بقلم : السيد ليث الموسوي
عندما نتصفح طبيعة الإنسان نجد فيها الكثير من الثوابت التي تُعد من لوازم مكنوناته البشرية، ومن أظهرها شعوره بالانتماء بمفهومه العام...
سواء كان انتماء للعِرق أو للفكر أو للثقافة والعادات أو حتى للمكان الجغرافي، فلا نجد من الأسوياء من لا يشعر بالانتماء إلى تلك المصاديق مجتمعة أم منفردة...
وبما أنها طبيعة بشرية فلا نعجب من أصل وجودها، بل العجب بالإفراط أو التفريط بها
فنجد شريحة معينة تُفرط وأخرى تُفرّط بها...
والإفراط نجده عند أغلب جيل العقد الرابع ومن قبلهم...
يُفرطون بالتمسك بالأعراف والتقاليد حتى وإن بلت!
بزعم أنها موروثة، والموروث عندهم بحكم المقدس، وإن لم يأت من مبادئ حقة (تعنتا)...
هذا (التعنت) أوجد حاجزا منيعا بينهم وبين من هم في العقد الثاني (جيلهم الشبابي)...
فدفعوا بأغلبهم لأن يُفرّطوا بانتماءاتهم!
ويظهر ذلك جليا بتأثرهم بالمستورد‘ حتى على الصعيد الفكري والثقافي...
فضرورة الحفاظ على انتماءات شباب العقد الثاني يتطلب عدم قسرهم على رؤى وآثار لايمكنهم التفاعل معها...
لشعورهم بأنها غريبة عن تطلعاتهم التي فرضها واقعهم العصري...
وأول خطوة عملية لتحقيق ذلك هو إقرار جيل العقد الأربعيني ومن قبلهم -وعن وعي- بضرورة التفريق بين الموروث الشرعي والموروث العرفي فالموروث العرفي هو محل الخلاف والاختلاف ما بين الأجيال..
لأنهم لم يلتزموا بمشورة أمير الحكمة: (لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)..
فلا مناص من أن يُقر لجيل العقد الثاني أعرافهم وآثارهم (المباحة)..
فتكون ثوابت انتماءاتهم الحقة في مأمن من الاختراق والهجران..