بقلم: الشيخ صالح الكرباسيّ.
رغم اختلاف التعبير في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم بالنسبة إلى ما يُلقى في نار جهنّم بهدف الإحراق لكن النتيجة واحدة وهي الاحتراق، لكن هناك فرق لطيف بين التعبيرين.
قال الله (عَزَّ وجَلَّ): {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98].
الحَصَبْ هي جمع حصبة وهي الحجارة والحصى الصغيرة التي تُقذَف باليد أو بالآلات اليدويّة، وقد أكّد القرآن الكريم بأنّ مصير العابدين للأصنام كمصير الأصنام فكلّها تُقذَف في نار جهنّم لتحترق.
وقال عَزَّ مِنْ قائل: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15].
والقاسطون هم الجائرون عن الحق والمنحرفون عنه، ومصير هؤلاء أيضًا هو الاحتراق في نار جهنّم، لكن الفرق في التعبير فمرّة قال الله تعالى إن القاسطين هم حطب جهنّم أي أنّهم يحترقون كما يحترق الحطب، ومرّة عبَّر بأنّ الذين يعبدون الأوثان هم وقود جهنّم أي المادة المشتعلة والتي هي أعمّ من الحطب كما هو واضح، الأمر الذي يؤكّده القرآن الكريم في موضع آخر حيث يقول: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24].
وقد يُتصوّر فرق لطيف بين الحطب والحصب، وهو أنّ الله (عَزَّ وجَلَّ) أراد احتقار الأوثان التي تعبد من دون الله وتشبيهها بالحصى الصغيرة التي لا قيمة لها ولا هيبة، فتُرمى في نار جهنّم مع مَن كانوا يعبدونها، والله العالم.