x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أشعر أنّني سجين الماضي
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: ص65 ـ 70
30-1-2022
2348
ـ النظر إلى مستقبل إيجابي سرّ الشفاء من الماضي
يصعب التعامل مع مشاعر العيش في الماضي. فالناس يحزنون على ماضيهم لأسباب عديدة، وقد يكون من غير العملي البحث عن حلّ يناسبهم جميعاً. لكنّ جوهر هذه المشكلة بسيط للغاية، ويكمن في الميل إلى إطالة التفكير في الماضي.
نحن البشر كائنات مثيرة للاهتمام، إذ ينظر كلّ منّا إلى الواقع ويفهمه على طريقته. خذ مثالاً على ذلك الطريقة التي نتجاوب فيها مع أمر بسيط مثل يوم ممطر. إذ يجد البعض الطقس الممطر منعشاً وممتعاً، في حين يخشاه آخرون أو يستاؤون منه تماماً. كما نجد تبايناً في مواقف أكثر خطورة، مثل تلقي توبيخ من قبل المدير. ففي حين أن بعض الموظّفين يعتبرونه دليلاً على توقّعات المدير العالية، قد يرى آخرون أنهم غير مؤهلين بما فيه الكفاية للوظيفة.
مثلما تُظهر هذه الأمثلة، يمكن للناس أن ينظروا إلى المواقف نفسها بطرق مختلفة، الأمر الذي يقودنا إلى التساؤل حول كيفية إنتاج مختلف وجهات النظر لتجارب حياتية مختلفة.
في معظم الحالات، تؤدي معاناة الألم العميق في الطفولة أو الشباب إلى توليد إحساس لدى المرء بأنه حبيس الماضي. إذ يعيش الألم ويستمر بداخله. وكثيرة هي الظروف التي تسبب ألماً نفسياً دائماً، كالمرض الخطير، أو الفقر، أو هجر الوالدين، أو وجود أخ أو أخت من ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو الفشل في دخول الجامعة، أو الرسوب في أحد الصفوف، هذا فضلاً عن معاناة تجربة انفصال صعبة، أو الخروج من الوظيفة. فمن شأن هذه التجارب التعيسة أن تخلّف ألماً عميقاً لا يزول بسهولة، وقد يؤثر هذا الألم بشدة على حياة الناس. فالألم يشبه الجرح المغلق الذي لا يلبث أن ينفتح مجدّداً بفعل حافز معين، ليعيش صاحبه المعاناة نفسها مجدداً. وبناءً على ملاحظاتي، يقع عدد كبير من الناس في هذا النمط المدمّر.
يحتاج الجرح إلى العلاج المناسب للشفاء. ولا تتمثل الطريقة المناسبة لعلاج الألم الداخلي في إطالة التفكير فيه على مرّ السنوات. فإن واصلت التركيز على الأذى، لا يمكن للجرح أن يُشفى أبداً. لكن إذا كففت عن الاستغراق في الماضي واخترت تبنّي موقف إيجابي تجاه الحياة، فإنّ أهمية الماضي تتضاءل في عينيك.
إن كنت واقعاً في هذا المأزق، فلا بدّ أنك تشعر أن حياتك وصلت إلى طريق مسدود على مستوى النمو والتقدم. لكن في الحقيقة، أنت من سمحت لنفسك بمواصلة النظر الى الوراء وترديد جمل من مثل (كان يجدر بي فعل كذا حينذاك، ولماذا لم أفكّر في فعل كذا في ذلك الوقت)، أمّا الحل فيتمثل ببساطة في التوقف عن التفكير في الماضي والالتفات إلى الأفق المفتوح أمامك. والطريقة الأكثر فاعلية لشفاء الألم وتغيير ميلك إلى إطالة التفكير في الماضي هي ممارسة سلوك إيجابي والاعتقاد بأن مستقبلاً مشرقاً ينتظرك.
ـ العقليات الإيجابية الثلاث لتنمية آفاق مشرقة
أنت تفهم الآن أن الألم الداخلي يشفى بتعزيز مشاعر الأمل والتفكير الإيجابي في المستقبل. ما الذي يمكنك فعله إذاً لكي تحيا بأمل وبعقلية إيجابية؟ سأصف لك ثلاثة حلول.
يتمثل الحل الأول في تنمية حس النجاح. عليك أن تكون على يقين بأن المستقبل سيفتح أبوابه أمامك وأنك ستنجح بلا ريب. بالمقابل، إن سمحت للإحساس بالفشل أن يصاحب أفكارك، فإنّ الفشل آتٍ لا محالة. لذا أنصحك أن تكرّر لنفسك قدر الإمكان كلّ يوم الجملة التالية: (سأكون ناجحاً، سأحقق إنجازات عظيمه، سأصنع مستقبلي).
أما وصفتي الثانية فهي الاعتقاد بأن هذا العالم مليء بالناس الذين يريدون مساعدتك على النجاح، وأن كل شخص يؤيّدك لا شعورياً. عليك أن تصدق أن كثيراً من الناس في هذا العالم يريدون التعاون معك وأن نجاحك يعتمد بالتالي على إخراج أفكارك للعالم لكي تجذب أولئك المؤيّدين. وإن كنت تخشى أن تصبح ضحية لأولئك الذين سيحاكمونك ويؤذونك ويعيقونك، فمن الصعب أن يفتح لك المستقبل أبوابه. ذلك أن أهم عنصر من عناصر الشفاء والنجاح هي القناعة الداخلية أنّك بالتحدّث مع الناس وفتح قلبك لهم، ستجذب الأشخاص الذين يريدون لا شعورياً مساعدتك على النجاح.
أما وصفتي الثالثة فتقوم على تأكيد الأمور الإيجابية في الحياة والتغاضي عن الأمور السلبية. وهذا يعتمد أيضاً على موقفك بشكل أساسي. فتغيير عقليّتك أهمّ شرط للشفاء. ذلك أن الناس الذين يركّزون على الماضي يميلون لأن يصنعوا من الحبّة قبّة. إذ يتذكرون الأمور السيّئة طويلاً جداً، لكنّهم ينسون على الفور الأمور الجيّدة. ويعتبرون حسن الحظّ مصادفة أو حتى نذير شؤم وشيك.
في عصرنا الحديث، يندر الأشخاص القادرون على التمسك بالفرح لفترات طويلة من الزمن. ففي أيّامنا، يكافح معظم الناس حقاً للاستمتاع بمباهج الحياة البسيطة، وحتّى في هذه الحالة، تتبدد سعادتهم بسرعة وتجتاحها موجات التعاسة. لقد أصبح الاستغراق في التعاسة، والذي يؤدي إلى دعوة مزيد من البؤس، أسهل بكثير من العيش في سعادة دائمة.
على سبيل المثال، لنقل إن صديقك قال شيناً أثار استياءك اليوم. ببساطة، لا يعرف المرء أحياناً ما الذي يدفع الناس إلى التصرف بطريقة معينة. ومن شأن الإهانة أن تكون قاسية في بعض الأحيان لتسبب ألماً يستمر لشهر أو اثنين، أو ربّما لعامين أو ثلاثة. لكن إن فكّرت للحظة أن صديقك مر بيوم سيء ربّما لأنه مريض، أو يواجه مشاكل في العمل، أو مشاكل عائلية، ستدرك أن الإهانة كانت مجرد ردّ فعل متسرع على حالة إحباط. فعلى الأرجح، لم يقصد صديقك إهانتك فعلاً، ومن المحتمل أن ينسى الأمر في اليوم التالي.
في هذه الحالة، لا شك أنك ستوافق على أنه من غير الضروري أن تحمل مشاعر الأذى في قلبك لأشهر أو سنوات. فكما يوضح هذا المثال، نحن نصنع الحقائق التي نراها، وما نظنّه حقيقة قد لا يكون كذلك بالفعل.
بالتالي، نصيحتي أن تكون أكثر أنانية بالمعنى الإيجابي للكلمة. وما أعنيه أن تختار أنماط التفكير التي تجلب لك نتائج إيجابية. من أجل ذلك، خذ المواقف السلبية، كالملاحظات المزعجة أو التوقعات السيئة أو المصاعب أو الحزن، ببساطة قدر الإمكان. وفي هذه الأثناء، انظر إلى الأحداث السعيدة بأكبر قدر من الإيجابية واحملها في قلبك لأطول مدّة ممكنة. بهذه الطريقة، ستسمح للسعادة بدخول حياتك يوميّاً.
ثمة أوقات سيؤذيك فيها افتراء أو إهانة شخص ما. لكن الأذى لن يطول كثيراً. أياً يكن ما قاله ذاك الشخص، فهو ليس على الأرجح من الأمور التي يردّدها الناس عنك طوال الوقت. في الحقيقة، ينظر إليك كثير من الناس على الأرجح نظرة جيّدة، وعليك أن تذكّر نفسك بذلك لكي تتذكّر جوانبك الإيجابية أيضاً. إذ يكمن السر في الحد من مشاعر البؤس وتضخيم مشاعر السعادة في الوقت نفسه.
تتلخص وصفتي لأولئك الذين يشعرون أنهم عالقون في الماضي بتغيير نظرتهم إلى المستقبل واستبدالها بأفكار تعطيهم الأمل. أولاً، نمّوا لديكم حساً باليقين أن النجاح بانتظاركم. ثانياً، كونوا واثقين أن المحيطين بكم هم مؤيدون لا شعوريون. ثالثاً، خصّصوا اهتماماً أقل للظروف التعيسة التي تجلبها الحياة وضاعفوا تركيزكم على تنمية المواقف التي تجلب السعادة إلى حياتكم.