x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
علم الكيمياء
تاريخ الكيمياء والعلماء المشاهير
التحاضير والتجارب الكيميائية
المخاطر والوقاية في الكيمياء
اخرى
مقالات متنوعة في علم الكيمياء
كيمياء عامة
الكيمياء التحليلية
مواضيع عامة في الكيمياء التحليلية
التحليل النوعي والكمي
التحليل الآلي (الطيفي)
طرق الفصل والتنقية
الكيمياء الحياتية
مواضيع عامة في الكيمياء الحياتية
الكاربوهيدرات
الاحماض الامينية والبروتينات
الانزيمات
الدهون
الاحماض النووية
الفيتامينات والمرافقات الانزيمية
الهرمونات
الكيمياء العضوية
مواضيع عامة في الكيمياء العضوية
الهايدروكاربونات
المركبات الوسطية وميكانيكيات التفاعلات العضوية
التشخيص العضوي
تجارب وتفاعلات في الكيمياء العضوية
الكيمياء الفيزيائية
مواضيع عامة في الكيمياء الفيزيائية
الكيمياء الحرارية
حركية التفاعلات الكيميائية
الكيمياء الكهربائية
الكيمياء اللاعضوية
مواضيع عامة في الكيمياء اللاعضوية
الجدول الدوري وخواص العناصر
نظريات التآصر الكيميائي
كيمياء العناصر الانتقالية ومركباتها المعقدة
مواضيع اخرى في الكيمياء
كيمياء النانو
الكيمياء السريرية
الكيمياء الطبية والدوائية
كيمياء الاغذية والنواتج الطبيعية
الكيمياء الجنائية
الكيمياء الصناعية
البترو كيمياويات
الكيمياء الخضراء
كيمياء البيئة
كيمياء البوليمرات
مواضيع عامة في الكيمياء الصناعية
الكيمياء الاشعاعية والنووية
بهجة الكتب ذات قَطع الستة عشر
المؤلف: د. روبرت موراي وآخرون
المصدر: فن الكيمياء ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
الجزء والصفحة: ص 117
13-12-2021
2257
بهجة الكتب ذات قَطع الستة عشر
إن التباهي فرحًا بشراء كتابٍ ذي نصٍّ «وقور» كمثل الذي بين يديك لَضربٌ من الترف، والأنانية، وعدم اللياقة، بل الوقاحة. ومع ذلك، ما من إنكار لأن هذا النص مميَّز على نحو غير مألوف، وحماقة المبالَغة في الترف ليست مُستبعَدة عليه. إنَّ من بين أعظم متع جمع الكتب « صيد الكتب النادرة ». وجامع الكتب المُخلِص سيكون باستمرار متيقظًا للفريسة ومستعدٍّا للانقضاض عليها والتهامها في أيِّ لحظة مناسِبة. يعرض الشكل 3-1 صفحة العنوان من الطبعة الأولى الحقيقية البالغة الندرة من النص المُهم الذي يعود إلى القرن السابع عشر الذي ألَّفه نيكولاس لوفيفر (والمُترجَم في الطبعات الإنجليزية إلى نيكاسيوس لو فِبور.)
نُشِرَت الطبعة الفرنسية الأصلية في باريس في عام ١٦٦٠ ، لكن المصادر الخبيرة المعتادة لا تتحدَّث إلا عن طبعة إنجليزية أولى صدرت عام ١٦٦٤ وطبعة ثانية صدرت عام.١٦٧٠ وبينما يُدرِج المتحف البريطاني نسخة من طبعة عام ١٦٦٢ (التي تُشكِّل فعليٍّا النصف الأول من الطبعات اللاحقة)، يبدو أن هذه الطبعة شبه مجهولة. لقد اشتريتُ نسختي من موقع مزادات الذائع الصيت على شبكة الإنترنت، وقد تأخَّرت عن موعد نومي المعتاد ثلاث ساعات للفوز بهذا الكتاب. صدرت الطبعات الإنجليزية في كُتبٍ من قطْع الأربعة، بمعنى أن كل ورقة طباعة أصلية قد طُويَت مرتين لتُنتج أربع صفحات. أما الكتب من قطع الثمانية — وهو القطع الحديث الأشيع للكتب — فيتطلَّب طَوي ورقة الطباعة العادية ثلاث مرات، لتُخرج ثماني صفحات، في حين تنتج ورقة الطباعة الأصلية في حالة قطع الستة عشر ست عشرة صفحة. ألقى لوفيفر عدة محاضَرات عامة قيِّمة عن الكيمياء في القرن السابع عشر في فرنسا، وعُيِّن محاضرًا للكيمياء في الحديقة الملَكية في عام.١٦٥٠ كان منتصَف القرن السابع عشر فترة أزمات في كل أنحاء أوروبا؛ حيث شاع ضعف المحاصيل، والمجاعات، وانتشر الفقر المُدقِع، وراحت رحى الحروب تدور بين الفينة والأخرى، وانقسَمَت الولاءات وتحوَّلت بين النبلاء والملوك، كل ذلك على خلفية الصراع السائد بين الكاثوليكيين والبروتستانت. استفحل نفوذ حركة الإصلاح البروتستانتي في فرنسا في القرن السادس عشر، وبرَز ذلك واضحًا عبر الحروب الدينية التي اندلعَت في النصف الآخر من القرن نفسه. وُلِد أحد الآباء المؤسسين للفكر البروتستانتي، وهو جون كالفين، في فرنسا عام (1509) واعتنق البروتستانتية وهاجر في عام ١٥٣٤ إلى جنيف، حيث أسَّس كنيسة نموذجية وكتب عدة نصوص مقدَّسة مؤثِّرة. كان الملك الكاثوليكي هنري الثاني (1547-1559) يحكم بالحديد والنار، وقد كان لذلك أثر في صعود البروتستانتيين الأكثر صرامةً، مثل الكالفينيِّين أو الهوجونت الفرنسيين. لكن الأمر الغريب أنَّ الوصية على العرش كاترين دي ميديتشي — الملكة والدة تشارلز التاسع — حاولت أن تسلك نهجًا أكثر اعتدالًا، مما أثار ردود أفعال عنيفة من الكاثوليكيين أصحاب النفوذ، وردود أفعال مضادَّة من الهوجونت. وهكذا باتت فرنسا تواجه خطر الانقسام خلال النصف الأخير من القرن السادس عشر؛ فوقَّع الملك القوي هنري الرابع مرسوم نانت عام ١٥٩٨ ، والذي كفل الحرية الدينية للهوجونت في أجزاء محدَّدة من فرنسا، وأَعطَى لهم الحق في بناء القلاع (تحسُّبًا). خلال النصف الأول من القرن السابع عشر، وتحديدًا في أوائل عهد الملك لويس الثالث عشر (1610-1643) ، كانت المَخاطر المُهدِّدة للاستقرار مستمرة. في أوائل هذا العهد، التفتت أنظار البيت الحاكم إلى إحدى الشخصيات العظيمة في التاريخ الفرنسي، وهو الكاردينال ريشيليو، وبحلول العام ١٦٢٤ ، كان ريشيليو كبير وزراء الملك. كرَّس ريشيليو القويُّ نفسه لترسيخ السلطة الملكية والدينية. وقد تُوفي في عام ١٦٤٢، وتوفي الملك لويس الثالث عشر في عام ١٦٤٣. لم يكن لويس الرابع عشر (الملقب بـ الملك الشمس) قد أتم عامه الخامس عندما اعتلى العرش، وفي فترة وجيزة أصبح قائدٌ كاثوليكي آخر ، بالغَ التأثير، وهو الكاردينال مازارين، صاحب السلطة المُطلَقة في فرنسا. وفي عام 1648 اندلعت سلسلة من حركات التمرد، وقُضي عليها جميعًا بحلول عام ١٦53. ومع ازدياد حدة التعصُّب، انتقل لوفيفر إلى لندن في عام ١٦٦٠. وهاجر آخرون — من ضمنهم الجرَّاح مويس شاراس — كذلك خلال هذه الفترة. كان لويس الرابع عشر » يرى نفسه نائبًا للرب على الأرض واعتبر كل أعمال العصيان والتمرد آثمة « وقد أعلن نفسه ملكًا صاحب سلطة مطلقة في العام ١٦٦١ ، وفي عام ١٦٨٥ ، ألغى مرسوم نانت، مما سبَّب تفكُّكًا كبيرًا ومآسيَ عظيمةً. أسس لويس الرابع عشر في حياته مبدأَ عظمة فرنسا التي ربما يكون قصر فرساي الذي بناه هو أفضل ما يرمز إليها، وقد قُدِّرت تكلفة بناء ذلك القصر بما يعادل تكلفة بناء مطار محلي حديث. ولربما كان أسلوبه المسرف وخيلاؤه إنذارًا بسقوط الملكية الفرنسية. مات الملك لويس في عام ١٧١٥، وحُمِل جثمانه في موكبٍ أثار سخرية العامة. دخل لوفيفر إنجلترا في عام ١٦٦٠ مع بداية عصر استرداد الملكية الإنجليزية. كانت حميَّة البروتستانت الدينية قد أطاحت بالملكية الإنجليزية التي كانت متمثلة آنذاك في شخص الملك تشارلز الأول عام ١٦٤٩. وكان ذلك ذروة الصراع الديني الذي بدأ مع انشقاق الملك هنري الثامن بكنيسة إنجلترا عن روما في عام ١٥٣٤. وازدادت قوة البروتستانتية في ظل حكم الملك إدوارد السادس؛ إلا أنه في عهد الملكة ماري ( ١٥٥٣-١٥٥٨ )،صعد الكاثوليك إلى سدَّة الحكم، وقُتل كثيرٌ من البروتستانت وفرَّ آخرون، بعضهم إلى جنيف حيث تأثَّروا بأفكار كالفين. لكنَّ تتويج الملكة إليزابيث الأولى في عام ١٥٥٨ أعاد السلطة إلى البروتستانت مرةً أخرى، لكن تعاملها المعتدل أحبط الطوائف الأكثر تطرفًا، والذي أطلق على البعض منهم «البيوريتانيون» أو التطهيريون. سعى البيوريتانيون إلى «تطهير» البروتستانتية من آخر آثار الكاثوليكية، ومارسوا ضغوطًا متزايدة على حكام إنجلترا. هاجر بعض هذه الجماعات البيوريتانية إلى أمريكا، حيث أسسوا مجتمعات في فيرجينيا ونيو إنجلاند. زادت الضغوط خلال عهد تشارلز الأول (1625-1649) وبلغت منتهاها في انقلاب عسكري أطاح بالملَكية وسلَّم زمام الأمور إلى القائد العسكري أوليفر كرومويل. وقد وقعت أحداث الاضطهاد العظيم نحو نهاية هذه الحقبة التي طالت لعَقدٍ من الزمان، وساعد البيوريتانيون المعتدلون أخيرًا في استعادة الملكية، واعتلى تشارلز الثاني عرش إنجلترا.
بدءًا من حوالي عام ١٦٤٥ ، بدأ علماء من لندن وأكسفورد وكليات أخرى في عقد تطور هذا التنظيم المفكَّك إلى الجمعية الملَكية في لندن .« الكلية الخفية » لقاءات فيما عُرِف ب لتحسين المعرفة الطبيعية، والتي تأسست في عام ١٦٦٠ وأصدر لها الملك تشارلز الثاني ميثاق تأسيس عام ١٦٦٢ . ليس واضحًا مدى حماس الملك تجاه جمعيته الملكية تلك، لكن هذه الجمعية أبقت البيوريتانيين الذين هيمنوا على الجامعات وكلياتها مشغولين. وفي عام ١٦٦٣ ، أصبح لوفيفر أحد الأعضاء الأوائل في الجمعية الملكية. وباتت إنجلترا منارة لرجال العلم.
من الممتع أن تقرأ مقدمة لوفيفر التي يستعرض فيها قِدَم المعرفة الكيميائية، على الرغم من أن المقدمة نفسها تتناول موضوعات دينية:
إذن من المعروفلنا أن موسىأخذ العجلَ الذهبيَّ، الذي كان يَعبده بنو إسرائيل، وحرقه حتى فتَّته إلى مسحوق، وجعل مَن عبدوه يَشربون هذا المسحوق تأنيبًا وعقابًا لهم على خطيئتهم. لكن ما من أحد عمل في أسرار هذا الفن، مهما قلَّ شأنه، يمكن أن يُمكن أن يجهل أن الذهب لا يُمكن أن يتحوَّل إلى مسحوق بالتكلس (الحرق)، إلا إذا حدث ذلك بغمره في الماء الملَكي، أو بخلطه مع الزئبق أو إسقاطه، وكل عملية من هذه العمليات الثلاث ليست معروفة إلا لهؤلاء المتمرِّسين تمامًا في الجانبين العملي والنظري من الكيمياء. فهل كلَّس موسى العجل الذهبيَّ فعلًا؟ يبدو ثابتًا بما يتجاوز الشك المعقول أن المياه الملَكية لم تكن معروفةً في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ولم تنتشر عمليات الإسقاط الخيميائية إلا بعد ألفية أخرى تقريبًا من ذلك الوقت على الأقل. كان التملغم احتمالية كيميائية واردة، لكننا نفترضأن موسىأراد عقاب قومه، لا تسميمهم. كذلك ثَمَّةَ إلماح إلى احتمالية أن يكون العجل صُنع من الرخام (الحجر الجيري). ومن ثَمَّ، كان شراب من مسحوق العجل ليُصبح علاجًا ممتازًا للبطون المضطربة بعد احتفال تلذُّذي ممتد.