1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : العدل : اللطف الالهي :

الاعواض

المؤلف:  الشيخ الطوسي

المصدر:  الاقتصاد

الجزء والصفحة:  ص 89

9-08-2015

796

أﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻊ [ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ]  ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﺒﺠﻴﻞ. ﻓﺒﻜﻮﻧﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻔﻊ، ﻭﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ ﻭﺑﺨﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﺒﺠﻴﻞ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ. ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﺃﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻛﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ ﻛﺈﺑﺎﺣﺔ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺈﻥ ﻋﻮﺽ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺽ ﻟﻜﺎﻥ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻣﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺴﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﺃﻭ ﻧﺪﺑﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ، والاعتبار على ما بيناه.

ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﺤﻪ ﻓﻮﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻄﻒ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺑﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻄﻒ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺑﺢ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻒ. ﻭﻗﻴﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻪ ﺑﺎﻷﻛﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻭﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺒﺜﺎ، ﻭﻣﺘﻰ ﺃﻟﺠﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺑﺤﻲ ﻓﻌﻮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻥ ﺍﻻﻟﺠﺎﺀ ﺁﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻹﺑﺎﺣﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻰ ﺃﻟﺠﺄ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻟﺸﻮﻙ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻟﺠﺄﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻓﺎﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻬﺮﺏ، ﻷﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺻﻼ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻟﺠﺄﻩ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﻫﻮ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ. ﻓﺮﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻤﺒﻴﺢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺆﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻒ ﻭﻏﻴﺮﻩ. ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﺰﻣﻪ ﻟﻠﺰﻣﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﻓﻌﻨﺎ ﺳﻴﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻟﻴﺠﺎﻫﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩﻳﻦ ﻭﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﺢ ﻣﻨﺎ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻣﺎ ﻏﺼﺒﻪ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ، ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻦ ﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﺘﻘﻞ ﻋﻨﻪ.

ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ، ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺍﺟﺒﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﻔﺴﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻣﺪﺣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﻟﻪ ﻣﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﻼ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻮﺍﺽ، ﻷﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﻭﻣﻦ ﺃﻟﺠﺄ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺿﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﺑﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻃﻔﻼ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﻫﻠﻚ ﻓﺎﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ ﺩﻭﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻪ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﻼﻙ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺬﻣﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﺸﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ(1)، ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻗﻼ.

ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻘﻄﻌﺎ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻮﺽ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺴﻨﻪ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﺗﻮﻓﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻻ ﻳﺤﺲ ﺑﻔﻘﺪﻩ ﻓﻴﻐﺘﻢ ﻟﻪ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺍﻻﺣﺒﺎﻁ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺬﻟﻚ، [ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺬﻟﻚ]. ﻭﻛﻞ ﻋﻮﺽ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻪ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺅﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺃﺳﻘﻄﻪ ﺑﻬﺒﺔ ﺃﻭ ﺇﺑﺮﺍﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻘﻂ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺣﻘﻮﻗﻪ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻓﻰ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﻤﺤﺠﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻹﺳﻘﺎﻁ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ، ﻓﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻹﺳﻘﺎﻁ. ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻻﺑﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻪ.

________________

(1) ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ 7 / 245 ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ " ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ".

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي