فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

تُعدُّ الخيانةُ الزوجيةُ من المشاكلِ المستشريةِ في المجتمعاتِ التي تُعاني انهياراً في المنظومةِ الأخلاقيةِ والقيميةِ ، ونَشُطَ بعضُ أهلِها في متابعةِ ما يُثيرُ شهواتِهم و يدعمُ علاقاتِهم المشبوهةَ من خلالِ استغلالِ التقاربِ بينَ الجنسين ِعِبرَ مواقعِ التواصلِ أو مجالاتِ العملِ والمؤسساتِ، والانفتاحِ المفرطِ فيما بينَهم دونَ مراعاةِ الضوابطِ الشرعيةِ والقيمِ الأخلاقيةِ ، حيثُ تقعُ بعضُ النساءِ ضحيةَ الابتزازِ أو الاستدراِج من قِبلِ بعضِ الذئابِ البشريةِ، أو يقعُ بعضُ الرجالِ ضحيةَ مكرِ النساءِ وحِيَلِهِنَّ في إيقاعِهم في حبالِ التعلُّقِ بِهنَّ.

ونحنُ نُشيرُ الى بعضِ طُرقِ الوقايةِ من التورّطِ في هذهِ الجريمةِ البشعةِ، والوقوعِ في هذا المستنقعِ القَذِرِ:

أولاً: الإلتزامُ بغضِّ البصرِ، وعدمِ  الانجرارِ وراءَ هوى النّفسِ في النظرِ الى ما لا يحلُّ النظرُ إليهِ، سواءٌ للنساءِ أو الرجالِ ، وليُعلَمَ أنَّ أوّلَ الخيانةِ هيَ النظرةُ ، لذا وصفَ ربُّنا –سبحانَهُ- العينَ  بالخائنةِ حينما يُبدي صاحبُها تحفُّظاً وصيانةً، ويُخفي ما في صدرِهِ ما اللُه عالمُهُ قالَ تعالى: { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} ،

وقال الشاعر: نظـــرةٌ، فابتســـامةٌ، فســـلامٌ... فكــــلامٌ، فموعـــدٌ، فلقـــاءُ !!

ثانياً: الابتعادُ عنِ الأجواءِ غيرِ النقيّةِ أخلاقياً، و الأماكنِ التي يُشاع ُ فيها ما يستثيرُ الغرائزَ، وتكثُرُ فيها فرصُ التقاربِ بينَ الجنسينَ، وتَشَكُّلُ العلاقاتُ المحرّمةُ كالحَفلاتِ غيرِ المنضبطةِ، والأسواقِ المزدحمةِ ،والمتنزهاتِ غيرِ المحصّنةِ رَقابياً ، وكلُّ زوجٍ وزوجةٍ عليهِما أنْ يستحضِرا رابطَهُما المقدسَ متى ما وَجدا نفسَيهِما مُحْرَجَينِ في ارتيادِ تلكَ الأجواءِ والأماكن، و تضطَرُّهما الظروفُ للتواجدِ فيهِ كالجامعاتِ المختلَطةِ ،

.. يقولُ أحدُ الأزواجِ: وضعتُ خاتمي منذُ أولِ يومِ الخطوبةِ وحتى الساعةَ – أي بعدَ مرورِ عشرينَ عاماً- ولم أرفعهُ من إصبعي إلا لضرورةٍ، وكلّما نازعتني نفسي في التفكيرِ بامرأةٍ أخرى أضعُ إصبعي على الخاتمِ؛ لأتذكّرَ زوجتي الطيبةَ، فتتعمقُ محبتي لها وأعزفُ عن التفكيرِ بأيِّ امرأةٍ غيرها.

ثالثاً: قطعُ العَلاقةِ معَ أيِّ صديقٍ يحاولُ أنْ يدفعَكَ الى اتخاذِ علاقاتٍ محرمةٍ ، قد يتسببُ صديقٌ لنا في تورطِنا بفعلِ  ممارساتٍ توقعُنا في مستنقعِ الخيانةِ، بما يوحيهِ إلينا من طُرق ٍمحرّمةٍ وأساليبَ مغلوطةٍ، يتوجّهُ بها إلينا بطريقةِ الناصحِ والمُحبِّ الذي يطمحُ في مساعدتِنا وتقديمِ العونِ إلينا، فمثلاً؛ تقولُ إحداهُنَّ أنّها شكتْ الى صديقتِها جفاءَ زوجِها لها، وأنّهُ ربّما لديهِ علاقةٌ معَ فتاةٍ، فأشارتْ عليها صديقتُها بأنْ تبحثَ عن حبيبٍ لها كما هو يفعلُ !! فمثلُ هكذا أصدقاءَ في الحقيقةِ هُم حمقى، يريدونَ أنْ ينفعونا ولكنَّهم يضرونا بمثلِ هكذا مقترحات ٍمدمّرةٍ، وتوقِعُنا في مشاكلَ أكبر، ويكونُ عواقبَها الندمُ.

رابعاً: إحذرْ من مواقعِ التواصلِ – السوشل ميديا – فهيَ الطريقُ الخطِرُ والمنفذُ الأساسيُّ للوقوعِ في الخياناتِ الزوجيةِ، فكنْ حذِراً من الانجرارِ وراءَ أيِّ محادثةٍ أو كلامٍ معسولٍ ، فالمواقعُ التواصليةُ تعدُّ منفذاً مُتاحاً، وفي متناولِ أيدي الجميعِ، وكم وقعتْ نساءٌ متزوجاتٌ ضحيةَ الابتزازِ الالكترونيّ، وكم تورّطَ رجالٌ متزوجونَ في عَلاقاتٍ محرمةٍ وفواحشَ دمّرتْ سمعتَهم وحطّمتْ حياتَهم الأسريةَ، وبإمكانِ أيِّ شخصٍ أنْ يدخلَ على مواقعِ اليوتيوب أو صفحاتِ الحوادثِ التابعةِ للمواقع ِ الإخباريةِ؛ ليقرأَ ويشاهدَ جرائمَ الابتزازِ التي وقعَ ضحيتَها الزوجاتُ والأزواجُ،  ليأخذَ الدرسَ ويعتبرَ بغيرهِ؛ فالسعيدُ مَن وُعِظَ بغيرهِ كما يُقالُ في الحكمةِ !

خامسا: في مجالِ العملِ و الدراسةِ، غالباً ما يحصلُ تقاربٌ بينَ الجنسينِ، فالأفضلُ عدمُ فتحِ أيِّ نافذةِ تواصلٍ إلا عندَ الضروراتِ الخاصّةِ بالعملِ أو الدراسةِ، وأنْ يتجنبَ الرجلُ المتزوجُ والمرأةُ المتزوجةُ من المحادثاتِ التي تنتهي الى الدخولِ في الخصوصياتِ وتستدرجُ الى (الفَضفضةِ)، فيجعلُ بعضُهم من نفسهِ حلّالاً للمشاكلِ، فيفتحُ قلبَهُ لبعضِهنَّ بحُجّةِ كونِها زميلتَهُ في الدراسةِ أو العملِ، ويساعدُها في حلِّ مشاكلِها الشخصيةِ، وهذا من المنافذِ السَلبيةِ الرائجةِ كمدخلٍ للخياناتِ الزوجيةِ.

سادساً: الزوجةُ الصالحةُ يهمُّها أنْ تحافظَ على سمعتِهاـ ويُسعِدُها أنْ تكونَ حياتُها الزوجيةُ مستقرةً، فلا تندفعُ معَ تيارِ الرغبةِ الجامحةِ، فتُهدِّمُ صرحَ بيتِها الأسريِّ، لشهوةٍ عابرةٍ أو اتصالٍ معسولٍ يتبخّرُ بعدَ إنهاءِ المكالمةِ أو المراسلةِ، فلتستغفرَ ربَّها وتتوبَ إليهِ وتطلبَ العفوَ والسترَ منهُ –سبحانَه- في الدنيا والآخرةِ

سابعاً: الزوجُ الصالحُ هوَ الذي يسدُّ بابَ الخيانةِ على حياتهِ الزوجيةِ بعفتهِ وعدمِ انجرارهِ وراءَ نزواتِهِ وشهواتِهِ، قالَ الإمامُ الصادقُ (عليهِ السلامُ): "عُفُّوا عن نساءِ الناسِ تَعُفُّ نساؤكُم "، ولينظرَ الزوجُ إلى أيِّ امرأةٍ متزوجةٍ تنازعُهُ نفسُهُ الأمّارةُ الى الإيقاعِ بِها في شباكِهِ، على أنّها زوجتُهُ او اختُهُ او ابنتهُ، فهل يرضى لهُنَّ أنْ يقعنَ بفخاخِ الخيانةِ التي يودُّ أنْ يوقِعَ زوجاتِ الآخرينَ فيها ؟  فليستغفرِ اللهَ –تعالى- إنْ كانَ قد تورّطَ أو في بداياتِ وقوعهِ في هذهِ الفاحشةِ، وليطلبْ من اللهِ العفوَ والسِّتَر في الدنيا والآخرة  .