لا ينكر مكانة علي الا جاهل
المؤلف:
محمد بن محمد بن النعمان المفيد
المصدر:
الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة:
ص241-243.
31-01-2015
4423
كان من أميرالمؤمنين (عليه السلام) من هذا الجنس[اي الاخبار بالمغيبات] ما لا يستطاع انكاره إلا مع الغباوة والجهل، والبهت والعناد، ألا ترى إلى ما تظاهرت به الاخبار وانتشرت به الآثار ونقلته الكافة عنه (عليه السلام) من قوله قبل قتاله الفرق الثلاثة بعد بيعته: امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقاتلهم (عليه السلام) وكان الامر فيما خبره به على ما قال.
وقال (عليه السلام) لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلى العمرة: لا والله ما تريدان العمرة وإنما تريدان البصرة وكان الامر كما قال.
وقال (عليه السلام) لابن عباس وهو يخبره عن استئذانهما له في العمرة: اننى أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا عليه من الغدر، واستظهرت بالله عليهما، وان الله تعالى سيرد كيدهما ويظفرني بهما فكان الامر كما قال.
وقال (عليه السلام) بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة الف رجل لا يزيدون رجلا ولا ينقصون رجلا، يبايعونني على الموت قال ابن عباس فجزعت لذلك أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه، فيفسد الامر علينا، ولم أزل مهموما دأبي احصاء القوم حتى ورد أوائلهم، فجعلت أحصيهم فاستوفيت عددهم تسعمائة وتسعة وتسعون رجلا، ثم انقطع مجيء القوم فقلت إنا لله وإنا اليه راجعون ماذا حمله على ما قال؟ فبينما أنا مفكر في ذلك اذ رأيت شخصا قد أقبل حتى اذا دنى واذا هو رجل عليه قباء صوف معه سيفه وترسه واداوته، فقرب من أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له: امدد يدك أبايعك، فقال له: أميرالمؤمنين (عليه السلام): على ما تبايعني؟ قال: على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتح الله عليك فقال له: ما اسمك؟ قال: اويس قال: انت أويس القرني؟ قال: نعم، قال، الله اكبر أخبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله) اني أدرك رجلا من امته يقال له اويس القرني يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر، قال ابن عباس: فسرى والله عنى.
ومن ذلك قوله (عليه السلام) وقد رفع أهل الشام المصاحف وشك فريق من أصحابه ولجوا إلى المسالمة ودعوه اليها: ويلكم ان هذه خديعة، وما يريد القوم القرآن لانهم ليسوا بأهل قرآن فاتقوا الله و امضوا على بصائركم في قتالهم، فان لم تفعلوا تفرقت بكم السبل وندمتم حيث تنفعكم الندامة وكان الامر كما قال وكفر القوم بعد التحكيم، وندموا على ما فرط منهم والاجابة اليه، وتفرق بهم السبل وكان عاقبتهم الدمار.
وقال (عليه السلام) وهو متوجه إلى قتال الخوارج: لو لا انى اخاف ان تتكلوا وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه (صلى الله عليه واله) فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم، وإن فيهم لرجلا مؤدون اليد، له ثدى كثدي المرئة، وهم شر الخلق والخليقة وقاتلهم أقرب خلق الله إلى الله وسيلة، ولم يكن المخدج معروفا في القوم، فلما قتلوه جعل (عليه السلام) يطلبه في القتلى ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت حتى وجد في القوم وشق قميصه وكان على كتفه سلعة كثدي المرأة عليها شعرات، إذا جذبت إنجذبت كتفه معها، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه، فلما وجده كبر وقال: ان في هذا لعبرة لمن استبصر.
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة