النفس التي تربت علی خطاب الصحيفة السّجّادية وسياقاتها، نفس قوية وعزيزة، وفي الوقت نفسه مثقلة بالمسؤولية والمكابدة في هذه الحياة
ـ فقد شكّلها فكر الإمام السجاد(ع)، وتركت كلماته أثرا فيها ومن ذلك مثلا ماجاء في دعاء قضاء الحوائج:
(...تَمَدَّحتَ بِالغَنَاءِ عَن خَلقِكَ وَأَنتَ أَهلُ الغِنَى عَنهُم، وَنَسَبتَهُم إلَى الفَقرِ وَهُم أَهلُ الفَقرِ إلَيكَ. فَمَن حَاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِن عِندِكَ وَرَامَ صَرفَ الفَقر عَن نَفسِهِ بِكَ فَقَد طَلَبَ حَاجَتَهُ فِي مَظَانِّها وَأَتَى طَلِبَتَهُ مِن وَجهِهَا وَمَن تَوَجَّهَ بِحَاجَتِهِ إلَى أَحَدٍ مِن خَلقِكَ أَو جَعَلَهُ سَبَبَ نُجحِهَا دُونَكَ فَقَد تَعَرَّضَ لِلحِرمَانِ، وَاستَحَقَّ مِن عِندِكَ فَوتَ الاِحسَانِ.
اللَّهُمَّ، وَلِي إلَيكَ حَاجَةٌ قَـد قَصَّرَ عَنهَـا جُهدِي، وَتَقَطَّعَت دُونَهَا حِيَلِي، وَسَوَّلَت لِي نَفسِي رَفعَهَا إلَى مَن يَرفَعُ حَوَائِجَهُ إلَيكَ، وَلاَ يَستَغنِي فِي طَلِبَاتِهِ عَنكَ، وَهِيَ زَلَّةٌ مِن زَلَلِ الخَاطِئِينَ، وَعَثرَةٌ مِن عَثَراتِ المُذنِبِينَ، ثُمَّ انتَبَهتُ بِتَذكِيرِكَ لِي مِن غَفلَتِي وَنَهَضتُ بِتَوفِيقِكَ مِن زَلَّتِي، وَنَكَصتُ بِتَسـدِيدِكَ عَن عَثـرَتِي وَقُلتُ: سُبحَانَ رَبّي كَيفَ يَسأَلُ مُحتَاجٌ مُحتَاجـاً، وَأَنَّى يَرغَبُ مُعدِمٌ إلَى مُعدِم فَقَصَدتُكَ يا إلهِي بِالرَّغبَةِ، وَأَوفَدتُ عَلَيكَ رَجَائِي بِالثِّقَةِ بِكَ، وَعَلِمتُ أَنَّ كَثِيرَ مَا أَسأَلُكَ يَسِيرٌ فِي وُجدِكَ، وَأَنَّ خَطِيرَ مَا أَستَوهِبُكَ حَقِيرٌ فِي وُسعِكَ، وَأَنَّ كَرَمَكَ لاَ يَضِيقُ عَن سُؤَالِ أحَدٍ، وَأَنَّ يَدَكَ بِالعَطايا أَعلَى مِن كُلِّ يَد...)
️ فكيف بعد هذه التربية والصياغة الأخلاقية الرفيعة، تنكسر هذه النفس أو تقدم مصالحها الخاصة علی المصالح العامة أو كيف يخطر ببالها العمل علی وفق مبدأ" الغاية تبرر الوسيلة"
أو كيف تجد المبررات التي تعينها علی تغطية النفاق والتملق بعباءة الذكاء الاجتماعي
إن هذه النفس السجادية ، كلما اشتدت الأزمة من حولها وعليها،ازداد تذكرها لسياق هذا الدعاء وركائزه، فترمم نفسها بنفسها، وترفع رأسها عاليا، وهي كلها ثقة بأن الله تعالی بيده مفاتيح كل البدايات وفي الوقت المناسب سيرسل من يفتحها ويعبد الطريق؛ لأن أغلب طرق الفرج طبيعية، اعتيادية، فقد قال تعالی:((وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ)) فهناك فرق بين أن تقصد أنتَ مخلوقا في قضاء حاجة ما، وأن يسخر لك الله عبدا من عباده لقضاء حاجتك
️ الخلاصة: النفس التي ربتها الصحيفة السجادية، نفس أبيّة،قد سلّمت أمرها لله تعالی، وهي نفس قويةٌ لا تنكسر
لذا لاتحرموا أنفسكم وأولادكم من التربية السجادية، فخيرها في الدنيا قوة، وفي الآخرة أمان







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN