تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
تفسير الآية (41-45) من سورة الروم
المؤلف: إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
المصدر: تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة: .....
21-8-2020
4862
قال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [الروم : 41 - 45] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :
ذكر سبحانه ما أصاب الخلق بسبب ترك التوحيد فقال {ظهر الفساد في البر والبحر} ومعناه ظهر قحط المطر وقلة النبات في البر حيث لا يجري نهر وهو البوادي والبحر وهو كل قرية على شاطئ نهر عظيم {بما كسبت أيدي الناس} يعني كفار مكة عن ابن عباس وليس المراد بالبر والبحر في الآية كل بر وبحر في الدنيا وإنما المراد به حيث ظهر القحط بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فعلى هذا يكون التقدير ظهر عقوبة الفساد في البر والبحر قال الفراء أجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم وكان ذلك ليذوقوا الشدة في العاجل ويجوز أيضا أن يسمى الهلاك والخراب فسادا كما يسمى العذاب سوءا وإن كان ذلك حكمة وعدلا وقيل البر ظهر الأرض والبحر المعروف والفساد ارتكاب المعاصي عن أبي العالية وقيل فساد البر قتل قابيل بن آدم أخاه وفساد البحر أخذ السفينة غصبا عن مجاهد وقيل ولاة السوء في البر والبحر .
وقيل فساد البر ما يحصل فيه من المخاوف المانعة من سلوكه ويكون ذلك بخذلان الله تعالى لأهله والعقاب به وفساد البحر اضطراب أمره حتى لا يكون للعباد متصرف فيه وكل ذلك ليرتدع الخلق عن معاصيه وقيل البر البرية والبحر : الريف (2) والمواضع الخطبة وأصل البر من البر لأنه يبر بصلاح المقام فيه وكذلك البر لأنه يبر بصلاحه في الغذاء أتم صلاح وأصل البحر الشق لأنه شق في الأرض ثم كثر فسمي الماء الملح بحرا أنشد ثعلب :
وقد عاد عذب الماء بحرا فزادني *** على مرضي أن أبحر المشرب العذب (3)
{بما كسبت أيدي الناس} أي جزاء بما عمله الناس من الكفر والفسوق .
وقيل معناه بسوء أفعالهم وشؤم معاصيهم {ليذيقهم بعض الذي عملوا} أي ليصيبهم الله بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها من المعاصي {لعلهم يرجعون} أي ليرجعوا عنها في المستقبل وقيل معناه ليرجع من يأتي بعدهم عن المعاصي {قل} يا محمد {سيروا في الأرض} ليس بأمر ولكنه مبالغة في العظة وروي عن ابن عباس أنه قال من قرأ القرآن وعمله سار في الأرض لأن فيه أخبار الأمم {فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل} من الملوك العاتية والقرون العاصية كيف أهلكهم الله وكيف صارت قصورهم قبورهم ومحاضرهم مقابرهم فلم يبق لهم عين ولا أثر .
ثم بين أنه فعل ذلك بهم لسوء صنيعهم فقال {كان أكثرهم مشركين فأقم وجهك للدين القيم} أي استقم للدين المستقيم بصاحبه إلى الجنة أي لا تعدل عنه يمينا ولا شمالا فإنك متى فعلت ذلك أداك إلى الجنة وهو مثل قوله ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم وقوله تتقلب فيه القلوب والأبصار {من قبل أن يأتي يوم لا مرد له} أي لذلك اليوم وهو يوم القيامة {من الله} أي لا يرده أحد من الله {يومئذ يصدعون} أي يتفرقون فيه فريق في الجنة وفريق في السعير عن قتادة وغيره {من كفر فعليه كفره} أي عقوبة كفره لا يعاقب أحد بذنبه .
{ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} أي يوطئون لأنفسهم منازلهم يقال مهدت لنفسي خيرا أي هيأته ووطأته والمعنى أن ثواب ذلك يصل إليهم ويتمهد أحوالهم الحسنة عند الله وهذا توسع يقول من أصلح عمله فكأنه فرش لنفسه في القبر والقيامة وسوى مضجعه ومثواه وروي منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن العمل الصالح ليسبق صاحبه إلى الجنة فيمهد له كما يمهد لأحدكم خادمه فراشه {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله} أي ليجزيهم على قدر استحقاقهم ويزيدهم من فضله وقيل معناه بسبب فضله لأنه خلقه وهداه ومكنه وأزاح علته حتى استحق الثواب وقيل من فضله يعني فضلا من فضله وثوابا لا ينقطع {إنه لا يحب الكافرين} أي لا يريد كرامتهم ومنفعتهم وإنما يريد عقابهم جزاء على كفرهم .
______________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص65-66 .
2- الريف : أرض فيها زرع وخصب .
3- أبحر الماء : صار ملحاً .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :
قال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} . قال جماعة من المفسرين : المراد بالبحر هنا البلاد القريبة من البحر ، وبالبر البلاد البعيدة عنه ، وقال آخرون : المراد بالبحر المدينة لكثرة سكانها ، وبالبر القرية لقلتهم . . والذي نفهمه نحن ان البر والبحر كناية عن كثرة الفساد وانتشاره . .
وكل ما حرمه اللَّه ونهى عنه فارتكابه جريمة وفساد في الأرض ، كالحرب والبغي والإسراف والخلاعة والفجور والخمر والميسر والاستخفاف بفرائض اللَّه وعبادته ، وما إلى ذلك .
وإذا وصف سبحانه عصر الجاهلية بظهور الفساد برا وبحرا حيث لا أسلحة كيماوية ولا قنابل نووية ، ولا شركات للاستغلال والاحتكار ، ولا كازينوهات وخلاعات فبأي شيء نصف عالم اليوم الذي يهدده الفناء والدمار الشامل في كل لحظة ، يهدده الفناء والهلاك لا بفعل اللَّه ، ولا بكوارث الطبيعة ، بل بفعل الناس الذين يملكون أبشع أسلحة الافناء والإهلاك . . ولا سبيل لأمن البشرية وصيانتها من هذا الخطر إلا أن تدمر هذه الأسلحة تدميرا كاملا ، أما هيئة الأمم ومعاهدة التجارب الذرية الجزئية فإنها لم تحقّق للبشرية ما تثق به وتطمئن إليه .
{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} . الفساد في الأرض نتيجة طبيعية للإعراض عن اللَّه ، وعدم الالتزام بأمره ونهيه ، وكلمة {بعض} في الآية تشير إلى عذاب الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشق وأخزى . وفي الدعاء المأثور : اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تغير النعم وتنزل النقم ، وقال سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلّم) :
{اتقوا الذنوب فإنها ممحقة للخيرات} ، وكفى شاهدا على ذلك قوله تعالى :
{وتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً} [الكهف - 60] ، وقوله : {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} . تقدم مثله في الآية 137 من سورة آل عمران ج 2 ص 159 والآية 11 من سورة الأنعام و69 من سورة النمل .
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} وهو يوم الحساب والجزاء الذي لا مفر منه ، والسعيد من أخلص للَّه في أعماله ومقاصده وحاسب نفسه قبل أن تحاسب {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} يتفرقون إلى فريقين :
فريق في الجنة ، وفريق في السعير ، ومر مثله في الآية 14 من هذه السورة .
{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ومَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} . مهّد الفراش بسطه وسهّله ، وأصحاب الأعمال الصالحات يفرشون قبورهم ويجهزونها بما يحتاجونه لأمنهم وراحتهم قبل أن ينقلوا إليها تماما كما يجهز البيت في الحياة الدنيا قبل سكناه ، وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : ان العمل الصالح يسبق صاحبه ليمهد له كما يمهد الخادم لسيده . وتقدم مثل هذه الآية في سورة البقرة الآية 286 ج 1 ص 255 .
{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ} . ليجزي متعلق بيصدعون ، والمعنى ان اللَّه يجعل الناس يوم القيامة فريقين ليكافئ المؤمنين على أعمالهم بالجنة لأنه يحبهم ويحب ما عملوا من الصالحات ، أما الكافرون فإن اللَّه يكرههم ويجزيهم بما يستحقون . وفي نهج البلاغة : {ان اللَّه يحب العبد ، ويبغض عمله ، ويحب العمل ، ويبغض بدنه} أي يحب المؤمن لإيمانه ، ويبغض ما يأتيه من السيئات ، ويبغض الكافر لكفره ، ويحب ما يفعله من حسنات .
_______________
1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص 147- 148 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :
قوله تعالى : {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} الآية بظاهر لفظها عامة لا تختص بزمان دون زمان أو بمكان أو بواقعة خاصة ، فالمراد بالبر والبحر معناهما المعروف ويستوعبان سطح الكرة الأرضية .
والمراد بالفساد الظاهر المصائب والبلايا الظاهرة فيهما الشاملة لمنطقة من مناطق الأرض من الزلازل وقطع الأمطار والسنين والأمراض السارية والحروب والغارات وارتفاع الأمن وبالجملة كل ما يفسد النظام الصالح الجاري في العالم الأرضي سواء كان مستندا إلى اختيار الناس أو غير مستند إليه .
فكل ذلك فساد ظاهر في البر أو البحر مخل بطيب العيش الإنساني .
وقوله : {بما كسبت أيدي الناس} أي بسبب أعمالهم التي يعملونها من شرك أو معصية وقد تقدم في تفسير قوله تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96] ، وأيضا في مباحث النبوة من الجزء الثاني من الكتاب أن بين أعمال الناس والحوادث الكونية رابطة مستقيمة يتأثر إحداهما من صلاح الأخرى وفسادها .
وقوله : {ليذيقهم بعض الذي عملوا} اللام للغاية ، أي ظهر ما ظهر لأجل أن يذيقهم الله وبال بعض أعمالهم السيئة بل ليذيقهم نفس ما عملوا وقد ظهر في صورة الوبال وإنما كان بعض ما عملوا لأن الله سبحانه برحمته يعفو عن بعض كما قال : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى : 30] .
والآية ناظرة إلى الوبال الدنيوي وإذاقة بعضه لأكله من غير نظر إلى وبال الأعمال الأخروي فما قيل : إن المراد إذاقة الوبال الدنيوي وتأخير الوبال الأخروي إلى يوم القيامة لا دليل عليه ولعله جعل تقدير الكلام : {ليذيقهم بعض جزاء ما عملوا مع أن التقدير {ليذيقهم جزاء بعض ما عملوا} ، لأن الذي يحوجنا إلى تقدير المضاف – لو أحوجنا – هو أن الراجع إليهم ثانيا في صورة الفساد هو جزاء أعمالهم لا نفس أعمالهم فالذي أذيقوا هو جزاء بعض ما عملوا لا بعض جزاء ما عملوا .
وقوله : {لعلهم يرجعون} أي يذيقهم ما يذيقهم رجاء أن يرجعوا من شركهم ومعاصيهم إلى التوحيد والطاعة .
ووجه اتصال الآية بما قبلها أنه لما احتج في الآية السابقة على التوحيد ونزهه عن شركهم أشار في هذه الآية إلى ما يستتبع الشرك – وهو معصية - من الفساد في الأرض وإذاقة وبال السيئات فبين ذلك بيان عام .
ولهم في الآية تفاسير مختلفة عجيبة كقول بعضهم المراد بالأرض أرض مكة وقول بعضهم : المراد بالبر القفار التي لا يجري فيها نهر وبالبحر كل قرية على شاطىء نهر عظيم ، وقول بعضهم : البر الفيافي ومواضع القبائل والبحر السواحل والمدن التي عند البحر والنهر ، وقول بعضهم : البر البرية والبحر المواضع المخصبة الخضرة ، وقول بعضهم : إن هناك مضافا محذوفا والتقدير في البر ومدن البحر ، ولعل الذي دعاهم إلى هذه الأقاويل ما ورد أن الآية ناظرة إلى القحط الذي وقع بمكة إثر دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على قريش لما لجوا في كفرهم وداموا على عنادهم فأرادوا تطبيق الآية على سبب النزول فوقعوا فيما وقعوا من التكلف .
وقول بعضهم : إن المراد بالفساد في البر قتل ابن آدم أخاه وفي البحر أخذ كل سفينة غصبا وهوكما ترى .
قوله تعالى : {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين} أمر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأمرهم أن يسيروا في الأرض فينظروا إلى آثار الذين كانوا من قبل حيث خربت ديارهم وعفت آثارهم وبادوا عن آخرهم وانقطع دابرهم بأنواع من النوائب والبلايا كان أكثرهم مشركين فأذاقهم الله بعض ما عملوا ليعتبر به المعتبرون فيرجعوا إلى التوحيد ، فالآية في مقام الاستشهاد لمضمون الآية السابقة .
قوله تعالى : {فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون} تفريع على ما تقدمه أي إذا كان الشرك والكفر بالحق بهذه المثابة وله وبال سيلحق بالمتلبس به فأقم وجهك للدين القيم .
وقوله : {من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} متعلق بقوله : {فأقم} والمرد مصدر ميمي بمعنى الرد وهو بمعنى الراد واليوم الذي لا مرد له من الله يوم القيامة .
وقوله : {يومئذ يصدعون} أصله يتصدعون ، والتصدع في الأصل تفرق أجزاء الأواني ثم استعمل في مطلق التفرق كما قيل ، والمراد به - كما قيل - تفرقهم يومئذ إلى الجنة والنار .
وقيل : المراد تفرق الناس بأشخاصهم كما يشير إليه قوله تعالى : {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} [القارعة : 4] . ولكل وجه ، ولعل الأظهر امتياز الفريقين كما سيأتي .
قوله تعالى : {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} الظاهر أنه تفسير لقوله في الآية السابقة : {يتفرقون} وقوله : {من كفر فعليه كفره} أي وبال كفره بتقدير المضاف أو نفس كفره الذي سينقلب عليه نارا يخلد فيها وهذا أحد الفريقين .
وقوله : {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} مهد الفراش بسطه وإيطاؤه ، وهؤلاء الفريق الآخر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وقد جيء بالجزاء {فلأنفسهم يمهدون} جمعا نظرا إلى المعنى ، كما أنه جيء به مفردا في الشرطية السابقة {فعليه كفره} نظرا إلى اللفظ ، واكتفى في الشرط بذكر العمل الصالح ولم يذكر الإيمان معه لأن العمل إنما يصلح بالإيمان على أنه مذكور في الآية التالية .
والمعنى : والذين عملوا عملا صالحا - بعد الإيمان - فلأنفسهم يوطئون ما يعيشون به ويستقرون عليه .
قوله تعالى : {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين} قال الراغب : الجزاء الغناء والكفاية ، قال الله تعالى : {لا تجزي نفس عن نفس شيئا{ ، وقال : {لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا} والجزاء ما فيه الكفاية من المقابلة إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، يقال : جزيته كذا وبكذا . انتهى .
وقوله : {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله} اللام للغاية ولا ينافي عد ما يؤتيهم جزاء - وفيه معنى المقابلة - عده من فضله وفيه معنى عدم الاستحقاق وذلك لأنهم بأعيانهم وما يصدر عنهم من أعمالهم ملك طلق لله سبحانه فلا يملكون لأنفسهم شيئا حتى يستحقوا به أجرا ، وأين العبودية من الملك والاستحقاق فما يؤتونه من الجزاء فضل من غير استحقاق .
لكنه سبحانه بفضله ورحمته اعتبر لهم ملكا لأعمالهم في عين أنه يملكهم ويملك أعمالهم فجعل لهم بذلك حقا يستحقونه ، وجعل ما ينالونه من الجنة والزلفى أجرا مقابلا لأعمالهم وهذا الحق المجعول أيضا فضل آخر منه سبحانه .
ومنشأ ذلك حبه تعالى لهم لأنهم لما أحبوا ربهم أقاموا وجوههم للدين القيم واتبعوا الرسول فيما دعا إليه فأحبهم الله كما قال : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران : 31] .
ولذا كانت الآية تعد ما يؤتيهم الله من الثواب جزاء وفيه معنى المقابلة والمبادلة وتعد ذلك من فضله نظرا إلى أن نفس هذه المقابلة والمبادلة فضل منه سبحانه ومنشؤه حبه تعالى لهم كما يومىء إليه تذييل الآية بقوله : {إنه لا يحب الكافرين} .
ومن هنا يظهر أن قوله : {إنه لا يحب الكافرين{ ، يفيد التعليل بالنسبة إلى جانبي النفي والإثبات جميعا أي أنه تعالى يخص المؤمنين العاملين للصالحات بهذا الفضل ويحرم الكافرين منه لأنه يحب هؤلاء ولا يحب هؤلاء .
______________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج16 ، ص159-162 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :
أساس الفساد ومصدره أعمال الناس أنفسهم :
كان الكلام في الآيات السابقة عن الشرك ، ونعلم أنّ أساس جميع المفاسد هو الغفلة عن أصل التوحيد والتوجه نحو الشرك ، لذلك فإنّ القرآن ـ في هذه الآيات محل البحث ـ يتحدث عن ظهور الفساد في الأرض بسبب أعمال الناس أنفسهم ، فيقول : {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} .
والله يريد أن يريهم ما قدموه و {ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} .
والآية الآنفة الذكر تبيّن المعنى الواسع حول ارتباط الفساد بالذنب ، الذي لا يختصّ بأرض «مكّة» والحجاز ، ولا بعصر النّبي (صلى الله عليه وآله) ، بل هومن قبيل القضية الحقيقية التي تبيّن العلاقة بين الموضوع والمحمول !
وبعبارة أُخرى : حيثما ظهر الفساد فهو انعكاس لأعمال الناس وفيه ـ ضمناً ـ هدف تربوي ، ليذوق الناس «طعم العلقم» نتيجة أعمالهم ، لعلهم ينتهون ويثوبون إلى رشدهم !
ويقول بعضهم : إنّ هذه الآية ناظرة إلى القحط و«الجدب» الذي أصاب المشركين بسبب دعاء النّبي(صلى الله عليه وآله) على مشركي مكّة ! . . . فانقطعت المُزن ويبست الصحاري ، وصار من الصعب عليهم الصيد من البحر الأحمر أيضاً .
وعلى فرض أن يكون هذا الكلام صحيحاً تاريخياً ، إلاّ أنّه بيان لأحد المصاديق ولا يحدد معنى الآية في مسألة ارتباط الفساد بالذنب ، فهي ليست محدّدة بذلك الزمان والمكان ، ولا بالجدب وانقطاع «الغيث» .
وممّا ذكرناه آنفاً يتّضح جيداً أنّ كثيراً من التّفاسير المحدودة والضيقة التي نقلها بعض المفسّرين في ذيل الآية غير مقبولة بأي وجه .
كما فسّروا الفساد في الأرض بأنّه قتل «هابيل» على يد «قابيل» ، أو أن المراد بالفساد في البحر هو غصب السفن في عصر موسى ، والخضر (عليهم السلام) .
أو أنّ المراد من الفساد في البر والبحر هو ظهور الحكّام المتسلطين الفاسدين الذين يشيعون الفساد في جميع هذه المناطق ! .
وبالطبع فإنّ الممكن أن تكون مصاديق الآية مثل هؤلاء الأفراد الذين يتسلطون على الناس نتيجة الدنيا والمجاملة وجرّ الناس للذل ، ولكن من المسلّم به أن هذا المصداق لا يعني تخصيص مفهوم الآية ! .
كما أنّ جماعة من المفسّرين بحثوا في معنى الفساد في البحر أيضاً ، فقال بعضهم : المراد بالبحر هو المدن التي إلى جانب البحر ، وقال بعضهم : إنّ المراد بالبحر هو «المناطق المخصبة ذات البساتين والأثمار» .
ولا نجد دليلا على هذه التمحّلات ، لأنّ البحر معناه معروف ، والفساد فيه لعله قلّة المواهب البحرية ، أو عدم الأمن فيه ، أو الحروب البحرية .
ونقرأ حديثاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الصدد «حياة دواب البحر بالمطر ، فإذا كفّ المطر ظهر الفساد في البحر والبرّ ، وذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي» (2) .
وبالطبع فإنّ ما ورد في هذه الرواية هو مصداق واضح للفساد وما ورد في شأن نزول المطر «وحياة دواب البحر به» فهو موضوع دقيق ، تؤكّد عليه التجربة ، فكلما قلّ ماء السماء «المطر» قل السمك في البحر ، حتى أنّنا سمعنا ممن يقطنون ساحل البحر يقولون : إن فائدة الغيث للبحر أكثر من فائدته للصحراء ! .
وفي الآية التالية يأمر الله الناس بالسير في الأرض ليروا شواهد كثيرة «حيّة» من مسألة ظهور الفساد في الأرض بسبب المعاصي والذنوب من قبل الناس . ويوصي نبيّه(صلى الله عليه وآله) أن يأمرهم بذلك ، فيقول : {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل} .
انظروا قصور «الظالمين» المتهدمة ، وأبراجها المتداعية والخزائن المطموسة ، وجماعاتهم المتفرقة ، ثمّ انظروا إلى قبورهم المدروسة وعظامهم النخرة !
وانظروا عاقبة أمر الظلم والشرك وما آلا إليه .
أجل {كان أكثرهم مشركين} .
والشرك أساس الفساد والإنحراف والضلال !
ممّا يستلفت الإنتباه ، أنّه حين كان الكلام في الآيات السابقة عن نعم الله ، كانت بدايته حول خلق الإنسان ثمّ رزقه من قبل الله {الله الذي خلقكم ثمّ رزقكم} إلاّ أن الكلام في الآيات محل البحث التي تتحدث عن العقاب يبدأ الكلام فيها أوّلا بالإشارة إلى زوال النعم على أثر المعاصي والذنوب ، ثمّ الهلاك على أثر الشرك ، لأنّه عند الهبة والعطاء «أوّل الأمر يذكر الخلق ثمّ الرزق» . . وعند الإسترجاع ، «فأوّل الأمر زوال النعمة ثمّ الهلاك» .
والتعبير بـ{كان أكثرهم مشركين} مع الإلتفات إلى أنّ هذه السورة مكّية وكان المسلمون في ذلك الوقت قلّة ، فلعل ذلك إشارة إلى أن لا تخافوا من كثرة المشركين ، لأنّ الله أهلك من قبلهم من هو أشدّ منهم ، واكثر جمعاً ، وهو في الوقت ذاته إنذار للطغاة ليسيروا في الأرض فينظروا بأم أعينهم عاقبة الظالمين من قبلهم ! .
وحيث أن التصور والوعي والإنتباه ، ثمّ العودة والإنابة إلى الله ، كل ذلك لا يكون ـ دائماً ـ مفيداً ومؤثراً ، ففي الآية التالية يوجه القرآن الخطاب للنبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) قائلاً : {فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدّعون} (3) أي يتفرقون «فريق في الجنّة وفريق في السعير» .
ووصف الدين بأنه «قيّم» مع ملاحظة أن «القيّم معناه الثابت والقائم» هو إشارة إلى أن هذا التوجه المستمر «أو الإقامة» هي للدين . . أي لأنّ الإسلام دين ثابت ومستقيم وذو نظام قائم في الحياة المادية والمعنوية للناس ، فلا تمل عنه أبداً ، بل أقم وجهك للدين القيم !
وإنّما وجه الخطاب للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ليعرف الآخرون واجبهم ووظيفتهم أيضاً .
والتعبير بـ «يصدعون» من مادة «صدع» معناه في الأصل : كسر الإناء ، ثمّ انتقل بالتدريج إلى أي نوع من أنواع التفرق والتشتت . وهنا إشارة إلى انفصال صفوف أهل الجنان عن صفوف أهل النيران ، وكل من هذه الصفوف يتفرق إلى عدة صفوف ، وذلك لسلسلة المراتب في الجنان ، ودركات النيران «والعياذ بالله» .
والآية التالية ـ بيان لهذا الإنفصال في يوم القيامة ، إذ تقول : {من كفر فعليه كفرُه ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون} .
كلمة «يمهدون» مشتقّة من «المهد» على زنة «عهد» وكما يقول الراغب في مفرداته فإنّ معناه السرير المعدّ للطفل ، ثمّ توسعوا في المعنى فصار المهد والمهاد لكل مكان مهيأ ومعد «وفيه منتهى الدعة والراحة» وقد انتخب هذا التعبير لأهل الجنّة والمؤمنين الصالحين ، من هذه الجهة .
والخلاصة : لا تحسبوا أن إيمانكم وكفركم وأعمالكم الصالحة والطالحة لها أثر على الله ، بل أنتم الذين تفرحون بها أو تساءون {يوم ترونها} .
ومن الطريف أنّ القرآن اكتفى في شأن الكفار بالتعبير بـ {ومن كفر فعليه كفره} ولكن بالنسبة للمؤمنين تضيف الآية التالية : أن المؤمنين لا يرون أعمالهم فحسب ، بل يوليهم الله من مواهبه وفضله فيقول : {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله} .
ومن المسلّم به أن هذا الفضل لا يشمل الكفار إذ {إنّه لا يحب الكافرين} . . . ولا شك أنّ الله يعاملهم وفق عدالته ، ويجزيهم ما يستحقون ، لا أكثر ، لكن لاينالهم منه فضل وموهبة أيضاً .
____________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج10 ، ص179-182 .
2 ـ تفسير القمي : طبقاً لنقل تفسير الميزان ، ج 16 ، ص 210 .
3 ـ كلمة «مردّ» في جملة «لا مرد له من الله» مصدر ميمي وهو هنا بمعنى اسم الفاعل فيكون معنى الجملة : لا رادّ له من الله . والضمير في «له» يعود إلى «يوم» ويكون المفهوم العام للجملة . لا يستطيع أي كان أن يعيد ذلك اليوم من الله ، أي يقف بوجه القضاء والمحاكمة بتأخير ذلك اليوم و«تعطيله» .
والخلاصة : إنّه لا يخلف الله وعده ليعيد ذلك اليوم ، وليس لأحد سواه القدرة على ذلك; فوقوع ذلك اليوم لابدّ منه وهو يوم محتوم» [فلاحظوا بدقة] .