1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الخلفاء الاربعة : علي ابن ابي طالب (عليه السلام) : اصحاب الامام علي (عليه السلام) :

روايات السهو عند اصحاب الامام علي (ع)

المؤلف:  السيد جعفر مرتضى العاملي.

المصدر:  الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله

الجزء والصفحة:  ج 6، ص 114- 130

21-6-2021

3177

روايات السهو عند الشيعة :

وأخيرا ، فإن الروايات عن أهل البيت في هذا الموضوع عديدة ، ومنها خمس معتبرات من حيث السند ، لكن ليس فيها ما يوجب الإشكال بما تقدم ، وقد كتب التستري رسالة في هذا الموضوع طبعت في أواخر ج ١١ من كتاب قاموس الرجال ، فليراجعها من أراد.

ولكن قد روى الشيخ في التهذيب عن زرارة قال : سألت أبا جعفر «عليه السلام» : هل سجد رسول الله «صلى الله عليه وآله» سجدتي السهو قط؟

فقال : لا ، ولا يسجدهما فقيه.

ثم روى أحاديث تضمنت سهو رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ثم قال : الذي أفتي به ما تضمنه هذا الخبر ؛ فإن الأخبار التي قدمناها من أن النبي «صلى الله عليه وآله» سها ، فسجد ، فإنها موافقة للعامة (١).

وقد أورد على هذه الروايات ، بأنها من أخبار الآحاد روتها الناصبة والمقلدة من الشيعة ؛ فلا يصح الاعتماد عليها للاعتقاد ؛ لأنه يكون من أتباع الظن (2).

 

لماذا كان ما كان؟!

وقد يمكن للبعض أن يقول : إن ما حصل كان إسهاء من الله ، بمعنى أن الله تعالى قد تصرف بنفس نبيه ، لا أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد سها فعلا ، بسبب طبيعته البشرية ، ويمكنه أن يوجه هذا الإسهاء بأن من الممكن أن يسهي الله نبيه الأعظم «صلى الله عليه وآله» لمصلحة تقتضي ذلك ، وحاله حاله من الجلالة والرسالة بما يلي :

١ ـ أن لا يغلو الناس فيه فيؤلهونه ، أو يثبتون له بعض الصفات التي ليست له.

أو فقل : إنه تعالى يريد أن يعرفهم : أن الرسول «صلى الله عليه وآله» ما هو إلا بشر مثلهم. فكل صفة تخرج به عن هذا تصبح في غير محلها ، ولا يمكن قبولها.

٢ ـ إن الله تعالى أراد أن يفقههم ، كما في رواية الحسن بن صدقة ، التي رواها الكليني (3).

٣ ـ إن الله تعالى هو الذي أنساه رحمة للأمه ؛ ألا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير؟!

وقيل له : ما تقبل صلاتك. فمن دخل عليه اليوم ذاك ، قال : قد نسي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وصارت أسوة إلخ (4).

وقد ورد شبيه ذلك في نومه «صلى الله عليه وآله» عن صلاة الصبح في السفر ، إن صحت الرواية.

ونحن نرى أنها غير صحيحة ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

 

قصور هذه التوجيهات :

ولكنها توجيهات لا تكفي ، فإن التعيير بذلك إنما يصح ممن لا يقع منه سهو أصلا ، أما من حاله في ذلك حال الآخرين فلا يقبل ذلك منه.

وأما بالنسبة للغلو في الرسول فمن الممكن أن يدفع ذلك بطرق أخرى لا يلزم منها محذور.

فقد كان يمرض ويصح ، ويحزن ، ويبكي ، ويبتسم ، ويأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، ويموت أو يقتل .. الخ.

وكذلك الحال بالنسبة إلى تعلم أحكام الإسهاء فإن ذلك ممكن بدون أن يبتلى به النبي ككثير من الأحكام الأخرى.

هذا بالإضافة إلى وجود مفسدة في هذا السهو ، وهو فقدان الثقة بتعليم النبي «صلى الله عليه وآله» ، وبكل ما جاء به.

إيراد وجوابه :

وتوضيح هذا الإيراد الأخير كما يلي :

لربما يقال : إن فعل النبي «صلى الله عليه وآله» وقوله ، وتقريره ، حجة. وقضية الإسهاء تنافي ما اتفق عليه المسلمون من حجية فعله ، بل وتنافي حجية قوله أيضا. وهذا يبطل الوثوق به ، والاعتماد عليه ؛ وهو مناف لحكمة النبوة والرسالة (5).

ويمكن أن يجاب عن ذلك ، بأنه إنما ينافي حجية فعله وقوله لو أقر على سهوه وأخذ الناس الحكم الخطأ عنه ، وأما إذا لم يقره الله عليه ، بل بينه له وللناس بنحو ما ، فإنه لا مانع منه ، لا عقلا ولا شرعا (6).

أما نحن فنقول : إن أحدا لا ينكر قدرة الله تعالى على التصرف بنبيه ، ولكننا نقول : إن حصول هذا الأمر أعني : إنساء الله تعالى لنبيه الأكرم «صلى الله عليه وآله» لمصلحة يراها ، يصطدم بمقولة : إن هذا ما هو إلا إحالة على مجهول ، وما ادعي من عدم إقرار الله تعالى له على السهو لا يكفي في حفظ كرامة النبي «صلى الله عليه وآله» ، والاطمئنان إلى ما يصدر عنه «صلى الله عليه وآله» ، بما يكون له طابع الفورية وعدم المهلة ، حيث لا تبقى فرصة لظهور الخلاف. كما أن ذلك يسيء إلى قداسة النبي «صلى الله عليه وآله» بنظر الناس ، وذلك ظاهر لا يخفى.

هذا ولا بأس بالتعرض هنا إلى العصمة عن السهو والنسيان والخطأ ، ثم العصمة عن الذنوب ، وأنها جميعا هل هي اختيارية أم لا؟!

 

فالبحث يقع في ناحيتين :

إحداهما : العصمة عن النسيان ، والسهو ، والخطأ.

والأخرى : العصمة عن الذنب.

فنقول :

 

العصمة عن السهو والخطأ والنسيان اختيارية :

أما العصمة عن السهو والخطأ والنسيان ، فهي اختيارية على ما يظهر ، وما جرى في قضية الصلاة ـ لو صح ـ فإنما هو إنساء من الله له «صلى الله عليه وآله» ؛ لمصلحة اقتضت ذلك لا نسيان منه «صلى الله عليه وآله».

ويمكن تقريب ذلك بما يلي :

١ ـ إن من يمرن نفسه على ألا ينسى ، أو على الضبط والتدقيق ، يصير أقدر على الحفظ ، وعدم النسيان ، وتقل نسبة خطئه بالمقايسة مع غيره ممن لا يبالي بالشيء حفظه أو نسيه ، زاد فيه ، أو نقص منه. فإذا كان ذلك الأمر من اختصاصه ، كان احتمال النسيان أو الخطأ فيه أقل. وكلما كان اهتمامه فيه أكثر ، كلما كان نسيانه له وخطؤه فيه أقل أيضا. وهذا الأمر يدرك بالوجدان ، ويعلم بالتجربة.

وهذا صادق بالنسبة إلى الإنسان العادي ، الذي نعرفه ونألفه. كما أنه كلما كانت الملكات والمدارك ، والقوى النفسية ، والفكرية وغيرها قوية لدى الشخص ، فإنه يكون أيضا أكثر سيطرة على ذاكرته ، وتصرفاته ؛ ويقل احتمال الخطأ ، والسهو ، والنسيان عنده. كالأم المرضعة ، فإن ذهولها عما أرضعت من الأمور التي لا يمكن أن تحصل في العادة.

ونبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله» هو القمة في كل شيء. فهو الإنسان الأول الذي يمثل خلافة الله الحقيقية على وجه الأرض. وهو الإنسان الذي كان فانيا في الله ، وليس له هم ، ولا هدف إلا رضى الله سبحانه ، وتحقيق أهدافه تعالى على وجه الأرض ، فمن الطبيعي أن لا يصل إليه أحد ، ولا يدانيه مخلوق في الضبط والحفظ ، ولا سيما فيما يتعلق بهدفه الأسمى ، وفي عبادته لربه ، وطاعته له لا سيما وهو يراه حاضرا وناظرا. وذلك أمر واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان.

هذا بالإضافة إلى أن ما يبذله النبي «صلى الله عليه وآله» من جهد في سبيل حفظ الدين وأحكامه ، يصبح سببا في أن يفيض الله تعالى عليه من ألطافه ويمده بالتسديد والتأييد ، وفقا للوعد الصادر عنه حيث يقول تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(7) ، وقوله تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)(8) وقوله تعالى : (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً)(9).

٢ ـ هناك بعض الأمور التي توجب النسيان ، وبمقدور كل أحد أن يتجنبها ، ومن ثم يجنب نفسه ولا يعرضها لآثارها. وقد ذكرت بعض الروايات طائفة منها.

فمثلا : ذكر مما يوجب النسيان أكل الجبن ، وقراءة كتابة القبور وأكل الكزبرة ، وكثرة شرب الماء ، والعبث ببعض الأعضاء ، وكثرة الهم الناشئ في الأكثر من كثرة الذنوب ، ونحو ذلك.

وهناك أمور تزيد في الذاكرة ، كعملية التذكر ، وكأكل الزبيب ، وأمور أخرى لا مجال لذكرها. وواضح أن القدرة على السبب تعبير قدرة على مسببه ؛ فيمكن أن يكلف الإنسان بأن لا ينسى الشيء الفلاني ؛ أو أن يزيد من نسبة حفظه وضبطه ، باعتبار قدرته على سبب ذلك. والتكليف بالمسبب الذي لا يقدر عليه الإنسان إلا بقدرته على سببه كثير في الشرع.

٣ ـ إن ثمة آيات كثيرة تلوم على النسيان ، بل في بعضها وعيد بالعقاب عليه ، أو جعل العقاب في الآخرة في مقابل النسيان الحاصل في الدنيا. ونذكر على سبيل المثال الآيات التالية :

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ)(10) فإن سياق الآية ، والتعبير ب «ذكر» لا يناسب إرادة التجاهل من كلمة «نسي» ، كما يريد أن يدعيه البعض ، وكذلك الحال في الآيات التالية.

فالمراد هو الغياب عن الذاكرة ، بسبب التساهل والإعراض ، وعدم الاهتمام.

(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)(11).

(فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا)(12).

(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ)(13).

(نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ)(14).

 (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)(15).

(فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا)(16).

وكذا قوله تعالى : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا)(17).

فإن هذا الطلب إنما يصح بعد فرض صحة المؤاخذة على النسيان والآيات في هذا المجال كثيرة ، ولا مجال لنقلها كلها.

كما أننا نجد بعض الآيات تنهى عن النسيان ، والنهي لا بد أن يكون عن أمر مقدور.

قال تعالى : (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا)(18).

وقال تعالى : (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)(19).

وإرادة الترك في الآيتين لا ينافي ما ذكرناه ، فإن المقصود به هو الترك عن نسيان ناشئ عن التساهل ، وعدم الاهتمام ، مع العلم بأن بإمكان المكلف أن لا ينسى ، فإن القدرة على السبب قدرة على المسبب ، وحينئذ فالعقاب على نسيان من هذا القبيل ليس قبيحا عقلا (20).

ويقول البعض عن السهو : إنه «يمكن التحرز منه» (21).

(وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)

وقد نرى أن الله قد أشار إلى اختيارية النسيان حين قال : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(22).

فإن هذه الآية التي تتحدث عن نسيان آدم للميثاق الذي أخذ عليه قبل نشأته «عليه السلام» من الطين ، بالإقرار بالنبي «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته «عليهم السلام» والمراد بالنسيان الترك أي أن النسيان ناشئ عن عدم القدرة على الإحتفاظ بالأمر ، بسبب عدم العلم به ، فإن من يعلم شيئا لا تصح عزيمته على الاحتفاظ به ، فوقع في النسيان بمقتضى هذه الآية الكريمة.

ودليل آخر على اختيارية النسيان وهو قوله «صلى الله عليه وآله» : رفع عن أمتي النسيان ، حيث إنه رفع امتنان وتسهيل. والرفع إنما يكون لما يقبل الجعل والوضع وهو المؤاخذة ، والمؤاخذة إنما تكون على أمر اختياري ومقدور ولو بواسطة القدرة على سببه ، فإن القدرة على السبب قدرة على المسبب كما قلنا.

 

العصمة في التبليغ وفي غيره :

وبعد ما تقدم نشير إلى أنه إذا ثبتت صفة العصمة له ، وتحققت فيه ، فلا يختص ذلك في مورد دون مورد ، لأن الملكة لا تتبعض ولا تتجزأ ، ولا يصح ما قالوه من أنه «صلى الله عليه وآله» معصوم في التبليغ فقط. وذلك ظاهر لا يخفى.

العصمة عن الذنب اختيارية أيضا :

سؤال يحتاج إلى جواب :

يعتقد المسلمون عموما (23) بعصمة جميع الأنبياء «صلوات الله عليهم» ، ويزيد شيعة أهل البيت «عليهم السلام» على ذلك : إعتقادهم بعصمة الأئمة الاثني عشر «عليهم السلام». وذلك لأنه يجب اتباعهم ، والاقتداء بهم ؛ ولا يعقل تجويز ذلك فضلا عن إيجابه ، إذا كانت المعاصي تصدر منهم ؛ لأن معنى ذلك هو تجويز ارتكاب المعاصي نفسها ، وهو غير معقول ، لأنها تخرج حينئذ عن كونها معاصي من جهة ، ولأن ذلك ينافي حكمة وسر إرسال الأنبياء «عليهم السلام» من الجهة الأخرى.

ولسنا هنا بصدد بيان التفاصيل الكاملة ، والبحث الشامل للأقوال المختلفة حول هذه القضية. وإنما نريد هنا ـ فقط ـ أن نجيب على السؤال التالي :

هل عصمة الأنبياء والأئمة «عليهم السلام» تعني : ـ كما يرى البعض ـ أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا الذنب ، ولا يقدرون على غير الطاعة ، فهم مجبرون على الطاعة ، مقهورون على الابتعاد عن المعاصي؟!.

وإذا كانوا مجبرين على ذلك ، فما هو وجه الفضل لهم؟!

ولماذا لم نجبر نحن على مثله؟!

ولماذا يعرضنا الله تعالى للوقوع فيما لا يرضى ، ثم يعاقبنا على ذلك بالعذاب في النار ، وحرماننا من الجنة؟!.

ثم إن من يكون مجبرا على الطاعة ، وعلى الابتعاد عن الذنب ، هل يحسن إثابته بالجنان ، وإبعاده عن العقاب والعذاب بالنيران؟!.

الجواب :

إن العصمة عن الوقوع في الذنوب والمعاصي اختيارية ، والكلام حول هذا يحتاج إلى شيء من التفصيل ، فنقول :

 

الإسلام والفطرة :

إن من يدرس تشريعات الإسلام ويتدبر تعاليم السماء ، يخرج بحقيقة قاطعة ؛ وهي : أن تلك التعاليم والتشريعات منسجمة كل الانسجام مع طبيعة الإنسان وفطرته ، لو لم تطغ على تلك الفطرة عوامل غريبة عنها وافدة عليها. حتى إنك لتجد بعض من عاش في الجاهلية ـ كجعفر بن أبي طالب ، على ما رواه عنه في الأمالي (24) وآخرين غيره ـ قد حرم على نفسه الكذب ، وشرب الخمر ، والزنى ، وعبادة الأوثان.

كما أن قيس بن الأسلت قد فارق الأوثان ، واغتسل من الجنابة ، وأمر بتطهر الحائض من النساء ، وأمر بصلة الرحم إلخ (25). وعبد المطلب أيضا كان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ، ويحثهم على مكارم الأخلاق ، وينهاهم عن دنيئات الأمور ؛ وكان يعتقد بالآخرة ، ويوحد الله سبحانه ، وتؤثر عنه سنن جاء القرآن بأكثرها ، وجاءت بها السنة ، منها الوفاء بالنذر ، والمنع من نكاح المحارم ، وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل الموؤودة ، وتحريم الخمر ، والزنى ، وأن لا يطوف بالبيت عريان (26).

ولقد صرح القرآن ، وتعهد والتزم بأن يكون هذا الدين هو دين الفطرة ، بحيث لو ثبت منافاة أي من تشريعاته وتعاليمه لفطرة الإنسان لأمكن رفضه ، والحكم عليه بأنه غريب ودخيل ، وليس من تعاليم السماء في شيء. قال تعالى :

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(27).

وما ذلك إلا لأن الإنسان ـ على حد تعبير العلامة الطباطبائي رحمه الله تعالى ـ : «.. مفطور بفطرة تهديه إلى تتميم نواقصه ، ورفع حوائجه ، وتهتف له بما ينفعه وما يضره في حياته.

قال تعالى : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها)(28).

فالدين الإسلامي هو ذلك النظام الذي يهدي الإنسان ويدله على ما فيه خيره وسعادته ، ويجنبه ما فيه شقاؤه وبلاؤه ؛ وهو يوافق ما ألهمه الله لنفس الإنسان ، وعرفها إياه ، وينسجم معه ؛ ويحتضن العقل ، ويحفظه ، ويسدده من أن يزل أو أن يميل في إدراكاته وأحكامه ، نتيجة لطغيان الهوى ، أو تزيينات النفس لشهواتها حتى لقد قيل : العقل شرع من داخل ، والشرع عقل من خارج.

ولأجل ذلك نرى القرآن يعبر عمن لا يتبع الهدى ، ولا يسير على المنهاج القويم بقوله :

(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(29).

وقال تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)(30) صدق الله العلي العظيم.

فهو يعتبر أن من أطاع هواه ، واتبعه ، ولم يهتد بهدى العقل ، ولم يسمع الأوامر والزواجر الإلهية الموافقة لهدى العقل ـ يعتبره ـ كالأنعام ، التي تسيرها غريزتها وشهواتها ، ولا عقل لها تستنير بنوره ، وتهتدي بهديه ؛ ولا تنساق وراء شرع يرشدها إلى أحكام العقل.

بل لقد اعتبره أضل من الأنعام ، لأن الأنعام إذا تصرفت على خلاف مقتضيات العقل البشري ، كما لو افترست ، أو خربت ، أو أتلفت ، فإنها لا تلام ولا تحاسب ، لأنها إنما تصرفت بما يتوافق مع جبلتها وغريزتها وفطرتها ، وشهوتها ؛ لأن ذلك هو الذي يسيرها ، ويهيمن على سلوكها ؛ ولا عقل لها لتهتدي بهديه ، وتسترشد برشده. أما إذا تصرفت تصرفا عقلانيا أحيانا ، كما لو رأينا الذئب لا يعتدي على الشاة ، والسنور لا يلاحق الفأرة مثلا ، فلسوف نتعجب من ذلك ، ونتناقله في مجالسنا ، لأن ذلك على خلاف ما عهدناه من فطرته وجبلته ، وغريزته ، وإن لم يكن بدافع من عقله ، لأنه لا عقل له ، وإنما بسبب الدربة ، والعادة ، والإلف.

أما الإنسان ، فإنه لو ظلم ، أو كذب ، أو اغتاب ، أو أتلف ؛ أو فعل غير ذلك مما هو في غير مصلحته ، وعلى خلاف الدين ، والعقل ، فإنه يكون قد تصرف على خلاف مقتضيات فطرته وجبلته ، وانحرف عن مساره ، وخرج عن إنسانيته ، فهو إذن أضل من الأنعام.

أضف إلى ذلك : أننا حين نرى الأنعام لا تقتحم ما يضرها ، ونرى الإنسان لا يتورع عن اقتحام ما يضره ، ويهدم سعادته ، استجابة لشهوته وهواه ، وغريزته ، فلا بد أن نقول : إن الأنعام ـ ولا شك ـ أهدى منه وأرشد.

فاتضح مما تقدم : أن الإنسان مجبول على السعي إلى ما ينفعه ، والابتعاد عما يضره ، وأن أحكام الإسلام موافقة للفطرة وللطبيعة الإنسانية ، وأن ابتعاد الإنسان عما يضره ويشقيه ، وسعيه إلى ما فيه سعادته وراحته أمر فطري فيه ، لا يمكنه التخلف عنه ، ولا التخلص منه.

ولأجل ذلك نجد : أن الإنسان العاقل وإن لم يكن مؤمنا ـ نجده ـ بحكم فطرته لا يقدم على الأمور التي يقطع بضررها وفسادها ؛ فهو لا يقدم ـ مختارا ـ على شرب السم مثلا ؛ بل هو لا يتواجد في أمكنة يعلم أن تواجده فيها سوف يلحق به ضررا بالغا من نوع ما ؛ ولا يقدم على قتل ولده ، أو ما شاكل ، إلا إذا قهر على ذلك وغلب عليه جسديا ، أو كان ثمة ما يهيمن على عقله ، كنوم أو غضب ، أو غير ذلك ، مما يمنع عقله من التأثير والفعالية ، ومن السيطرة على الموقف.

بل وحتى الطفل فإننا نراه يتجرأ على النار ، ولكنه بعد أن تؤلمه ، ويتيقن ذلك ، لا يقترب منها باختياره ، ألا أن تغلبه قدرة قاهرة ، أو يسيطر على عقله سلطان النوم ، أو أي سلطان قاهر آخر.

إذن فالبشر العقلاء ، حتى من لا يؤمن بالله منهم ، وحتى الأطفال ، معصومون عن شرب السم ، وعن الإلقاء بالنفس بالنار ، وعن كل ما يدركون إدراكا قاطعا ضرره ، وسوءه ؛ إلا إذا كان ثمة قوة قاهرة تغلب إرادتهم أو تزين لهم ، وتخدعهم ، أو تهيمن على عقولهم وتمنع من فعاليتها ، وتفقدها سيطرتها على الموقف.

 

عناصر لابد منها في العصمة :

وبالتأمل فيما تقدم يتضح : أن امتناع الطفل عن النار ، والعقلاء عن تناول السم ، يرتبط بالأمور التالية :

الأول : أن الإنسان مفطور على انتقاء ما يكرس راحته وسعادته وتكامله ، والابتعاد عما يوجب ضرره وبلاءه وشقاءه.

الثاني : إدراك واقع معين ، ثم تقييمه على ذلك الأساس بشكل قاطع ونهائي.

الثالث : قوة العقل ، وسيطرته على الموقف ، وتحكمه بكل القوى والدواعي النفسية والشهوية ، وقاهريته لها ، وتوجيهها إلى ما فيه خير الإنسان وصلاحه وراحته وسعادته.

الرابع : الاختيار والإرادة ، وعدم التعرض للقهر الجسدي ، الذي ينتهي إلى سلب الاختيار منه ، وتعطيل إرادته.

فإذا تحققت هذه الأمور ، فإن الإنسان يكون معصوما عن الوقوع في ذلك الشيء الذي أدرك بشكل قاطع ضرره وبلاءه ، ويرى نفسه ملزما بالسعي نحو ما يوجب تكامله ورقيه وتأكيد إنسانيته.

ولا يمكن أن نتصوره بعد تكامل تلك العناصر المتقدمة فيه ، إلا أن يسير على النهج القويم ، والطريق المستقيم ، فاعلا لما أدرك خيره وصلاحه ، تاركا لما أدرك ضرره وبلاءه ، من كان ، ومهما كان.

وإذا كان الناس مختلفين في درجات إدراكهم ، سعة وعمقا ، وفي مستويات تفكيرهم ، وقوة وضعف سيطرة عقولهم على سائر القوى الباطنية الكامنة فيهم ، من الشهوات والغرائز ، ومختلفين من حيث نوعية المدركات أيضا ـ إذا كانوا كذلك ـ فإن من الطبيعي أن تكون درجات عصمتهم متفاوتة ، ومواردها مختلفة ، كل بحسب مدركاته ، وقناعاته ، وكفاءاته ، وقواه الكامنة فيه. ولذلك تجد العلماء في الأكثر أكثر التزاما من غيرهم ، بل ربما تجد من بينهم من لا تكاد تصدر منه أيه مخالفة طول حياته ، وذلك لكثرة مدركاتهم ، ولاختلاف نوعية ، وكيفية ، وعمق الإدراك لديهم ، بالنسبة إلى غيرهم.

بل إن الله قد أوجب على كل إنسان أن يكون معصوما ، وذلك لأنه قد كلف كل البشر بالطاعات كلها ، والاجتناب عن كل المعاصي ، وهذا التكليف يدل على أن بوسع كل مكلف أن لا يرتكب أية معصية أبدا ، لأن القدرة شرط في صحة التكليف وإلا لكان عليه أن يستثني ، ويقول : اجتنبوا عن كل المعاصي إلا واحدة أو اثنتين مثلا ، لأنكم لا تقدرون عليها.

وهذا الاستثناء يخرج ذلك المورد عن أن يكون معصية من الأساس. وقد يكون أمثال سلمان الفارسي ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمار ، والشيخ المفيد ، والصدوق مثلا معصومين عن ارتكاب أية معصية أو مخالفة عن عمد وقصد.

نعم ، ربما يكون الفرق بين هؤلاء ، وبين النبي والإمام : أن النبي والإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام لا تخطر في باله المعصية أصلا ، ولا يشتاق إليها ، لا نكشاف الواقع له ، ورؤيته مفسدته ومصلحته رأي العين ، هذا بالإضافة إلى أنه أوسع وأعمق معرفة بجلال وعظمة الله تعالى وملكوته وأشد إحساسا بحضور الله معه ، بخلاف سائر المكلفين ؛ فإنهم قد لا يعرفون علل كثير من الأحكام ، ولا اطلاع لهم على عظمة وجلال وملكوت الله بنسبة اطلاع الأئمة والأنبياء «عليهم السلام» ، فقد يشتاقون إلى بعض المعاصي ، ولكنهم يمتنعون عنها تعبدا وطاعة لله ليس إلا.

وخلاصة الأمر : أن مستويات الناس مختلفة ؛ فتختلف درجات التزامهم ، والعلماء عادة يكونون أكثر التزاما ؛ وإن كان ربما يوجد من بينهم من يضعف عقله أمام شهواته وغرائزه ، فيضعف التزامه ، وتقل نسبة معصوميته عنها في غيره ، وهؤلاء قليلون جدا بل ربما لا يوجدون في العلماء الحقيقيين ، ولذا نجد الله تعالى يتمدحهم بذلك فيقول : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(31).

__________________

(١) الدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١٠٧.

(2) الدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١١٣.

(3) الكافي ج ٣ ص ٣٥٦.

(4) الكافي ج ٣ ص ٣٥٧.

(5) راجع : دلائل الصدق ج ١ ص ٣٨٤ ـ ٣٨٦.

(6) راجع : فتح الباري ج ٣ ص ٨١.

(7) الآية ٦٩ من سورة العنكبوت.

(8) الآية ٤٠ من سورة الحج.

(9) الآية ٢٩ من سورة الأنفال.

(10) الآية ٥٧ من سورة الكهف.

(11) الآية ١٣ من سورة المائدة.

(12) الآية ١٥ من سورة الأعراف.

(13) الآية ١٩ من سورة الحشر.

(14) الآية ٦٧ من سورة التوبة.

(15) الآية ٤٤ من سورة البقرة.

(16) الآية ١٤ من سورة السجدة.

(17) الآية ٢٨٦ من سورة البقرة.

(18) الآية ٧٧ من سورة القصص.

(19) الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.

(20) راجع : أوثق الوسائل ص ٢٦٢.

(21) الدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١١٧.

(22) الآية ١١٥ من سورة طه.

(23) وإن كان بعضهم يناقش في عموم العصمة. ولكن الشيعة يعتقدون بعصمتهم «عليهم السلام» وتسديد الله تعالى لهم من حين ولادتهم إلى حين وفاتهم ، وليس في خصوص وقت النبوة.

(24) سيأتي في فصل : شخصيات وأحداث حين الحديث حول تحريم الخمر أسماء طائفة ممن حرموا الخمر على أنفسهم.

(25) السيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٩٠ و١٩١.

(26) السيرة الحلبية ج ١ ص ٤ ، والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش السيرة الحلبية) ج ١ ص ٢١.

(27) الآية ٣٠ من سورة الروم.

(28) الآية ٨ من سورة الشمس.

(29) الآية ٤٤ من سورة الفرقان.

(30) الآية ١٧٩ من سورة الأعراف.

(31) الآية ٢٨ من سورة فاطر.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي