x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
التوحيد في الفعل
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1 , ص164-167
25-2-2019
2273
هو إما توحيد في أصل الذات بمعنى عدم تركيب خارجي و عقلي في ذاته تعالى و عينية وجوده و صفاته لذاته ، و يلزمه كونه تعالى صرف الوجود و بحته ، أو توحيد في وجوب وجوده بمعنى نفي الشرك في وجوب الوجود عنه (و لا بحث لنا هنا عن إثبات هذين القسمين لثبوتهما في الحكمة المتعالية) ، أو توحيد في الفعل و التأثير و الإيجاد ، بمعنى أن لا فاعل و لا مؤثر إلا هو ، و هو الذي نذكر هنا مراتبه و ما يتعلق به فنقول : هذا التوحيد - على ما قيل - له أربع مراتب : قشر : و قشر القشر، و لب و لب اللب كالجوز الذي له قشرتان و له لب ، و اللب دهن و هو لب اللب.
(فالمرتبة الأولى) أن يقول الإنسان باللسان : لا إله إلا اللّه ، و قلبه منكر و غافل عنه ، كتوحيد المنافقين ، و هذا توحيد بمجرد اللسان و لا فائدة فيه إلا حفظ صاحبه في الدنيا من السيف و السنان.
(الثانية) أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه ، كما هو شأن عموم المسلمين ، و هو اعتقاد العوام و صاحبه موحد ، بمعنى أنه معتقد بقلبه خال عن التكذيب بما انعقد عليه قلبه.
و هو عقد على القلب لا يوجب انشراحا و انفتاحا و صفاء له ، و لكنه يحفظ صاحبه عن العذاب في الآخرة إن مات عليه و لم يضعف بالمعاصي.
(الثالثة) أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق ، و ذلك بأن يرى أشياء كثيرة و لكن يراها بكثرتها صادرة عن الواحد الحق ، و هو مقام المقربين و صاحبه موحد بمعنى أنه لا يشاهد إلا فاعلا و مؤثرا واحدا ، لأنه انكشف له الحق كما هو عليه.
(الرابعة) ألا يرى في الوجود إلا واحدا ، و يسميه أهل المعرفة الفناء في التوحيد ، لأنه من حيث لا يرى إلا واحدا فلا يرى نفسه أيضا ، و إذا لم ير نفسه ، لكونه مستغرقا بالواحد كان فانيا عن نفسه في توحيده ، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه ، و هو مشاهدة الصديقين ، و صاحبه موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد ، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير بل من حيث إنه واحد , و هذا هي الغاية القصوى في التوحيد.
فالمرتبة الأول : كالقشرة العليا من الجوز، و كما أن هذه القشرة لا خير فيها أصلا ، بل إن أكلتها فهي مر المذاق ، و إن نظرت إلى باطنها فهو كريه المنظر، و إن اتخذتها حطبا أطفأت النار و أكثرت الدخان ، و إن تركتها في البيت ضيقت المكان ، فلا تصلح إلا أن تترك مدة على الجوز لحفظ القشرة السفلى ، ثم ترمى ، فكذلك التوحيد بمجرد اللسان عديم الجدوى كثير الضرر مذموم الظاهر و الباطن ، لكن ينفع مدة في حفظ المرتبة الثانية إلى وقت الموت ، و المرتبة الثانية : كالقشرة السفلى ، فكما أن هذه القشرة ظاهرة النفع بالإضافة إلى القشرة العليا فإنها تصون اللب عن الفساد عند الادخار، و إذا فصلت أمكن أن ينتفع بها حطبا ، لكنها نازلة القدر بالإضافة إلى اللب ، فكذلك مجرد الاعتقاد من غير كشف كثير النفع بالنسبة إلى مجرد نطق اللسان ، إذ تحصل به النجاة في الآخرة ، لكنه ناقص القدر بالإضافة إلى الكشف و العيان الذي يحصل بانشراح الصدر و انفتاحه بإشراق نور الحق فيه.
و المرتبة الثالثة : كاللب ، و كما أن اللب نفيس في نفسه بالإضافة إلى القشر و كأنه المقصود لكنه لا يخلو عن شوب عصارة بالإضافة إلى الدهن منه فكذلك توحيد الفعل على طريق الكشف مقصد عال للسالكين ، إلا أنه لا يخلو عن شوب ملاحظة الغير و الالتفات إلى الكثرة بالإضافة إلى من لا يشاهد سوى الواحد الحق ، و المرتبة الرابعة : كالدهن المستخرج من اللب ، و كما أن اللب هو المطلوب لذاته و المرغوب في نفسه.
فكذلك قصر النظر على مشاهدة الحق الأول هو المقصود لذاته و المحبوب في نفسه.
[تنبيه] إن قيل : كيف يمكن تحقيق المرتبة الرابعة من التوحيد لتوقفها على عدم مشاهدة غير الواحد ، مع أن كل أحد يشاهد الأرض و السماء و سائر الأجسام المحسوسة و هي كثيرة ، فكيف يكون الكثير واحدا ؟ .
(قلنا) : من تيقن أن الممكنات بأسرها أعدام صرفة في نفسها ، و أن ما به تحققها من اللّه سبحانه ، ثم أحاط على قلبه نور عظمته و جلاله بحيث بهره و غلب على قلبه الحب و الأنس حتى عن غيره أغفله ، فأي استبعاد في أن يوجب شدة استغراقه في لجة العظمة و الجلال و الكمال و الجمال و غلبة الحب و الأنس عليه ، مع عدمية الكثرة و وحدة ما به التحقق عنده و رسوخ ذلك ، و ارتكازه في قلبه أن لا يرى في نظر شهوده إلا هو، و يغيب عنه غيره ، لقصر نظر بصيرته الباطنة على ما هو الحقيقة و الواقع.
و مما يكسر سورة استبعادك : أن المشغول بالسلطان و المستغرق في ملاحظة سطوته ربما غفل عن مشاهدة غيره ، و أن العاشق قد يستغرق في مشاهدة جمال معشوقة و يبهره حبه بحيث لا يرى غيره ، مع تحقق الكثرة عنده ، و أن الكواكب موجودة في النهار مع أنها لا ترى لمغلوبية أنوارها و اضمحلالها في جنب نور الشمس ، فإذا جاز أن يغلب نور الشمس على نور الكواكب و يقهرها بحيث يضمحل و يغيب عن بصر الظاهر، فأي استبعاد في أن يغلب نور الوجود الحقيقي القاهر على الموجودات الضعيفة الإمكانية و يقهرها ، بحيث يغيب عن نظر العقل و البصيرة ثم هذه المشاهدات التي لا يظهر فيها إلا اللّه الواحد الحق لا تدوم ، بل هي كالبرق الخاطف و الدوام فيها عزيز نادر.