علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
أبو الحسين أو أبو العباس أحمد بن علي النجاشي
المؤلف: السيد حسن الأمين
المصدر: مستدركات أعيان الشيعة
الجزء والصفحة: ج 3 - ص 30
5-9-2020
3227
أبو الحسين أو أبو العباس أحمد بن علي النجاشي الأسدي المعروف بابن الكوفي صاحب كتاب الرجال المشهور مولده ووفاته ولد في صفر سنة 372 وتوفي بمطيرآباد في جمادي الأولى سنة 450 قاله العلامة في الخلاصة فيكون عمره 78 سنة وفي رجال بحر العلوم توفي قبل الشيخ بعشر سنين لأنه توفي 460 وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة سنة وقدم الشيخ العراق وله ثلاث وعشرون سنة وللنجاشي ست وثلاثون وكان السيد الاجل المرتضى رضي الله عنه أكبر منه بست عشرة سنة وأشهر وهو الذي تولى غسله ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز كما ذكر في ترجمته اه.
نسبه :
هو أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله النجاشي والي الأهواز بن غنيم أو عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن بجير بن اسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويأتي عن الصهرشتي:
أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي. وفي رجال بحر العلوم ان وصفه له بذلك لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت. وقد ساق هو نسبه في كتاب رجاله كما سمعت قال بحر العلوم في رجاله وقد سبق في كتاب النجاشي إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع بن أبي السمال سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن عمير بن اسامة ويظهر منه سقوط عمير هنا وكذا الربيع ان كان إبراهيم هذا هو جد المصنف كما هو الظاهر اه.
أقول مر في إبراهيم استظهار ان الربيع لقب محمد فلعله لذلك اسقط هنا واما عمير فيمكن ان يكون تصحيف بجير فظنه من رآه انه غير بجير وعبد الله مكبر.
وقال النجاشي في رجاله ان جده عبد الله النجاشي هو الذي ولي الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع يسأله وكتب اليه الصادق ع رسالة عبد الله النجاشي المعروفة ولم ير للصادق ع مصنف غيرها اه وولايته للأهواز كانت من قبل المنصور ويكنى بأبي بجير وله خبر طريف مع المتطوعة يأتي في ترجمته انش والذي في كتاب النجاشي صاحب الرجال في ترجمة نفسه عبد الله النجاشي وكذا في مستدركات الوسائل في ترجمة النجاشي صاحب الرجال عبد الله النجاشي بن عثيم. ولكن الذي في ترجمة عبد الله هو عبد الله بن النجاشي وكذا في جميع ما رأيناه من كتب الرجال وفي شعر السيد الحميري الآتي.
والنجاشي بفتح النون أو كسرها والكسر أفصح وتخفيف الجيم، وتشديدها غلط قال السيد الحميري في عبد الله بن النجاشي: فابن النجاشي منه غير معتذر وقال أيضا: وابن النجاشي براء غير محتشم وتخفيف الياء بعد الشين وقيل بتشديدها وقيل يجوز الأمران وهو لقب ملك الحبشة ككسرى لملك الفرس ولم يذكروا وجه تسمية جده بالنجاشي وغنيم كما في رجال النجاشي في موضعين بضم الغين المعجمة وفتح النون وبعدها مثناة تحتية فميم وفي الايضاح عثيم قال في نضد الايضاح وغيره بضم العين وفتح المثلثة وإسكان التحتية والسمال بكسر السين المهملة واللام أخيرا وقيل الكاف قال بحر العلوم وقطع في الخلاصة باللام وهو المسموع والمضبوط رسما في الاخبار اه .
وفي القاموس أبو السمال شاعر أسدي وسمعان بكسر السين وهبيرة بضم الهاء وفتح الباء الموحدة ومساحق بضم الميم والمهملتين والقاف وبجير بضم الموحدة وفتح الجيم وإسكان التحتية والراء أخيرا ونصر بالصاد المهملة ومن ضبطها بالمعجمة فقد صحف وقعين بضم القاف وفتح المهملة وسكون الياء والنون أخيرا وثعلبة بالمثلثلة ودودان بفتح المهملتين. كنيته يكنى بأبي الحسين كما هو الظاهر المطابق لما في كتابه وقبس المصباح والبحار ورجال السيد ابن طاوس وموضع من الخلاصة وغيرها ففي أول الجزء الثاني وآخر الجزء الأول من كتابه هكذا الجزء الثاني من فهرست أسماء مصنفي الشيعة وما أدركنا من مصنفاتهم وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم وما قيل في كل منهم من مدح أو ذم مما جمعه الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه اه.
وكذا كناه كما يأتي الصهرشتي في قبس المصباح والمجلسي في البحار والسيد أحمد بن طاوس والعلامة في الخلاصة حيث قال عند ذكر السيد المرتضى: وتولى غسله أبو الحسين بن أحمد بن العباس النجاشي، وفي اجازته لأبناء زهرة فقال أبو الحسين أحمد بن علي النجاشي، ولكنه في الخلاصة في ترجمة النجاشي قال: وكان احمد يكنى أبا العباس، والسيد علي بن طاوس في كتاب الاقبال في نوافل شهر رمضان قال عن علي بن فضال انه اثنى عليه بالثقة جدي أبو جعفر الطوسي وأبو العباس النجاشي.
والظاهر أن الصواب تكنيته بأبي الحسين واما تكنيته بأبي العباس فلعله توهم نشا من قوله في ترجمة محمد بن أبي القاسم قال أبو العباس ولعل المراد شيخه أبو العباس السيرافي وفي رجال بحر العلوم الاختلاف في مثله كثير وكذا تعدد الكنية للرجل الواحد.
تنبيه تراجم النجاشي نفسه في كتابه وساق نسبه إلى عدنان كما مر ووقع في النسخة بعد سوق نسبه إلى عدنان إعادة اسمه ثانيا هكذا أحمد بن العباس النجاشي الأسدي مصنف هذا الكتاب أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه له كتاب الجمعة وذكر مصنفاته الآتية، فتوهم بعضهم التعدد نظرا إلى أن المذكور أولا أحمد بن علي والمذكور ثانيا أحمد بن العباس وهو توهم فاسد بل المترجم شخص واحد هو صاحب كتاب الرجال وانما أعاد الاسم ثانيا لطول الكلام واقتصر على النسبة إلى الجد لأنه متعارف أو انه زيادة من بعض تلامذته أو من المستملي لأنهم كانوا يملون على الكتاب ولا يكتبون بأيديهم أو من الناسخ بدليل الدعاء المذكور أو كانت في الهامش فزادها الكاتب سهوا والله أعلم. ويزيد ذلك وضوحا ما مر في عن أول الجزء الثاني عند الكلام على كنيته، وقد صرح باسم أبيه انه علي بن أحمد في ترجمة محمد بن أبي القاسم وعثمان بن عيسى ومحمد بن علي بن بابويه وقد عثرنا بعد كتابة ما مر على كلام للسيد بحر العلوم في رجاله في هذا المعنى قال: قد كرر النجاشي اسمه في ترجمته أولا منسوبا إلى أبيه مع تمام نسبه وثانيا مضافا إلى جده العباس لاشتهاره به مع ذكر كتبه وفي بعض النسخ كتابة احمد أخيرا بالحمرة مع زيادة أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه، وفي بعضها مع ذلك زيادة احمد قبل ابن عثيم وكتابته بالحمرة في ثلاثة مواضع أحمد بن علي وأحمد بن عثيم وأحمد بن العباس ومن هنا دخل الوهم والالتباس على جماعة فظنوا أن في المقام ثلاث تراجم يتوسطها أحمد بن عثيم واحتملوا في الأخيرة أن تكون الحاقا من التلامذة لاشتهار النجاشي بأحمد بن العباس أو انها ترجمة لجده الحق به تصنيف هذا الكتاب وغيره وهما، ومنهم من زعم أن ترجمة المصنف عن نفسه هي هذه دون الأولى، والكل فاسد، ويوضحه مع ما تقدم عن الايضاح وما يأتي عن الخلاصة وغيرها من أنه أحمد بن علي ان النجاشي صرح باسم أبيه في ترجمة محمد بن أبي القاسم ماجيلويه وعثمان بن عيسى العامري فقال فيهما أخبرني أبي علي بن أحمد وفي أحمد بن علي بن بابويه فإنه بعد ذكر كتبه قال: قرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس النجاشي، وما ذكره في أول الجزء الثاني من كتابه من قاله أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي وصدره باسم عبد الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان أبو بجير الأسدي، ولم يذكر هو ولا غيره النجاشي بن عثيم أبا عبد الله المذكور الا تبعا لذكر غيره ولم يسم في شئ من المواضع بأحمد ولا يصلح ان يكون أحمد بن عثيم ترجمة له لخلوها عن بيان أحواله فتكون حشوا خلوا عن الفائدة والفصل به بين أحمد بن علي وأحمد بن العباس يقتضي ان يكون الأول كذلك لانقطاعه به عن الأخير المشتمل على التصنيف وذكر الكتب فليس فيه على هذا التقدير الا ان أحمد بن علي رجل من أصحاب عبد الله النجاشي صاحب الرسالة وهذا وحده غير مقصود من العنوان، وانما المقصود بيان كتب صاحب الترجمة وانتهاء نسبه إلى عدنان، والظاهر على فرض صحة النسخة إعادة المصنف لاسمه للفصل بذكر الرسالة وما يتبعها من القول الموهم لانقطاع الكلام، وثانيا لمعروفيته بابن العباس والمراد ان أحمد بن علي المعروف بأحمد بن العباس مصنف هذا الكتاب له هذه الكتب، وحق الاسم المعاد ان يكتب بالسواد والحمرة من تصرفات النساخ كزيادة احمد ابن عثيم اه.
وقد تنبه لهذا قبل ذلك السيد مصطفى في نقد الرجال فقال أحمد بن علي بن العباس وساق النسب إلى قوله ابن غنيم بن أبي السمال أحمد بن العباس النجاشي الأسدي مصنف هذا الكتاب له كتب، ثم قال: هكذا عبر أحمد بن علي النجاشي عن نفسه في كتاب رجاله المعروف وتوهم بعض الفضلاء ان أحمد بن العباس النجاشي غير أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي المصنف لكتاب الرجال بل هو جده وليس له كتاب الرجال وهذا ليس كلام المصنف بل هو ملحق وكان في النسخة التي كانت عنده من رجال النجاشي أحمد بن العباس النجاشي كانت بالحمرة فوقع ما وقع اه. .
وقد جعل بحر العلوم كما سمعت النجاشي لقبا لوالد عبد الله لا لعبد الله نفسه ومر الكلام فيه.
آل أبي السمال في رجال بحر العلوم: آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبد الله صاحب الرسالة إلى النجاشي صاحب الرجال وكان عبد الله زيديا ثم رجع في حديث طويل رواه الكشي وإبراهيم بن أبي السمال ثقة له كتاب وكان هو واخوه إسماعيل من الواقفية على شك لهما في الوقف ولهما مع الرضا ع حديث في ذلك مذكور في موضعه ويظهر من النجاشي في ترجمة داود بن فرقد مولى آل أبي السمال عدم وقفه أو رجوعه عن الوقف فإنه ذكر لداود كتابا وقال روى هذا الكتاب جماعات كثيرة من أصحابنا رحمهم الله منهم إبراهيم بن أبي بكر محمد بن عبد الله النجاشي المعروف بابن أبي السمال ووالد النجاشي علي بن أحمد شيخ من أصحابنا روى عنه ولده في التراجم مترجما عليه وكذا جده أحمد بن العباس ففي ترجمة علي بن عبد الله بن علي بن الحسين قال أخبرني أبي رحمه الله قال حدثني أبي الخ اه وقال بحر العلوم في الحاشية: في رجال الشيخ عباس النجاشي ذكره في أصحاب الرضا ع والظاهر أنه غير العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم جد النجاشي لبعد الطبقة اه.
أقوال العلماء فيه :
في الخلاصة: ثقة معتمد عليه عندي له كتاب الرجال نقلنا عنه في كتابنا هذا وفي غيره أشياء كثيرة اه.
وفي رجال بحر العلوم وممن نص على توثيق النجاشي ومدحه وأثنى عليه بما هو أهله من القدماء العظماء أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي الفقيه المشهور قال في كتاب قبس المصباح: أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد وكان شيخا مهيبا ثقة صدوق اللسان عند المخالف والمؤلف اه والصهرشتي هذا كان تلميذ المرتضى والشيخ الطوسي ويروي عن النجاشي، وفي مزار البحار نقلا عن قبس المصباح أنه قال: أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد آخر ربيع الأول سنة 442 وكان شيخا بهيا ثقة صدوق اللسان عند الموافق والمخالف رضي الله عنه وأرضاه وذكر حديثا ذكرناه في ترجمة أبي الوفاء الشيرازي وربما يظن أن الذي ذكره الصهرشتي شخص آخر غير صاحب الرجال لوصفه بالصيرفي وأنه يعرف بابن الكوفي، ولم يصفه أحد غيره بذلك ولكن لم يكن في عصره من هو بهذا الاسم والطبقة موافقة فلا ينبغي الشك في أنه صاحب الرجال وعدم وصفه بما ذكرنا لا ينافي وصفه به، ولكن ستعرف في ترجمة الصهرشتي المذكور الشك في كون قبس المصباح له وان ياقوتا نسبه لغيره وأن المجلسي في مقدمات البحار لم يصرح باسم مؤلفه وكأنه لم يعرفه. وفي رجال ابن داود أحمد بن علي بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن النجاشي الذي ولي الأهواز مصنف كتاب الرجال لم يرو عنهم ع قال الكشي معظم كثير التصانيف اه .
وفي رجال بحر العلوم قوله الكشي من طغيان القلم لا من زلة القدم فإنه أعظم من أن يخفى عليه تقدم الكشي على النجاشي المعظم اه أقول هذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا عنه ان فيه أغلاطا كثيرة سواء كان ذلك من طغيان القلم أو زلة القدم فهو غلط فاضح وكون ابن داود لا يخفى عليه تقدم الكشي على النجاشي يزيد الغلط قبحا ولا يعد لابن داود مدحا. وفي رجال بحر العلوم: أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الاثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل اجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال اليه وقد صرح بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي ان يذكر وان أغنى العلم به عن الخبر اه.
وعن الرواشح السماوية للداماد ان أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر السند المعتمد عليه المعروف وفي الوجيزة: ثقة مشهور. وفي أوائل البحار عند ذكر الكتب المأخوذ منها: وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وأحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي ثم في بيان الاعتماد على الكتب: وكتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار والأمصار وفي أمل الآمل أحمد بن العباس النجاشي ثقة جليل القدر معاصر للشيخ يروي عن المفيد ووثقه العلامة إلا أنه قال أحمد بن علي بن أحمد بن العباس اه.
وفي الاستدراك دفع توهم المغايرة وان النجاشي أحمد بن العباس لا أحمد بن علي وقد مر التحقيق. وفي رجال بحر العلوم: ومن المعتمدين على النجاشي والمستندين اليه في أحوال الرجال قبل العلامة شيخاه السيدان الثقتان السيد أحمد بن طاوس والسيد علي بن طاوس خصوصا الأول وممن أكثر الاستناد اليه واظهر الاعتماد عليه قبل العلامة شيخه المحقق وكتابه المعتبر مشحون بذلك وكذا كتاب نكت النهاية وأورد شواهد من الكتابين قال وقلما يوجد في كلامه التصريح بالاستناد إلى غير النجاشي من أصحاب الرجال حتى الشيخ ويظهر منه تقديمه على غيره في هذا الشأن وهو الظاهر من العلامة فإنه شديد التمسك به كثير الاتباع لكلامه وعباراته في الخلاصة حيث يحكم ولا يحكي عن الغير هي عبارات النجاشي بعينها اه. وفي مستدركات الوسائل:
العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه كلما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره وعظيم شانه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات.
تقديمه على الشيخ في علم الرجال في مستدركات الوسائل: الظاهر منهم تقديم قوله ولو كان ظاهرا على قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح والتعديل ولو كان نصا اه وقد عرفت قول بحر العلوم أن الظاهر من المحقق والعلامة تقديمه على غيره في علم الرجال، وقال الشهيد الثاني في المسالك في مسالة التوارث بالعقد المنقطع بعد ما ذكر كلاما للشيخ وابن الغضائري والنجاشي: وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال اه .
وقال الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام الشيخ والنجاشي في سماعة: والنجاشي يقدم على الشيخ في هذه المقامات كما يعلم بالممارسة قال وقد وجدت بعد ما ذكرته كلاما لمولانا احمد الأردبيلي يدل على ذلك، وقال صاحب المنهج في ترجمة سليمان بن صالح الجصاص: ولا يخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنجاشي ولعل النجاشي أثبت اه .
وعن الشيخ عبد النبي الجزائري أنه قال عند ذكره في الحاوي: لا يخفى جلالة هذا الرجل وعظم شانه وضبطه للرجال وقد اعتمد عليه كل من تأخر عنه في الجرح والتعديل، بل لا يبعد ترجيح قوله على قول الشيخ مع التعارض كما ينبئ عنه تتبع الأحوال اه .
وفي رجال بحر العلوم وبتقديمه أي النجاشي صرح جماعة من الأصحاب مثل السيدين ابني طاوس والعلامة والشهيد الثاني وولده وسبطه وصاحب كتاب الرجال الكبير في ترجمة سليمان بن صالح حيث قال: ولعل النجاشي أثبت وذلك نظرا إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه هو الصواب قال ولذلك أسباب نذكرها وان أدى إلى الاطناب: أحدها تقدم تصنيف الشيخ لكتابيه الفهرست وكتاب الرجال على تصنيف النجاشي لكتابه، فإنه ذكر فيه الشيخ ووثقه وأثنى عليه وذكر كتابيه مع سائر كتبه، وحكى في كثير من المواضع عن بعض الأصحاب وأراد به الشيخ، وقال في ترجمة محمد بن علي بن بابويه له كتب منها كتاب دعائم الاسلام في معرفة الحلال والحرام وهو في فهرست الشيخ الطوسي، وهذان الكتابان هما أجل ما صنف في هذا العلم، وأجمع ما عمل في هذا الفن، ولم يكن لمن تقدم من أصحابنا على الشيخ ما يدانيهما جمعا واستيفاء وجرحا وتعديلا وقد لحظهما النجاشي في تصنيفه وكانا له من الأسباب الممدة والعلل المعدة وزاد عليهما شيئا كثيرا وخالف الشيخ في كثير من المواضع والظاهر في مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل والتعديل في موضع الجرح، وفيه صح كلا معنيي المثل السائر: كم ترك الأول للآخر ولم يذكر الشيخ كتاب النجاشي ولم يترجمه.
ثانيها ما علم من تشعب علوم الشيخ وكثرة فنونه ومشاغله وتصانيفه في الفقه والكلام والتفسير وغيرها مما يقتضي تقسم الفكر وتوزع البال ولذلك كثر عليه النقض والايراد والنقد والانتقاد في الرجال وغيره، بخلاف النجاشي فإنه عني بهذا الفن فجاء كتابه أضبط وأتقن.
ثالثها استمداد هذا العلم من علم الأنساب والآثار واخبار القبائل والأمصار، وهذا مما عرف للنجاشي ودل عليه تصنيفه فيه واطلاعه عليه كما يظهر من استطراده بذكر الرجل ذكره أولاده واخوانه وأجداده وبيان أحوالهم ومنازلهم حتى كأنه واحدا منهم.
رابعها إن أكثر الرواة عن الأئمة ع كانوا من أهل الكوفة ونواحيها القريبة والنجاشي كوفي من وجوه أهل الكوفة من بيت معروف مرجوع إليهم، وظاهر الحال أنه اخبر بأحوال أهله وبلده ومنشئه، وفي المثل: أهل مكة أدرى بشعابها.
خامسها ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا الشأن أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري فإنه كان خصيصا به وصحبه وشاركه وقرأ عليه واخذ منه ونقل عنه ما سمعه أو وجده بخطه كما علم مما ذكر في ترجمته، ولم يتفق ذلك للشيخ فإنه ذكر في أول الفهرست انه رأى شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول ولم يجد من استوفى ذلك أو ذكر أكثره الا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات وفي الآخر الأصول، غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد واخترم هو وعمد بعض ورثته إلى اهلاك الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكاه بعضهم. ومن هذا يعلم أن الشيخ لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها كما أخبر به، ولم يكن الامر كذلك لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها وإخباره عنها، وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه ففي أحد الكتابين انه ضعيف وفي الآخر انه ثقة، وقال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدا قاله ابن الغضائري. وقال في كتابه الآخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي مولاهم الكوفي طعنوا عليه وليس عندي كما زعموا وهو ثقة.
سادسها تقدم النجاشي واتساع طرقه وادراكه كثيرا من المشايخ العارفين بالرجال ممن لم يدركهم الشيخ كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي وأبي الحسن أحمد بن محمد الجندي وأبي الفرج محمد بن علي الكاتب وغيرهم فان وفاته متأخرة عن وفاة الشيخ بإحدى وثلاثين سنة اه ويأتي تفصيلهم عند ذكر مشايخه. هذا وفهرست الشيخ عظيم جليل لا يقل فائدة عن كتاب النجاشي ان قلنا إن النجاشي أضبط مع أن للشيخ السبق بالفضل.
مشايخه :
في رجال بحر العلوم. ونحن نذكر هنا جملة مشايخه ممن ذكر لهم ترجمة في كتابه وغيرهم ممن تفرقت أسماؤهم في التراجم عند بيان الطرق إلى أصحاب الأصول والكتب ولم أجد أحدا تصدى لجمعهم وهو مهم جدا والتعبير عنهم يختلف كثيرا فيقع تارة بالكنية أو النسبة أو الصفة وتارة بالاسم وحده أو منسوبا إلى الأب أو الجد الأدنى أو الأعلى فيظن التعدد من لا خبرة له وهم اقسام فمنهم المسمى بمحمد وهم ستة أشهرهم وأفضلهم وأوثقهم.