x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

علوم اللغة العربية : المدارس النحوية : المدرسة البصرية : جهود علماء المدرسة البصرية : كتاب سيبويه :

شواهد الكتاب

المؤلف:  د. محمد المختار ولد اباه

المصدر:  تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب

الجزء والصفحة:  ص94- 99

27-03-2015

6178

و زيادة على هذه «الأبنية» التي اعتمدها سيبويه في تقرير بعض القواعد، فإنه أسهب في الاستشهاد بالشعر، حيث أن شواهده تزيد على الألف، كما اعتمد أيضا القراءات القرآنية فاستشهد بنحو من أربعة و خمسين آية من القرآن العظيم، و قال عنه: (إنما العباد كلموا بكلامهم، و جاء القرآن على لغتهم، و على ما يعنون)(1). و يقول أبو حيان الغرناطي في أهمية الكتاب في فهم لغة القرآن.

فالكتاب هو المرقاة إلى فهم الكتاب. إذ هو المطلع على فهم الإعراب. . .

فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير و ترقت إلى التحقيق فيه و التحري أن يعتكف على كتاب سيبويه فهو في هذا الفن المعول عليه (البحر المحيط ج 1 ص 101) .

أما الحديث، فلم يستدل فيه إلا ببضعة أحاديث لا تتجاوز العشرة، و تبعه جمهور النحاة في ذلك. و الرأي السائد هو أن النحاة في عهده لم يستشهدوا بالحديث لجواز رواياته بالمعنى من غير العلماء، و إننا لا نطمئن لهذا الرأي و لا لهذا التعليل لأسباب بديهية منها أن لغة الحديث تتجاوز فصاحتها جميع الأبنية و التراكيب التي جمعت من الأعراب من حول البصرة، غير أن السبب الذي نفترضه هو أن هؤلاء النحاة عاشوا في عهد لم تستكمل فيها عملية تدوين الحديث. و الأئمة الرواد الذين قاموا بتدوين السنة مثل الإمام مالك و ابن جريج و ابن أبي عروبة كانوا في الحجاز و لم تظهر كتبهم إلا في أواخر القرن الثاني، أما السفيانان اللذان كانا بالعراق فهما ابن عينية (ت 198 ه‍) و لم نعرف له كتبا، و أما الثوري (ت 161 ه‍) فقد قيل إنه أحرق كتبه تورعا.

و العالم الذي كان في إمكانه أن يعين سيبويه في النحو و الحديث معا هو حماد بن سلمة (ت 167 ه‍) ، و يحكى أن سيبويه حاول في أول مرة أن يكتب عنه الحديث، غير أن حادثتين صدّتا سيبويه عن الحديث و وجهتاه إلى اللغة، إحداهما أنه قال أمام حماد أن الرسول صعد الصفاء، فقال حماد: يا فارسي لا تقل الصفاء(2)، و أما الحادثة الثانية فتلك المتعلقة بحديث ليس أبا الدرداء) (3) و آلى سيبويه على نفسه ألا يكتب شيئا حتى يحكم

ص94

العربية، فغرق في بحرها، و نأى عن الحديث، مؤكدا بذلك اتجاه أهل البصرة في التخصص، و هو مما عابه أهل الكوفة عليهم في منافساتهم العلمية.

هذا و في الإمكان أن نقسم شواهد سيبويه الشعرية إلى ثلاثة أقسام:

قسم قليل منها يظهر أنه من صنع النحاة، للبرهنة على بعض القواعد التي وضعوها و لم يجدوا دليلا على صحة استعمالها، و هذه العادة معروفة عند

بعضهم، يؤكد ذلك على سبيل المثال قصة اليزيدي مع الكسائي حين قال إنه عمل هذه الأبيات ليفحم الكسائي و ليستميل المهدي بمدح أخواله اليمانيين و سنوردها في المناظرة بينهما(4).

و من الأبيات التي استشهد بها سيبويه قيل أنها قد تكون من صنع النحاة قول القائل:

إذا ما الخبز تأدمه بلحم                   فذاك أمانة اللّه الثريد (5)
و قوله:
هم القائلون الخير و الآمرونه             إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما(6) 
و قوله:
هل أنت باعث دينار لحاجتنا               أو عبد ربّ أخاعون بن مخراق(7)
و القسم الثاني منها ما استشهد به ليبين أنه استعمل ضرورة في الشعر، لأن الأوزان و القوافي تلجئ الشاعر إلى استعمال ما لا يجوز في النثر. و من أمثلة هذا القسم:

ما قد حذف منه مثل:

فلست بآتيه و لا أستطيعه                 و لك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل(8)
أو ما زيد فيه مثل:

تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة                 نفي الدنانير تنقاد الصياريف(9)

ما أعلّ فيه و أعمل فيه ما استحق الكف مثل:

صددت و أطولت الصّدود و قلّما          وصال على طول الصّدود يدوم(10)

ص95

أما القسم الأوفر فهو ما يراه المؤلف جائزا في الاستعمال، صحيحا في اللغة سواء كان ذلك نثرا أو شعرا.

و لقد عني النحويون و اللغويون بشواهد سيبويه و أقبل على شرحها أكثر من ثمانية عشر عالما، من أشهرهم المبرد، و ابن النحاس و الأعلم، و لعل أكملهم شرح يوسف بن أبي سعيد السيرافي الذي نشر في دمشق بتحقيق الدكتور محمد علي سلطاني، و كما أورد المحقق اعتراضات الغندجاني على الشارح، في كتاب (فرحة الأديب).

و يقول العلماء، أن أبا عمرو الجرمي قال: نظرت في شواهد سيبويه، فوجدتها ألفا و خمسين بيتا. و عرفت منها ألفا، و بقيت خمسون (11).

و بقيت هذه العبارة تتردد عند مؤرخي النحو، ثم قيل إن محمد محمود بن التلاميذ الشنقيطي عرف واحدا منها، و هو:

قالت فطيمة جلّ شعرك مدحهأو بعد كندة تمدحنّ قبيلا 
و قيل إن قائله شاعر يدعى مقنعا الكندي (12).

و لقد حاولنا مراجعة عدد الشواهد الموجودة في الكتاب المطبوع بتحقيق المرحوم عبد السّلام محمد هارون، فكان نحوا من ألف و مائة شاهد. و كما يلاحظ في التحقيق أن ستين شاهدا منها قال إنها من الخمسين، و إذا ما زدنا عليها الأبيات غير المنسوبة، و التي نرى في التعليق على بعضها أن قائلها مجهول نجد ستين شاهدا أخرى. و بذلك يرتفع عدد الشواهد غير المنسوبة إلى قائليها ليبلغ مائة و عشرين. و بعد مراجعتها، أمكن عزو ثمانية عشر مما قيل أنه من الخمسين، كما استطعنا أيضا معرفة قائلي مجموعة من الأبيات غير المنسوبة.

ص96

و ها هي الأبيات المعزوة، و التي قيل إنها من الخمسين:

كم فيهم ملك أغر و سوقة             حكم بأردية المكارم محتبي 
الفرزدق
فكم قد فاتني بطل كمي                و ياسر فتية سمح هضوم 
الأشهب بن رميلة
ألم تسأل فتخبرك الرسوم             على فرتاج و العهد القديم 
البرج بن مسهر
كأنما يقع البصري بينهم               من الطوائف و الأعناق بالوذم 
ساعدة بن جؤية
و مثلك رهبي قد تركت رذية                 تقلب عينيها إذا مر طائر 
أبو الريس الثعلبي
حالت وحيل بها و غيّر آيها                   صرف البلى تجري به الريحان 
رجل من باهلة
ريح الجنوب مع الشمال و تارة               رهم الربيع و صائب التهتان 
رجل من باهلة
لقد رأيت عجبا مذ أمسا                       عجائزا مثل السعالى خمسا 
العجاج
فلست أبالي بعد يوم مطرف                  حتوف المنايا أكثرت أو أقلت 
مليح بن علاق القعنبي
أما النهار ففي قيد و سلسلة                   و الليل في قعر منحوت من الساج 
الحرنفش الطائي
متى تر عيني مالك و جرانه                  و جنبيه تعلم أنه غير ثائر 
حضجرا كأم التوأمين توكأت         على مرفقيها مستهلة عاشر 
سماعة النعامي
هي ابنتكم و أختكمزعمتم                      لثعلبة بن نوفل بن حسر 
الفارعة القيسرية
دعوت لما نابني مسورا                       فلبّى و لبي يدي مسور 
رجل من بني أسد
فحالف فلا و اللّه تهبط تلعة                   من الأرض إلا أنت للذل عارف 
لقيط بن زرارة
هل أنت باعث دينار لحاجتنا                  أو عبد ربّ أخا عون بن محراق 
جرير
قالت فطيمة جل شعرك مدحه                أو بعد كندة تمدحن قبيلا 
مقنع الكندي
ألا رب من تغتشه لك ناصح                  و مؤتمن بالغيب غير أمين 
أبو الأسود الدؤلي
و قد علم الأقوام ما كان داءها                بثهلان إلا الخزي ممن يقودها 
مغلس بن لقيط

أما الشواهد المعزوة التي لم يذكر المحقق أنها من الخمسين، و لم ترد نسبتها في الكتاب، فهي الآتية:

باتت و غيّر آيهن مع البلى                    إلا رواكد جمرهن هباء 
و مشجج أما سواء قذاله                       فبدا و غير ساره المعزاء 
الشماخ
أتوعدني بقومك يا ابن حجلا                  أشابات يخافون العبادا 
بما جمّعت من حضن و عمرو               و ما حضن و عمرو و الجيادا 
شقيق الباهلي
هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم                   و للعزب المسكين ما يتلمس 
أبو الغطريف الهداء

و إني بما قد كلفتني عشيرتي                 من الذب عن أعراضها لحقيق 

غيلان بن حريث

ص97

و لما رأونا باديا ركباتنا                       على موطن لا نخلط الجد بالهزل 
عمرو بن شأس

فقال امكثي حتى يسار لعلنا                   نحج معا قالت و عاما و قابله 

حميد بن ثور
فكونوا أنتم و بني أبيكم                        مكان الكليتين من الطحال 
شعبة المازن

يأنعت أعيارا رعين الخنزرا                  أنعتهن إيرا و كمرا 

الأعور الكلبي
إذا رأتني ساقطت أبصارها                   دأب بكار شايحت أبكارها 
غيلان بن حريث
لم يغذها الرّسل و لا أيسارها         إلا طري اللحم و استجزارها 
غيلان بن حريث
شكا إلي جملي طول السرى                   صبر جميل فكلانا مبتلى 
ابن حرملة
و منهل ليس له حوازق                       و لضفادي جمه نقانق 
قيل أنه مصنوع لخلف الأحمر

و إذا كان لا بد من إعطاء خلاصة عن مؤلف الكتاب، فإننا سنقتصر على الملاحظات التالية:

لقد كانت آراء سيبويه، و هي كما يقال إنها من علم الخليل، مصبا للنظريات اللغوية التي استقراها أبو عمرو بن العلاء، و وضع ابن أبي إسحق الحضرمي مقاييسها و شرح عللها.

و لم يكتف سيبويه بوصف العربية في زمنه، وصفا شاملا يتماشى بالجملة، مع أصول الخليل فوصف الكلام بأنه فيه:

-ما هو مستقيم و حسن مثل: أتيتك أمس و سآتيك غدا.

-و ما هو مستقيم و محال مثل: أتيك غدا و سآتيك أمس.

-و ما هو مستقيم و كذب مثل: حملت الجبل و شربت ماء البحر.

-و ما هو مستقيم و قبيح مثل: زيدا رأيت، و قد زيدا ياتيك.

-و ما هو محال و كذب مثل: سوف أشرب ماء البحر.

ثم انتقل من الجملة ليعطي الأشكال الصرفية للكلمة كوحدة، ثم انتقل من الكلمة كوحدة ليتناول بالدرس و الوصف كل حرف من حروف العربية، حتى يميز مخرجه في النطق، و صفاته المميزة وفقا لما ذكرنا في الفصل السابق في معرض الحديث عن الخليل.

و إننا نعتقد أن كتاب سيبويه اتسم كذلك بأصالة تثبت استقلال النحو العربي كاختراع عربي، أخذه أبو الأسود عن الإمام علي بن أبي طالب، و تقوى من مادة أبي عمرو بن العلاء، و وضعت قواعده على يد ابن أبي إسحق الحضرمي و اكتمل صنعه عند الخليل، و دوّنه سيبويه و رتبه أروع ترتيب.

ص98

و بروز هذا الكتاب في هذه المرحلة أهم حدث عرفه تطور النحو العربي، و الاعتقاد السائد يوحي بأنه ركز قواعد المدرسة البصرية التي اتسمت في رأي الجمهور بميزتين، إحداهما:

1. إقرار نظرية «العامل» التي وجهت المسار اللغوي من الوصفية إلى المعيارية.

2. فرض القواعد النحوية على طبيعة اللغة، و ذلك باعتبار كل ما يدخل تحت قواعد هذه المدرسة، إنما من الشاذ، أو من ضرورات التعبير كما نراه حاليا في الشعر.

غير أن دراسة الكتاب تبين أن هذه الأحكام يجب ألا تعتبر اعتبارا مطلقا.

و لا شك أن سيبويه، قد اختار نموذجا عربيا معينا، فكان يقول: «سمعت ممن يوثق بعربيته» ، و العلماء يعترفون أن الأحرف القرآنية تمثل المثل الأعلى في هذا النموذج، و مع ذلك فإن صاحب الكتاب لم يضيق نطاق اللغة، ليجعلها مقتصرة على قوالب محدودة، بل إنه اجتهد في توسيع التعبير المقبول، بدليل أنه زيادة على المادة التي استشهد بها، أورد في كتابه أكثر من ألف بيت من الشعر، ينتمي قائلوها إلى أكثر من قبيلة، و إلى أكثر من عصر، فبدأ تاريخيا بامرئ القيس، و انته بجرير و الفرزدق اللذين ماتا بعد انتهاء القرن الأول.

كما أنه يفهم من تصريحاته ميوله للغة التي يتكلم بها الناس في عصره، مع أنه فرق بين الكلام السليم سواء كان نثرا أن شعرا، و بين الاستعمالات الضرورية التي لا تجوز إلا في الشعر، مثل ما يسمى بالاكتفاء و الفك في محل الإدغام، مثل قول الشاعر:

مهلا أعاذل جرّبت من خلقيأنّي                 أجود لأقوام و إن ضننوا 
و في ختام هذا الباب المتعلق بسيبويه نقول مع الدكتور عبد القادر المهيري:

(و خلاصة القول إن الإمعان في مادة الكتاب يكشف-كما رأينا من خلال بعض النماذج-تفاوتا في توزيع المسائل على مختلف الأبواب، و تنوعا في طرق المفاهيم و تقديمها و استنباط الأحكام و تعميمها و استعمال المصطلحات.

و لذا نرى أن دراسة الكتاب من النواحي التي ذكرنا بعضها تساعد على تصور مساهمة سيبويه في بناء صرح النحو العربي و تحديد المواضيع التي لم تتناول قبله أو لم تحظ عند المتقدمين على سيبويه بالعناية الكافية و تمكن من التمييز بين شخصية المقعّد الذي وجد أحكاما جاهزة فألف بينها و بوبها تبويبا تغلب عليه الصبغة النظرية، و شخصية الواصف الذي استنطق بعض جوانب المادة اللغوية و حللها و استنبط منها أحكاما تقتضي تبويبها على حدة أو ضمها إلى الأبواب الحاصلة بعد) (13).

ص99

_______________________

(1) سيبويه: الكتاب، ص 331.

(2) الزجاجي: مجالس العلماء ص 154.

(3) السيرافي: أخبار النحويين البصريين ص 59.

(4) الزجاجي: الأمالي ص 41.

(5) سيبويه: الكتاب، ج 3 ص 61.

(6) المصدر نفسه، ج 1 ص 188.

(7) المصدر نفسه، ج1 ص 171.

(8) المصدر نفسه، ج 1 ص 27.

(9) المصدر نفسه، ج 1 ص 28.

(10) المصدر نفسه، ج 1 ص 31.

(11) الزبيدي: طبقات النحويين ص 75.

(12) النجدي: سيبويه إمام النحاة 143.

(13) أعلام و آثار من التراث اللغوي ص 51.