1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : مقالات عقائدية :

كيف نشأت الحياة على الارض؟

المؤلف:  محمد حسن آل ياسين‏

المصدر:  أصول الدين

الجزء والصفحة:  ص108-122

4-08-2015

2223

[السؤال] هو: كيف نشأت الحياة على الارض؟ و هل يمكن ان يكون مصدرها الشمس؟

وللجواب على هذا السؤال نتساءل أولا: ما هي الحياة ؟

هل هي شيء له حجم او مادة لها وزن؟ أم هي خليط بين هذا و ذاك او من هذا و ذاك؟.

الحياة هي الأثر الذي يظهر في الخلية الحية التي لا تكاد ترى الا بالمجاهر الكبيرة. فهذه النقطة التي تناهت في الصغر تحتوي على مادة لزجة تسمى «بروتوبلازم»، و اثر الحياة فيها انها تتحرك فتأخذ من الجو ثاني اوكسيد الكاربون في وجود الشمس، وتفصل الهيدروجين من الماء فتكون بذلك مركبات كيماوية هي غذاؤها الذي تنمو به و تنقسم.

وقد حاول العلماء ملايين المرات خلق «البروتوبلازم» الحي بمختلف الوسائل و تحت مختلف الظروف فاخفقوا و ازدادوا ايمانا بوجود خالق لهذه الخلية، و ان الخلق لا يمكنهم خلق انفسهم.

وهذه الخلية الحية التي هي وحدة الحياة تتكاثر فتسبب الكائنات، فهل خلقت اوّل خلية منها خلقا أم وجدت مصادفة؟!.

ولقد وضعت نظريات عديدة لتفسير كيفية نشأة الحياة من عالم الجمادات، فذهب بعض الكتاب الى ان الحياة قد نشأت من البروتوجين، او من الفيروس، او من تجمع الجزيئات البروتينية الكبيرة. وقد يخيل الى بعض الناس ان هذه‏ النظريات قد سدت الفجوة التي تفصل بين عالم الاحياء و عالم الجمادات. و لكن الواقع الذي ينبغي ان نسلم به هو ان جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية قد باءت بالفشل الذريع، و مع ذلك فان من ينكر وجود اللّه لا يستطيع ان يقيم الدليل المباشر للعالم المتطلع على ان مجرد تجمع بعض الذرات و الجزيئات عن طريق المصادفة يمكن ان يؤدي الى ظهور الحياة وصيانتها و توجيهها بالصورة التي شاهدناها في الخلايا الحية، لان كل خلية من الخلايا الحية قد بلغت من التعقد درجة يصعب علينا فهمها، و ان ملايين الملايين من الخلايا الحية الموجودة على سطح الارض تشهد بقدرة اللّه شهادة تقوم على الفكر و المنطق و الوضوح العقلي.

ان التفسير العلمي للحياة بأنها نشاط كيماوي تفسير غير كاف، لان الجسم الميت يحتوي على نفس المواد الكيماوية التي في الجسم الحي، و التراب يحتوي على نفس المقادير من الحديد و النحاس و الكربون.

والقول بأن الرغبة الجنسية يحث عليها هرمون التستوستيرون لا يفسر لنا الرغبة الجنسية. لأننا سنقول: و ما هي الفاعلية التي صنعت التستوستيرون في الجسم.

وبالمثل حينما يقول لنا عالم النبات ان حركة «عباد الشمس» نحو الشمس ينظمها هرمون الاكسين لن نعتبر المشكلة قد حلت، و انما سوف نسأل: و ما هي الفاعلية التي صنعت هذه المادة المثيرة و التي تضبط كمياتها في نسيج النبات؟.

وان التركيب الكيماوي للخلية لا يكشف لنا سر حياتها، لأن الحياة ليست مجرد منظومة جامدة مثل البيت او المصنع، و انما هي منظومة حية فيها قدرة على تكرار نفسها، و فيها فطرة ارشادية تقودها من الداخل، و هي فطرة مبثوثة في نسيجها تجدد ما يتلف منها و تستحدث ما يضيع.

وهكذا يكون اللغز المطلوب حله كامنا في هذه البصيرة المطوية في تضاعيف المادة، و ليس في تركيب المادة نفسه.

ويرى العلم الحديث ان ارضنا هذه كانت قطعة من الشمس انفصلت عنها، و لا بد انها كانت عند انفصالها بدرجة حرارة الشمس نفسها- و لنفترض انها كانت تماثل درجة حرارة الشمس حاليا، برغم مرور ملايين السنين التي تعمل على‏ خفض حرارتها- فتكون درجة حرارة سطحها ستة آلاف درجة مثوبة، اما باطنها فدرجة حرارته أربعون مليون درجة، و لما اخذت الغازات التي انفصلت عن الشمس لتكون الارض تبرد تدريجيا تكون سطح الارض، و تكون الماء الذي كلما لامس القشرة الارضية المرتفعة الحرارة طار الى الجو في شكل بخار درجته لا تتصور، فيقابل جوا باردا بين الارض و الشمس فيعود الى الارض في شكل طوفان مدمر، و بتوالي انخفاض الحرارة استقر الماء و تكونت البحار ثم الجبال.

وعلى فرض صحة هذه الفروض في كيفية وجود الكرة الارضية، فنحن نفكر في امر الخلية الحية التي ربما يقال انها نزلت مع الارض من الشمس، و كيف يمكن ان تعيش خلية حية في درجة حرارة قدرها ما لا يقل عن ستة آلاف درجة مئوية، مهما كانت هذه الخلية مغلفة، و مهما اتخذ حيالها من ضروب الوقاية و المحافظة عليها.

ان درجة حرارة الانسان- وهو الذي يعتبر ارقى الكائنات الحية- لا تزيد على 37 مئوية، الا في حالات المرض فتتجاوز الاربعين قليلا، و اذا كان الماء يصبح بخارا في درجة مائة من‏ الحرارة فإن درجة الف كافية لان تجعل كل شيء مهما كان صلبا، على درجة غازية يفقد معها صلابته، فما بالنا بدرجة حرارة ستة آلاف؟

وعلى هذا فان العلم و العقل متفقان على استحالة بدء الحياة بخلية حية قادمة من الشمس، و لا بد للكائن الحي ان يكون خلق على الارض بعد تكوينها، و ما اجمل ما يعلنه العالم المعروف غوستاف بونيه اذ يقول:

«ان نخلق المادة الحية!! كيف يمكن ذلك حين نفكر كم من الخصائص المتجمعة و الوراثة و المستقبل المعقد يوجد في قطعة من البروتوبلازم الحية».

ونعود الآن و بعد بيان كل ما سلف، الى السؤال الرئيس في البحث:

هذا الكائن الاول الذي لم تسبقه حياة، من اين جاء؟

ومم تطور؟ و لا حياة قبله.

هل جاء من عدم؟ هل تخلق من مادة موات!

وكيف يتخلق الحي من الميت و يصدر الوجود من العدم؟.

اسئلة لا جواب عليها و لا حيلة للعلم فيها سوى الفروض و التخمينات.

واحد يفترض ان الكائن الاول سقط علينا من السماء في لفافات الشهب و النيازك قادما من كواكب بعيدة مأهولة.

وهو جواب يحملنا الى نفس السؤال الاول، فمن اين نشأت هذه الكائنات الاولية على تلك الكواكب البعيدة؟.

وعالم اخر يقول: الحياة تخلقت من المادة الموات نتيجة ترتيب فريد في ذراتها. و شهادته على ذلك ان المادة الحية تتألف من نفس العناصر الميتة التي نراها حولنا في الصخور و المياه و الطين. نفس الذرات: الكاربون و الهيدروجين و الاوكسجين و النتروجين، و قد اعيد بناؤها بنسب و انماط و علاقات فريدة لتعطي الاحماض الامينية و البروتينات و النشويات و السكريات التي نراها في الكائنات الحية، و هو لا يكتفي بالافتراض، بل يقدم تجربة مثيرة يطلق فيها شرارة كهربائية و اشعاعات فوق بنفسجية في مزيج من غازات النوشادر و ثاني اوكسيد الكاربون و الميثان و بخار الماء، ثم يجمع نواتج التفاعل فاذا بها آثار احماض امينية.

والاحماض الامينية تعرف بانها اللبنة الاساسية التي صنع منها الكائن الحي. فمن تشابك هذه الاحماض بطريقة او باخرى ينشأ نوع او اخر من انواع البروتين. و هذه يمكنها ان تتشابك بمليون و مليون طريقة كما تتشابك حروف الهجاء في اللغة الواحدة لتؤدي الى ما لا نهاية من العبارات و الكلمات و المعاني. و البروتينات الناتجة هي دائما مواد شديدة الحساسية للحرارة و البرودة و الضوء و الكهرباء فتنحل و تتركب لأقل مؤثر خارجي، فهي اذن تملك صفة الحياة الجوهرية: الانفعال بالبيئة و التأثر بمؤثراتها.

ولقد كانت الظروف منذ ملايين السنين على الارض ملائمة لتكرار مثل تلك التجربة و لتكوين هذه المركبات الفريدة التي اسمها الاحماض الامينية، و كانت تذوب في الماء بمجرد تكوينها فتتشابك مع بعضها لتؤلف ملايين الاحتمالات من المواد البروتينية. و كان لا بد ان تلتقي هذه الاحماض الامينية ذات مرة على النمط الفريد المعروف باسم «حامض ديزوكسي ريبونيوكليك»D .N .A ذلك الجزي‏ء الذي يتكون منه الفيروس.

انها مجموعة من الفروض. كل فرض منها يأخذ برقبة الاخر.

ان هؤلاء العلماء يقولون ان قانون الصدفة يؤيدنا.

فالقرد الذي يجلس على الآلة الكاتبة يدق عليها الى ما لا نهاية من الزمان لا بد ان يدق مرة شعرا لشكسبير. أليست امامه لا نهاية من الفرص و لا نهاية من الزمان؟

ان كل ما يطلبون ان تتراص الاحماض الامينية على الهيئة الفريدة التي اسمهاD .N .A  ، و سوف تتولى المادة الفريدة امر نفسها فتتكاثر بآليتها الخاصة واضعة بذلك بذور الحياة الاولى.

صدقنا و آمنا جدلا و افتراضا ان عناصر التراب و الماء التقت‏ صدفة و اعتباطا و اتفاقا على شكل الحامض البدائي‏D .N .A .

ثم بدأ الحامض يتناسل بطريقته الآلية ليصنع من نفسه ملايين النسخ.

ان كل هذا ليس الحياة التي نراها.

لا بد اذن ان نعود فنفترض ان مفردات هذا الحامض عادت فالتقت صدفة و اتفاقا و اعتباطا لتؤلف البروتين.

ثم ان البروتين صدفة و اعتباطا شكل نفسه على صورة خلية.

ثم نعود فنقول: ان احدى الخلايا اختارت لنفسها صدفة و اعتباطا الشكل النباتي و خلية اخرى اختارت لنفسها صدفة و اعتباطا الخط الحيواني.

ثم نتسلق شجرة الحياة درجة درجة، و معنا هذا المفتاح السحري كلما اعيتنا الحيلة في شي‏ء قلنا: انه حدث صدفة.

هل هذا معقول؟!.

بالصدفة تستدل الطيور والاسماك المهاجرة على اوطانها على بعد آلاف الأميال وعبر الصحاري و البحار.

بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند اضعف نقطة فيها ليخرج.

بالصدفة تلتئم الجروح و تخيط نفسها بنفسها بدون جراح.

بالصدفة يدرك «عباد الشمس» ان الشمس مصدر حياته فيتبعها.

بالصدفة تصنع اشجار الصحاري لنفسها بذورا مجنحة لتطير عبر الصحاري الى حيث ظروف إنبات وري و أمطار احسن.

بالصدفة اكتشف «الفيروس» طريقته المرعبة في السطو على الخلية و سرقة حياتها من داخلها و تدميرها.

بالصدفة اكتشف النبات «الكلوروفيل» و استخدمه في توليد طاقة حياته.

بالصدفة صنع البعوض اكياسا للطفو لكل بيضة من بيضاته لتطفو على الماء ولا تهلك.

والنملة التي تحقن السم في المراكز العصبية للدودة لتشلها ثم تسحبها لتحتفظ بها في عشها طعاما مخزونا للصغار، هل تتم هذه القصة المحبوكة بالصدفة؟.

والنحلة التي اقامت مجتمعا و نظاما و مارست العمارة و تخصصت في عمليات كيميائية معقدة تحول بها الرحيق الى عسل و الزهر الى شمع هل تقوم بكل هذا صدفة؟

وحشرات «الترميت» التي اكتشفت القوانين الاولية لتكييف الهواء وطبقت في مجتمعها نظاما صارما للطبقات هل وصلت الى ذلك بالصدفة؟

والحشرات الملونة التي اكتشفت اصول فن ومكياج التنكر و التخفي؟

والحشرات «قاذفة القنابل» التي تولد الغازات السامة و تطلقها، هل كل هذا تم صدفة و خبط عشواء؟.

لو اننا صدقنا و آمنا بأن الحياة بدأت صدفة!

فكيف نصدق ان كل هذه الاحداث تمت بالصدفة.

انها السذاجة بعينها ان نقول مثل هذا الكلام.

وقد وجد الفكر المادي نفسه في مأزق امام هذه السذاجة فبدأ يحاول التخلص من كلمة «الصدفة» ليفترض فرضا اخر فقال: ان كل هذه الحياة المذهلة بألوانها و تصانيفها بدأت من «حالة ضرورة» مثل الضرورة التي تدفعك الى الطعام ساعة الجوع، ثم تعقدت «الضرورة» بتعقد البيئات و الظروف و الحاجات فنشأت كل هذه الالوان.

وهذا مجرد لعب بالألفاظ.

فمكان «الصدفة» وضعوا كلمة «تعقد الضرورة».

وهي في نظرهم تتعقد تلقائيا و تنمو تلقائيا، فكيف؟!.

كيف ينمو الحدث الواحد الى قصة محبوكة بدون عقل مؤلف؟.

ومن الذي اقام «الضرورة» اصلا؟.

وكيف تقوم «الضرورة» من «لا ضرورة»؟.

انها استماتة و تفان من اجل تجنب حقيقة فطرية بديهية تفرض نفسها على ذلك كله فرضا: ان هناك خالقا مدبرا.

فلماذا المكابرة؟

ولما ذا نلتمس المستحيل لنتجنب الحقيقة الواضحة التي تهتف بها الفطرة و البداهة من اعماقنا؟

واذا كذبنا البداهة فما ذا يبقى من عقلنا، و هو يقوم كله على نظام منطقي من البديهيات؟.

وليس من معنى لذلك كله سوى ان نهدم عقلنا و معطياته من حيث ندعي اننا عقلانيون علميون نستهدي الموضوعية العلمية في كل شيء.

يقول عالم الطبيعة الدكتور كونجدن:

«ان جميع ما في الكون يشهد على وجود اللّه سبحانه و يدل على قدرته و عظمته. و عند ما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون و دراستها، حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية فإننا لا نفعل اكثر من ملاحظة آثار ايادي اللّه و عظمته. ذلك هو اللّه الذي لا نستطيع ان نصل إليه بالوسائل العلمية المادية، و لكننا نرى آياته في انفسنا و في كل ذرة من ذرات هذا الوجود.

وليست العلوم الا دراسة خلق اللّه و آثار قدرته».

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ } [الأنعام: 102] {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [يونس: 5] {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 32، 34] {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54]

 

مواضيع ذات صلة


إمكان إعدام العالم وامتناع إعادة المعدوم
هل يمكن رؤية الله تعالى يوم القيامة ؟
كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الى معاوية لما احتج عليه بالجماعة
رسالة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أبي بكر لما بلغه عنه كلام بعد منع الزهراء (عليها السلام) من فدك
أهمية وفضل أهل الحجاج والجدال بالتي هي أحسن في القرآن الكريم والسنة
إحتجاج سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب في جواب كتاب كتبه إليه حين كان عامله على المداين بعد حذيفة بن اليمان
إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية حين ذكر له اصطفاء الله للنبي وتأييده اياه وغير ذلك من الامور
خطبة للإمام علي عليه السلام الاستدلال على الله تعالى بعجيب خلقه من أصناف الحيوان
خطبتان موجزتان للإمام علي عليه السلام حول معرفة الله
خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام تحتوي على جماع الكلام الذي دونه الناس بلا زيادة او نقصان
خطبة الإمام علي عليه السلام المتعلقة بتوحيد الله وتنزيهه عما لا يليق به من صفات المصنوعين
إحتجاج سلمان الفارسي على القوم في خطبة خطبها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله لما تركوا أمير المؤمنين (عليه السلام)
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي