المشاكلة: هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته كقوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) المراد: ولا أعلم ما عندك وعبّر بالنفس (للمشاكلة) ونحو: قوله تعالى (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) أي أهملهم، ذكر الاهمال هنا بلفظ النسيان لوقوعه في صحبته، ومن ذلك ما حكى عن أبي الرقمع: أن أصحاباً له، أرسلوا يدعونه إلى الصبوح في يوم بارد، ويقولون له، ماذا تريد أن نصنع لك طعاما؟ ؟ وكان فقيراً، ليس له كسوة تقية البرد، فكتب اليهم يقول:
أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة وأتى رسولهم إليّ خصيصاً
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت أطبخوا لي جبةً وقميصا (1)
وكقوله: من مبلغ أفناء يعرب كلها أنى بنيت الجار قبل المنزل
وكقوله: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
_________
(1) أي خيطوا لي جبة وقميصا، فذكر الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعه في صحبة طبخ الطعام.
الاكثر قراءة في البديع
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة