1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : مستويات علم اللغة : المستوى النحوي :

الصواب النحوي والإنتاجية والاعتباطية

المؤلف:  جون ليونز

المصدر:  اللغة وعلم اللغة

الجزء والصفحة:  ص147- 154

17-2-2019

1008

الصواب النحوي والإنتاجية والاعتباطية
الجمل حسب التعريف صحيحة نحويا "أي: صحيحة البنية النحوية"(1)، ويمكن أن نعتبرها -لأغراضنا الحالية- سلاسل من الكلمات صحيحة البنية "أي: تتابعات" وذلك مثل:
1- this morning he got up late.
2- He got up late this morning.
فيما تبعا للتعريف جملتان مختلفتان في اللغة الإنجليزية، ومن جهة نظر أهم وأكثر تقليدية من الناحية النظرية يمكن أن نعرف الجمل كأصناف من سلاسل صيغ الكلمات كل عضو في صنف له البنية النظمية نفسها، ويسمح لنا هذا التعريف -لكنه لا يجبرنا- بأن نتعامل مع "1"، و"2" كصورتين لجملة واحدة وليستا جملتين مختلفتين.
ويجب أن نتذكر أن لكل جملة في اللغة المنطوقة منحنى تطريزي متميز مركب على سلسلة صيغ الكلمات "وبصفة خاصة نمط تنغيمي معين"، وبدون هذا المنحنى التطريزي لا تكون جملة، وثمة خلاف في علم اللغة حول المدى الذي تنتسب فيه البنية التطريزية للأقوال المنطوقة إلى بنية الجمل، ويذهب معظم اللغويين إلى أن جانب البنية التطريزية الذي يميز -على الأقل- الأخبار عن الأسئلة والأوامر يجب أن ينتسب إلى بنية الجملة، وهي وجهة نظر سنقبل بها ضمنيا، وتؤدي إلى فتح باب الاحتمالات أمام تناظر "1"، و"2" ليس مع جمل مفردة، ولكن مع مجموعات من الجمل المختلفة في اللغة الإنجليزية المنطوقة، ويتبع ذلك أنه -من وجهة النظر التي ذكرتها

ص147

في الفقرة السابقة- إذا أعطينا الاختلاف في رتبة الكلمة(2) والاختلاف في المنحنى التطريزي الأهمية نفسها باعتبارهما مؤشرين كامنين للبنية النحوية فإن الاختلاف بين صورتين متميزتين من حيث التنغيم للجملة "1" أو "2" يؤخذ في الاعتبار من حيث المبدأ بقدر الاختلاف بين "1"، أو "2"، ويجب أن تتولد هذه النقطة في الذهن حتى لو كنا نتحدث في أكثر هذا الكتاب كما لو أن الجمل في اللغات المنطوقة تصور بشكل مرض على أنها سلاسل من الكلمات.
ما الفرق بين سلسلة من الكلمات صحيحة نحويا وأخرى غير صحيحة نحويا؟ الإجابة بسيطة لكنها غير واضحة في حد ذاتها، فسلسلة الكلمات غير الصحيحة نحويا تركيب لم تراع فيه القوانين النحوية للنظام اللغوي، ولا ينطبق هذا الكلام على الجمل وحدها وإنما ينطبق أيضا على أجزائها فعلى سبيل المثال: morning this ،*late got up* غير صحيحتين من الناحية النحوية "ومن هنا كانت العلامة النجمية انظر 2 - 6"، ولنرى ما يتضمنه هذا الكلام، وأيضا -بما لا يقل أهمية- ما لا يتضمنه بقدر ما تلقى الجمل اهتمام.
إنه لا يتضمن بطبيعة الحال موقفا معياريا تجاه اللغة أي: إننا نعني بالقوانين الداخلية التي يطبقها المتكلمون الأصليون بلا وعي مع إهمالنا لأي مانع

ص148

لا يتصل باللغة، ولأي عامل من عوامل التشويه، ولا يتضمن أي ارتباط مباشر بين الصحة النحوية الأخرى وإمكانية الحدوث(3)، وأخيرا لا يتضمن أي تطابق بين الصواب النحوي للجمل وإفادة المعنى، ويسمح لنا من الناحية الأخرى بإمكانية وجود ارتباط وثيق وجوهري على الأقل بين بعض جوانب الصواب النحوي للجمل وإفادة المعنى للأقوال الموجودة بالفعل أو الموجودة بالقوة.
والطريقة التي تحمل اللغات الطبيعية بها المعنى بأنواعه المختلفة ستشغلنا تماما في الفصل الخامس، والنقطة التي نثيرها ببساطة أنه مهما كانت العلاقة التي تربط بين الصواب النحوي وإفادة المعنى فإن هاتين الصفتين يجب أن نميز بينها، ومثال تشومسكي المشهور الآن:

ص149

3- Colourless green ideas sleep furiously(4).
جملة إنجليزية صحيحة التركيب على الرغم من أنها لا تستطيع أن تقدم تفسيرا موضوعيا متماسكا وبالعكس:
4- *late got tjis moruing he up(5).
مثال -بلا شك- عغير نحوي على الرغم من إمكانية إثبات أنه لا يقل سهولة في إمكانية التفسير من "1"، و"2"،وقد تسامحنا هذه المرة في تحطيم القوانين الخاصة باللغة الإنجليزية التي تحكم مواضع الكلمات بأصنافها المختلفة في صلاتها الواحدة منها بالأخرى في الجمل، وهنا حيل كثيرة غير محدودة خلاف تلك التي مثلنا لها بـ"3"، و"4"، وهناك -بلا شك- مناطق اعتماد متبادلة بين الصحة النحوية وإفادة المعنى وهي مناطق واسعة إلى حد بعيد وممتعة نظريا، غير أن هاتين الصفتين غير متطابقتين في الجمل.
ولا يعطي النحو التقليدي سوى تفسير جزئي إلى حد بعيد وغالبا ما يكون غير واضح للصواب النحوي، وقد نجح في تأسيس كثير من المبادئ الأكثر دقة التي لا يزال اللغويون يتعاملون معها، وفيما يتصل بلغات معينة مدروسة جيدا صنف عددا ضخما من التراكيب النحوية المختلفة بالإضافة إلى ذكره عددا ضخما مماثلا من الحقائق المتباينة التي تقع خارج مجال قوانين النظام اللغوي هذه على الرغم من أنه يجب أن يقرها الاستخدام ومن ثم تكون بمعنى من المعاني نحوية، وقد بدت النظرية النحوية الحديثة أوضح وأشمل -على الأخص فيما يتصل بصياغة القوانين النظمية للنظم اللغوية- مما كان يطمح
ص150

 

إليه النحو التقليدي، وأحد أسباب ذلك أنه نظرا لأن اللغة اللاتينية واللغة الإغريقية لغتان تصريفيتان بدرجة عالية، وأن معظم ما بعد بوضوح صوابا نحويا يمكن أن يعرض بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الفصائل التصريفية "الجنس "من حيث التذكير والتأنيث"، والعدد "في النحو" والحالة "في النحو" ، والزمن، وصيغة "الأفعال"... إلخ"، وأن النحو كما يفسر تقليديا منحاز انحيازا شديدا إلى دراسة التصريفات، فمن ثم لم يكن غريبا الاعتقاد بأن اللغات غير التصريفية مثل اللغة الصينية الكلاسيكية ليس لها نحو، وأن اللغة الإنجليزية التي لها صرف تصريفي قليل نسبيا لها نحو أقل مما للغتين اللاتينية والإغريقية أو حتى اللغتين الفرنسية والألمانية، النظرية النحوية الحديثة تتعامل مع مفهوم "النحو" الذي لا ينحاز إلى اللغات التصريفية.
والسبب الآخر وراء فشل النحو التقليدي بل حتى عدم محاولته تقديم تفسير شامل وواضح تماما لنظم الجملة في اللغات التي تناولها كانت فكرة أن الكثير من نظم الجملة يلزم أن يحدده صراحة أو ضمنا الإدراك العام أو -باستخدام مصطلح أكثر فخامة- قواعد التفكير، فحقيقة أن المرء يقول في اللغة الإنجليزية:
this morning he got up late أو He got up late this morning ولا يقول late got this morning he up * لا تحتاج إلى تفسير آخر سوى أن ترتيب الكلمات يعكس ترتيب الفكر، وهذه الفكرة تصبح صعبة أكثر فأكثر عندما تبحث بجدية عينة واسعة -بما فيه الكفاية- تمثل لغات العالم، فرتبة الكلمة- في إطار القيود - مجال واسع إلى حد بعيد للتنوع الأسلوبي في اللغتين اللاتينية والإغريقية، وتوجد لغات كثيرة.

ص151

 

من بينها اللغة الإنجليزية يكون فيها الدور الأسلوبي لرتبة الكلمة أقل أهمية بينما تكون وظيفتها النظمية أكثر أهمية بشكل تناسبي.
ويمكن أن نضرب مثالا جيدا بشكل واضح لوجهة النظر التي تذهب إلى أن التنوع الأسلوبي الخاص بترتيب الكلمات كما مثلنا في "1، و"2" تحدده العوامل السيكولوجية والأسس المنطقية التي يمكن أن يشار إليها بشكل فضفاض باعتبارها قواعد للتفكير، لكن كيف نفسر حقيقة تقدم المسند إليه على المسند "الفعل" في الجمل الخبرية المحايدة من الناحية الأسلوبية في اللغة الإنجليزية بينما يأتي الفعل في المقدمة في الجمل المشابهة في اللغة الأيرلندية؟ أو مرة أخرى كيف نفسر حقيقة أنه في التعبيرة الاسمية تسبق الصفات عادة الأسماء في اللغة الإنجليزية "red coat" لكن في اللغة الفرنسية تأتي معظم الصفات عادة بعد الأسماء "manieau rouge". ولم تصمد طويلا التفسيرات الشوفينية التي ترى أن ترتيبا معينا للكلمات أكثر اتفاقا مع قواعد التفكير من غيره، وبالتالي فإن لغة أمة من الأمم أكثر منطقية من غيرها، ولم تصدم كذلك طويلا الافتراضات الأكثر إفراطا التي تذهب إلى أن كل أمة لها منطقها الخاص الذي قد يختلف عن منطق الأمم الأخرى وأن منطق أمة معينة تحدده أسس رتبة الكلمة الموظفة من الناحية النظمية في لغة قومية معينة، وإذا طلب من رجل إنجليزي ورجل فرنسي أن يصف معطفا أحمر هل يفكر الأول أولا أن هذا الشيء أحمر ثم يفكر في أن هذا الشيء الأحمر معطف، وهل يجري الرجل للفرنسي هاتين العمليتين العقليتين بطريقة معاكسة؟ هذا أمر يبدو بعيد الاحتمال.
ورتبة الكلمة ذات الوظيفة النظمية جانب من جوانب عديدة من البنية النحوية الاعتباطية إلى حد ما أي لا يمكن تفسيرها من خلال مبادئ سيكولوجية ومنطقية أعم.

ص152

 

وأكثر من ذلك فإن الطفل الصغير في السياق المعتاد لاكتساب اللغة ينجح في تعلم -دون تعليم- القوانين النحوية للغته الأم، والأكثر إثارة أن اللغات الطبيعية تتصف كذلك -بفضل بنيتها النحوية- بخاصة الإنتاجية "انظر 1 - 5"، والمهمة التي تواجه الطفل أثناء فترة اكتاسب اللغة هي استنتاج تلك الأسس النحوية الاعتباطية من عينة ضخمة -لكنها محدودة- من الأقوال، وتكون مجموعة غير محدودة- وربما كانت لا نهائية- من سلاسل الكلمات بفضل هذه الأسس جملا صحيحة التركيب، وتكون مجموعة أخرى حتى لو كانت أكثر اتساعا عليلة التركيب.
ويعد تشومسكي أول من قدر أهمية سيطرة الطفل على المحددات النظمية للصواب النحوي وكان ذلك في منتصف الخمسينات، وهو الذي قدم أيضا ما يمكن إثبات أنه أكثر النظريات تأثيرا في نظم الجملة في كل مراحل تطور علم اللغة قديما وحديثا حتى الآن، وقد صيغ نظم لجملة التشومسكي في إطار النحو التوليدي وبصفة خاصة في أحدث صوره، ويدمج نظم الجملة التشومسكي نظم الجملة مع الفونولوجيا والدلالة في نظرية شاملة لبنية اللغة، ولا نستطيع في كتاب بهذه الطبيعة أن نتعمق في تفصيلات فنية أكثر في النحو التوليدي، وعلى كل حال سوف نكرث أحد الأقسام في هذا الفصل لتفسير المبادئ الأساسية للنحو التوليدي التشومسكي تفسيرا غير تقي "انظر 4 - 6"، وفي فصل تال سنلقي نظرة على ما سأطلق عليه اسم "التوليدية" في سياقها التاريخي.
والتوليدية في مقابل البنائية، والوظيفية، والتاريخية تتوارد إلى ذهن معظم الناس بصورة مباشرة عندم يشيرون إلى الثورة التشومسكية، ومثل

ص153

 

كل الثورات سبق نقطة بزوغها فترة أخذت فيها صورتها التامة قبل أن يدركها أصحاب الثورة أنفسهم أو معاصروها، والفلسفة الأرسطوطاليسية أيضا لا يمكن أن تفهم إلا في سياق الفلسفة الأفلاطونية، ولا يمكن أيضا أن يفهم ديكارت دون الرجوع إلى التقليدية المدرسية التي كان رد فعله ضدها وإلى ما سلم بقبوله منها بنفس درجة الرجوع إلى ما رفضه منها، وكذلك الأمر فيما يتعلق بأفكار تشومسكي التي حاز بها شهرة عظيمة بفضل دربته الخاصة في علم اللغة وعلم النفس والفلسفة التوليدية التشومسكية إذن يحددها السياق الثقافي والعقلي -الخاص إلى حد بعيد- الذي تطورت فيه، وهذه القضايا الأعم سوف نمسك الآن بأحد جوانبها.

ص154

__________________

(1) الصحة النحوية grammatieality مصطلح يشير في علم اللغة إلى توافق جملة ما "أو جزء من جملة ما" مع قوانين نظام نحوي خاص بلغة معينة، والعلامة النجمية التي تقع قبل الجملة تشير بشكل عام إلى أن هذه الجملة غير متوافقة مع قوانين النظام النحوي الخاص باللغة التي تقع فيها، بيد أن الحكم بتوافق جملة ما أو عدم توافقها مع النظام النحوي للغة لا يكون سهلًا دائمًا فقد يختلف المتكلمون الأصليون في أحكامهم، والمصطلح البديل للصحة النحوية grammatical هو صحة الصياغة "well - formed" ويقابل اختلال الصياغة "ill formed" ولا تتعلق هذه الأحكام بمعني الجملة أو بقبولها أو عدم قبولها في المجتمع فقد تكون الجملة صحيحة من الناحية النحوية "أو متوافقة مع النظام النحوي للغة أو صحيحة الصياغة" لكنها غير ذات معنى وذلك كما في مثال تشومسكي الشهير:
Colourless green idess aleep furioualy.
وقد تكون الجملة الصحيحة من الناحية النحوية لكنها لا تلقى القبول لسبب أو لآخر.

(2) رتبة الكلمات "order - word" مصطلح يستخدم في التحليل النحوي ليشير إلى الترتيب التتابعي للكلمات في وحدات لغوية أوسع، وتعتمد بعض اللغات "مثل اللغة الإنجليزية" على رتبة الكلمة كوسيلة للتعبير عن العلاقات النحوية داخل الأبنية، وفي لغات أخرى مثل اللغة اللاتينية واللغة العربية نجد ترتيب الكلمات أكثر مرونة إذ إن العلاقات النحوية يشار إليها في اللغة اللاتينية عن طريق التصريفات وفي اللغة العربية عن طريق علامات الإعراب.

(3) أو إمكانية القبول "acceptability" هو ذلك المجال الذي يحكم عليه المتكلمون الأصليون باحتماليته في لغتهم، والقول الممكن قبوله هو ذلك القول الجائز أو المعتاد، وقد يكون الحكم بإمكانية قول ما محفوف بالمصاعب فمن المعتاد ألا يتفق المتكلمون الأصليون حول ما إذا كان قول ما معتادا أو حتى محتملا وأحد الأسباب التي تكون وراء ذلك أن الحدس "intuition" يختلف من متكلم إلى آخر بسبب التباين في الخلفيات الاجتماعية، والإقليمية، والسن، والاستحسان الشخصي وهلم جرا، وقد يكون قول ما معتادا في لهجة لكنه غير مقبول في لهجة أخرى، وكثير منها يعتمد على ما شب الناس على اعتقاد صحته أو خطئه، وقد يكون قول ما في لهجة واحدة مقبولا في سياق معين وغير مقبول في سياق آخر، ويخترع علم اللغة وسائل فنية عديدة لقياس إمكانية قبول المعلومات اللغوية وتأخذ عادة شكل التجارب التي يسأل من خلالها المتكلم الوطني أن يقيم مجموعات من الأقوال يحوم الشك حول قبولها ومن الأهمية أن يكون لدينا وسائل فنية متفق عليها نحكم بها على إمكانية القبول، ويميز القول غير المقبول بالعلامة، النجمية* أو علامة الاستفهام اللتين تتصدران القول وهو ما يميز الجملة غير الصحيحة نحويا كذلك.

(4) الأفكار الخضراء عديمة اللون تنام بشكل هائج.
(5) هذه الكلمات غير مرتبة الترتيب الصحيح والمفروض أنها تعني أنه استيقظ هذا الصباح متأخرا.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي