x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : الامامة : امامة الامام علي عليه السلام :

النّص على الإمام

المؤلف:  محمد حسن آل ياسين

المصدر:  أصول الدين

الجزء والصفحة:  ص289-307

9-08-2015

1297

 لما كانت نصوص الامامة بكثرة رواياتها و رواتها و اختلاف أساليب التنصيص فيها غير قابلة للحصر في نطاق ضيق كهذا؛ فإننا نجتزئ بإيراد ثلاثة شواهد في هذه العجالة، تاركين الاستيعاب و الاستقصاء الى الكتب المطولة المعنية بهذا الموضوع.

النص الأول: «حديث الدار»:

أخرج ابن جرير الطبري بسنده: أن النبي (صلى الله عليه وآله)عند ما نزل عليه قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعا بني عبد المطلب إليه وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. ولما فرغوا من طعامهم قام فيهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) خطيبا فقال:

«يا بني عبد المطلب، أني واللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به؛ أني قد جئتكم بخبر الدنيا والآخرة، و قد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟».

فأحجم القوم عنها جميعا، فقام علي فقال: أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه، فقال (صلى الله عليه وآله): «ان هذا أخي ووصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا»، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع(1).

إن هذا النص التاريخي قد تضمن ثلاث صفات لعلي:

1- وزير.   2- وصي‏.    3- خليفة.

ومن حقنا أن نتساءل فنقول: لماذا منح النبي عليا هذه الصفات الثلاثة دون غيرها؟ ولماذا اختار لذلك أول اجتماع يعقد بعد البعثة.

واذا كانت المؤازرة ضرورية له لأنه بحاجة- فعلا- إلى الظهير والوزير فلماذا أضاف إليها الوصاية والخلافة بلفظيهما هذين؟. وما علاقة الوصاية والخلافة بإنذار عشيرته ودعوة بني قومه الى الاسلام؟. ولتوضيح الاجابة على هذه التساؤلات يجب أن لا ننسى:

أن النبي (صلى الله عليه وآله) في خطابه هذا يعلن لأول مرة بداية دولة جديدة وعهد جديد ومجتمع جديد.

وان كل كيان يراد له البقاء والدوام لا بد له- في وجوده و استمراره- من رئيس أعلى يقود الأمة ويوجه الدفة؛ ومن نائب له يلجأ الناس إليه إن ألمت بالرئيس ملمة.

والنبي (صلى الله عليه وآله)في هذا الموقف كان يهدف الى افهام‏ هؤلاء الحضور أن المسألة بدينها ودنياها- ليست مسألة زعامة يتفيأ ظلالها أو رئاسة يتمتع بها ما دام حيا، وإنما هي رسالة سماوية خالدة لن تموت بموته ولن تنتهي بنهاية عمره، بل ستبقى بقاء السموات والأرض، وسيكون لها من بعده من يضطلع بمهماتها و يقوم بأمرها؛ و هو هذا الفتى الذي يعلن استعداده للتضحية و الفداء و المؤازرة؛ و نعني به علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهذا كله عند التأمل والتدقيق واضح وصريح في النص النبوي السالف الذكر.

ولما لم يجد الإمام الرازي مناصا من الاعتراف بصحة هذا النص سندا ودلالة؛ بادر إلى الشك في معنى الخلافة الواردة في الحديث، مدعيا أن النبي لو كان يقصد من ذلك تعيين الخليفة بعد وفاته لما اكتفى بقوله: «خليفتي فيكم» بل أضاف إليه «من بعدي» ليكون نصا جليا.

والحقيقة أننا لا نجد فرقا بين التعبيرين.

وإذا كان «خليفتي فيكم من بعدي» صريحا في الدلالة فان «خليفتي فيكم» كذلك أيضا، لأن معناه: أن عليا هو الذي يخلفني فيكم لو اصابني مكروه، وهذا نص على الخلافة بعد الموت، ويؤكد هذا المعنى ذكر النبي لكلمة «وصي»، والوصاية في الاسلام إنما يقصد بها ما بعد الموت؛ حيث يقوم الوصي بما طلب منه الموصي أن يقوم به ، ولو كان الأمر يتلق بما قبل الموت لقال «وكيلي» ولم يقل «وصيي»، لأن المواكلة هي التعبير الاسلامي عمن يطلب منه تنفيذ بعض الأعمال نيابة عن انسان موجود على قيد الحياة.

واذن فالنص صريح في أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اختار من اليوم الأول للدعوة من يخلفه بعد وفاته و يكون وصيا عنه في رعاية شئون المسلمين، حتى لا تصبح السفينة بمجرد موت ربانها تحت رحمة الموج و الاعاصير.

وإنها البداية التي انطلقت مع أول صوت انبعث بالدعوة في محيطها الضيق و في أيامها الاولى، واستمر منطلقا في تأكيد هذه البداية حتى اليوم الاخير من عمر رسول الاسلام.

النص الثاني: «حديث المنزلة» :

أخرج مسلم بسنده أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ...» . (2)

ويشير هذا الحديث الشريف- على ايجاز ألفاظه - إلى عدة معان قد لا تبدو واضحة أمام النظرة العجلى، ولكنها تبدو جليه كل الجلاء اذا ما دقق القارئ قليلا في ابعاد الكلمات ومداليلها .

ان الحديث يشير الى أن عليا :

أ- وزير رسول اللّه‏، لأن هارون وزير موسى‏ {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} [طه: 29].

ب- اخو رسول اللّه‏، لان هارون أخو موسى‏ {هَارُونَ أَخِي} [طه: 30].

ج- شريك رسول اللّه‏، لان هارون كان كذلك‏ {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 32].

د- خليفة رسول اللّه‏، لان هارون خليفة موسى‏ {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: 142].

ه- اشتقاق الامامة من النبوة، لان ضمير «أنت» في الحديث تعبير عن الامامة و ضمير الياء في «مني» تعبير عن النبوة، و حرف الجر هنا بمعنى النشوء و الوجود، و لئلا يفهم من هذا النشوء و الاشتقاق تساوي الدرجة بكل معانيها أوضح النبي أن هناك فرقا رئيسا هو النبوة فقال: إلا أنه لا نبي بعدي».

ولما كان موسى قد طلب من ربه أن يجعل له وزيرا من أهله- كما دلتنا الآية الشريفة- فان ذلك يدل على أن الخلافة و الوزارة للنبي إنما تكون بجعل من اللّه تعالى؛ و ليست باختيار الناس وانتخابهم.

وهكذا تكشف لنا النظرة الفاحصة تلك الابعاد التي يمتد إليها حديث المنزلة، و هي ابعاد لا يصح أن تفسر على أساس التكريم و التبجيل المجرد لعلي عليه السلام، و انما كان وراءها هدف كبير هو تنبيه الامة و تعريفها بمن سيخلف النبي بعد وفاته في رئاسة الدولة وقيادة السفينة وتوجيه الدفة.

وان اشعار هذا الحديث بمشاركة علي للنبي- و ليست مشاركة تجارية في عقار أو صناعة أو زراعة طبعا- يعني بها المشاركة في حمل الاعباء الاسلامية و انجاز المهمات المرتبطة بهذا الدين. وحيث أن المشاركة قد تخفي حدودها على السامع العادي- و بخاصة بعد معرفة نبوة هارون- أردف النبي حديث المنزلة بما يدفع التوهم و يحدد المقصود من هذه المشاركة، فنفى النبوة بشكل مطلق و جعلها خارج حدود المشاركة كما أسلفنا.

ولعل مما يوضح أهمية هذا الحديث و دلالاته و ابعاده أن نعرف: ان مناسبة اعلان النبي لهذه المنزلة كانت عند ما خلف عليا نائبا و قائما مقامه في المدينة المنورة حين خروجه (صلى الله عليه وآله) لغزوة تبوك.

وقد رفض الشيخ ابن تيمية أن يجد في هذه المناسبة ما يثبت لعلي فضيلة في هذا الحديث أبدا، لان النبي قد صحب معه جل الصحابة و المؤمنين و لم يترك لعلي إلا النساء و الصبيان فضلا عن القاعدين من العاجزين و المنافقين. و ليس في استخلاف انسان على مثل هؤلاء الناس أي معنى من معاني التكريم (3).

و لكن المتأمل الواعي سيخرج بنتيجة اخرى- غير نتيجة ابن تيمية- عند دراسة ظروف الحديث.

فالمدينة المنورة عاصمة الدولة ومركز النبوة.

وعند ما يفارق رئيس الدولة عاصمته الى مكان بعيد- كتبوك- و بوسائل بدائية للمواصلات تستغرق مدة طويلة من الزمن و الحرب لا يعلم متى ستنتهي و متى يتسنى الرجوع منها، فان اختيار هذا الرئيس لنائب يخلفه على العاصمة- و بخاصة تلك العاصمة المحاطة بالأخطار والمنافقين والاعداء المتحفزين للوثوب متى سنحت الفرصة- يوضح لنا المعنى الكبير الخطير في هذا الاختيار و الانتقاء.

 

النص الثالث: «حديث الغدير» :

روى هذا الحديث عدد كبير من الصحابة والتابعين، واخرجه عدد كبير من العلماء والحفاظ(4). ورعاية للاختصار نجتزئ من الحديث بمحل الشاهد منه مما يرتبط مباشرة بالنص على الامامة وتعيين الامام.

يقول الرواة:

في طريق العودة من حجة الوداع و عن غدير خم قام النبي (صلى الله عليه وآله)بعد صلاة الظهر خطيبا في المسلمين، و كان مما قاله لهم:

يا ايها الناس! يوشك أن ادعى فأجيب، واني مسئول وانكم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟.

قالوا: نشهد انك بلغت و جاهدت و نصحت، فجزاك اللّه خيرا.

إلى أن قال (صلى الله عليه وآله):

إن اللّه مولاي. وأنا مولى المؤمنين؛ و أنا أولى بهم من‏ أنفسهم. فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار.

وينتهي النبي (صلى الله عليه وآله)من كلامه فيتدافع الناس نحو علي مهنئين قائلين: «بخ بخ لك يا علي؛ أصبحت مولانا و مولى كل مؤمن و مؤمنة».

ثم ينزل جبريل بالوحي الالهي قائلا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

هذه هي خلاصة حديث الغدير وظروفه وهذه هي الفاظ العهد كما رواها الاثبات. وقد جاءت صريحة كل الصراحة في تثبيت فكرة «الامامة» ذات الولاية العامة والمسئولية المطلقة وفي تعيين «الامام» المسئول بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).

وحسبنا دليلا على هذه الصراحة فهم المسلمين ذلك ومبادرتهم- نتيجة لهذا الفهم- الى تهنئة علي والبخبخة به بهذه المناسبة الغراء.

و طلع علينا المتفلسفون بعد حين من الدهر فقالوا- بعد أن أدركوا صحة الحديث وعدم امكان نكرانه- بأنه لم يكن نصا في المطلوب، لان لفظ «مولى» في اللغة العربية يحتمل عدة معان- كالناصر وابن العم والحليف والوارث وما شاكل ذلك- ولا نعلم ما ذا عنى النبي بهذا اللفظ وأي معنى من هذه المعاني كان يريد.

وكان ذلك هو «التفلسف» المنبعث عن الهوى والغرض والبعيد عن التعمق والموضوعية.

ويكفينا في تفنيد هذه المدعيات أن ندقق مليا في الامور التالية:

1- نزول آية التبليغ قبل قيام النبي (صلى الله عليه وآله) بإعلان هذه الولاية، فقد روى المؤرخون و المفسرون أن اللّه تعالى قد أوحى لنبيه- هو خارج من مكة بعد حجة الوداع: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67].

2- نزول النبي (صلى الله عليه وآله) وسط الصحراء في هجير الظهر لإعلان هذه الولاية.

3- تفريع الولايات الثلاث في كلام النبي (صلى الله عليه وآله):

اللّه مولاي‏.

أنا مولى المؤمنين.

من كنت مولاه فهذا علي مولاه‏(5).

4- انهاء الخطبة بالدعاء لعلي: «اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، واخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار(6). و انه لدعاء لا ينسجم مطلقا مع غير الولاية العامة وأمرة المؤمنين.

5- نزول آية الاكمال المارة الذكر: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.. الخ‏} الدالة على حدوث أمر خطير أكمل اللّه به الدين و أتم النعمة.

6- تهنئة الحاضرين لعلي بالصيغة السالفة الذكر(7).

ان التدقيق في هذه الجوانب الستة يجعلنا نؤمن بكل جزم و يقين ان المقصود لم يكن الفات نظر المسلمين إلى أن عليا وارث محمد او ناصره أو حليفه أو ابن عمه. و ليست مسألة الارث أو النصرة- لو أراد النبي التحدث عنها- بحاجة الى ما أحاط بالغدير من ظروف ومناسبات والى ما أنزل اللّه من آيات بينات والى تلك الصيغ الخاصة في التهنئة والتبريك، بل ان ذلك بأجمعه لن يكون له معنى مقبول لو لا إرادة الامامة والإستخلاف والبيعة.

وربما يكون الدكتور أحمد محمود صبحي في ما برر به انكار المنكرين لهذا الحديث قد قارب الحقيقة أو أصابها إذ يقول:

«لما كان أهل الظاهر والسلفيون يوالون معاوية فانه لم يكن لديهم مفر من اختيار، أما ترك هذه الموالاة أو القدح بشتى الوسائل في الحديث. وبالرغم من انه من المفروض أن تخضع العقائد للنصوص إلا أن كثيرا من أصحاب المذاهب قد أخضعوا الاحاديث لأهوائهم و مذاهبهم‏(8).

وهكذا ثبت من مجموع ما سلف أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد نص على الامام الذي يخلفه في قيادة هذه الأمة وكان النص المشار إليه؟؟- وان اختلفت الفاظه ومناسباته- صريحا وجليا وواضح الدلالة والمفهوم.

ولكن:

هل يكفي ثبوت النص على الامام الأول في تعيين ائمة الباقين أم لا بد من النص عليهم أيضا؟

وإذن فكيف ثبتت إمامة الائمة؟ وكيف صح تحديدهم باثني عشر لا يزيدون ولا ينقصون؟.

لقد ثبتت إمامة الائمة بطريقين:

الأولى- الاحاديث النبوية الكثيرة التي بلغت من كثرتها حد الشهرة الكبيرة، كقوله (صلى الله عليه وآله) مخاطبا الحسن والحسين:

«انتما الامامان ولأمكما الشفاعة»(9). و قوله (صلى الله عليه وآله)و هو يشير الى الحسين: «هذا امام، ابن امام، أخو امام، أبو ائمة»(10).

وعلى هذه الشاكلة كثير تضمنت رواياته كتب الحديث و التاريخ و الدراسات الموسعة المعنية ببحث الامامة.

الثانية- نص السالف على اللاحق- و نص السالف حجة يجب التعبد بها و الرضوخ لها ما دمنا معتقدين بإمامته القائمة على أساس كونه صادقا و أمينا على الوديعة(11).

اما ثبوت كون الائمة اثني عشر لا يزيدون و لا ينقصون فهي كثيرة أيضا(12)، و حسبنا من كل ذلك: الحديث النبوي الشهير الذي أطبق على روايته شيوخ الحديث البارزون و حفظة السنة النبوية المعروفون، و هو قوله (صلى الله عليه وآله):

«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، و يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش»(13).

وفي لفظ آخر: أن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيه اثنا عشر .. الخ‏(14)».

وعند ما نمعن النظر في هذا الحديث- و قد أجمع على صحته المسلمون أجمعون- نجد انه صريح في شيئين:

1) استمرار الدين الى قيام الساعة.

2) وجود اثني عشر خليفة فقط خلال مدة استمرار الدين و قيامه لرعاية شئون الاسلام و المسلمين.

وبديهي أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقصد بالخلفاء الاثني عشر اولئك الخلفاء الذين حكموا المسلمين خلال القرون الأربعة عشر الماضية، لانهم أكثر من «اثني عشر» أضعاف المرات، ولان أكثرهم لم يكن ملتزما بكتاب اللّه و سنة رسوله، فلا يمكن اعتبارهم خلفاء حقيقيين للرسالة والرسول (صلى الله عليه وآله).

وإذن فلا بد أن يكون المقصود غير هؤلاء.

وليس من أحد غير هؤلاء سوى علي وأولاده الاحد عشر الذين اجمع المسلمون على حبهم وتقديسهم ؛ و اخذ أحكام الذين منهم، و الرجوع إليهم في معضلات الفقه والتشريع، والالتجاء بهم كلما المت ملمة و كلما عصفت عواصف الدهر وعوادي الزمن.

ومن شاء الاستزادة في الاطلاع على النصوص النبوية في تعيين الأئمة وتحديد عددهم فليراجع الموسوعات الكبرى و الدراسات المطولة المعنية بهذا الموضع.

___________________

(1) نقلناه- ملخصا- من تاريخ الطبري: 2/ 319- 321، طبعه دار المعارف بمصر سنة 1961 م. ومما يذكر أن الدكتور محمد حسين هيكل قد أثبت هذا الحديث في الطبعة الأولى من كتابه حياة محمد: 104، ثم حذفه من الطبعات التالية!!. و يراجع في مصادر هذا الحديث و أسانيده كتاب الغدير: 2/ 252- 260.

(2) صحيح مسلم: 7/ 120.

ويراجع في مصادر هذا الحديث وأسانيده كتاب الغدير: 1/ 48- 49 و 3/ 172- 176.

(3) نظرية الامامة: 229.

(4) يراجع لمعرفة أسماء هؤلاء الصحابة و العلماء و الحفاظ و الشعراء والرواة والمصادر التي أشارت إليهم و الى رواياتهم: كتاب الغدير: المجلد الأول بكامله.

(5) أسد الغابة: 4/ 28 و البداية و النهاية: 5/ 209- 213 و مصادر اخرى مذكورة في تضاعيف المجلد الأول من الغدير.

(6) سنن ابن ماجة: 1/ 43 و البداية و النهاية: 5/ 210 و وفيات الاعيان: 4/ 318 و مصادر اخرى مذكورة في تضاعيف الأول من كتاب الغدير.

(7) تاريخ بغداد: 8/ 290 و البداية و النهاية: 5/ 210 و مصادر اخرى مبثوثة في تضاعيف المجلد الأول من الغدير.

(8) نظرية الامامة: 221- 222.

(9) نزهة المجالس: 2/ 476.

(10) منهاج السنة: 4/ 210.

(11) يراجع في النصوص النبوية في تعيين الائمة، و في نص كل سابق على لاحقه:

الارشاد للمفيد، المناقب لابن شهر آشوب السروي، و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، و مطالب السئول لابن طلحة الشافعي، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي، و كثير غير هذه.

(12) اخرج الشيخ القندوزي و غيره عن النبي ( صلى الله عليه واله) قوله:« أنا سيد النبيين، و علي سيد الوصيين، و ان أوصيائي بعدي اثنا عشر». يراجع في هذا الحديث و في أحاديث« الاثني عشر» كتاب ينابيع المودة: 447 و 486 و 487 و 488 و 492 و 493.

(13) صحيح البخاري: 9/ 101 و صحيح مسلم: 6/ 3 و سنن الترمذي: 4/ 501 و سنن ابي داود: 2/ 421 و جامع الاصول: 4/ 442440.

(14) صحيح مسلم: 6/ 4.