فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

لا يُمكِنُ أنْ تستَمِرَّ حياتُنا الاجتماعيّةُ وتَصِلَ عَلاقَتُنا الى برِّ الأمانِ والاستقرارِ إلّا عِبرَ مُقَوِّماتِ التّعامُلِ الإيجابيّ، ومِنْ أهمِّها (الرِّفقُ)، فَهُوَ (مِفتاحُ النَّجاحِ ومِفتاحُ الصَّوابِ، وسَجِيّةُ أولي الألبابِ، ورأسُ العِلمِ والحِكمَةِ...) كما يقولُ الإمامُ عليٌّ عليهِ السَّلامُ.

إنَّ نجاحَ العَلاقاتِ الأُسَريّةِ والاجتماعيّةِ وحتّى فيما يتعَلّقُ ببناءِ الذّاتِ وتطويرِها يتوَقَّفُ على الرِّفقِ، ومِنْ دُونِهِ فإنَّ كثيراً مِنَ العَقَباتِ ستَبرُزُ أمامَ عَلاقَتِنا.

جاءَ في الرّواياتِ عَنِ النَّبيِّ الأكرمِ والعِترَةِ الطّاهِرَةِ -عَليهِمُ الصّلاةُ والسَّلامُ- ما يؤكّدُ أهميّةَ الرِّفقِ وضَرورةَ التَّعامُلِ بهِ لنجاحِ العَلاقاتِ في كُلِّ مُستَوياتِها:-

  • الرَّفيقُ هُوَ اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ وصِفاتِهِ –سُبحانَهُ- والتَّخَلُّقُ بِها يَعني ارتقاءَ النّفسِ في مَدارجِ الكمالِ والفَضائلِ، قالَ الإمامُ الباقرُ -عليهِ السَّلامُ-: (إنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، ويُعطِي على الرِّفقِ ما لا يُعطِي على العُنفِ) .
     
  • إنَّ المُنطَلَقَ في الحياةِ هُوَ اعتمادُ مَنطِقِ الرِّفقِ، سَواءٌ في التّعامُلِ معَ الأشياءِ أو مُعامَلَةِ النّاسِ أو تَدبيرِ الأمورِ ومُعالجَتِها؛ قالَ رسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- : (إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلّهِ) ؛ بَلْ بلغَ فَضلُ الرِّفقِ كعُنصرٍ أساسيٍّ في عَالمِ الخَلقِ على غَيرِهِ مِنَ الصَّفاتِ الكريمَةِ لا تُوازيهِ فيهِ أيَّةُ فَضيلةٍ أُخرى، قالَ رَسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: ( لَو كانَ الرِّفقُ خَلْقاً يُرى ما كانَ ممّا خَلَقَ اللهُ شيءٌ أحسَنَ مِنهُ).
  • إنَّ مِنْ أُصولِ المنظومَةِ الأخلاقيّةِ في الدّينِ هُوَ ارتكازُ الإيمانِ على عُنصرِ الرِّفقِ؛ قالَ الإمامُ عليٌّ (عليهِ السَّلامُ): (لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ و خُلُقُ الإيمانِ الرِّفقُ )، بَل إنَّ الفَصلَ المُقَوِّمَ للإيمانِ هُوَ الرِّفقُ؛ فبوجودِهِ يكونُ الإيمانُ، قالَ الإمامُ الباقِرُ (عليهِ السَّلامُ): (مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ )، وإذا ثَمّةَ شَفرَةٌ تَخُصُّ بعضَ الأشياءِ فإنَّ شفرَةَ الإيمانِ و رمزَهُ السّريَّ هُوَ تَوافُرُ الرِّفقِ لدَى الفَردِ، قالَ الإمامُ أبو جَعفرٍ (عليهِ السَّلامُ): (إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ قُفْلاً و قُفلُ الإيمانِ الرِّفقُ).
     
  • قَد يكونُ المَجدُ سُمعَةً طَيّبةً تنالُها بعضُ الأُسَرِ والعائلاتِ، ولهذا قَد تَشتَهِرُ بالرِّفقِ وتُعرَفُ بِلِينِ الجّانِبِ؛ قالَ رسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (إذا أرادَ اللّه ُ بأهلِ بيتٍ خَيرا أدخَلَ علَيهِم بابَ رِفقٍ)، فَهُوَ نِعمَ البابِ الذي إنْ حُصِّلَ عليهِ بلُطفِ اللهِ سيكونُ طريقاً للجنَّةِ والعيشِ الطيّبِ في الدُّنيا؛ قالَ رَسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (مَنْ أُعطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفقِ أُعطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيرِ الدُّنيا والآخِرَةِ).
  • يحتاجُ الحاكِمُ أوِ القائدُ أوِ المديرُ الى مُداراةِ اتباعِهِ ومَرؤوسيهِ ومَنْ يعمَلُ بينَ يديهِ؛ لأنَّ الرِّفقَ هُوَ الوسيلَةُ المحمودَةُ التي تجعَلُ العَلاقَةَ طيّبَةً دائماً بينَ المسؤولِ وفَريقِهِ، قالَ الإمامُ عليٌّ (عليهِ السَّلامُ): (الرِّفْقُ بِالأتْباعِ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ)، ومِنْ كتابٍ لَهُ -عليهِ السَّلامُ- إلى بعضِ عُمّالِهِ -: (وَاخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ مِنَ اللِّینِ، وَارْفُقْ مَا کَانَ الرِّفْقُ أَوفَقَ)، فإنَّ التحمُّلَ وسِعَةَ الصّدرِ دليلٌ على الكِياسَةِ وعُلُوِّ الهِمَّةِ ووفُورِ العَقلِ؛ قالَ رسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ).
  • معيارُ التفاضُلِ عندَ اللهِ تعالى هُوَ الرِّفقُ؛ فَمَنْ كانَ يحمِلُ قَلباً طيّباً رؤوفاً ورَفيقاً بالناسِ فَهُوَ أفضَلُ منزلَةً عندَ اللهِ عزّ َوَجَلَّ؛ قالَ رسولُ اللهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلاَّ كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ).