الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الإستطراد
المؤلف:
أبو هلال العسكري
المصدر:
كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة:
ص398-400
25-03-2015
2540
وهو أن يأخذ المتكلم في معنى فبينا يمر فيه يأخذ في معنى آخر وقد جعل الأول سببا إليه كقول الله عز وجل! (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت)! فبينا يدل الله سبحانه على نفسه بإنزال الغيث واهتزاز الأرض بعد خشوعها قال (إن الذي أحياها لمحي الموتى)
فأخبر عن قدرته على إعادة الموتى بعد إفنائها وإحيائها بعد إرجائها وقد جعل ما تقدم من ذكر الغيث والنبات دليلا عليه ولم يكن في تقدير السامع لأول الكلام إلا أنه يريد الدلالة على نفسه بذكر المطر دون الدلالة على الإعادة فاستوفى المعنيين جميعا ومثاله من المنظوم قول حسان ( إن كنتِ كاذبةَ الَّذِي حَدَّثْتنِي ** فنجوْتِ مَنْجَى الحارث بن هشام ) ( ترك الأحبة أن يقاتل عنهم ** ونجا برأس طِمَّرةٍ ولجام ) وذلك أن الحارث بن هشام فر يوم بدر عن أخيه أبي جهل وقال يعتذر ( اللهُ يَعْلَمُ ما تركتُ قِتالهم ** حتى عَلَوْا فَرَسِي بأشْقَر مُزْبِدِ ) ( وعلمت أَنِّي إنْ أقاتلْ واحداً ** أُقتلْ ولا يَضْرُرْ عدُوِّي مَشْهِدي ) ( وشممتُ ريح الموت من تِلقائهم ** في مأزق والخيل لم تَتَبدَّدِ ) ( فصددتُ عنهمْ والأحبَّةُ فيهمُ ** طمعاً لهم بعقاب يوم مُرْصَد ) وهذا أول من اعتذر من هزيمة رويت عن العرب .
ومن الاستطراد قول السموءل ( وإنا أناسٌ لا نَرَى القتل سبةً ** إذا ما رأته عامرٌ وسلولُ ) فقوله ( ( إذا ما رأته عامر وسلول ) ) استطراد وقال الآخر ( إذا ما اتقى اللهَ الفتى وأطاعَه ** فليس به بأسٌ وإن كان من عُكْلِ ) وقول زهير ( إن البخيل ملوم حيث كان ولكنَّ ** الجوادَ على عِلاته هَرِم ) ومن ظريف الاستطراد قول مسلم ( أجدكِ ما تدرين أنْ ربَّ ليلةٍ ** كأنَّ دجاها من قرونك يُنْشَرُ ) ( لهوت بها حتى تجلَّت بغُرَّةٍ ** كغرَّة يحيى حين يُذْكَرُ جَعْفَرُ ) وقال أبو تمام ( وسابحٍ هَطِلِ التَّعْداء هَتَّانِ ** على الجراء أمينٍ غَيْرِ خوّان ) ( أظمَى الفُصوص ولم تظمأ عرائكه ** فَخَلِّ عينيك في ظمآن ريَّان ) ( فلو تراه مُشيحاً والحصى زِيمٌ ** تحت السَّنَابِك من مَثْنى ووحدان ) ( أيقنت إن لم تَثَبَّت أن حافره ** من صخر تَدْمُرَ أو من وجه عثمان ) فبينا يصف قوائم الفرس خرج إلى هجاء عثمان وهو من قول الأعرابي لو صك بوجهه الحجارة لرضها ولو خلا بالكعبة لسرقها ومثله قول ابن المعتز ( لو كنتَ من شيءٍ خلافك لم تكنْ ** لتكون إلا مشْجَبًا في مِشْجَبِ ) ( يا ليْتَ لي من جِلْدِ وجهك رُقْعْةً ** فأقدَّ منها حافراً للأشْهَبِ )
وقول البحتري في الفرس ( ما إن يعاف قَذًى ولو أوردتَه ** يوماً خلائق حمدويهِ الأحول ) وقال مسلم ( وأحببت من حبها الباخلين ** حتى ومَقْتُ ابن سَلْمٍ سعيدا ) ( إذا سِيل عُرْفاً كسا وجهَه ** ثياباً من البخل زُرْقاً وسُودَا ) ( يَغار على المالِ فعْلَ الجوادِ ** وتأبى خَلائِقُه أنْ يَجُودا ) وقال بشار ( خليليَّ من كعبٍ أَعِينا أخاكما ** على دَهْرِه إن الكريم مُعين ) ( فلا تبخلا بخل ابن قزْعةَ إنه ** مخافة أن يُرْجَى نداه حزين ) ( إذا جئته في الخلق أغْلَقَ بابه ** فلم تلقه إلاّ وأنت كمين ) وقوله ( فما ذرّ قرن الشمس حتى كأننا ** من الغيّ نحكي أحمد بن هشام ) وقريب منه قول البحتري ( إذا عطفته الريح قلت التفاتةٌ ** لِعَلْوةَ في جاديِّها المُتَعَصْفرِ ) وهذا الباب يقرب من باب حسن الخروج وقد استقصيناه في آخر الكتاب ومن الاستطراد ما قلته ( انظر إلى قَطْر السماء ووَبلها ** ودنوّ نائلها وبُعْد مَحَلِّها ) ( وشُمُول ما نشرتْه من معروفها ** فانبثْ في حَزْن البلاد وسَهْلِها ) ( بلْ ما يروعُك من وُفور عَطَائها ** وعُلُوّ موضِعها ولذَّة ظلها ) ( انظر بني زيد فإن محلَّهم ** مِنْ فَوْقِها وعطاؤهم مِنْ قبلها ) ومن الاستطراد ضرب آخر وهو أن يجيء بكلام يظن أنه يبدأ فيه بزهد وهو يريد غير ذلك كقول الشاعر ( يا من تشاغل بالطّللْ ** أقصِرْ فقد قَرُب الأجل ) ( واصِلْ غَبوقك بالصَّبُوحِ ** وعَدِّ عن وصف المَللْ )
الاكثر قراءة في البديع
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
