x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الأكل و جواسيس المملكة؟!
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج3 , ص255-256
20-2-2019
1751
الأكل يتوقف أولا على ادراك الغذاء المأكول رؤية و لمسا و استشماما و ذوقا ، اذ ما لم يبصره لم يمكنه تمييزه و طلبه ، و ما لم يلامسه لم يتمكن من درك بعض اوصافه اللازمة في الأكل وما لم يشمه لم يتشخص ما يكره رائحته عما تطيب رائحته ، و ربما توقف تحصيله على استشمام رائحته من بعد ، لا سيما لبعض الحيوانات ، و ما لم يذقه لم يدرك انه موافق او مخالف له ، و بذلك ظهر توقفه على خلق الحواس المدركة الظاهرة ، فخلقها اللّه سبحانه.
ثم ، الأسباب التي يتوقف عليها خلق هذه الحواس مما لا تتناهى ، فلا نتعرض لبيانها , و بعد ادراك الغذاء- على ما ذكر- لا بد له من قوة أخرى يعرف بها كون الغذاء الذي ذاقه سابقا و رآه مرة أخرى موافقا او مخالفا ، وهذه القوة هي الحس المشترك الذي يتأدى إليه جميع المحسوسات و يجتمع فيه ، فانك إذا اكلت شيئا اصفر- مثلا- فوجدته مرا مخالفا لك فتركته فإذا رأيته مرة أخرى فلا تعرف انه مر ما لم تذقه ، لو لا الحس المشترك.
اذ العين تبصر الصفرة و لا تدرك المرارة ، و الذوق يدرك المرارة و لا يدرك الصفرة ، فلا بد من حاكم يجتمع عنده الصفرة و المرارة جميعا ، حتى إذا أدرك الصفرة حكم بأنه مر، فيمتنع عن تناوله ثانيا.
وهذه القوة - اعني الحس المشترك - يتوقف خلقه على أسباب ونعم لا يمكن احصاؤها ، فلتذرها على سنابلها.
ثم الإدراك بالحواس الظاهرة و الحس المشترك ، مما تشترك فيه سائر الحيوانات ، ولو انحصر ادراك الإنسان أيضا به لكان ناقصا , اذ البهيمة تأكل ما تستلذ به في الحال و يضرها في ثاني الحال ، فتمرض و تموت ، اذ ليس لها الا الإحساس بالحاضر، و اما ادراك العواقب فليس لها إليه سبيل.
فيتوقف تمييز صلاح العواقب و فسادها على قوة أخرى , فخلق اللّه للإنسان العقل ، به يدرك مضرة الأطعمة و منفعتها في المآل ، و به يدرك كيفية طبخ الأطعمة و تركيبها و اعداد أسبابها فينتفع بعقله في الأكل الذي هو سبب صحته ، و هو اخس فوائد العقل و أقل الحكم فيه ، اذ الحكم و الفوائد المترتبة عليه أكثر من ان تحصى ، وأعظم الحكم فيه معرفة اللّه و معرفة صفاته و افعاله , و العقل بمنزلة السلطان في مملكة البدن ، و الحواس الخمس كالجواسيس و أصحاب الاخبار والموكلين بنواحي المملكة ، وقد وكل كل واحد منها بأمر خاص.
فواحدة بأخبار الالوان ، و أخرى بأخبار الأصوات ، و أخرى بأخبار الروائح ، و أخرى بأخبار الطعوم ، و أخرى بأخبار الحر و البرد و الخشونة و الملاسة و اللين و الصلابة.
فهذه الجواسيس يقتنصون الاخبار من أقطار المملكة ، و يسلمونها إلى الحس المشترك ، و هو قاعد في مقدمة الدماغ ، مثل صاحب الكتب و القصص على باب الملك ، يجمع القصص و الكتب الواردة من نواحي العالم ، و يأخذها و يسلمها إلى العقل الذي هو السلطان مختومة ، اذ ليس له الا أخذها و حفظها ، و اما معرفة حقائق ما فيها فليس اليه.
ولكن إذا صادف القلب العاقل الذي هو الأمير و الملك، سلم ، لانها آتية إليه مختومة ، فيفتشها الملك و يطلع على أسرار المملكة ، و يحكم فيها بأحكام عجيبة لا يمكن استقصاؤها.
وبحسب ما يلوح له من الاحكام و المصالح يحول الجنود - اعنى الأعضاء - فى الطلب او الهرب او إتمام التدبيرات التي تعن له.
ثم عجائب حكم العقل و الأسباب التي يتوقف خلقه عليها ليس دركها في مقدرة البشر، و هذه ما يتوقف عليه الأكل من الادراكات و أسبابها.