x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : العدل : اللطف الالهي :

الكلام في الآلام والاعواض

المؤلف:  المحقق الحلي

المصدر:  المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية

الجزء والصفحة:  ص 104

9-08-2015

348

ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻵﻻﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ ﺃﺟﻤﻊ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺷﺊ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻢ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﺑﻘﺒﺤﻬﺎ ﺃﺟﻤﻊ، ﻭﻓﺼﻞ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺨﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ، ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﻳﻮﻓﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﺭ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ، ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ، ﺃﻭ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ.

 ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﻟﻼﺳﺘﺤﻘﺎﻕ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺴﺘﺤﺴﻦ ﺫﻡ ﺍﻟﻤﺴﺊ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺇﻥ ﺗﺄﻟﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺤﺴﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ. ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻮﻓﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻸﻧﺎ ﻧﺴﺘﺤﺴﻦ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺯ، ﺭﺟﺎﺀ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﻧﻔﻊ ﻳﻮﻓﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻴﺠﺎﺭ ﺍﻷﺟﻴﺮ ﺑﻌﻮﺽ ﻳﺮﻓﻊ ﻗﺒﺢ ﺃﻟﻤﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ، ﻓﻸﻧﺎ ﻧﺴﺘﺤﺴﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻮﻓﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻧﺠﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻋﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻓﻊ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﺏ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻸﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﺡ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﻓﺎﺣﺘﺮﻕ، ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻗﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻟﺪ، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻋﻮﺽ، ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﻧﻘﻀﻬﺎ ﺇﺫ ﻧﻘﻀﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻓﻠﻮ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻻﻧﺴﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ، ﻓﺼﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ - ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺟﺎﺭﻳﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻹﻟﻘﺎﺋﻪ. ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻓﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺻﺎﺭ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻛﺎﺑﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ، ﻻ ﻗﺴﻤﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ: ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ، ﻻ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ. ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺎﺑﺮﺗﻪ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﻒ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﻷﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ. ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻌﻮﺽ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﻮﻓﻰ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺨﻴﺔ: ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﺒﺠﺮﺍﺋﻢ ﺳﺒﻘﺖ، ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻓﺤﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﻋﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﻪ. ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻟﻴﺒﻨﻰ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﻫﻢ. ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: " ﺃﻧﺎ " ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﺴﻤﺎﻧﻲ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ، ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﻒ، ﻣﺪﺑﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺮﺍﻉ، ﻭﺗﺎﺑﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻰ ﻋﻨﻪ.(1)

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ: ﺇﻧﻪ ﺟﺴﻢ، ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ: ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺑﺠﻤﻠﺘﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺼﻐﺮ ﻭﻻ ﻛﺒﺮ ﻭﻻ ﻫﺰﺍﻝ ﻭﻻ ﺳﻤﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻣﺼﺮﻭﻓﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ، ﻻ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ. ﺛﻢ ﻻ ﺟﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﺎ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺸﺄ (2) ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺸﺄ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺰﺍﺩ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻞ، ﻭﻫﻲ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺘﺒﺪﻟﺔ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻕ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺪﻝ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ.

 ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﺮﺯﻭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺟﻤﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﺑﻞ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﻮﺟﻮﻩ، ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﺟﺰﺅﻩ ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﺿﻨﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ (3)، ﺑﻞ ﻋﻠﻮﻣﺎ، ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ. ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺰﺅﻩ ﻋﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﺴﻢ ﻓﺎﻟﻤﺘﺼﻒ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﺴﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺄﺟﺰﺍﺋﻪ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﻦ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﺟﺴﻤﺎ ﻭﻻ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺎ(4) ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺘﺤﻴﺰ ﻣﻨﻘﺴﻢ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﺴﻢ ﻣﻨﻘﺴﻢ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﻧﻔﻴﻪ. ﺛﻢ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ، ﻣﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺭﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻘﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﺍﺗﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻣﻊ ﻭﺿﻮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻟﻠﺘﻨﺎﺳﺨﻴﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺎ، ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ، ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻟﺸﺊ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺩﺛﻪ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ: ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻫﻮ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﺑﻨﻴﺘﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻗﺒﻞ ﻟﻚ، ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻟﺤﻮﺍﺩﺛﻪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ، ﻷﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ. ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ، ﻟﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ، ﻓﺎﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻓﺎﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺃﻟﻢ، ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ. ﺛﻢ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ. ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻼﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻭﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻬﺎ، ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﻓﺬﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻮﺽ،

ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻳﺤﺴﻦ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻠﻄﻒ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ: ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻻ ﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻭﺍﻟﻠﻄﻒ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻇﻠﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻠﻄﻒ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺒﺜﺎ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻛﺎﻓﻴﺎ، ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻊ ﻻ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻷﻟﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎ. ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻔﻀﻼ، ﻭﻗﺪ ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻻ ﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﺑﺄﻧﺎ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﺮﻓﻊ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻮﻍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻞ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺏ. ﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻟﻢ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻠﻄﻒ، ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻷﻟﻢ، ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﻟﻄﻔﺎ ﻭﻭﺻﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻮﻍ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺸﺎﻕ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺛﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ. ﺛﻢ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﻋﻦ ﺷﻮﺍﻏﻞ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻩ، ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻋﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻟﻢ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺤﺴﻨﻪ ﺇﻻ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻗﻮﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻧﻮﺑﺨﺖ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎﻥ - ﺭﻩ - ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺊ ﻣﺠﺮﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺲ، ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺑﻤﻌﺸﻮﻗﻪ، ﻻ تعلق ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﻤﺤﻞ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺤﻘﻘﻲ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻣﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ... ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻫﻲ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ، ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ. ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ 149.

(2) ﺍﻟﻨﺸﺄ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻷﺻﻞ.

(3) ﺃﻱ ﺑﺴﻴﻄﺎ. ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻷﺻﻞ.

(4) ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ، ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ. ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﺗﻴﺬ.