x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
موقف الميزان ووزن الأعمال
المؤلف: الشيخ عباس القمي
المصدر: منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
الجزء والصفحة: 200- 218
13-12-2018
1574
قال الله تعالى :
{الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 8، 9].
وقال تعالى في سورة القارعة :
{الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة: 1 - 11] (1).
* واعلم أن لا يوجد عمل لأجل تثقيل ميزان الأعمال مثل الصلوات على محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، ومثل حسن الخلق.
وأنا اُزيِّن الكتاب بذكر روايات هنا في فضل الصلوات ، وثلاث روايات مع عدّة حكايات في حُسن الخُلُق.
أما الأخبار في فضل الصلوات
* الأول : روى الشيخ الكليني ; بسند معتبر عن الامام محمّد الباقر أو الامام الصادق (عليهما السلام).
قال :
« ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمّد وآل محمّد وانّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فَيُخرِج (صلى الله عليه واله) الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجح به (2).
* الثاني : عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال :
« أنا عند الميزان يوم القيامة ، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتّى أثقل بها حسناته » (3).
* الثالث : روى الشيخ الصدوق رَحمَة اللهُ عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال :
« مَن لم يقدر على ما يُكَفِّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآله ، فانّها تهدم الذنوب هداماً » (4).
* الرابع : روي في دعوات الراوندي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال :
« مَن صلّى عليّ كل يوم ثلاث مرّات ، وفي كل ليلة ثلاث مرّات حبّاً لي وشوقاً لي كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم » (5).
* الخامس : وروى عنه (صلى الله عليه واله) انّه قال :
« رأيت فيما يرى النائم عمي حمزة بن عبد المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين ايديهما طبق من نبق فأكلا ساعة ، فتحول النبق عنباً فكلا ساعة ، فتحول العنب لهما رطباً ، فأكلا ساعة ، فدوت منهما ، فقلت لهما : بأبي أنتما أي الأعمال وجدتما أفضل؟ »
قالا : فديناك بالآباء والامهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك ، وسقي الماء ، وحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (6) .
* السادس : وروي عنه (صلى الله عليه واله) قال :
« مَن صلّى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له مادام اسمي في ذلك الكتاب » (7).
* السابع : روى الشيخ الكليني عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال :
« اذا ذكر النبي (صلى الله عليه واله) فاكثروا الصلاة عليه فانّه مَن صلّى على النبي (صلى الله عليه واله) صلاة واحدة صلّى الله عليه ألف صلاة في ألف صفّ من الملائكة ولم يبق شيء مما خلق اله الاّ صلى على العبد لصلاة الله عليه ، وصلاة ملائكته. فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته » (8).
يقول الفقير : روى الشيخ الصدوق في معاني الأخبار عن الامام الصادق (عليه السلام) في معنى « انّ الله وملائكته يصلون على النبي » الآية ، انّه (عليه السلام) قال :
« الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء » (9).
وروي في هذا الكتاب أن الراوي قال : فكيف نصلي على محمّد وآله؟
قال : « تقولون : صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد والسلام عليه وعليهم ; وبركاته ».
قال : فقلت : فما ثواب مَ ، الذيوب والله كهيئة يوم ولدته امه » (10).
* الثامن : روى الشيخ أبو الفتوح الرازي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انّه قال :
« اسري بي ليلة المعراج الى السماء فرأيت ملكاً له ألف يد ، لكل يد ألف اصبع وهو يحسب ويعد بتلك الأصابع فقلت لجبرائيل : مَن هذا الملك ، وما الذي يحسبه؟
قال جبرائيل : هذا ملك موكل على قطر المطر يحفظها كم قطرة تنزل من السماء الى الأرض.
فقلت للملك : هل تعلم مذ خلق الله الدنيا كم قطرة نزلت من السماء الى الأرض؟
فقال : يا رسول الله! فوالله الذي بعثك بالحقّ الى خلقه غير انّي اعلم كم قطرة نزلت من السماء الى الأرض اعلم تفصيلاً كم قطرة نزلت على البحر ، وكم قطرة نزلت في الرن وكم قطرة نزلت في العمران ، وكم قطرة نزلت في البستان ، وكم قطرة نزلت في السبخة ، وكم قطرة نزلت في القبور.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فتعجبت من حفظه وتذكره حسابه.
فقال : يا رسول الله! حساب لا أقدر عليه بما عندي من الحفظ والتذكر والأيدي والأصابع.
فقال : أي حساب هو؟ فقال : قوم من امتك يحضرون مجمعاً فيذكر فيه اسمك عندهم فيصلون عليك فأنا لا أقدر على حصر ثوابهم » (11).
* التاسع : روى الشيخ الكليني في ذيل هذه الصلوات التي تقرأ عصر يوم الجمعة :
( اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الاوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ).
انّ مَن قالها سبع مرّات ردّ الله عليه من كل عبد حسنة ، وكان عمله في ذلك اليوم مقبولاً ، وجاء يوم القيامة وبين عينيه نورٌ) (12).
* العاشر : وروي : ( مَن قال بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة الظهر اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجل فرجهم ، لم يمت حتّى يدرك القائم من آل محمّد ) (13).
و أما الروايات التي وردت في حُسن الخُلق :
*الرواية الاُولى : روي عن انس بن مالك انّه قال :
« كنت مع النبي (صلى الله عليه واله) ، وعليه برد غليظ الحاشية ، فجبذه اعرابي بردائه جبذة شديدة حتّى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه (صلى الله عليه واله) ثمّ قال :
يا محمّد احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذين عندك ، فانّك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك.
فسكت النبي (صلى الله عليه واله) ، ثمّ قال المال مال الله ، وأنا عبده.
ثمّ قال : ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي.
قال : لا. قال : ولم؟
قال : لانّك لا تكافئ بالسيئة السيئة.
فضحك النبي (صلى الله عليه واله) ثمّ أمر أن يحمل له على بعير شعير ، وعلى الآخر تمر (14).
يقول المؤلّف : انّ ذكري لهذه الروايات في هذا المقام انّما هو للتبرك والتيمن وليس لبيان حسن خلق الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ، أو أئمة الهدى : ، وذلك لانّ الذي يذكّر الله تعالى في القرآن الكريم بخلقه العظيم ، ويكتب علماء الفريقين كتباً في سيرته وخصاله الحميدة ومع ذلك فلم يحصوا معشار عشره .. حينئذٍ فما اكتبه هنا في هذا الباب انّما يعدّ تسامحاً.
ولقد أجاد من قال :
محمدٌ سيد الكونين والثقلين
والفريقين من عرب ومن عجمِ
فاق النبيين في خلق وفى خلقٌ
ولم يدانوه في علم ولا كرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمس
غرفاً من البحر أو رشفامن الدّيمِ
وهو الذي تم معناه وصورتُهُ
ثمّ اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسمِ
فمبلغ العلم فيه انّه بشٌر
وانّه خير خلق الله كلهم (15)
* الرواية الثانية : روي عن عصام بن المصطلق انّه قال :
دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي (عليهما السلام) فأعجبني سمته ورواؤه ، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض ، فقلت له : أنت ابن أبي تراب؟
فقال : نعم.
فبالغت في شتمه وشتم أبيه ..
فنظر اليّ نظرة عاطف رؤوف ، ثمّ قال :
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 199 - 202] .
ثمّ قال لي : خفّض عليك ، استغفر الله لي ولك ، انّك لو استعنتنا لاعناك ، ولو استرفدتنا لرفدناك ، ولو استرشد تنا لرشدناك.
قال عصام : فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
فقال : {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] أمن أهل الشام أنت؟
قلت : نعم.
فقال : ( شنشنة اعرفها من اخزم ) (16) حيّانا الله وايّاك ، انبسط إلينا في حوائجك ، وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنّك إن شاء الله تعالى.
قال عصام : فضاقت عليّ الأرض بما رحبت وودتُ لو ساخت بي ، ثمّ سللتُ منه لواذاً (17) وما على الأرض أحبّ إليّ منه ومن أبيه (18).
يقول المؤلّف : يقول صاحب الكشاف في ذيل الآية الشريفة : {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: 92] التي تمثل بها سيّد الشهداء رواية في حسن خلق يوسف الصديق ، من المناسب ذكرها هنا ، والرواية هي :
(انّ اخوته لما عرفوه وارسلوا إليه : انّك تدعونا الى طعامك بكرةً وعشياً ، ونحن نستحي منك لما فرط (19) منا فيك.
فقال يوسف : انّ أهل مصر وإن ملكتُ فيهم ، فانّهم ينظرون اليّ بالعين الاُولى ويقولون سبحان من بلغ عبداً بيع بعشرين درهماً ما بلغ ، ولقد شرفت الآن بكم وعظمت في العيون حيث علم الناس أنّكم اخوتي وانّي من حفدة ابراهيم (20).
* وروي أيضاً انّه لما اجتمع يعقوب مع يوسف (عليهما السلام) قال :
« يا بني حدثني بخبرك؟
فقال له : يا ابت لا تسألني عمّا فعل بي اخوتي ، واسألني عمّا فعل الله بي » (21).
* الرواية الثالثة : روى الشيخ المفيد وغيره :
« انّ رجلاً من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى (عليه السلام) ، ويسبه اذا رآه ، ويشتم علياً فقال بعض حاشيته يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر. فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي ، وزجرهم ، وسأل عن العمري ، فذكر انّه يزرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه ، فوجده في مزرعة له ، فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا.
فتوطاه (عليه السلام) بالحمار حتّى وصل إليه ، ونزل ، وجلس عنده ، وباسطه وضاحكه وقال له : « كم غرمت على زرعك هذا؟
قال : مائة دينار.
قال : فكم ترجو أن تصيب؟
قال : لست أعلم الغيب.
قال له : انّما قلت : كم ترجو أن يجيئك فيه؟
قال : ارجو أن يجيء مائتا دينار.
قال : فاخرج له أبو الحسن (عليه السلام) صرة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : هذا زرعك على حاله ، والله يرزقك فيه ما ترجو.
قال : فقام العمري فقبل رأسه ، وسأله أن يصفح عن فاطه.
فتبسم إليه أبو الحسن ، وانصرف.
قال : وراح الى المسجد ، فوجد العمري جالساً ، فلمّا نظر إليه ، قال « الله اعلم حيث يجعل رسالته ».
قالك فوثب أصحابه إليه ، فقالوا له : ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا؟!
قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلتُ الآن.
وجعل يدعو لآبي الحسن (عليه السلام) فخاصموه وخاصمهم ، فلمّا رجع أبو الحسن الى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري : ايّما كان خيراً ، ما أردتم ، أم ما أردت؟! انّني أصلحت أمره بالمقدار الذين عرفتم وكفيت به شرَّه » (22).
وأما الحكايات في حُسن الخُلق
* حكاية :
حكي انّ مالك الأشتر ; كان مجتازاً بسوق وعليه قيسص خام ، وعمامة منه ، فرآه بعض السوقة فأزرى بزيّه ، فرماه ببندقة تهاوناً به ، فمضى ولم يلتفت.
فقيل له : ويلك أتعرف لمن رميت؟!
فقال : لا.
فقيل له : هذا مالك صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام).
فاتعد الرجل ، ومضى إليه ، وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما.
فقال : ما هذا الأمر؟
فقال : اعتذر إليك بما صنعت.
فقال : لا بأس عليك ، والله ما دخلت المسجد إلاّ لاستغفر لك (23).
يقول المؤلّف :
انظر كيف كسب هذا الرجل الأخلاق من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فمع انّه من اُمراء جيش أمير امير المؤمنين ، وكان شجاعاً ، وشديد الشوكة وانّ شجاعته بلغت درجة بحيث قال ابن أبي الحديد :
(لو انّ انساناً يقسم انّ الله تعالى ما خلق في العربي ولا في العجم أشجع منه إلاّ استاذه علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمّا خشيت عليه الاثم ، ولله درّ القائل ، وقد سئل عن الأشتر :
ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام ، وهزم موته أهل العراق.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقه : كان الأشتر لي كما كنت لرسول الله (صلى الله عليه واله) (24).
وقال لأصحابه :
« وليت فيكم مثله اثنان ، بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه » (25).
وتُعلَم شدة شوكته على الأعداء بالتأمّل في هذه الأشعار المروية عنه ; :
بَقيتُ وفري (62) وانحرَفتُ عَنِ العُلى
وَلَقَيتُ أضيافي بوجه عَبُوسٍ
إن لَم اَشُنّ على ابن هِندٍ غارة
لَم تُخلِ يوماً مِن نِهابِ نُفُوسٍ
خَيلاً كاَمثالِ السَّعالى شُزَّباً
تَغدو بِبيضٍ في الكَريهَةِ شُوسٍ
حَمِىَ الحَديدُ علَيهِمُ فَكاَنَّهُ
وَمضانُ بَرقٍ أو شعاع شُمُوسٍ (27) .
وبالجملة فمع هذه الجلالة والشجاعة والشدة والشوكة يصل به حسن خلقه الى أن يهينه رجل سوقي ويستهزئ به ، فلا يظهر في جاله أي تغيير وتبدل ، بل يذهب الى المسجد ويصلي ، ويدعو ويستغفر له.
واذا تلاحظ جيداً فانّ هذه الشجاعة التي عنده وغلبه هوى أعلى مرتبة من شجاعة البدنية ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
« أشجع الناس من غلب هواه » (28).
* حكاية :
نقل الشيخ المرحوم في خاتمة المستدر في ترجمة سلطان العلماء والمحقّقين وأفضل الحكماء والمتكلمين ، والوزير الأعظم ، استاذ مَن تأخر وتقدم ، ذي الفيض القدسي ، حضرة الخواجة نصير الطوسي رحمه الله :
انّ ورقة حضرت إليه من شخص ، من جملة ما فيها : يا كلب ابن الكلب.
(فكان الجواب أما قوله : يا كذا ، فليس بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع ، وهو نابح ، طويل الأظفار.
وأما أنا فمنتصب القامة ، بادي البشرة ، عريض الأظفار ، ناطق ، ضاحك فهذه الفصول والخواص غير الفصول والخواص) (29).
وبهذا النحو أجاب ورقته ، وأرداه في غياهب جب مهانته.
يقول المؤلّف : انّ هذا الخلق الشريف من المحقق الجليل ليس ببدع ممّن قال في حقّه آية الله العلاّمة الحلي رضوان الله عليه :
( وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية ، وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والأحكام الشريعة على مذهب الامامية وكان أشرف مَن شاهدناه في الأخلاق نور الله مضجعه ) (30).
يقول هذا الفقير : من المناسب هنا الاستشهاد بهذا الشعر :
هر بوى كه از مشگ وقر نفل شنوى
كل طيب شممته من المسك والقر نفل
از دولت آن زلف چو سنبل شنوى
فانما ومن اريج تلك الغرة التي هي كالسنبل (31) .
وقد تعلم الخواجة هذا الخلق لعمله بارشادات وتوجيهات الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم.
ألَم تسمع انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) سمع رجلاً يشتم قنبراً وقد رام قنبر أن يرد عليه. فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام) مهلاً يا قنبراً! دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمان ، وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم ، ولا اسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه (32).
وبالجملة فانّ المخالف والمؤالف مدحوا الخواجة واثنوا عليه ، قال جرجي زيدان في (آداب اللغة العربية) في ترجمته :
( انّه قد جمع في خزانة كتبه ما ينوف على اربعمائة ألف مجلّد وانّه أقام المنجمين والفلاسفة ، ووقف عليهم الاوقلغ ، فزهى العلم في بلاد المغول على يد هذا الفارس كأنه قبة منيرة في ظلمة مدلهمة ).
وقد ترجمت لهذا العظيم في كتاب الفوائد الرضوية في تراجم علماء الامامية) بمقدار ما يناسب ذلك الكتاب.
وانّ اصله من ( وشاره ) مِن ناحية ( جهرود ) عشرة فراسخ من قم ، ولكن ولادته المباركة كانت في طوس في الحادي عشر من جمادي الاُولى سنة 597 ( خمسمائة وسبعة وتسعين ).
وكانت وفاته في آخر يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجّة سنة 672 في بقعة الكاظمية المنورة سلام الله على ساكِنَيها ، ودفن هناك وكتب على لوح مزاره ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ).
وقد نظم بعضهم تاريخ وفاته وقال :
نصير ملّت ودين بادشاه كشور فضل
يگانه اي كه چه او مادر زمانه نزاد
به سال ششصد وهفتاد ودوبه ذي الحجة
به روز هيجدهم در گذشت در بغداد (33) .
يعني : نصير الملة والدين ملك دولة الفصل ، ووحيد ام الزمان الذي ولد فيه. توفي في بغداد سنة اثنين وسبعين وستمائة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة.
*حكاية :
نقل انّه في أحد الأيّام التي كان شيخ الفقهاء العظام المرحوم الحاجّ الشيخ جعفر ( كشف الغطاء) موجوداً في ( اصفهان ) انّه قسم مرّة حقوقاً شرعية على الفقراء قبل شروعه بالصلاة.
فعند انتهائه من تلك الصلاة ، وقيامه للصلاة الاُخرى جاءَه أحد السادات الفقراء ـ الذين اخبروا بالأمر ـ بين الصلاتين ، وقال له : اعطني من مال جدي.
فقال له : لقد جئت متأخراً ، ولا يوجد عندي الآن شيء لا عطيك منه.
فغضب ذلك السيّد ، وبصق على لحية الشيخ المباركة.
فقام الشيخ من المحراب ، ورفع طرف ردائه وأخذ يدور في صفوف الجماعة وهو يقول :
( من كان يحترم شيبة الشيخ فليساعد هذا السيّد ).
فملأ الناس طرف ثوبه بالأموال ، ثمّ اعطاها الشيخ للسيّد.
وبعد ذلك توجه لصلاة العصر.
فتأمّل في هذا الخلق الشريف بأي محل بلغ العظيم الذي كان رئيساً للمسلمين ، وحجّة الاسلام ، وفقيه أهل البيت : وقد وصلت فقاهته الى درجة بحيث انّه ألَّف كتاب (كشف الغطاء) في السفر، ونقل عنه أنه كان يقول :
لو مسحتم كل الكتب الفقهية فانّي استطيع أن اكتب من الطهارة الى الديات.
وكان جميع أولاده فقهاءاً وعلماءاً اجلة.
يقول شيخنا ثقة الاسلام النوري رحمة الله عليه في أحواله :
(وان تأملت في مواظبته للسنن والآداب وعباداته ، ومناجاته في الأسحار ، ومخاطبته لنفسه بقوله : كنت جعيفراً ، ثمّ صرت جعفراً ، ثمّ الشيخ جعفر ، ثمّ شيخ العراق ، ثمّ رئيس الاسلام ، وبكائه تذللا لله ، لرايته من الذين وصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام) من أصحابه للأحنف بن قيس) (34)
* يقول الفقير : هذا حديث طويل في ذكر أوصاف أصحاب قاله للأحنف بعد قتاله أهل الجمل ، ومن جملة فقراته :
(فلو رأيتهم في ليلتهم وقد نامت العيون وهدأت الأصوات وسكنت الحركات من الطير في الوكور وقد نهتهم (35) هول يوم القيامة والوعيد عن الرقاد كما قال سبحانه : {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [الأعراف: 97] فاستيقظوا لها فزعين ، وقاموا الى صلاتهم معوّلين باكين تارة واُخرى مسبّحين يبكون في محاريبهم ويرنّون ، يصطفون ليلةً مظلمة بهماء يبكون ، فلو رأيتهم يا أحنف في ليلتهم قياماً على أطرافهم محنيةً ظهورهم يتلون أجزاء القرآن لصلاتهم ، قد اشتدت أعوالهم ونحيبهم وزفيرهم ، اذا زفروا خِلتَ النار قد أخذت منهم الى حلاقيمهم ، واذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفّدت في اعناقهم ، فلو رأيتهم في نهارهم اذن لرأيت قوماً {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] ويقولون للناس حسناً {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } [الفرقان: 63] ، {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] قد قيدوا أقدامهم من التهمات ، وابكموا السنتهم أن يتكلموا في أعراض الناس ، وسجّموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض ، وكحلوا أبصارهم بغض البصر عن المعاصي ، وانتحوا دار السلام التي من دخلها كان آمناً من الريب والأحزان) (36)
* أقول : ويناسب هنا نقل كلام من راهب عظيم الشأن وهو ما نقل عن قثم الزاهد قال : رأيت راهباً على باب بيت المقدس فقلتُ له أوصني فقال : كن كرجل احتوشته السباع فهو خائفٌ مذعورٌ يخافُ أن يسهو فتفترسه ويلهو فتنهشهُ ، فليله ليل مخافة اذا أمن فيه المفترون ، ونهاره نهار حزن اذا فرح البطالون).
ثمّ انّه ولى وتركني فقلت له : زدني.
فقال : إنّ الظمئان يقنع بيسير الماء (37).
*حكاية :
نقل انّ كافي الكفاة الصاحب بن عباد :
(استدعى في بعض الأيّام شراباً ، فاحضروا قدحاً ، فلما أراد أن يشربه ، قال بعض خواصه : لا تشربه ، فانّه مسموم.
وكان الغلام الذي ناوله واقفاً.
فقال للمحذّر : ما الشاهد على صحّة قولك؟
قال : تجربه في الذي ناولك إيّاه.
قال : لا استجيز ذلك ، ولا استحله.
قال : فجربه في دجاجة.
قال : التمثيل بالحيوان لا يجوز.
وردّ القدح ، وأمر بقلبه ، وقال للغلام انصرف عنّي ، ولا تدخل داري ، وأمر بإقرار جارية وجراية عليه ، وقال : لا يدفع اليقين بالشك ، والعقوبة بقطع الرزق نذالة) (38).
يقول المؤلّف : الصاحب بن عباد من وزراء آل بويه ، وكان ملجأً للعامّة والخاصّة ، ومرجعاً للامة والدولة ، ومن بنت شرف وعزة. وكان في الآداب والفضل والكمال وعلوم العربية اعجوبة الدهر ، ووحيد عصره.
يحكى انّه لمّا جلس للإملاء حضر عنده خلق كثير ، وكان المستملي الواحد لا يقول بالإملاء حتّى انضاف إليه ستة ، كل يبلغ صاحبه. يعني يوصل كلامه الى الناس (39).
وكانت كتب اللغة التي عنده تحتاج الى ستين جَمَلاً لنقلها.
وكانت للعلويين ، والسادة والعلماء ، والفضلاء عنده محل منيع ، ومرتبة رفيعة. وكان يدعو للعلماء ويشجعهم على التصنيف والتأليف.
وقد ألف لأجله الشيخ الفاضل الخبير ، والماهر الحسن بن محمّد القمّي (تاريخ قم).
كما صنف لأجله الشيخ الأجل رئيس المحدّثين الصدوق رحمة الله عليه كتاب (عيون أخبار الرضا).
وجمع من أجله الثعالبي (يتيمة الدهر).
وانّ كثرة احسانه ، وافضاله على الفقهاء ، والعلماء ، والسادات ، والشعراء ، معروفة.
وكان يرسل في كل سنة خمسة آلاف أشرفي الى بغداد الى العلماء هناك.
وكان لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر أحدٌ كائناً من كان ، فيخرج من داره إلاّ بعد الافطار عنده.
وكانت داره لا تخلو في ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها.
وكانت صلاته وصدقاته ، وقرباته في هذا الشهر تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة.
وقد انشد أشعاراً كثيرةً في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومثالب اعدائه.
وكانت وفاته في 24 صفر سنة 385 في الري.
وحملت جنازته الى اصفهان وقبره مزار معروف في اصفهان.
______________
(1) سورة القارعة : وقد ترجم المؤلف في المتن الآيات الشريفة ، ولم يذكر من السورة المباركة الّا قوله تعالى (القارعة ما القارعة ... الى آخر الآيات) هكذا اثباتها في المتن.
فارتأينا أن نثبت السورة المباركة وننقل ما أورده في تفسير معاني الآيات الشريفة القارعة : يعني القيامة لانّها تقرع القلوب بالفزع والخوف.
يوم يكون الناس كالفراشات المبثوثة ، وتكو الجبال مثل القطن الذى ندف ونفش.
فأما الذين جاؤوا بموازين ثقيلة ـ يعني حسناتهم وخيراتهم ـ فهم في عيشة راضية.
وأما الذين جاؤوا بموازين خفيفة ، فانّ مأواهم الهاوية. وما ادراك ما الهاوية : تلك نار حامية وحارقة جداً.
(2) رواه الكليني في الكافي : ج 2 ، ص 494 ، بإسناده عن علي بن ابراهيم عن أبه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمّد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) ... والحديث صحيح السند. وأما توقف المؤلّف ; في القطع بصحته فناشىء من تصحيح (ابراهيم بن هاشم) أبو (علي بن ابراهيم) كما هو ديدن بعض الاجلة من الماضين والذين قالوا بحسنه لعدم وجود توثيق له في كتب الرجال ولكن الصحيح انّ توثيق علي بن ابراهيم في تفسيره لكل من يروي عنهم يكفي في اثبات الصحة.
(3) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 186 ، (ثواب الصلاة على النبي 9) ، ح 1 ، وفي : جامع الأخبار للشعيري : ص 61 الفصل 28طبعة النجف ، ونقله في البحار : ج 7 ، ص 304 ، ح 72 ، وفي : ج 94 ، ص 56 ، ح 31 ، وفي ج 94 ، ص 65 ، ح 52.
(4) رواه الصدوق في الأمالي : ص 68 ، المجلس 17 ، ح 444 ، ورواه في عيون اخبار الرضا (عليه السلام) : ج 1 ، ص 294 ، باب ، 28 ، ح 28 ، ونقله المجلسي في البحار : ج 94 ، 47 ، ح 2 ، وفي : ج 94 ، ص 63 ، ح 52.
(5) الدعوات للراوندي : ص 89 ، الباب ، 224 (صلوات النبي والأئمة) ح 226.
(6) الدعوات القطب الراوندي : ص 90 ، باب 224 (صلوات النبي والائمة) ح 227.
(7) منية المريد : ص 178 ، الباب 4 (في آداب الكتابة والكتب التي هي آله العلم) ، المسألة 13 ، ونقله في البحار ، ج 94 ، ص 71 ، ح 65.
(8) الكافي : ج 2 ، ص 492.
(9) معاني الأخبار للشيخ الصدوق : ص 368 ، الطبعة الحديثة.
(10) معاني الأخبار للشيخ الصدوق : ص 368.
(11) روى الشيخ أبو الفتوح الرازي ، ج 4 ، ص 443 وهو باللغة الفارسية ، وذكره النوري 2 عنه في المستدرك ، ج 5 ، باب 35 ، ص 355 ، ح 6072 ، الطبعة الحديثة ، ويبدو انّه قام بترجمته حين نقله للحديث.
(12) أقول رواه ثقة الاسلام الكليني في فروع الكافي : ج 3 ، ص 429.
وروى أيضاً في حديث قبلة : (اذ صَليت يوم الجمعة فقل ... ـ ثمّ ذكر الصلاة المذكورة ـ فانّه مَ ، قالها في دبر العصر كتب الله له مائة الف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة وقضى بها مائة ألف حاجة ورفع له بها مائة ألف درجة.
(13) جنة الأمان الواقية ، الشيخ الكفعمي : ص 65 ـ 66 ، الطبعة الحجرية ـ ونقله عنه في البحار ـ ج 86 ، ص 77 ، ح 11 ، وفي سفينة البحار للقمّي ، ج 5 ، ص 170 ، الطبعة الحديثة ، وفي ، ج 2 ، ص 49 ، الطبعة الحجرية.
(14) سفينة البحار : ج 1 ، ص 412 ، والرواية عامية تجدها في : الوفا بأحوال المصطفى : ج 2 ، ص 421 ، وفي كتاب أخلاق النبي (صلى الله عليه واله) وآدابه ، لابن حيان الصبهاني : ص 80 ، ونقله المؤلّف في كحل البصر في سيرة سيد البشر : ص 59 عن القاضي عياض في كتابه (الشفاء). (15) سفينة البحار : ج 1 ، ص 411.
(16) قال ابن الاثير في النهاية ج 2 ، ص 504 : (الشنشنة : السجية والطبيعة. وقيل القطعة المضغة من اللحم. وهو مثل ، وأول مَن قاله أبو اخزم الطائي وذلك : انّ اخزم كان عاقلاً لأبيه، فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وادموه فقال :
انّ بنيّ زمَّلوني بالدم
شِنشِنَةٌ أعرِفُها من أَخزَمِ .
(17) ويستخدم (لواذاً) لشدة الاستخفاء والاستتار.
(18) سفينة البحار : ج 1 ، ص 421. وفي : ج 2 ، ص 705 ، الطبعة الحديثة.
(19) في سفينة البحار للمؤلف بدل (لما فرّطنا قبل).
(20) تفسير الكشاف للزمخشري : ج 2 ، ص 503 ، طبعة مصر.
(21) سفينة البحار : ج 1 ، ص 412 الطبعة الحجرية. وفي ج 2 ، ص 683 ، الطبعة الحديثة.
(22) البحار : ج 48 ، ص 102 ـ 103. ورواه الشيخ المفيد في الارشاد : ص 297 ، اعلام الورى ، الطبرسي : ص 316 ، 307.
(23) سفينة البحار : ج 1 ، ص 686 ، ورواه المجلسي ; في البحار : ج 42 ، ص 157 ، ورواه الشيخ ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر : ج 1 ، ص 2 ، طبعة قم.
(24) سفينة البحار : للمؤلف ; : ج 1 ، ص 687 ، الطبعة الحجرية ، شرح نهج البلاغة ـ لا بن أبي الحديد : ج 2 ، ص 214 تحقيق محمّد أبي الفضل ابراهيم.
(25) شرح نهج البلاغة لا بن أبي الحديد : ج 2 ، باب 35 ص 240. سفينة البحار ، ج 1 ، ص 687 ، الطبعة الحجرية.
أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 15 ، ص 98 (وكان فارساً شجاعاً رئيساً من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقيق بولاء أمير المؤمنين عليِ عليه السلام ونصره ... الخ)
وفي شرح انهج قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد جاءه نعي الأشتر (عليه السلام) :
(مالِكٌ ، وما مالكٌ ، والله لو كان جبلاً لكان فِنداً ، ولو كان حَجَراً لكان صَلداً لا يرتقيه الحافِر ولا يوفي عليه الطائر). راجع شرح نهج البلاغة ـ لا بن أبي الحديد : ج 6 ، ص 77 ، تحقيق محمّد أبي الفضل ابراهيم.
ومن كتاب له (عليه السلام) الى أهل مصر وقد ولّى عليهم الأشتر :
(أما بعد فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله لا ينام أيام الخوف ، ولا نيكل عن الاعداء ساعات الروع ، أشدَّ على الفجار من حريق النار وهو مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له واطيعوا أمره فيما طابق الحقّ فانّه سيف من سيوف الله لا كليل الظبَّة ولا نابي الضربة .. الخ). نهج البلاغة : ج 3 ، ص 63 ، شرح محمّد عبده ، وفي شرح نهج البلاغة ـ لا بن أبي الحديد : ج 16 ، ص 156.
(26) قال المؤلّف ; في الحاشية (الوفر معناه التمكن وكثرة المال).
(27) سفينة البحار : ج 1 ، ص 687 الطبعة الحجرية ، ج 4 ، ص 387 الطبعة الحديثة ، وقد نقله عن كتاب (أنوار الربيع) للسيّد علي خان ، وهي موجودة فيه في ج 3 ، ص 210 ، وفي الأمالي ، لأبي علي القالي : ج 1 ، ص 86 ، وفي المناقب للموفق الخوارزمي : ص 158 ، وغيرها.
(28) أقول : رواه الصدوق بإسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : « قال امير المؤمنين (عليه السلام) ( اشجع ... الحديث ) معاني الأخبار : ص 195 ، باب (معنى الغايات) ، ح 1 ، ورواه في الأمالي : المجلس 6 ، ص 27 ، ح 4 ، ونقله في البحار : ج 70 ، ص 76 ، ح 5 ، وفي : ج 77 ، ص 114 ، ح 2.
(29) مستدرك الوسائل للمحدّث النوري : ج 3 ، ص 464 الطبعة الحجرية.
(30) سفينة البحار : ج 1 ، 423.
(31) يمثل الشعر الفارسي لغرة المعشوق والمحبوب بالسنبل أما لجماله أو لأنّ السنبل نوع من النباتات التي فيها رائحة طيبة.
(32) رواه الشيخ المفيد في الأمالي : ص 77 طبعة النجف الأشرف ، ورواه عنه المجلسي في البحار : ج 71 ، ص 424.
(33) وقد ذكر المؤلّف ; في كتابه الفوائد الرضوية : ص 604 عن نخبة المقال في تاريخ وفاة الخواجة نصير الدين الطوسي :
ثم نصير جده الحسن
العالم النحرير قدوة الزمن
ميلاده يا حرز من لا حرز له
وبعد داع قد أجاب سائله . (34) خاتمة المستدرك : ج 3 ، ص 398 ، الطبعة الحجرية.
(35) علّق المؤلّف في الترجمة ما تعريبه : ( يعني : منعتهم ) ، وفي البحار : ( نبههم ) وفي : ج 68 ، ص 171 ، ح 31 ( منههم ) وفي نسخة بدل ( نبههم خوف ).
(36) أقول : رواه الصدوق في صفات الشيعة : ص 120 ـ 121 ، ونقله عن المجلسي في البحار : ج 7 ، ص 220 ، ح 132 ، وفي : ج 68 ، ص 171 ، ح 31.
(37) كشكول الشيخ البهائي : ج 1 ، ص 99.
(38) سفينة البحار : ج 2 ، ص 14.
(39) يقصد أنه من كثرة الازدحام لا يسمع الجميع كلامه ، فيوصل الأول الأقرب إليه الذي يسمع كلامه الى الجماعة التي خلفه ، فينقل ذلك عن الأول الى الجماعة الاُخرى التي لم تسمع الجماعة الاُولى وهكذا. وهذا يدل على شدة الازدحام بحيث لم يصل كلام المتكلم إليهم.