x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
عجائب المأكولات
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج3 , ص258-261
22-4-2019
2466
عمدة ما يتوقف عليه الأكل و أصله و مناطه ، هي الاغذية و الأطعمة المأكولة ، و للّه - تعالى- في خلقها عجائب كثيرة لا تحصى ، و أسباب متوالية لا تتناهى.
والاغذية و الادوية من الأطعمة لم يبلغ عددها من الكثرة حدا يمكن احصاؤها و حصرها فضلا عن بيان عجائبها و أسبابها فنحن نترك الجميع، و تأخذ من جملتها حبة من الحنطة ، و نبين بعض أسبابها و حكمها و عجائبها .
فنقول : قد خلق اللّه في حبة الحنطة من القوى ما يغتذى به كما خلق فيك , فان النبات انما يفارقك في الحس و الحركة دون الاغتذاء ، لانه يغتذى بالماء.
ولا نتعرض لذكر آلات النبات في اجتذاب الغذاء إلى نفسه ، بل نشير إلى لمعة من كيفية اغتذاء الحبة.
فنقول : ان الحبة لا تغتذي بكل شيء ، بل يتوقف اغتذاؤها على ارض فيها ماء.
ولا بد ان تكون ارضها رخوة متخلخلة يتغلغل الهواء إليها ، فلو تركتها في ارض ندية صلبة متراكمة لم تنبت لفقد الهواء , ثم الهواء لا يتسرب إليها بنفسه ، فلا بد من حصول أسباب الريح حتى تحرك الهواء و تضربه و ينفذ فيها بقهر و عنف ، و إليه الإشارة بقوله - تعالى- : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] .
والقاحها انما هو ايقاعها الازدواج بين الهواء و الماء و الأرض , ثم لا يكفي ذلك في انباته في برد مفرط ، فيحتاج إلى حرارة الصيف و الربيع.
فهذه أربعة أسباب ، فان الماء لا بد ان ينساق إلى ارض الزراعة من البحار و الشطوط و الانهار و العيون و السواقي ، فانظر كيف خلق اللّه جميع ذلك.
ثم الأرض ربما تكون مرتفعة لا ترتفع إليها مياه العيون و القنوات ، فخلق اللّه الغيوم ، و هي سحب ثقال حاملات للماء ، و سلط عليها الرياح لتسوقها باذنه إلى أقطار العالم من المرتفعات و المنخفضات ، و ترسلها مدرارا على الاراضي في وقت الربيع و الخريف على حسب الحاجة ثم خلق الجبال حافظة للمياه تنفجر منها العيون تدريجا على قدر الحاجة ، ولو خرجت دفعة لغرقت البلاد ، و هلك الزرع و المواشي , و نعم اللّه - تعالى - و عجائب صنعه و حكمته في السحاب و البحار و الجبال و الامطار لا يمكن احصاؤها و اما الحرارة ، فانها لا يمكن أن تحصل في الماء و الأرض ، لكونهما باردين.
فخلق اللّه الشمس ، و سخرها ، و جعلها - مع بعدها عن الأرض - مسخنة لها في وقت دون وقت ، ليحصل الحر عند الحاجة إليه ، و البرد عند الافتقار إليه ، و هذه اخس حكم الشمس ، و الحكم فيها أكثر من ان تحصى , ثم النبات ان ارتفع على الأرض كان في الفواكه انعقاد و صلابة ، فتفتقر إلى رطوبة تنضجها ، فخلق اللّه القمر، و جعل من خاصيته الترطيب ، كما يظهر لك ذلك إذا كشفت رأسك له في الليل ، فانه تغلب على رأسك الرطوبة المعبر عنها : (الزكام)، فهو بترطيبه ينضج الفواكه و يرطبها ، و يصبغها بتقدير الخالق الحكيم ، و هذا أيضا أخس فوائد القمر و حكمه ، و ما فيه من الحكم و الفوائد لا مطمع في استقصائه ، بل كل كوكب في السماء فقد سخر لفوائد كثيرة لا تفي القوى الشرية بإحصائها.
وكما أنه ليس في اعضاء البدن عضو لا فائدة فيه ، فكذلك ليس عضو من اعضاء بدن العالم لا تكون فيه فائدة أو فوائد كثيرة , و العالم كله كشخص واحد ، و آحاد أجسامه كالأعضاء له ، و هي متفاوتة تفاوت اعضاء البدن ، و شرح ذلك ليس في مقدرة البشر، و كلها مسخرات للّه سبحانه ، و آثار من قدرته الكاملة ، و رشحات من أبحر عظمته الباهرة ، وليست في انفسها إلا اعدام صرفة.
فأرباب القلوب العارفون باللّه المحبون له ، إذا نظروا إلى ملكوت السماوات و الأرض ، و الآفاق و الأنفس ، و الحيوانات و النباتات ، لا ينظرون إليها إلا من حيث إنها آثار قدرة ربهم ورشحات صفاته ، و يكون تفكرهم و سعيهم في العثور على عجائبها و حكمها ، و ابتهاجهم و شغفهم لأجل ذلك.
كما أن من أحب عالما لم يزل مشغوفا بطلب تصانيفه ، فيزداد بمزيد الوقوف على عجائب علمه حبا له , فكذلك الامر في عجائب صنع اللّه ، فان العالم كله من تصنيفه - تعالى- ، بل جميع المصنفين أيضا من تصنيفه الذي صنفه بواسطة قلوب عباده ، فان تعجبت من تصنيف فلا تتعجب من المصنف ، بل من الذي سخر المصنف لتأليفه بما انعم عليه من هدايته و تسديده و تعريفه.
كما إذا رأيت لعب المشعوذ يترقص و يتحرك حركات موزونة متناسبة ، فلا تتعجب من اللعب فانها خرق محركة لا متحركة ، و لكن تعجب من حذق المشعوذ المحرك لها بروابط دقيقة عن الابصار.
وقد ظهر أن غذاء النبات لا يتم الا بالماء و الهواء و الشمس و القمر و الكواكب ، و لا يتم ذلك إلا بالأفلاك التي هي مركوزة فيها ، و لا تتم الأفلاك إلا بحركاتها ، ولا تتم حركاتها إلا بملائكة سماوية يحركونها ، و كذلك تتسلسل الأسباب إلى أن تنتهي إلى مسبب الأسباب و غاية الكل ، و ليس لنا سبيل إلى ادراك تفاصيلها و استنباط عجائب حكمها و دقائق مصالحها.