1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

المعلم

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  حدود الحرية في التربية

الجزء والصفحة:  ص293 ـ 298

17-5-2022

4028

المعلم والمربي دليل للبشر، وفي عاتقه مسؤوليات كبيرة ومصيرية، شخصية المعلم وسلوكه ورقابته ونوع إلقاءاته وتربيته مؤثر في استحكام البناء الأخلاقي للطالب أو في تهديمه. تتغير مقاييس الطالب في ظل هذه الفرص مما يجعلها مستقيمة أو منحرفة.

لا شك أن المعلم يستهلك نفسه لتربية أفراد يتصفون بالرشد والكرامة والأمن في سبيل إنجاز واجباتهم وكذلك يمتلكون الإمكانات اللازمة لتفتح أفكارهم وتجلي استعداداتهم ونموهم وتربية شخصياتهم وحفظ تمام وجودهم لكي يستقر في مسير التعالي.

قدرات المدرسة والمعلم

للمدرسة دور مهم في بناء أو هدم العائلة لأن الآثار التي تتركها دروس المعلم وأقواله وسلوكه وحتى أفكاره مؤثرة جداً وكبيرة والسبب يعود إلى أن الأطفال يعتبرون مقام المعلم عظيماً وطاعة أوامره واجبة(1).

وظيفة المدرسة لا تقتصر على تعليم الدروس كالرياضيات والعلوم الطبيعية وإنما نعتقد بأن بناء الطفل وإنزاله إلى ميدان العمل ووضعه على سبيل الوظائف الاجتماعية الآن وفي المستقبل لكي يصبح عضو مفيد للمجتمع هي من ضمن الوظائف.

تستطيع المدرسة وعن طريق استخدام الأساليب الخاصة من هداية الأطفال بدون اللجوء إلى أسلوب إعطاء المكافآت أو العقوبات القاسية، وتوجيههم إلى النظام الفكري والسيطرة على رغباتهم من خلال إعطائهم الحرية الإيجابية والمثمرة. ومن الممكن هنا أن يكون لها دور أكثر تأثيراً من البيت.

المدرسة مركز مناسب للتمرين على الحريات وهذا المركز منطقي وعقلي أكثر من البيت في هذا المجال لأن الطفل مجبور أن يراعي الضوابط في السؤال والجواب والحديث وأنه يأخذ أمر المعلم ونهيه بصورة أكثر جدية وملاحظاته على ذلك أقل ومتأصلة الجذور أكثر.

لا يشعر الطفل بين معلمه ورفاق درسه بالضياع وانما يعتبر نفسه عضواً في ذلك المجتمع بالإضافة إلى أنه لا يتأثر سلبياً من أمر المعلم ونهيه ويقوم بإجراء تلك الأوامر.

ضرورة تنسيق المدرسة في تنظيم الحرية

يجب أن يكون للمدرسة والمؤسسات التربوية هدف وبرنامج لتطور وهداية الطلاب، وأن تمتلك القواعد والضوابط المنطقية والمبرمجة سابقاً في موضوع تنظيم الحرية وحدودها والعمل بها فى وقتها المناسب.

من الأخطاء التربوية هي ان بعض اولياء المدرسة يعتقدون بوجوب ترك الطفل لحاله في البعد الانضباطي ويقولون بأن عبئ التربية لا يقع على عاتقهم، في حين أن أول درس يفترض أن يشمل على توضيح رسمية هذا المكان وعدم استطاعة الفرد أن يتهور ويتحلل فيه.

يجب أن تخضع جميع حالات وأخلاق وأقوال وأعمال الطفل إلى الرقابة على أساس الضوابط التي أعدها مسبقاً أولياء المدرسة، وعلى المدرسة تفهيم الطالب بأن هذا المكان لا يحتمل دلال العائلة والبيت وإنما يجب على الجميع الالتزام بالضابطة المقررة، وهذا الأمر يحتاج إلى تكرار خلال فترة متقاربة.

تعيين الضابطة

من الممكن أن تكون أفضل الضوابط هي التي تخرج من فم الطالب والتي تؤطر بإرشاد وهداية أولياء المدرسة، وعادة من المهم جداً مراعاة الأصول الشرعية والأخلاقية فيها بالإضافة إلى ذلك يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار الضوابط العلمية والتجريبية.

يجب الاهتمام بالنكتة التالية في تعيين الضوابط والتي تشتمل على مواصفات منها الجو الجماعي للمدرسة وعدم وحدة الرغبات وتنوع الثقافات والسلوك. واختلاف أعمار الطلاب وانهم ينشأون من عوائل متنوعة الثقافات والأخلاق بالإضافة إلى ذلك يفترض أن تكون الضوابط المعينة قابلة للدرك والإجراء من قبل الطلاب بحيث لا تؤدي إلى ابتعادهم وفرارهم عنها.

والأمر المهم في تحديد أو اعطاء الحرية هو أخذ المدرسة بنظر الاعتبار للموارد التالية وهي: حاجة ونمو الطلاب والظروف الزمانية والإمكانات وقدرات وميزان تحملهم ووسعهم.

الجزء الأعظم لقساوة الطفل وكذبه واحتياله نابع من ضعف الضوابط والمقررات في المدرسة أو على الأقل الضعف في إجرائها وهذا ما يجب الاهتمام به من قبل أولياء المدرسة.

المراقبة في الأجزاء

كما ذكرنا سابقاً ان أفضل القوانين لا يكون لها اعتبار ما دامت خارج حيز التنفيذ وأن الأساس في ذلك هو حسن اجراء الضوابط ولهذه المسألة أهمية كذلك في الجانب السياسي للدول.

ليس مشكلة أغلب المجتمعات هي فقدان القانون أو قلته وإنما ضعف قدرة إجرائه والحفاظ على حرمته.

يجب أن يبتعد محيط المدرسة عن تربية الأطفال والشباب بالشكل السابق بحيث تجعلهم يتحايلون على أولياء المدرسة ويعملون ما يشاؤون، وأن لا يكون كذلك كالقفص يريدون التخلص منه بسرعة.

أساس الضبط قائم على رعاية العدل والانصاف والمسامحة بحيث تجعل الطفل يشعر بأن المدرسة هي البيت الثاني له، ويقوم ذلك الأساس كذلك على إعطاء الحرية المقبولة والمنطقية لهم.

يجب أن تكون ظروف المدرسة مؤطرة بضوابط منصفة ومقبولة من الجميع.

أما في مرحلة الإجراء فإن الاساس المهم فيها هو رعاية مبدأ التساوي والعدالة للجميع ولا يفترض ان يتمتع البعض بحرية أكثر بحجة كونه قريبا على أحد الأولياء، ويختنق الآخر من الضغوط الموجودة لأن هذا التبعيض سوف ترتب آثاره من هؤلاء على الآخرين.

صفاء المدرسة ومودتها

نعتقد أن أقسى الضوابط في الأجواء المملوءة مودة وصفاء قابل للتحمل بساطة.

والمهم هو وجود العلاقة الروحية بين الطالب والمعلم وحالة الجذب والانجذاب بينهما. يحاول المعلم الذكي وعن طريق الاهتمام بالظروف الفكرية والنفسية للطفل أن يتفق معهم ويوجد حالة الرفاقة والمداراة، وعن طريق التعامل بالمحبة والمكافأة بدلاً من العقوبة والخشونة سيجعل منه صديقاً ويتغذى من سلوكه وأخلاقه.

بشاشة وجهه وابتسامته اللطيفة والظريفة ومواساته لهم وعطفه عليهم وأخلاقه تجعله مسيطراً على أقسى الطلبة وتصيره فرداً مطيعاً لأوامره.

عموماً ان تجارب السابقين تشير إلى عدم إمكانية إدارة المدرسة عن طريق الديكتاتورية والاستبداد، بل إن المحبة والصفاء والصميمية في العلاقات قادرة على ذلك وتجعلهم يندفعون إلى تطبيق الضابطة.

آثار السيطرة

سيطرة الأولياء على المحيط تمكن من إدارة المدرسة وتطبيق البرامج وتعدل الرغبات وتضعها تحت الضابطة وهذا يساعد على فهم المطالب وعلى الدراسة الأفضل، وسيتعلمون درس ضبط النفس، وبناء الأرضية اللازمة لنموهم ورشدهم وسيعطي معنى للإنسانية والأخلاق ويتحرر الطلاب من الأخلاق البذيئة ويقتربون من طريق السعادة.

سيطرة المدرسة عامل جيد لاختيار الحياة الاجتماعية والدخول إلى عالم الجمع والمجتمع. تطبيق ذلك يؤدي إلى ورود دنيا المسؤولية والتكليف وتجعله متحملاً لظروف المجتمع وأصول الحياة الاجتماعية والانسانية وثابت عليها.

السيطرة

هناك نكتة مهمة نذكرها في موضوع السيطرة وهي أن المعلم يجب عليه أن يكون قدوة الخط والفكر والمدافع عنه كما اشار الإمام علي (عليه السلام)، إلى ذلك في كلماته القصار المدونة في نهج البلاغة (رقم الحديث 70).

عندما يرتكب المعلم خطأ واحداً ويخرج عن الضوابط مرة واحدة فإن ذلك لا يقومه مئة حديت او قول من قبله مع العلم بأنه ذا مرتبة ومقام علمي عال لكن ذلك لا يساوي زلة واحدة يغطي على عدم تجاوزه للضابطة.

الغاية الأساسية من السيطرة هي إصلاح حالات وأخلاق وسلوك الطلاب وليس الانتقام منهم أو تصفية الحسابات الشخصية معهم ومع عوائلهم، يجب أن تكون جميع أعمال المعلم دروساً وعبراً لهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حسب التجارب إن الأطفال ينظرون إليه بمقام أعلى من أبويهم وحتى وإن كانوا من ذوي الشهادات. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي