1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : البلاغة : البديع :

الجناس

المؤلف:  علي الجارم ومصطفى أمين

المصدر:  البلاغة الواضحة

الجزء والصفحة:  ص:239-268

13-9-2020

9947

 

الجناس

الأمثلة :

(1) قال تعالى : «ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة».

(2) وقال الشاعر في رثاء صغير اسمه يحيى :

وسميته يحيى ليحيا فلم يكن
 

 

إلى رد أمر الله فيه سبيل
 

 

* * *

(3) وقال تعالى : «فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر».

 

(4) وقال ابن الفارض (1) :

هلا نهاك نهاك عن لوم امرئ
 

 

لم يلف غير منعم بشقاء (2)
 

 

(5) وقالت الخنساء من قصيدة ترثى فيها أخاها صخرا :

إن البكاء هو الشفا
 

 

ء من الجوى بين الجوانح (3)
 

 

(6) وقال تعالى حكاية عن هرون يخاطب موسى :

«خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل».

البحث :

تأمل الأمثلة السابقة تجد في كل مثال كلمتين تجانس إحداهما الأخرى وتشاكلها في اللفظ مع اختلاف في المعنى ؛ وإيراد الكلام على هذا الوجه يسمى جناسا.

ففي المثال الأول من الطائفة الأولى تجد أن لفظ «الساعة» مكرر مرتين، وأن معناه مرة يوم القيامة، ومرة إحدى الساعات الزمانية، وفي المثال الثاني ترى «يحيى» مكررا مع اختلاف المعنى. واختلاف كل كلمتين في المعنى على هذا النحو مع اتفاقهما في نوع الحروف وشكلها وعددها وترتيبها يسمى جناسا تاما.

وإذا تأملت كل كلمتين متجانستين في الطائفة الثانية رأيت أنهما اختلفتا في ركن من أركان الوفاق الأربعة المتقدمة، مثل تقهر وتنهر، ونهاك ونهاك. والجوى والجوانح، وبين وبني، على ترتيب الأمثلة، ويسمى ما بين كل كلمتين. هنا من تجانس جناسا غير تام.

والجناس في مذهب كثير من أهل الأدب غير محبوب ؛ لأنه يؤدي إلى التعقيد، ويحول بين البليغ وانطلاق عنانه في مضمار المعاني، اللهم إلا ما جاء منه عفوا وسمح به الطبع من غير تكلف.

القاعدة :

(68) الجناس أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى. وهو نوعان :

(ا) تام : وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي : نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها.

(ب) غير تام : وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور المتقدمة.

تمرينات

(1)

في كل مثال من الأمثلة الآتية جناس تام، فبين موضعه :

(1) قال أبو تمام :

ما مات من كرم الزمان فإنه
 

 

يحيا لدى يحيى بن عبد الله
 

 

(2) قال أبو العلاء المعري :

لم نلق غيرك إنسانا يلاذ به
 

 

فلا برحت لعين الدهر إنسانا (4)
 

 

(3) وقال البستي.

فهمت كتابك يا سيدى
 

 

فهمت ولا عجب أن أهيما
 

 

 (4) وقال يمدح :

بسيف الدولة اتسقت أمور
 

 

رأيناها مبددة النظام (5)
 

سما وحمى بنى سام وحام
 

 

فليس كمثله سام وحام
 

 

(5) وقال أبو نواس :

عباس عباس إذا احتدم الوغى
 

 

والفضل فضل والربيع ربيع (6)
 

 

(2)

في كل مثال من الأمثلة الآتية جناس غير تام، فوضحه وبين لم كان غير تام؟

(1) قال تعالى : (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به) (7).

(2) وقال تعالى : «وهم ينهون عنه وينأون عنه».

(3) وقال ابن جبير الأندلسي (8) :

فياراكب الوجناء هل أنت عالم
 

 

فداؤك نفسى كيف تلك المعالم (9)
 

 

(4) وقال الحريري (10) يصف هيام الجاهل بالدنيا :

ما يستفيق غراما
 

 

بها وفرط صبابه (11)
 

 

 

ولو درى لكفاه
 

 

مما يروم صبابه (12)
 

 

(5) وقال عبد الله بن رواحة (13) يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه أمدح بيت قالته العرب :

تحمله الناقة الأدماء معتجرا
 

 

بالبرد كالبدر جلى نوره الظلما (14)
 

 

(3)

بين مواضع الجناس فيما يأتي وبين نوعه في كل مثال :

(1) قال البحتري في مطلع قصيدة :

هل لما فات من تلاق تلافى
 

 

أم لشاك من الصبابة شافي
 

 

(2) وقال النابغة في الرثاء :

فيالك من حزم وعزم طواهما
 

 

جديد الردى بين الصفا والصفائح (15)
 

 

(3) وقال البحتري :

نسيم الروض في ريح شمال
 

 

وصوب المزن في راح شمول (16)
 

 

(4) وقال الحريري :

لا أعطى زمامى من يخفر ذمامي (17)، ولا أغرس الأيادي في أرض الأعادي.

(5) وقال : لهم في السير جرى السيل، وإلى الخير جرى الخيل.

(6) قال البحتري :

فقف مسعدا فيهن إن كنت عاذرا
 

 

وسر مبعدا عنهن إن كنت عاذلا
 

 

 (7) وقال أبو تمام :

بيض الصفائح لا سود الصحائف في
 

 

متونهن جلاء الشك والريب (18)
 

 

(8) وقال تعالى :

(ذٰلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) (19).

(9) وقال عليه الصلاة والسلام :

«الخيل معقود بنواصيها الخير» (20).

(10) وقال حسان بن ثابت:

وكنا متى يغزو النبي قبيلة
 

 

نصل جانبيه بالقنا والقنابل (21)
 

 

(11) وقال أبو تمام :

يمدون من أيد عواص عواصم
 

 

تصول بأسياف قواض قواضب (22)
 

 

(12) لا تنال الغرر إلا بركوب الغرر (23).

(4)

هات مثالين من إنشائك للجناس التام، ومثالين آخرين لغير التام، وراع ألا يظهر في كلامك أثر للتكلف.

(5)

اشرح قول أبي تمام وبين نوع الجناس الذي فيه :

ولم أر كالمعروف تدعى حقوقه
 

 

مغارم في الأقوام وهي مغانم (24)
 

 

 

 

 

__________________

(1) هو أبو حفص عمر بن علي بن مرشد، أشعر المتصوفين، أصله من حماة، ومولده في القاهرة، وله ديوان شعر، وتوفى بمصر سنة 632 ه‍ وقبره معروف يزار.

(2) النهى : جمع نهية وهي العقل، ويلفى : يوجد.

(3) الجوى : الحرقة وشدة الوجد، الجوانح : الأضلاع التي تحت الترائب وهي مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر، والواحدة جانحة.

(4) يلاذ به : يلجأ إليه، وإنسان العين : المثال الذي يرى في السواد.

(5) اتسقت : انتظمت.

(6) عباس في أول البيت هو عباس بن الفضل الأنصاري، قاض من رجال الحديث، ولى قضاء الموصل في عهد الرشيد وتوفى بها سنة 186 ه‍، وكلمة عباس الثانية صيغة مبالغة من عبس وجهه إذا كلح وتجهم. والفضل الأول هو الفضل بن الربيع بن يونس وزير الرشيد ثم وزير الأمين، والفضل الثاني الشرف والرفعة. والربيع الأول هو الربيع بن يونس وزير المنصور العباسي، والربيع الثاني الخصب والنماء.

(7) يقول : إذا جاء ضعفاء الإيمان نبأ نصر أو هزيمة أفشوه ونشروه.

(8) رحالة عنى بالأدب وبلغ الغاية فيه، وتقدم في صناعة القريض والكتابة، وأولع بالأسفار، ومات بالإسكندرية سنة 614 ه‍.

(9) الوجناء : الناقة الشديدة.

(10) هو أبو عبد الله محمد القاسم صاحب المقامات الحريرية، كان أحد أئمة عصره ورزق الحظوة التامة في عمل المقامات. ومن عرفها حق المعرفة استدل بها على فضل الرجل وغزارة مادته وكثرة اطلاعه. وله غيرها تآليف حسان، توفى بالبصرة سنة 510 ه‍.

(11) الصبابة بالفتح : حرارة الشوق.

 

 

(12) الصبابة بالضم : بقية الماء في الإناء.

(13) صحابي جليل وشاعر من الشعراء الراجزين، شهد غزوات كثيرة، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في إحدى غزواته، ومات سنة 8 ه‍.

(14) الناقة الأدماء : الشديدة البياض، والمعتجر : الملتف، وجلى : كشف.

(15) الصفا : الحجارة، الواحدة صفاة، والصفائح : حجارة رقاق تبلط بها الدور وتسقف بها القبور.

(16) الصوب : نزول المطر، والمزن : جمع مزنة وهى السحابة البيضاء، والراح : الخمر، والشمول : الخمر تنفحها ريح الشمال، يصف البحتري بذلك أخلاق ممدوحه.

(17) يخفر ذمامي : ينقض عهدي.

(18) بيض الصفائح : كناية عن السيوف، وسود الصحائف : الكتب، ومتن السيف : حده.

(19) المرح : شدة الفرح.

(20) النواصي : جمع ناصية وهى مقدم الرأس.

(21) القنا : جمع قناة وهى الرمح.

(22) عواص : جمع عاصية من عصاه ضربه بالسيف أو العصا، وعواصم : من عصمه إذا حفظه وحماه، وقواض من قضى عليه إذا حكم، وقواضب : من قضبه إذا قطعه.

(23) الغرر : بالضم جمع غرة، وغرة كل شيء أوله، والغرر بفتحتين : الخطر.

(24) المغارم : جمع مغرم وهو ما يلزم أداؤه، والمغانم : جمع مغنم وهو الغنيمة.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي