فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

وَرَدَ فِي اَلأَثَرِ عَنِ النَّبِيِّ اَلأَكرَمِ وَأَهلِ بَيتِهِ اَلأَطهَارِ أَخبَارٌ كَثِيرَةٌ فِي اَلنَّهيِ عَن ظُلمِ اَلنَّاسِ وَالتَّسَبُّبِ بِظُلمِهِم؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِن أَثَرٍ نَفسِيٍّ عَلَى اَلمَظلُومِ، يَبقَى أَثَرُهُ وَتَبِعَاتُهُ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيهِ مَا لَا يُحمَدُ عُقبَاهُ فِي اَلدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَلِهَذَا حَذَّرَ اَلقُرآنُ اَلكَرِيمُ فِي آيَاتٍ عَدِيدَةٍ مِن اَلظُّلمِ وَبَيَّنَ عَاقِبَةَ اَلظَّالِمِينَ ، وَوَرَدَ أَيضًا عَنِ اَلنَّبِيِّ اَلأَكرَمِ وَالعترَةِ اَلطَّاهِرَةِ أحَادِيثُ تَنهَى عَن ظُلمِ اَلنَّاسِ وَالتَّعَدِّي عَلَيهِم ؛ فَمِنْ جُملَةِ تِلكَ اَلآيَاتِ وَالأَخبَارِ اَلشَّرِيفَةِ:

أوّلاً: فمِنَ الكِتابِ العَزيزِ : {وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} ، {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ، {إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

ثانياً: يَكشِفُ الظُّلمُ عَنْ دَنَاءَةٍ فِي اَلنَّفسِ وَلُؤمٍ فِي اَلطَّبعِ ؛ قَالَ الإِمَامُ عَلِيٌّ ( عَلَيهِ السَّلَامُ ) : (الظُّلمُ ألأَمُ الرَّذَائِلِ).

ثالثاً: عَاقِبَةُ الظُّلمِ فِي اَلدُّنيَا اَلدَّمَارُ وَالهَلَاكُ وَفِي الآخِرَةِ اَلعَذَابُ الأَلِيمُ ؛ قَالَ ( عَلَيهِ السَّلَامُ ) : (الظُّلمُ فِي الدُّنيَا بَوَارٌ، وَفِي اَلآخِرَةِ دَمَارٌ).

رابعاً: مِنْ مَظَاهِرِ عَاقِبَةِ الظُّلمِ هُوَ السُّقُوطُ وَزَوَالُ النِّعَمِ ، قَالَ الإِمَامُ ( عَلَيهِ السَّلَامُ) : (الظُّلمُ يُزِلُّ القَدَمَ ، وَيَسلِبُ النِّعَمَ ويُهلِكُ الأُمَمَ).

خامساً: أَن يُغَادِرَ الإِنسَانُ هَذِهِ الدُّنيَا غَيرَ ظَالِمٍ هُوَ الخَيَارُ الأَفضَلُ لِلعُقَلَاءِ وَكَونَهُ يَمضِي مَظلُومًا خَيراً مِنْ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا، قَالَ الإِمَامُ ( عَلَيهِ السَّلَامُ ) : (أَقدِمُوا عَلَى اَللهِ مَظلُومِينَ ، وَلَا تُقْدِمُوا عَلَيهِ ظَالِمِينَ).

سادساً: إنَّ اللهَ سُبحانَهُ مِنْ شِدَّةِ بُغضِهِ للظُّلمِ جعلَ نفسَهُ المُقدَّسَةَ خَصماً للظَّالمِ؛ قالَ الإمامُ (عَليهِ السَّلامُ): (مَنْ ظَلَمَ عِبادَ اللهِ كانَ اللهُ خَصمَهُ دونَ عِبادِهِ).

سابعاً: يَنبَغِي للمؤمنِ أنْ يتَزَوَّدَ بالتَّقوى ويُحَذِّرَ أنْ يُكتَبَ في صَحيفَةِ أعمالِهِ ظُلمَاً لأحدِ العُبادِ فإنَّ (بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ) كما يقولُ الإمامُ عليٌّ عليهِ السَّلامُ.

ثامناً: قَد لا يَجِدُ الإنسانُ ناصِراً على مَنْ ظَلَمَهُ غيرَ اللهِ تَعالى، ولا يَجِدُ عَوناً على مَنْ يؤذِيهِ غيرَ الخالقِ عَزَّ وَجَلَّ، وعَليهِ فَيَجِبُ الحَذرُ مِنْ ظُلمِ هَكذا نَوعٍ مِنَ النّاسِ؛ لأنَّهُ لا سَبَبَ لَهُ في رَدعِ الظَّالمينَ غيرَ القَديرِ عَزَّ وَجَلَّ، عَنِ الإمامِ أبي جَعفَرٍ (عَليهِ السَّلامُ) قالَ: (لمّا حَضَرَ عليَّ بنَ الحُسينِ (عَليهما السَّلامُ) الوفاةُ ضمَّني إلى صَدرِهِ، ثُمَّ قالَ: يا بُنَيَّ أُوصِيكَ بِما أَوصَاني بهِ أَبِي -عَليهِ السَّلامُ- حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ، وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَ ظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا الله).