عاش الإنسان على هذه البسيطة وعيونه ترنو الى قرص الشمس عند كل مغيب ليتفاءل بيوم جديد ملؤه السعادة والأمان، يتمنى لأقداره أن تتماشى مع سعيه ليحتاش كل ما هو محبوب لنفسه من الراحة والاطمئنان، وتزداد هذه الاماني وتتجلى حين يقبل الإنسان- على أبواب عام جديد ليشترك معه (عنصر) البشرية جمعاء بهذه الاماني والتطلعات، وهذا ما كان فعلا عندما ترقب أهل الأرض سطوع ضياء شمسه في أول أيام عامه الجديد (2020)، وما أن توالت أيامه حتى برزت على سطحه حوادث متفرقة طالت بعض بقاع العالم دون غيرها (وهو شيء مألوف ولا غرابة فيه) ، ولكن من غير المألوف والمتوقع أن يحدث حدث ويتنامى كالبرق ليطال أعظم بقاع هذه البسيطة قوة وسطوة لينشغل بعدها العالم اجمع بآثاره المدمرة، والمفارقة العجيبة ان بطل هذا الحدث وصانعه هو مخلوق لا يرى بالعين المجردة، بل فيه من الضعف ما يجعله غير قادر على العيش ومقاومة الظروف الطبيعية دون حاضنة تمده بالحياة والانتشار
مخلوق له وجه قاتم كريه بحسب ما يراه الناس حيث آثاره التي أوقفت عجلة حياتهم الاجتماعية والعملية، مدن عملاقة وعواصم عالمية باتت شوارعها خالية على ما تحتضنه من متاجر ومتاحف ومحطات نقل ومنتجعات فارهة ... صرفت عليها أموال طائلة لكي تكون بؤراً لجذب الناس، كلها باتت مغلقة بقرار من (كورونا) هذا المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولا قوة خارج حاضنته مخلوق لا يرى بالعين المجردة ولكن آثاره فتاكة تقزّمت امامه جميع تقنيات العالم الحديث، آثار باتت تقصي عن الدنيا كل فرد حميم بطرفة عين ولا من مودع يؤنسه بلقاء أخير وكأنه يريد أن يرسل رسالة مفادها: إن أمام قدرة الله تعالى تتلاشى إمكانات الإنسان وتضمحل وإلا ما ذا حصل والجميع بانتظار لطف ومعجزة من السماء رُفضت بل حُوربت في يوم ما
ماذا جرى للدول العظمى بعد أن أقنعوا مجتمعاتهم أن قوة السلاح تجني لهم أمناً وأماناً وهيبةً وسلاماً ، حتى باتت الشعوب اليوم- تطالب حكوماتها بتوفير أطباء بدلاً من القادة العسكريين ، أصوات ترتفع مطالبة بتمويل مراكز بحثية صحية بدلاً عن تمويلها للمفاعلات النووية وتصنيع الأسلحة الذكية والجرثومية ، أناس يطالبون بدعم الجهد الصحي الوقائي لإنقاذ البشرية ، بدلاً عن الجهد العسكري الذ ي يفني ويقتل البشرية ، كيف تغيرت شعارات النخب ليرفعوا لا فتات كتب عليها ( أطباء لا قنابل) ، ( أطباء لا أسلحة ذكية وجرثومية)
فهل رائحة الموت التي ازكمت أنوف البشرية في كل بقاع الأرض أفاقت ضمائرهم ليتخلوا عن الركون لآلات الدمار لتستبدل بآلات الصحة والحياة
هل فعلاً بات العالم يتطلّع الى نظام ولياقات عالمية جديد ما بعد عهد (كورونا)
سؤال يرفض الإجابة عنه بالتنظيرات (الفارغة) بل بوقائع ما ستُنبئ عنه حجم آثار هذا (المخلوق) العجيب.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN