اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
صحافة العواصم
المؤلف: ادوين امرى - فليب هـ. أولت
المصدر: الاتصال الجماهيري
الجزء والصفحة: ص 273-276
23-6-2021
2503
تصل الجريدة كوسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري إلى أعلى درجات نموها في مركز عواصم الولايات العظيمة . وهنا يفكر الناشرون والمحررون في القراء ليس بمصطلحات الألوف بل الملايين ، فيتخيلون أن عدد القراء الذين يقرءون كل نسخة من الجريدة المطبوعة يتكون من ثلاثة أرقام وهو روتين قائم على التجربة العملية في هذه المهنة ، فالجريدة التي تصدر في المدن الضخمة وتطبع أيضا طبعة الأحد توزع مليون نسخة يقرؤها ٣ ملايين شخص ، ومن السهل تصور الأثر الذي تتركه قصة إخبارية واحدة تخرج من الآلة الكاتبة لمحرر واحد ثم تنشر في مثل هذه الطبعة الضخمة.
وينظر الكثيرون من الصحفيين العاملين بإدارات التحرير والإعلانات والتوزيع إلى العمل بجريدة العاصمة كهدف يسعون إليه خلال حياتهم الوظيفية . وهو الغرض النهائي الذي يعبر تحقيقه عن النجاح في المهنة . ومما يثير السخرية أن القليل من الصحفيين بالمدينة الكبرى يتحدثون بشوق في اجتماعاتهم التي يعقدونها بين الطبعات عن الهروب من معركة صحافة العواصم إلى ما يتخيلون أنه المهدئ وهو الحياة الأكثر نظاما وإشباعا بالعمل في الجرائد الصغرى . وإذا حانت فرصة للاستقالة من العمل بالعاصمة فإن العديد من رجال هذه الكتيبة المشتاقة إما أن يرفضوا ذلك أو يعودون إلى ما يسمى " الوقت الكبير " في خلال سنوات قليلة نظرا لجاذبية سرعة الإيقاع ، والمغامرة ، والشهرة التي تحقق بالعمل في جريدة العاصمة.
والقليل من القصص الإخبارية التي تنشر في جريدة العاصمة هي التي يقرؤها جميع الذين يشترون الجريدة ، لأن كل قارئ يختار ما يود قراءته من القصص الإخبارية فيلتقط القليل من الموضوعات المقدمة على هذه الصينية الضخمة من مشهيات القراءة حسب احتياجاته ، واهتماماته ، أو حتى نزواته . وعلى ذلك فإن كل قصة إخبارية في جريدة العاصمة ، بصرف النظر عن كيفية عرضها ، يشاهدها آلاف القراء .
وعلى ذلك فإن محرر الجريدة الكبرى يفترض بناء على أسباب معقولة أن عمله يلقى اهتمام عدد ضخم من الأشخاص ، ولكن الحجم الضخم لمنطقة العاصمة التي توزع بها جريدته يجعل من الصعب بالنسبة له أن يقيم اتصالا مباشرا مع جمهوره ، فيما عدا معارفه الشخصيين ، وحفنة القراء الذين إما أن يكونوا ساخطين أو مفكرين بما يكفى لإرسال ردود أفعالهم حول قصة إخبارية واحدة . إن مراسل جريدة العاصمة لا تتوفر له إلا فرصة صغيرة لتحديد الكيفية التي استقبلت بها قصصه الإخبارية . ويمثل هذا الموقف أحد الاختلافات الملفتة للنظر بين العمل في صحيفة المدينة الكبرى ، والعمل بصحيفة المدينة الصغرى : كلما اتسع حجم المدينة وحجم توزيع الجريدة ، انكمش الاتصال الشخصي بين ناشري الجريدة وقرائها.
ويكتشف الشاب أو الفتاة الذي ينظر إلى جرائد العاصمة كمكان للعمل اختلافين رئيسيين عن الجرائد اليومية الصغرى وهما السرعة القصوى ، والتخصص الأوسع .
وتطبع معظم الجرائد الصغرى طبعة واحدة يوميا للتسليم بالمنازل . وبعض الجرائد تلحق بها طبعة أخرى للبيع في الشارع يعاد فيها تشكيل الصفحة الأولى بعناوين أكبر وألمع ، وتنشر فيها آخر نتائج المباريات الرياضية لبيعها للمشترين العرضيين ، أو تعد طبعة مبكرة قليلة العدد للتوزيع في المناطق الريفية . وعلى العكس من ذلك فإن العديد من جرائد العواصم تطبع على الأقل خمس طبعات في فترة ثماني ساعات . وتحمل جرائد بعد الظهر على وجه الخصوص طبعات عديدة بسبب طبيعة الأنباء التي تتغير بسرعة خلال ساعات النهار . ويعنى ذلك سرعة العمل بالنسبة لطاقم التحرير الذي لابد لأفراده من استمرار الحذر تجاه تطورات الأخبار حتى آخر لحظة ، والإسراع في إنجاز العمل الخاص بإدارة التوزيع لنقل النسخ إلى أماكن الازدحام المؤقت مثل عودة الوافدين يوميا للعمل باشتراك مواصلات موسمي إلى منازلهم . ويعتبر جدول توقيت الطباعة وثيقة مقدسة تحكم توقيتاتها عمل مئات عديدة من الموظفين . وإذا بدأ دوران المطبعة الخاصة بإحدى الجرائد الكبرى متأخرا عن موعده بمدة 15 دقيقة فإن الرد عليه سيكون مسموعا في كل أنحاء المبنى وغالبا على شكل سيل مندفع من العبارات الحادة التي تشبه سكين التشريح في مكتب الناشر لتحديد من يقع عليه اللوم .
وتمثل الدقائق الأخيرة قبل لحظة الطباعة في إدارة كل جريدة ، طرقات طنانة للتركيز في العمل . وإذا مرت اللحظة المحددة وعرفت كل إدارة مشاركة في هذه العملية المعقدة استحالة أي شيء تم دفعه أو إضافة شيء جديد إلى الجريدة ، تأتي فترة من الاسترخاء ، في انتظار ظهور نسخ الطبعة الجديدة وإحضارها من غرفة الطباعة وسرعان ما تبدأ عملية إعداد الطبعة التالية .
وتتضمن ورقة جدول مواعيد خطوات الطباعة في الجريدة التقليدية التي تصدر بالعاصمة ، قواعد تطبق دقيقة بدقيقة ، وتبين متى تتجاوز الصورة النهائية منضدة الإعداد ثم التحرك من منضدة النسخ إلى غرفة الجمع . ومتى تبرح آخر صورة فوتوغرافية إدارة التحرير الفني إلى غرفة الحفر . ومتى تتحرك الصفحة الأخيرة من غرفة الجمع ، ومتى ينتقل آخر لوح إلى إدارة عمل قوالب طباعة الرسوم ، وتحديد الدقيقة التي يبدأ فيها دوران المطبعة ، ولكي يعمل هذا الترتيب بنجاح ، لابد من تحرك الصفحات بنعومة من خط الجمع المعقد بمعدل سرعة محدد ، ويمثل إنتاج الجريدة اليومية في مطابع الجريدة الضخمة ، جهدا منظما لا يمكن تجاوزه في الإنتاج خاصة عندما نتذكر أن الإنتاج المبدئي الذي تجرى تغذية هذا النظام به وهو الأخبار عبارة عن مادة خام يصعب إدراكها أو تحديد معانيها . والقليل من القراء هم الذين يعرفون ضخامة الجهد المبذول ، والتخطيط المرسوم وراء نشر الجريدة التي تصل إلى باب البيت ، ذلك أن الجرائد لم تنجح في سرد قصتها المثيرة بشكل جيد.
إن المخبر الصحفي الشاب الذي يحصل على عمل في جريدة تصدر بإحدى العواصم بعد تخرجه من المدرسة مباشرة يعتبر نفسه في العادة محظوظا جدا ، معتقدا أنه يبدأ ستقبله الوظيفي بقفزة رائعة يتفوق فيها على كافة أقرانه الذين يذهبون للعمل بالجرائد الأسبوعية أو الجرائد اليومية الصغرى ، ولسوء حظه فليست هذه هي القضية.
إنه مجد الحافز في الالتحاق بالعمل مع مخبرين صحفيين محتكين ومهرة ، مع ملاحظة القصص الإخبارية المثيرة وهي تتحرك من خلال خط إنتاج الجريدة الكبرى وأنه هو نفسه سيقوم بأداء بعض العمل على هذا الخط ، ولكنه غالبا ما يجد نفسه محصورا في عمل إخباري صغير مثل تغطية بلاغات الشرطة الليلية حيث لا يستطيع الحصول على الخبرة الشاملة التي يعيشها زملاؤه في الجرائد الصغرى . وقد تمر سنوات قبل ان ينال فرصة للعمل على منضدة النسخ إذا حدث ذلك بالفعل . وتلعب الأقدمية دورا كبيرا في التعيينات ضمن أطقم جرائد العواصم ، وإذا لم يكن المخبر الجديد محظوظا ، أو قادرا على إظهار موهبة غير عادية في الكتابة ، فإن تقدمه في الجريدة اليومية الضخمة سيكون بطيئا.
ويقدم الكثيرون من المحررون ومديري شئون الأفراد في جرائد العواصم النصح للمبتدئين بالعمل في الجرائد الصغرى لمدة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات قبل أن يطرقوا باب الجرائد الكبرى . ويحدث في الغالب أن المخبر الشاب الذي يدخل في طاقم الجريدة الكبرى ولديه خبرة مدتها ثلاث أو أربع سنوات من العمل في جريدة صغرى ، بالإضافة إلى الموهبة فإنه سيتقدم أسرع من أي مخبر آخر من نفس العمر ، قضى هذه الفترة في جريدة المدينة الكبرى . إن الخبرة الشاملة في الجريدة الصغرى تؤهل المخبر الشاب لشغل الأعمال العديدة عندما تتاح له .