1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
كلمة امة في القرآن الكريم (كان الناس أمة واحدة) (ح 47)
عدد المقالات : 840
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز وعلا "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" البقرة 213 يظهر فساد ما ذكره بعضهم: أن المراد بالآية أن الناس كانوا أمة واحدة على الهداية، لأن الاختلاف إنما ظهر بعد نزول الكتاب بغيا بينهم، والبغي من حملة الكتاب، وقد غفل هذا القائل عن أن الآية تثبت اختلافين اثنين لا اختلافا واحدا، وقد مر بيانه، وعن أن الناس لو كانوا على الهداية فإنها واحدة من غير اختلاف، فما هو الموجب بل ما هو المجوز لبعث الأنبياء وإنزال الكتاب وحملهم على البغي بالاختلاف، وإشاعة الفساد، وإثارة غرائز الكفر والفجور ومهلكات الأخلاق مع استبطانها. ويظهر به أيضا: فساد ما ذكره آخرون أن المراد بها أن الناس كانوا أمة واحدة على الضلالة، إذ لولاها لم يكن وجه لترتب قوله تعالى: "فبعث الله النبيين" "إلخ"، وقد غفل هذا القائل عن أن الله سبحانه يذكر أن هذا الضلال الذي ذكره وهو الذي أشار إليه بقوله سبحانه: "فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه"، إنما نشأ عن سوء سريرة حملة الكتاب وعلماء الدين بعد نزول الكتاب، وبيان آياته للناس، فلو كانوا على الضلالة قبل البعث والإنزال وهي ضلالة الكفر والنفاق والفجور والمعاصي فما المصحح لنسبة ذلك إلى حملة الكتاب وعلماء الدين. ويظهر به أيضا ما في قول آخرين إن المراد بالناس بنو إسرائيل حيث إن الله يذكر أنهم اختلفوا في الكتاب بغيا بينهم، قال تعالى: "فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ" (الجاثية 17)، وذلك أنه تفسير من غير دليل، ومجرد اتصاف قوم بصفة لا يوجب انحصارها فيهم. وأفسد من ذلك قول من قال: إن المراد بالناس في الآية هو آدم عليه السلام، والمعنى أن آدم عليه السلام كان أمة واحدة على الهداية ثم اختلف ذريته، فبعث الله النبيين "إلخ"، والآية بجملها لا تطابق هذا القول لا كله ولا بعضه. ويظهر به أيضا فساد قول بعضهم: إن كان في الآية منسلخ عن الدلالة على الزمان كما في قوله تعالى: "وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " (الفتح 7)، فهو دال على الثبوت، والمعنى: أن الناس أمة واحدة من حيث كونهم مدنيين طبعا فإن الإنسان مدني بالطبع لا يتم حياة الفرد الواحد منه وحده، لكثرة حوائجه الوجودية، واتساع دائرة لوازم حياته، بحيث لا يتم له الكمال إلا بالاجتماع والتعاون بين الأفراد والمبادلة في المساعي، فيأخذ كل من نتائج عمله ما يستحقه من هذه النتيجة ويعطي الباقي غيره، ويأخذ بدله بقية ما يحتاج إليه ويستحقه في وجوده، فهذا حال الإنسان لا يستغني عن الاجتماع والتعاون وقتا من الأوقات، يدل عليه ما وصل إلينا من تاريخ هذا النوع الاجتماعي المدني وكونه اجتماعيا مدنيا لم يزل على ذلك فهو مقتضى فطرته وخلقته غير أن ذلك يؤدي إلى الاختلاف، واختلال نظام الاجتماع، فشرع الله سبحانه بعنايته البالغة شرائع ترفع هذا الاختلاف، وبلغها إليهم ببعث النبيين مبشرين ومنذرين، وإنزال الكتاب الحاكم معهم للحكم في موارد الاختلاف. فمحصل المعنى أن الناس أمة واحدة مدنية بالطبع لا غنى لهم عن الاجتماع وهو يوجب الاختلاف فلذلك بعث الله الأنبياء وأنزل الكتاب. ويرد عليه أولا: أنه أخذ المدنية طبعا أوليا للإنسان، والاجتماع والاشتراك في الحياة لازما ذاتيا لهذا النوع، وقد عرفت فيما مر أن الأمر ليس كذلك، بل أمر تصالحي اضطراري، وأن القرآن أيضا يدل على خلافه. وثانيا: أن تفريع بعث الأنبياء وإنزال الكتب على مجرد كون الإنسان مدنيا بالطبع غير مستقيم إلا بعد تقييد هذه المدنية بالطبع بكونها مؤدية إلى الاختلاف، وظهور الفساد، فيحتاج الكلام إلى التقدير وهو خلاف الظاهر، والقائل مع ذلك لا يرضى بتقدير الاختلاف في الكلام. وثالثا: أنه مبني على أخذ الاختلاف الذي تذكره الآية وتتعرض به اختلافا واحدا، والآية كالنص في كون الاختلاف اختلافين اثنين، حيث تقول: "وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"، فهو اختلاف سابق على الكتاب والمختلفون بهذا الاختلاف هم الناس، ثم تقول وما اختلف فيه أي في الكتاب إلا الذين أوتوه أي علموا الكتاب وحملوه بغيا بينهم، وهذا الاختلاف لاحق بالكتاب متأخر عن نزوله، والمختلفون بهذا الاختلاف علماء الكتاب وحملته دون جميع الناس، فأحد الاختلافين غير الآخر: أحدهما اختلاف عن بغي وعلم، والآخر بخلافه.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وعلا "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" البقرة 213 طريق الوصول إلى الوحدة: بعد بيان حال المؤمنين والمنافقين والكفّار في الآيات السّابقة شرع القرآن الكريم في هذه الآية في بحث اُصوليّ كلّي وجامع بالنسبة لظهور الدّين وأهدافه والمراحل المختلفة الّتي مرّ بها. في البداية تقول الآية "كان النّاس اُمّة واحدة". فتبدأ هذه الآية ببيان مراحل الحياة البشريّة وكيفيّة ظهور الدّين لإصلاح المجتمع بواسطة الأنبياء وذلك على مراحل: المرحلة الاُولى: مرحلة حياة الإنسان الابتدائية حيث لم يكن للإنسان قد ألف الحياة الإجتماعية، ولم تبرز في حياته التناقضات والاختلافات، وكان يعبد الله تعالى استجابةً لنداء الفطرة ويؤدّي له فرائضه البسيطة، وهذه المرحلة يحتمل أن تكون في الفترة الفاصلة بين آدم ونوح عليهما السلام. المرحلة الثانية: وفيها اتّخذت حياة الإنسان شكلاً اجتماعيّاً، ولابدّ أن يحدث ذلك لأنّه مفطور على التكامل، وهذا لا يتحقّق إلاّ في الحياة الإجتماعيّة. المرحلة الثالثة: هي مرحلة التناقضات والاصطدامات الحتميّة بين أفراد المجتمع البشري بعد استحكام وظهور الحياة الإجتماعيّة، وهذه الإختلافات سواء كانت من حيث الإيمان والعقيدة، أومن حيث العمل وتعيين حقوق الأفراد والجماعات تحتّم وجود قوانين لرعاية وحل هذه الإختلافات، ومن هنا نشأت الحاجة الماسّة إلى تعاليم الأنبياء وهدايتهم. المرحلة الرابعة: وتتميّز ببعث الله تعالى الأنبياء لإنقاذ الناس، حيث تقول الآية "فبعث الله النبيّين مبشّرين ومنذرين". فمع الإلتفات إلى تبشير الأنبياء وإنذارهم يتوجّه الإنسان إلى المبدأ والمعاد ويشعر أنّ وراءه جزاءً على أعماله فيحس أنّ مصيره مرتبط مباشرةً بتعاليم الأنبياء وما ورد في الكتب السّماويّة من الأحكام والقوانين الإلهيّة لحل التناقضات والنّزاعات المختلفة بين أفراد البشر، لذلك تقول الآية "وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في ما اختلفوا فيه". المرحلة الخامسة: هي التمسّك بتعاليم الأنبياء وما ورد في كتبهم السماويّة لإطفاء نار الخلافات والنزاعات المتنوعة (الإختلافات الفكريّة والعقائديّة والإجتماعيّة والأخلاقيّة). المرحلة السادسة: واستمر الوضع على هذا الحال حتّى نفذت فيهم الوساوس الشيطانيّة وتحرّكت في أنفسهم الأهواء النفسانيّة، فأخذت طائفة منهم بتفسير تعليمات الأنبياء والكتب السماويّة بشكل خاطيء وتطبيقها على مرادهم، وبذلك رفعوا علم الاختلاف مرّة ثانية. ولكن هذا الاختلاف يختلف عن الاختلاف السابق، لأنّ الأوّل كان ناشئاً عن الجهل وعدم الإطّلاع حيث زال وانتهى ببعث الأنبياء ونزول الكتب السماويّة، في حين أنّ منبع الإختلافات الثانية هو العناد والإنحراف عن الحقّ مع سبق الإصرار والعلم، وبكلمة: (البغي)، وبهذا تقول الآية بعد ذلك (وما اختلف فيه إلاّ الّذين أُوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغياً بينهم). المرحلة السابعة: الآية الكريمة بعد ذلك تُقسّم الناس إلى قسمين، القسم الأوّل المؤمنون الّذين ينتهجون طريق الحقّ والهداية ويتغلّبون على كلّ الإختلافات بالاستنارة بالكتب السماويّة وتعليم الأنبياء، فتقول الآية: "فهدى الله الّذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" في حين أنّ الفاسقين والمعاندين ماكثون في الضلالة والاختلاف. وختام الآية تقول "والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" وهذه الفقرة إشارة إلى حقيقة ارتباط مشيئة الله تعالى بأعمال الأفراد، فجميع الأفراد الرّاغبون في الوصول إلى الحقيقة يهديهم الله تعالى إلى صراط مستقيم ويزيد في وعيهم وهدايتهم وتوفيقهم في الخلاص من الإختلافات والمشاجرات الدنيويّة مع الكفّار وأهل الدنيا ويرزقهم السكينة والإطمئنان، ويبيّن لهم طريق النجاة والإستقامة.

جاء في باب الآيات المؤلة بقيام القائم عليه السلام: تفسير القمي "وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ" قَالَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى خُرُوجِ الْقَائِمِ عليه السلام فَنَرُدُّهُمْ وَ نُعَذِّبُهُمْ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَنْ يَقُولُوا لِمَ لَا يَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَا يَخْرُجُ عَلَى حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ فَقَالَ اللَّهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ عليه السلام عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ "وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ" قَالَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ الْأُمَّةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَمِنْهُ الْمَذْهَبُ وَ هُوَ قَوْلُهُ "كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً" أَيْ عَلَى مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ مِنْهُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَ هُوَ قَوْلُهُ "وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ" أَيْ جَمَاعَةً وَ مِنْهُ الْوَاحِدُ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ أُمَّةً وَ هُوَ قَوْلُهُ "إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً"

عن المركز الاسترتيجي للدراسات الاسلامية التحديد المفاهيمي لمصطلحيّ الأمّة والمُواطَنة للسيد صادق عباس الموسوي: يمكن إيراد استعمَال المفردة في القُرآن التي جاءت بمعاني: الجماعة أو القوم، غالباً ما يكون لهم مقصدٌ واحدٌ، ويُقال للمنفرد (أُمَّة) أي مقصده غير مقصد الناس. أمّا باقي المعاني التي استُعمِلَت فيها الأُمَّـة كجماعة بشريَّة مقيَّدة بصفاتٍ محدّدة، فهي معاني تطفو على المعنى الرئيس، أي (القوم ذَوو المقصد)، والصفات عارضةٌ عليه. ومن تلك الصفات: الأولى: الدِّين الواحد:حيث يقول الله (كانَ الناسُ أُمَّةً واحدةً)، أي متَّفقين على دينٍ واحد. ويقول: (ولو شاءَ اللهُ لجعلكم أُمَّةً واحدةً) أي متَّفقون على شريعةٍ واحدة، و (إنَّ هذه أمَّتكم أُمَّة واحدة) أي أهل مِلَّة واحدة. الثانية: الحالة والطريقة:ومنها (إنَّا وجدنا آباءَنا على أُمَّة) أي على نعمة وحالة حسنةٍ أو دين واحد. وأيضاً (لما وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أُمَّةََ من الناسِ يَسقون) أي جماعة يعملون في الرعي. الثالثة: أهل عصر معيّن:فقوله (لكلِّ أُمَّةٍ أجَل)، و(لكلِّ أُمَّةٍ رسول) أي لكلِّ أهل عصر. ثانياً: الحين والزمان:كقوله "وادّكر بعدَ أُمَّة"، و(إلى أُمَّةٍ معدودة) أي بعد زمن ووقت. ثالثاً: كلُّ المخلوقات المتحرِّكة:كقوله (وما من دابةٍ في الأرضِ ولا طائرٍ يطيرُ بجناحيه إلاّ أُمَمٌ أمثالُكم)، حيث يُطلق على كلِّ نوعٍ منهم أُمَّة حتَّى ولو لم يكونوا بشر، ويتّفق مع المعنى الأوّل بأنَّ لهم مقصد واحد. يمكنُ أن نعرِفَ أنّ المعاني المتداوَلة قرآنيّاََ للكلمة المزبورة خصَّت الجماعة البشريّة بمدلول أكثر إستعمَالاً من غيره، لكنّ هذا المفهوم ولو أنَّه أُطلق عامّاً للجماعة المتوحِّدة في القصد، إلاّ أنّه خَصَّ المُسلِمين بالخطاب، حيث تجدُ ذلك في كثير من الآيات، فيصفهم بصفةٍ دالةٍ على الجماعة (إنّ هذه أُمتُكُم أُمَّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبدُون)، ويمتدحهم لاعتبار تلبُّسِهم بالدين الذي هو خاتم الأديان (كنتم خيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس)، ويُحفِّزُهُم على الاعتدال (وكذلك جَعلناكُم أُمَّةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناسِ). هذا الخطابُ المباشِر، بما يحمل من تفجُّرٍ عاطفيٍّ ودلالاتٍ رمزيّةٍ، ناشدَ فيها المُسلِمين بمفردةِ الأُمَّـة دونَ غيرهم، جعلَ من هذه المفردةِ مفهوماً ساكِناً في ذاكرة المُكَلَّفين، يُسَتعادُ في كلِّ أزمةٍ أو ضعفٍ يصيبهم ليحفزّهم على النهوض، أو يُسترجَع للدلالة على التاريخ المجيد والناصع لهم. هذا الارتباط جعل مفهوم الأُمَّـة مرتبطاً ببعده الدّيني أي الإسلام وملتصقاً به، وكان العلَّة الأساس في ذلك الخطاب القُرآني السالف.
ولو أن كلمة أمة بمفهومها العام تعني مجموعة ولكنها جاءت في القرآن الكريم بسياقات المجموعة الصغيرة والكبيرة منها المكانية والزمانية والعقائدية وغيرها كما في قوله تعالى ما تسبق من أمة أجلها، أمة هي أربى من أمة، نبعث من كل أمة شهيدا، أمة من الناس، أمة معدودة، أمة واحدة، أمة وسطا، ادكر بعد أمة، كنتم خير أمة، إبراهيم كان أمة، أمة قد خلت، قالت أمة منهم، أمة يهدون بالحق، لكل أمة رسول، لكل أمة عملهم، دخلت أمة لعنت أختها، أمة مقتصدة وهكذا. كل مجموعة حلقات تنشر في...
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 18 ساعة
2025/09/17م
لقد أسقط السيد محمد باقر الصدر قدس سره بنظريته الاستقرائية في الاحتمالات صرح الماركسية يوم كانت تتسيّد الساحة الفكرية وتبشّر بحتمية انتصارها. واليوم، ونحن في عالمٍ ما بعد الحرب الباردة، نجد أنّ البرهان نفسه لا يزال يمدّنا ببصيرته النافذة. فالماركسية لم تسقط وحدها، بل سقطت معها كل النظريات التي... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 18 ساعة
2025/09/17م
حسن الهاشمي القِيَم جمع قِيمة، وهي المبادئ أو المعايير الأخلاقية والسلوكية التي تُوجّه سلوك الأفراد والمجتمعات، وتُعبّر عمّا يعتبره الناس جيدا، مرغوبا، أو صائبا، يعضده في ذلك التفاعل الفطري الداخلي والانسجام الرسالي الخارجي، لما لتلك القيم من حوافز جوهرية في تكامل الانسان وازدهاره ليس في حياته... المزيد
عدد المقالات : 336
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/09/14م
في عصرِ الصِّراعِ الخفيّ، حيثُ تُخاضُ المعاركُ بِلا دويٍّ ولا دخان، تتحوَّلُ الشَّاشاتُ إلى ساحاتٍ، والبياناتُ إلى أسْلحة، والنَّفوسُ إلى غنائم. ها هو العراقُ اليومَ يغرقُ في محيطٍ رقميٍّ هائل، تُفتَحُ فيه نوافذُ أرواحِ أبنائِه على مِصْراعيها أمامَ عيونٍ لا تَنَام، تَرصُدُ كلَّ نَبضةٍ، تَتبَّعُ... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/09/14م
أكفٌ أمينة تعانق آمال الوطن م. طارق صاحب الغانمي في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز... المزيد
عدد المقالات : 27
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/12م
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه "يعقوب"، رجل عُرف يومًا بحكمته الراجحة ولسانه البليغ، لكنه اليوم بات شبحًا لمن كان. نشب خلاف بين تاجرين، وارتفعت الأصوات، فتوجهت الأنظار إلى يعقوب، الذي كان الحَكم في مثل هذه النزاعات. قال أحدهم: "يا يعقوب، احكم... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الخامس والخمسون: الواقع كما لا يمكننا تخيله: ثلاث فرضيات ولا يقين الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 16/9/2025 القراء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة من قراءة جميع المقالات السابقة ربما يشعرون بشيء من الارتباك أو... المزيد
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة مرضية تؤثر على طريقة التواصل والسلوك وفهم العالم وتظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة. تشير الدراسات الحديثة إلى زيادة عدد حالات التشخيص ففي عام 2022 تم تشخيص حوالي 1 من كل 31 طفل في الولايات المتحدة مقارنة بنسبة أقل بكثير... المزيد
تمثل الموازنة الخارطة المالية للدولة في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة وفق المنهاج الوزاري الذي ترسمه الحكومة للوزارات بشكل عام. إذا ما كانت مسيرة الموازنة منسجمة مع المنهاج الوزاري هذا يدل على امتلاك الحكومة القدرة على تنفيذ منهاجها الذي رسمته... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com