1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : التفسير الجامع : حرف الميم : سورة مريم :

تفسير الأية (59-65) من سورة مريم

المؤلف:  المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

المصدر:  تفاسير الشيعة

الجزء والصفحة:  ......

4-9-2020

5864

 

قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [مريم: 59 - 65]

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

أخبر سبحانه فقال: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} والخلف البدل السيىء معناه: من بعد النبيين المذكورين قوم سوء وقيل هم اليهود ومن تبعهم لأنهم من ولد إسرائيل وقيل: هم من هذه الأمة عند قيام الساعة عن مجاهد وقتادة { أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} تركوها عن محمد بن كعب وقيل أضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها من غير أن تركوها أصلا عن ابن مسعود وإبراهيم  وعمر بن عبد العزيز والضحاك وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) { وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ } أي: انفذوا الشهوات فيما حرم الله عليهم فقال وهب : فخلف من بعدهم خلف شرابون للقهوات لعابون بالكعبات ركابون للشهوات متبعون للذات تاركون للجمعات مضيعون للصلوات { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} أي: يلقون مجازاة الغي عن الزجاج وهذا كقوله { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} أي: مجازاة الآثام وقيل يلقون غيا أي: شرا وخيبة عن ابن عباس وابن زيد ومنه قول الشاعر :

ومن يغولا يعدم على الغي لائما

 أي: يخب وقيل الغي واد في جهنم عن ابن مسعود وعطاء وكعب { إِلَّا مَنْ تَابَ} أي: ندم على ما سلف { وآمن} في مستقبل عمره { وَعَمِلَ صَالِحًا} من الواجبات والمندوبات { فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} ومن قرأ يدخلون بضم الياء وفتح الخاء أراد أن الله سبحانه يدخلهم الجنة بأن يأمرهم بدخولها وهذا يطابق قوله { ولا يظلمون} ومن قرأ { يدخلون} أراد أنهم يدخلونها بأمر الله والمعنيان واحد ولا يبخسون شيئا من ثوابهم بل يوفيه الله إليهم على التمام والكمال وفي هذا دلالة على أن الله لا يمنع أحدا ثواب عمله ولا يبطله لأنه سبحانه سمى ذلك ظلما .

ثم وصف سبحانه الجنة فقال { جَنَّاتِ عَدْنٍ} أي: جنات إقامة يقال عدن بالمكان إذا أقام به ووحد في الآية المتقدمة وجمع هاهنا فكأنه جنة تشتمل على جنات وقيل لأن لكل واحد من المؤمنين جنة تجمعها الجنة العظماء { الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} المراد بالعباد المؤمنون كما قال فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وقيل إنه يتناول المؤمن والكافر ولكن بشرط رجوع الكافر عن كفره وقال { بالغيب } لأنهم غابوا عما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت عن ابن عباس والمعنى أنه وعدهم أمرا لم يكونوا يشاهدونه فصدقوه وهوغائب عنهم { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ} أي: موعوده { مأتيا } أي: آتيا لا محالة والمفعول هنا بمعنى الفاعل لأن ما آتيته فقد أتاك وما أتاك فقد أتيته يقال أتيت على خمسين سنة وأتت علي خمسون سنة وقيل إن الموعود هو الجنة والجنة مأتية يأتيها المؤمنون { لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا } أي: لا يسمعون في تلك الجنات القول الذي لا معنى له يستفاد وهو اللغو وقيل قد يكون اللغوالهزل وما يلغى من الكلام مثل الفحش والأباطيل { إلا سلاما} أي: إلا سلام الملائكة عليهم وسلام بعضهم على بعض قال الزجاج : السلام اسم جامع لكل خير لأنه يتضمن السلامة أي يسمعون ما يسلمهم { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قال المفسرون ليس في الجنة شمس ولا قمر فيكون لهم بكرة وعشيا والمراد أنهم يؤتون برزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداء والعشاء وقيل كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء لعجبت به وكانت تكره الوجبة وهي الأكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت وليس ثم ليل وإنما هو ضوء ونور عن قتادة وقيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ومقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.

 { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي} هي مذكورة في قوله { فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} التي { نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} أي: إنما نملك تلك الجنة من كان تقيا في دار الدنيا بترك المعاصي وفعل الطاعات وإنما قال { نورث} مع أنه ليس بتمليك نقل من غيرهم إليهم لأنه شبه بالميراث من جهة أنه تمليك بحال استؤنفت عن حال قد انقضت من أمر الدنيا كما ينقضي حال الميت من أمر الدنيا عن الجبائي وقيل إنه تعالى أورثهم من الجنة المساكن والمنازل التي كانت لأهل النار لو أطاعوا الله تعالى وأضاف العباد إلى نفسه لأنه أراد المؤمنين.

{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} قال ابن عباس إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لجبرائيل ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزل { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الآية أي إذا أمرنا نزلنا عليك وهو قول مجاهد وقتادة والضحاك وقيل إنه قول أهل الجنة إنا لا نتنزل موضعا من الجنة إلا بأمر الله تعالى عن أبي مسلم { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} معناه: له ما بين أيدينا من أمر الآخرة وما خلفنا أي: ما مضى من أمر الدنيا وما بين ذلك أي: ما بين النفختين عن ابن عباس وقتادة والضحاك والربيع قال مقاتل : وما بين النفختين أربعون سنة وقيل معناه: ابتداء خلقنا ومنتهى آجالنا ومدة حياتنا وقيل ما بين أيدينا ما بقي من أمر الدنيا وما خلفنا ما مضى من الدنيا وما بين ذلك من حياتنا أي: هو المدبر لنا في الأوقات الماضية والآتية والذاهبة وقيل: ما بين أيدينا أي: الأرض عند نزولنا وما خلفنا السماوات إذ نزلنا منها وما بين ذلك السماء والأرض.

 { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} قيل هذا تمام حكاية قول الملائكة وقول أهل الجنة وقيل بل تم الكلام قبله ثم أخبر الله سبحانه عن نفسه ومعناه أنه سبحانه ليس ممن ينسى ويخرج عن كونه عالما لأنه عالم لذاته وتقديره وما نسيك يا محمد وإن أخر الوحي عنك وقيل ما كان ربك ناسيا لأحد حتى لا يبعثه يوم القيامة عن أبي مسلم { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: خالقهما ومدبرهما { وما بينهما} من الخلائق والأشياء { فاعبده} وحده لا شريك له { واصطبر لعبادته} أي: اصبر على تحمل مشقة عبادته ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: مثلا وشبيها عن ابن عباس ومجاهد وابن جريج وسعيد بن جبير وقيل هل تعلم أحدا يستحق أن يسمى إلها إلا هو عن الكلبي وقيل: هل تعلم أحدا يسمى إلها خالقا رازقا محييا مميتا قادرا على الثواب والعقاب سواه حتى تعبده فإذا لم تعلم ذلك فالزم عبادته وهذا استفهام بمعنى النفي أي: لا تعلم من يسمى بلفظة الله .

______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص431-435.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَواتِ } . بعد ان ذكر سبحانه الأنبياء الأطهار أشار إلى خلفهم الأشرار ، ووصفهم بأنهم تركوا عبادة الرحمن ، واتبعوا الشيطان ، ويتلخص المعنى بهذه الكلمة : نعم السلف ، وبئس الخلف . { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } شرا وعذابا جزاء على معصيتهم وتمردهم { إِلَّا مَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ولا يُظْلَمُونَ شَيْئاً } . وأحسن تفسير لهذه الآية قول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم ) : التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

وتقدم نظير هذه الآية في سورة الأنعام الآية 54 ج 3 ص 197 .

{ جَنَّاتِ عَدْنٍ } قائمة دائمة ، لا ينقطع نعيمها ، ولا يظعن مقيمها { الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ } . المراد بعباده هنا المؤمنون المخلصون ، وبالغيب أي انهم آمنوا بالجنة وعملوا لها ، وهم غائبون عنها ، وهي غائبة عنهم ، وقد مدح اللَّه المؤمنين بالغيب في العديد من آياته { إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا } . ضمير انه يعود إلى اللَّه ، والمعنى ان اللَّه لا يخلف الميعاد .

{ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً ولَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا } . في الحياة الدنيا لغو وكذب ومهاترات ، أما في الجنة فقول كريم ، ورزق مقيم . والبكرة والعشي كناية عن الدوام ، إذ لا صباح ولا مساء في الجنة { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا } . وكلمة نورث تشعر بأن الجنة ملك المتقين ، قال تعالى : « أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ » - 11 المؤمنون .

{ وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وما خَلْفَنا وما بَيْنَ ذلِكَ } . في تفسير الطبري والطبرسي ان رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) استبطأ نزول الوحي عليه ، ولما جاءه جبريل قال له : ما منعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ . فنزلت هذه الآية .

وظاهرها يتفق مع مضمون الرواية المذكورة بخاصة قوله تعالى : { وما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } والمعنى ان الأمر في نزول الوحي للَّه وحده فهو المالك لكل شيء ، والمحيط علما بكل شيء في أي زمان أو مكان كان ويكون . . وقوله : ما بين أيدينا إشارة إلى ما يأتي ، وما خلفنا إشارة إلى ما مضى ، وما بين ذلك إشارة إلى الحاضر .

{ رَبُّ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما } ومن كان ربا للكون يستحيل في حقه النسيان { فَاعْبُدْهُ واصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ } . هذا أمر من اللَّه تعالى لنبيه الكريم ان يمضي في مهمة التبليغ لأنها من أعظم العبادات والطاعات ، وان يصبر على ما يلاقيه من الأذى في سبيل ذلك { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } . فاللَّه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع صفات الجلال والكمال ، ومن كان كذلك وجبت عبادته وطاعته .

______________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 190-191.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} قالوا: الخلف بسكون اللام البدل السيىء وبفتح اللام ضده وربما يعكس على ندرة، وضياع الشيء فساده أو افتقاده بسبب ما كان ينبغي أن يتسلط عليه يقال: أضاع المال إذا أفسده بسوء تدبيره أو أخرجه من يده بصرفه فيما لا ينبغي صرفه فيه، والغي خلاف الرشد وهو إصابة الواقع وهو قريب المعنى من الضلال خلاف الهدى وهو ركوب الطريق الموصل إلى الغاية المقصودة.

فقوله:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} إلخ أي قام مقام أولئك الذين أنعم الله عليهم وكانت طريقتهم الخضوع والخشوع لله تعالى بالتوجه إليه بالعبادة قوم سوء أضاعوا ما أخذوه منهم من الصلاة والتوجه العبادي إلى الله سبحانه بالتهاون فيه والإعراض عنه، واتبعوا الشهوات الصارفة لهم عن المجاهدة في الله والتوجه إليه.

ومن هنا يظهر أن المراد بإضاعة الصلاة إفسادها بالتهاون فيها والاستهانة بها حتى ينتهي إلى أمثال اللعب بها والتغيير فيها والترك لها بعد الأخذ والقبول فما قيل: إن المراد بإضاعة الصلاة تركها ليس بسديد إذ لا يسمى ترك الشيء من رأس إضاعة له والعناية في الآية متعلقه بأن الدين الإلهي انتقل من أولئك السلف الصالح بعدهم إلى هؤلاء الخلف الطالح فلم يحسنوا الخلافة وأضاعوا ما ورثوه من الصلاة التي هي الركن الوحيد في العبودية واتبعوا الشهوات الصارفة عن الحق.

وقوله:{ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} أي جزاء غيهم على ما قيل فهو كقوله:{ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}.

ومن الممكن أن يكون المراد به نفس الغي بفرض الغي غاية للطريق التي يسلكونها وهي طريق إضاعة الصلاة واتباع الشهوات فإذ كانوا يسلكون طريقا غايتها الغي فسيلقونه إذا قطعوها إما بانكشاف غيهم لهم يوم القيامة حيث ينكشف لهم الحقائق أو برسوخ الغي في قلوبهم وصيرورتهم من أولياء الشيطان كما قال:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}: الحجر: 42، وكيف كان فهو استعارة بالكناية لطيفة.

قوله تعالى:{إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا} استثناء من الآية السابقة فهؤلاء الراجعون إلى الله سبحانه ملحقون بأولئك الذين أنعم الله عليهم وهم معهم لا منهم كما قال تعالى:{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}: النساء: 69.

وقوله:{ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} من وضع المسبب موضع السبب والأصل فأولئك يوفون أجرهم، والدليل على ذلك قوله بعده:{ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} فإنه من لوازم توفية الأجر لا من لوازم دخول الجنة.

قوله تعالى:{ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} العدن الإقامة ففي تسميتها به إشارة إلى خلودها لداخليها، والوعد بالغيب هو الوعد بما ليس تحت إدراك الموعود له، وكون الوعد مأتيا عدم تخلفه، قال في المجمع،: والمفعول هنا بمعنى الفاعل لأن ما أتيته فقد أتاك وما أتاك فقد أتيته يقال: أتيت خمسين سنة وأتت علي خمسون سنة، وقيل: إن الموعود الجنة والجنة يأتيها المؤمنون انتهى.

قوله تعالى:{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} عدم سمع اللغو من أخص صفات الجنة وقد ذكره الله سبحانه وامتن به في مواضع من كلامه وسنفصل القول فيه إن شاء الله في موضع يناسبه، واستثناء السلام منه استثناء منفصل، والسلام قريب المعنى من الأمن - وقد تقدم الفرق بينهما - فقولك: أنت مني في أمن معناه لا تلقى مني ما يسوءك، وقولك: سلام مني عليك معناه كل ما تلقاه مني لا يسوءك.

وإنما يسمعون السلام من الملائكة ومن رفقائهم في الجنة، قال تعالى حكاية عن الملائكة{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ}: الزمر: 73، وقال:{ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}: الواقعة - 91.

وقوله ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا الظاهر أن إتيان الرزق بكرة وعشيا كناية عن تواليه من غير انقطاع.

قوله تعالى:{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} الإرث والوراثة هو أن ينتقل مال أو ما يشبهه من شخص إلى آخر بعد ترك الأول له بموت أو جلاء أو نحوهما، وإذ كانت الجنة في معرض العطاء لكل إنسان بحسب الوعد الإلهي المشروط بالإيمان والعمل الصالح فاختصاص المتقين بها بعد حرمان غيرهم عنها بإضاعة الصلاة واتباع الشهوات وراثة المتقين، ونظير هذه العناية ما في قوله تعالى:{ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ:} الأنبياء: 105، وقوله:{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }: الزمر: 74، والآية - كما ترى - جمعت بين الإيراث والأجر.

الآيتان معترضتان بين آيات السورة وسياقهما يشهد بأنهما من كلام ملك الوحي بوحي قرآني من الله سبحانه فإن النظم نظم قرآني بلا ريب.

وبذلك يتأيد ما ورد بطرق مختلفة من طرق أهل السنة ورواه في مجمع البيان، أيضا عن ابن عباس: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استبطأ نزول جبريل فسأله عن ذلك فأجابه بوحي من الله تعالى:{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} إلى آخر الآيتين.

وقد تكلف جمع في بيان اتصال الآيتين بالآيات السابقة فقال بعضهم: إن التقدير: هذا وقال جبريل: وما نتنزل إلا بأمر ربك إلخ، وقال آخرون: إنهما متصلتان بقول جبريل لمريم المنقول سابقا:{ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} الآية، وذكر قوم أن قوله:{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} إلى آخر الآية من كلام المتقين حين يدخلون الجنة فالتقدير وقال المتقون وما نتنزل الجنة إلا بأمر ربك{إلخ} وقيل غير ذلك.

وهي جميعا وجوه ظاهرة السخافة يأباها السياق ولا يقبلها النظم البليغ لا حاجة إلى الاشتغال ببيان وجوه فسادها.

وسيأتي في ذيل البحث في الآية الثانية وجه آخر للاتصال.

قوله تعالى:{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} إلى آخر الآية، التنزل هو النزول على مهل وتؤدة فإن تنزل مطاوع نزل يقال: نزله فتنزل والنفي والاستثناء يفيدان الحصر فلا يتنزل الملائكة إلا بأمر من الله كما قال:{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}: التحريم: 6.

وقوله:{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} يقال: كذا قدامه وأمامه وبين يديه والمعنى واحد غير أن قولنا: بين يديه إنما يطلق فيما كان بقرب منه وهو مشرف عليه له فيه نوع من التصرف والتسلط فظاهر قوله:{ما بين أيدينا} أن المراد به ما نشرف عليه مما هو مكشوف علينا مشهود لنا: وظاهر قوله:{وما خلفنا} بالمقابلة ما هو غائب عنا مستور علينا.

وعلى هذا فلو أريد بقوله:{ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} المكان شمل بعض المكان الذي أمامهم والمكان الذي هم فيه وجميع المكان الذي خلفهم ولم يشمل كل مكان، وكذا لو أريد به الزمان شمل الماضي كله والحال والمستقبل القريب فقط وسياق قوله:{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ}، ينادي بالإحاطة ولا يلائم التبعيض.

فالوجه حمل{ما بين أيدينا} على الأعمال والآثار المتفرعة على وجودهم التي هم قائمون بها متسلطون عليها، وحمل{ما خلفنا} على ما هو من أسباب وجودهم مما تقدمهم وتحقق قبلهم، وحمل{ما بين ذلك} على وجودهم أنفسهم وهو من أبدع التعبير وألطفه وبذلك تتم الإحاطة الإلهية بهم من كل جهة لرجوع المعنى إلى أن الله تعالى هو المالك لوجودنا وما يتعلق به وجودنا من قبل ومن بعد.

ولقد اختلفت كلماتهم في تفسير هذه الجملة فقيل: المراد بما بين أيدينا ما هو قدامنا من الزمان المستقبل وبما خلفنا الماضي وبما بين ذلك الحال، وقيل: ما بين أيدينا ما قبل الإيجاد من الزمان.

وما خلفنا ما بعد الموت إلى استمرار الآخرة وما بين ذلك هو مدة الحياة وقيل: ما بين الأيدي الدنيا إلى النفخة الأولى وما خلفهم هو ما بعد النفخة الثانية وما بين ذلك ما بين النفختين وهو أربعون سنة، وقيل: ما بين أيديهم الآخرة وما خلفهم الدنيا، وقيل: ما بين أيديهم ما قبل الخلق وما خلفهم ما بعد الفناء وما بين ذلك ما بين الدنيا والآخرة، وقيل: ما بين أيديهم ما بقي من أمر الدنيا وما خلفهم ما مضى منه وما بين ذلك ما هم فيه وقيل: المعنى ابتداء خلقنا ومنتهى آجالنا ومدة حياتنا.

وقيل: ما بين أيديهم السماء وما خلفهم الأرض وما بين ذلك ما بينهما، وقيل: بعكس ذلك، وقيل: ما بين أيديهم المكان الذي ينتقلون إليه وما خلفهم المكان الذي ينتقلون منه وما بين ذلك المكان الذي هم فيه.

وتشترك الأقوال الثلاثة الأخيرة في أن الماءات عليها مكانية كما يشترك السبعة في أن الماءات عليها زمانية وهناك قول بكون الآية تعم الزمان والمكان فهذه أحد عشر قولا ولا دليل على شيء منها مع ما فيها من قياس الملك على الإنسان والوجه ما قدمناه.

فقوله:{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} يفيد إحاطة ملكه تعالى بهم ملكا حقيقيا لا يجري فيه تصرف غيره ولا إرادة من سواه إلا عن إذن منه ومشية وإذ لا معصية للملائكة فلا تفعل فعلا إلا عن أمره ومن بعد إذنه ولا تريد إلا ما أراده الله فلا يتنزل ملك إلا بأمر ربه.

وقد تقرر بهذا البيان أن قوله:{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} في مقام التعليل لقوله:{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} وأن قوله:{وما كان ربك نسيا} - والنسي فعول من النسيان - من تمام التعليل أي أنه تعالى لا ينسى شيئا من ملكه حتى يختل بإهماله أمر التدبير فلا يأمر بالنزول حينما يجب فيه النزول أويأمر به حينما لا يجب وهكذا وكان هذا هو وجه العدول في الآية عن إثبات العلم أو الذكر إلى نفي النسيان.

وقيل المعنى وما كان ربك نسيا أي تاركا لأنبيائه أي ما كان عدم النزول إلا لعدم الأمر به ولم تكن عن تركه تعالى لك وتوديعه إياك.

وفيه أنه وإن وافق ما تقدم من سبب النزول بوجه لكن يبقى معه التعليل بقوله:{له ما بين أيدينا} إلخ، ناقصا وينقطع قوله:{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} عما تقدمه كما سيتضح.

قوله تعالى:{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} صدر الآية أعني قوله:{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} تعليل لقوله في الآية السابقة{له ما بين أيدينا وما خلفنا} إلى آخر الآية أي كيف لا يملك ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وكيف يكون نسيا وهو تعالى رب السماوات والأرض وما بينهما؟ ورب الشيء هو مالكه، المدبر لأمره، فملكه وعدم نسيانه مقتضى ربوبيته.

وقوله:{ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} تفريع على صدر الآية والمعنى إذا كنا لا نتنزل إلا بأمر ربك وقد نزلنا عليك هذا الكلام المتضمن للدعوة إلى عبادته فالكلام كلامه والدعوة دعوته فاعبده وحده واصطبر لعبادته فليس هناك من يسمى ربا غير ربك حتى لا تصطبر على عبادة ربك وتنتقل إلى عبادة ذلك الغير الذي يسمى ربا فتكتفي بعبادته عن عبادة ربك أو تشرك به وربما قيل: إن الجملة تفريع على قوله:{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أو على قوله:{وما كان ربك نسيا} أي لم ينسك ربك فاعبده{إلخ} والوجهان كما ترى.

وقد بان بهذا التقرير أمور: أحدها أن قوله:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} من تمام البيان المقصود بقوله:{ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} وهو في مقام التعليل له.

والثاني أن المراد بالسمي المشارك في الاسم والمراد بالاسم هو الرب لأن مقتضى بيان الآية ثبوت الربوبية المطلقة له تعالى على كل شيء فهو يقول: هل تعلم من اتصف بالربوبية فسمي لذلك ربا حتى تعدل عنه إليه فتعبده دونه.

وبذلك يظهر عدم استقامة عامة ما قيل في معنى السمي في الآية فقد قيل: إن المراد بالسمي المماثل مجازا، وقيل: السمي بمعنى الولد وقيل: هو بمعناه الحقيقي غير أن المراد بالاسم الذي لا مشاركة فيه هو رب السماوات والأرض وقيل: هو اسم الجلالة، وقيل: هو الإله، وقيل: هو الرحمن، وقيل: هو الإله الخالق الرازق المحيي المميت القادر على الثواب والعقاب.

والثالث: أن النكتة في إضافة الرب إلى ضمير الخطاب وتكراره في الآية الأولى إذ قال: بأمر ربك وقال: وما كان ربك ولم يقل: ربنا هي التوطئة لما في ذيل الكلام من توحيد الرب ففي قوله:{ربك} إشارة إلى أن ربنا الذي نتنزل عن أمره هو ربك فالدعوة دعوته فاعبده، ويمكن أن تكون هذه هي النكتة فيما في مفتتح السورة إذ قال:{ذكر رحمة ربك} إلخ لأن الآيات كما نبهنا عليه ذات سياق واحد لغرض واحد.

والرابع: أن قوله:{ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} مسوق لتوحيد العبادة وليس أمرا بالعبادة وأمرا بالثبات عليها وإدامتها إلا من جهة الملازمة فافهم ذلك.

ويمكن أن يستفاد من التفريع أنه تأكيد للبيان الذي يتضمنه السياق السابق على هاتين الآيتين وبذلك يظهر اتصالهما بالآيات السابقة عليهما من غير أن تؤخذا معترضتين من كل جهة. فكان ملك الوحي لما تنزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسورة وأوحى إليه الآيات الثلاث والستين منها وهي مشتملة على دعوة كاملة إلى الدين الحنيف خاطبه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه لم يتنزل وليس يتنزل بما تنزل به من عند نفسه بل عن أمر من ربه وبرسالة من عنده فالكلام كلامه والدعوة دعوته وهو رب النبي ورب كل شيء فليعبده وحده فليس هناك رب آخر يعدل عنه إليه فالآيتان مما أوحي إلى ملك الوحي ليلقيه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تثبيتا له وتأكيدا للآيات السابقة.

وهذا نظير أن يرسل ملك رسولا بكتاب من عنده أو رسالة إلى بعض عماله فيأتيه الرسول ثم إذا قرأ الكتاب أو أدى الرسالة قال للعامل: إني ما جئتك من عند نفسي بل بأمر من الملك وإشارة منه والكتاب كتابه والرسالة قوله وحكمه وهو مليكك ومليك عامة من في المملكة فاسمع له وأطع وأقم على ذلك فليس هناك مليك غيره حتى تعدل عنه إليه.

فكلام هذا الرسول تأكيد لكلام الملك وإذا فرض أن الملك، هو الذي أمره أن يعقب رسالته بهذا الكلام كان الكلام كلاما للرسول ورسالة أيضا عن قبل الملك وكلامه.

وغير خفي عليك أن هذا الوجه أوفق بالآيتين وأوضح انطباقا عليهما مما تذكره روايات سبب النزول على ما فيها من الاختلاف والوهن.

_____________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج14،ص63-70.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

 تتحدث الآيات عن جماعة انفصلوا عن دين الأنبياء المربي للإِنسان، وكانوا خلفاً سيئاً لم ينفذوا ما أريد منهم، وتعدد الآية قسماً من أعمالهم القبيحة، فتقول: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.

(خَلْف) بمعنى الأولاد الطالحين، و(خَلَف) بمعنى الأولاد الصالحين.

وهذه الجملة قد تكون إِشارة إِلى جماعة من بني إِسرائيل ساروا في طريق الضلال، فنسوا الله، ورجحوا اتباع الشهوات على ذكر الله، وملؤوا الدنيا فساداً، وأخيراً ذاقوا وبال أعمالهم السيئة في الدنيا، وسيذوقونه في الآخرة أيضاً.

واحتمل المفسّرون احتمالات عديدة في أنّ المراد من (إِضاعة الصلاة) هنا هل هو ترك الصلاه، أم تأخيرها عن وقتها، أم القيام بأعمال تضيع الصلاة في المجتمع؟ إِن المعنى الأخير ـ كما يبدو ـ هو الأصح.

لماذا كان التأكيد على الصلاة ـ هنا ـ من بين كل العبادات؟

قد يكون السبب أن الصلاة ـ كما نعلم ـ سدّ يحول بين الإِنسان والمعاصي، فإِذا كسر هذا السد فإن الغرق في الشهوات هو النتيجة القطعية لذلك، وبتعبير آخر، فكما أن الأنبياء يبدؤون في ارتقاء مراتبهم ومقاماتهم من ذكر الله، وعندما كانت تتلى عليهم آيات الله كانوا يخرون سجداً ويبكون، فإن هذا الخلف الطالح بدأ انحرافهم وسقوطهم من نسيانهم ذكر الله.

ولما كان منهج القرآن في كل موضع هو فتح ابواب الرجوع إِلى الإِيمان والحق دائماً، فإِنّه يقول هنا أيضاً بعد ذكر مصير الأجيال المنحرفة: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}، وعلى هذا فلا يعني أن الإنسان إِذا غاص يوماً في الشهوات فسيكتب على جبينه اليأس من رحمة الله، بل إِن طريق التوبة والرجوع مفتوح ما بقي نفس يتردد في صدر الإِنسان، وما دام الإِنسان على قيد الحياة.

بعض صفات الجنّة:

وصفت الجنّة ونعمها في هذه الآيات حيث جاء ذكرها في الآيات السابقة، فهي تصف الجنّة الموعودة بأنّها { جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}.

ممّا يستحق الإِهتمام ويسترعي الإِنتباه أن الآيات السابقة التي تحدثت عن التوبة والإِيمان والعمل الصالح، جاء الوعد فيها بالجنّة بصيغة المفرد (جنة)، أمّا هنا فقد ورد بصيغة الجمع (جنات) لأنّ الجنّة في الحقيقة متكونة من حدائق متعددة وغنية بالنعم جدّاً، وستكون تحت تصرف المؤمنين الصالحين.

إنّ وصف الجنّة بـ (عدن) التي تعني الدوام والخلود، دليل على أنّ الجنّة ليست كحدائق وبساتين هذه الدنيا ونعمها الزائلة، لأنّ الشيء الذي يقلق الإِنسان فيما يتعلق بنعم هذه الدنيا الكثيرة هو زوالها في النهاية، إِلاّ أن مثل هذا القلق بالنسبة لنعم الجنّة لا معنى له(2).

كلمة (عباده) تعني عباد الله المؤمنين، لا جميع العباد، والتعبير (بالغيب) الذي جاء بعدها يعني غيبته واختفاءه عن نظرهم إِلاّ أنّهم يؤمنون به. وفي الآية (30) من سورة الفجر نقرأ أيضاً: { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

ويحتمل أيضاً في معنى الغيب أنّ نعم الجنّة على هيئة لم ترها عين، ولم تسمع بها أذن، ولم تخطر على فكر وقلب بشر، وبكلمة واحدة: إِنّها غائبة عن حسنا وإِدراكنا، عالم أسمى وأوسع من هذا العالم، ونحن لا نرى منها إِلا شبحاً من بعيد بعين الروح والقلب.

ثمّ تشير بعد ذلك إِلى نعمة أُخرى من أكبر نعم الجنّة فتقول: { لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} فلا كذب، ولا عداء، لا تهمة ولا جرح لسان، لا سخرية ولا حتى كلام لا فائدة فيه، بل الشيء الوحيد الذي يسمعونه هو السلام {إِلاّ سلاماً}.

«السلام» بالمعنى الواسع للكلمة، والذي يدل على سلامة الروح والفكر واللسان والسلوك والعمل.

السلام الذي جعل ذلك الجو وتلك البيئة جنة، واقتلع كل نوع من الأذى منها.

السلام الذي هو علامة على المحيط الآمن، المحيط الملي بالصفاء والعلاقة الحميمة والطهارة والتقوى الصلح والهدوء والإطمئنان.

وفي آيات أُخرى من القرآن جاءت هذه الحقيقة أيضاً بتعبيرات مختلفة، ففي الآية (73) من سورة الزمر نقرأ: { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }. وفي الآية (34) من سورة ق: { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ}.

وليست الملائكة وحدها التي تحييهم، وليسوا لوحدهم يحيى بعضهم بعضاً، بل إنّ الله سبحانه يحييهم أيضاً، كما حياتهم في الآية (57) من سورة يس: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}. فهل يوجد محيط أصفى وأجمل من هذا الجوّ المليء بالسلام والسلامة؟

وبعد هذه النعمة تشير الآية إِلى نعمة أُخرى فتقول: { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}.

إِنّ هذه الجملة تثير سؤالين:

أحدهما: هل يوجد في الجنّة صبح وليل؟

وقد جاء جواب هذا السؤال في الرّوايات هكذا: إِنّ الجنّة وإن كانت دائماً منيرة مضيئة، إِلاّ أنّ أهلها يميزون الليل والنهار من قلة النور وزيادته.

والسؤال الآخر هو: إنّه يستفاد من آيات القرآن بوضوح أن كل ما يريده أهل الجنة من الهبات والأرزاق موجود تحت تصرفهم دائماً وفي أي ساعة، فأي رزق هذا الذي يأتيهم في الصبح والمساء فقط؟

ويمكن استخلاص جواب هذا السؤال من حديث جميل روي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول: «وتعطيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا»(3). ويستفاد من هذا الحديث أن هذه الهدايا الممتازة التي لا يمكن بيان ماهيتها حتى بالحدس والتخمين، نعم قيمة جداً، تهدى إِلى هؤلاء بكرة وعشياً مضافاً إِلى سائر نعم الجنّة.

ألا يدل تعبير الآية، والحديث الذي ذكر، على أنّ حياة أهل الجنّة ليست على وتيرة واحدة، بل إِن لهم في كل صباح ومساء موهبة جديدة ولطف جديد يعمهم ويشملهم!؟

أليس معنى هذا الكلام أنّ السير التكاملي للإِنسان سيستمر هناك، بالرغم من أنّه لا يعمل عملا، غير أنّه سيديم سيره التكاملي بواسطة معتقداته وأعماله في هذه الدنيا؟!

وبعد الوصف الإِجمالي للجنّة ونعمها المادية والمعنوية، تعرّف الآية أهل الجنّة في جمله قصيرة، فتقول: { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} وعلى هذا فإن مفتاح باب الجنة مع كل تلك النعم التي مرت ليس إِلاّ «التقوى».

وبالرغم من أنّ التعبير بـ «عبادنا» فيه إِشارة إِجمالية إِلى الإِيمان والتقوى، غير أنّ المحل هنا لا يكتفى فيه بالإِشارة الإِجمالية، بل لابدّ من بيان هذه الحقيقة بصراحة، بأن الجنة محل المتقين فقط.

ونواجه هنا مرّة أُخرى كلمة الإِرث، والتي تطلق عادة على الأموال التي تنتقل من شخص إِلى آخر بعد موته، في حين أنّ الجنّة ليست مملوكة لأحد حتى يمكن توريثها للآخرين.

ويمكن الإِجابة على هذا السؤال عن طريقين:

1 ـ إِنّ الإرث من الناحية اللغوية جاء بمعنى التمليك، ولا ينحصر بالإِنتقال المالي من الميت إِلى الورثة.

2 ـ إِنّنا نقرأ في حديث عن النّبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من أحد إِلاّ وله منزل في الجنّة ومنزل في النّار، فأمّا الكافر فيرث المؤمن منزله من النّار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنّة»(4).

ويلزم هنا أيضاً ذكر هذه النكتة، وهي أن الوارثة التي وردت بذلك المعنى في الحديث ليست على أساس العلاقة النسبية، بل على أساس التقوى الدينية والعملية.

ويستفاد هذا المعنى أيضاً من سبب النّزول الذي ذكره بعض المفسّرين للآية، بأن أحد المشركين ـ واسمه العاص بن وائل ـ قد منع أجيره أجره ـ والظاهر أنّه كان مسلماً ـ وقال متهكماً: إن كان ما يقوله محمّد حقاً فنحن أولى من غيرنا بنعم الجنّة، وسندفع أجر هذا العامل بالكامل هناك! فنزلت هذه الآية وقالت: إنّ الجنّة مختصة بمن كان تقياً.

الطاعة التّامة:

بالرّغم من أن لهذه الآية سبب نزول ذكر أعلاه، إِلاّ أنّ هذا لا يكون مانعاً من أن يكون لها ارتباطاً منطقياً بالآيات السابقة، لأنّها تأكيد على أنّ كل ما أتى به جبرئيل من الآيات السابقة قد بلغه عن الله بدون زيادة أو نقصان، ولا شيء من عنده، فتتحدث الآية الأُولى على لسان رسول الوحي فتقول: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} فكل شيء منه، ونحن عباد وضعنا أرواحنا وقلوبنا على الأكف { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} والخلاصة: فإنّ الماضي والحاضر والمستقبل، وهنا وهناك وكل مكان، والدنيا والآخرة والبرزخ، كل ذلك متعلق بذات الله المقدسة.

وقد ذكر بعض المفسّرين لجملة { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ}آراء عديدة بلغت أحياناً أحد عشر قولاً ما ذكرنا أعلاه هو أنسبها جميعاً كما يبدو..

ثمّ تضيف الآية: إن كل ذلك بأمر ربّك { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} فإِذا كان الأمر كذلك، وكل الخطوط تنتهي إِليه {فاعبده} عبادة مقترنة بالتوحيد والإِخلاص. ولما كان هذا الطريق ـ طريق العبودية والطاعة وعبادة الله الخالصة ـ مليء بالمشاكل والمصاعب، فقد أضافت {واصطبر لعبادته}، وتقول في آخر جملة: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.

وهذه الجملة في الواقع، دليل على ما جاء في الجملة السابقة، يعني: هل لذاته المقدسة شريك ومثيل حتى تمد يدك اليه وتعبده؟

إِنّ كلمة (سمي) وإِن كانت تعني «المشترك في الإِسم»، إِلاّ أن من الواضح أنّ المراد هنا ليس الإِسم فقط، بل محتوى الإِسم، أي: هل تعلم أحداً غير الله خالقاً رازقاً، محيياً مميتاً، قادراً على كل شيء، وظاهراً على كل شيء؟

_______________

1- تفسير الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص67-74.

2- (عدن) في اللغة بمعنى الإِقامة، وهنا تعطي هذا المعنى، بأنّ ساكني تلك الجنان سيكونون مقيمين فيها دائماً.

3- تفسير روح المعاني، الجزء 16، ص 103.

4- نور الثقلين، الجزء 2، ص 31. وقد بحثنا في هذا الباب ذيل الآية (42) من سورة الأعراف من هذا التّفسير.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي