﺜﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰ، ﻭﻻ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺬﺍﺗﻴﺎﺕ ﻻﺗﺤﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻉ، ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺑﻊ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﻼ ﺃﺑﺪﺍﻥ، ﻓﻼ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺭﺽ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺇﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺛﺒﺖ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ، ﻓﺒﻄﻞ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ.

ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺭﺽ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺑﻊ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﻼ ﺃﺑﺪﺍﻥ " ﻗﻠﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺷﺮﻁ، ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻓﺄﺫﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻋﻠﺔ ﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﺎﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺴﺨﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻥ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻻ ﺷﻴﺌﻴﻦ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﺎﻥ ﻟﻠﺰﻡ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻼﻥ ﻣﻌﺎ ﻛﺎﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ. ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺒﺪﻳﻬﺔ.

ﻭﺍﻋﺘﺮﺽ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺪﻭﺭ.

البحث الخامس : ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ. ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ: ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﺻﺢ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﻻﻣﻜﺎﻥ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻣﺤﻞ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺛﺒﻮﺗﻲ، ﻓﻴﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺤﻼ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻣﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ، ﻭﻻ ﺷﺊ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻣﻪ، ﻓﺈﺫﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻓﻠﻪ ﻣﺤﻞ ﻫﻮ ﻣﺎﺩﺗﻪ. ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﺑﺠﺴﻤﺎﻧﻲ، ﻭﻷﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﻣﺎﺩﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻻ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻬﺎ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ.

ﻭﺍﻋﺘﺮﺽ ﺍﻹﻣﺎﻡ: ﺑﺄﻧﺎ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺛﺒﻮﺗﻲ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺤﻼ ﺛﺎﺑﺘﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ، ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻋﺪﻣﻬﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﻛﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ.

ﻭﺃﺟﺎﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﺑﺄﻧﺎ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﺛﺒﻮﺗﻴﺎ. ﻭﺑﻪ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎ، ﻷﻥ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻋﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻛﺎ ﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﺫﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﻣﺠﺮﺩﺍ ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﻣﻊ ﻓﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﻤﺒﺪﺃﻫﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﺿﺎ ﺯﺍﺋﻼ ﻭﻛﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ، ﻷﻥ ﻫﻬﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﻬﻤﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﻙ ﻟﻠﻜﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺎﻟﻤﺪﺭﻙ ﻟﻠﺠﺰﺋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻟﻜﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻟﻠﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻟﻠﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ، ﻷﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺨﻴﻠﻨﺎ ﻣﺮﺑﻌﺎ ﻣﺠﻨﺤﺎ ﺑﻤﺮﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻴﺰﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻓﻤﺤﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ، ﻷﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﻠﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻤﺤﻞ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ، ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻨﻄﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺁﻟﺔ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺪﺭﻛﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻟﺔ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻫﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ، ﻭﻻ ﻣﺪﺭﻙ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﺩﺭﺍﻛﻪ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺃﺗﻢ ﻭﺃﻭﻓﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﻪ. ﻭﺃﻣﺎ 0 ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﺑﻞ ﻏﺮﺿﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ، ﻓﻴﺸﺘﺪ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻪ ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎﻻﺕ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﻓﻮﺍﺕ ﻛﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﻏﻞ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻋﺎﺋﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻣﻌﺬﺑﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ }الى قوله {فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}  [الزمر:58,57,56] ﻭﻧﺤﻮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺫﻳﻠﺘﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺰﻭﻝ ﻓﻴﺰﻭﻝ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﺑﻬﺎ. ﺃﻣﺎ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺒﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻀﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﺗﺴﺘﻜﻤﻞ ﺑﻬﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺷﻘﺎﻭﺓ، ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻣﺴﺘﻘﺼﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻣﻌﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:

ﺩﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎﺕ، ﻭﺩﻝ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﺎﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻗﻮﻳﺖ ﻭﺷﺮﻓﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻴﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ. ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺩﻟﻴﻞ، ﻭﻫﻮ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ﻓﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ.

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻓﻘﻂ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﻋﺪﻣﺖ ﻧﻔﺴﻪ. ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ، ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﺴﺎﺩﻫﺎ.

مواضيع ذات صلة


إمكان إعدام العالم وامتناع إعادة المعدوم
هل يمكن رؤية الله تعالى يوم القيامة ؟
كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الى معاوية لما احتج عليه بالجماعة
رسالة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أبي بكر لما بلغه عنه كلام بعد منع الزهراء (عليها السلام) من فدك
أهمية وفضل أهل الحجاج والجدال بالتي هي أحسن في القرآن الكريم والسنة
إحتجاج سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب في جواب كتاب كتبه إليه حين كان عامله على المداين بعد حذيفة بن اليمان
إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية حين ذكر له اصطفاء الله للنبي وتأييده اياه وغير ذلك من الامور
خطبة للإمام علي عليه السلام الاستدلال على الله تعالى بعجيب خلقه من أصناف الحيوان
خطبتان موجزتان للإمام علي عليه السلام حول معرفة الله
خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام تحتوي على جماع الكلام الذي دونه الناس بلا زيادة او نقصان
خطبة الإمام علي عليه السلام المتعلقة بتوحيد الله وتنزيهه عما لا يليق به من صفات المصنوعين
إحتجاج سلمان الفارسي على القوم في خطبة خطبها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله لما تركوا أمير المؤمنين (عليه السلام)