كثيرا ما تنتهي العلاقات الاجتماعية بسبب سوء الظن فالتوقعات السيئة التي يحملها البعض عن الاخرين تتحول الى قناعات واعتقاد وهذه القناعات في اغلب الاحيان مجالها الذهن فقط فالزوجة التي تفسر بعض تصرفات زوجها وتحكم عليه بمجرد خواطر جالت في ذهنها ولا تمتلك طرف خيط يثبت ان تلك الخواطر لها نصيب من الواقع ام هي مجرد وساوس؟
والصديق مثلا -الذي يفسر انقطاع صديقه عنه تفسيرا لا واقع له او يفسر صدور بعض التصرفات منه على انه يقصد اهانته ما هي إلا أفكارا سوداء تحوم حول بصيرته ووساوس تسيطر على تفكيره تحجبه من رؤية الواقع ؟!
- اذن كيف نتخلص من هذا المرض النفسي الخطير الذي ربما يتفاقم ويصل الى حالة التشكيك في كل شيء ويجعلنا نفقد الثقة بأحبابنا ويجتر علينا المشاكل الاسرية والاجتماعية ويسلبنا راحة البال ؟!
الحل بيدك !!
ما عليك الا ان تحدد بصدق بينك وبين نفسك : هل هذه الظنون والخواطر نشأت من الواقع؟
وهل هي تصورات من امور محسوسة شاهدناها او سمعناها ام هي وساوس نفسية وشيطانية انبثقت من تفسيرنا الشخصي عن الواقع ؟؟؟
ومن خلال هذا التساؤل ستتغير عندك الحالة في داخل نفسك جرب ولا تتردد فأنت لم تحط بالغيب ، وان تفكيرك ليس بمعصوم ضع تلك الخواطر في هذا الميزان خذ نفسا عميقا واختل بذاتك وكرر على نفسك هذين السؤالين ايضا :
1- ماذا لو تجاهلت تلك الخواطر فهل ستتضرر حياتي ؟
2- ماذا لو رتبت أثرا على هذه الخواطر واخذتها مأخذ اليقين كيف ستكون عواقب الامور ؟
إذا كان تجاهلك لتلك الخواطر يعطيك نتيجة منطقية بأن هناك امرا سلبيا سيكون عليك من هذا الانسان فهنا عليك ان تمتلك دليلا واضحا لا يختلف عليه عاقل وحينئذ عليك ان تتخذ التدابير المناسبة للموضوع وان لم يصل بك التفكير الى وجود دليل واضح ، أعلم ان سيرك خلف هذه الخواطر : سيكون عاقبته الندم لأنها وساوس الشيطان الرجيم قال تعالى :
{يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21]
{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء} [المائدة: 91]
{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } [الحجرات: 12]
فأستعذ بالله تعالى وتضرع اليه سبحانه ليطرد عنك هذه الوساوس بحوله وقوته وببركة الصلاة على محمد وال محمد