لا يخفى على من له معرفة دينيّة ولو يسيرة ما للعبادات في تنظيم حياة الإنسان وتوازن حياته وإيجاد السعادة في نفسه، و لا يخفى كذلك على من له أدنى علم ودراية بالنصوص الشريفة وما فيها الأسباب التي تريه التوفيقات المتتابعة التي لها أسبابها، وتلك الأسباب منها ما يخصّ اللفظ كما في تلاوة القران الكريم وصحّة لفظه عند تلاوة الآيات الشريفة، ومنها ما يخص المعنى كما في النصوص التي ذكرت حفظ المعاني وعدم تحريفها، وكذلك أكّد الشارع على عدم التصرّف باللفظ ولو لم يغيّر المعنى، بل ذكرت حتى حركات البدن وصورة المكلّف وهو يؤدّي العبادة فلها أخبار ذكرتها وذكرت شيئاً من وجوه الحكمة من فرضها على المكلّفين، كما ورد في عيون أخبار الرضا(عليه السّلام):عن الإمام الرضا (عليه السّلام) في بيان الحكمة من العبادة: "لئلّا يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبّد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم".
وكذلك ذكر في الروايات حتى طول بعض العبادات كما روي في أمالي الصدوق: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "أطولكم قنوتاً في دار الدنيا أطولكم راحةً يوم القيامة في الموقف".
إنّ الإنتباه لمثل هذه الآداب له الأثر الكبير الذي يكون نفعه على من يلتزم به له ثمرات واضحة، كما في أخبار بيان الهيئة للمصلّي مثلاً، فلا نحتاج لغير أهل البيت (سلام الله عليهم) في بيان مثل هذه القضايا، كما في تكبيرة الإحرام فقد ورد في الوسائل ج٦: عن جميل ابن دراج عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) قال: " ترفع يديك في افتتاح الصلاة قبالة وجهك ولا ترفعهما كل ذلك". وكذلك ورد عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إذا قمت في الصلاة فكبرت فارفع يديك ولا تجاوز بكفيك اذنيك أي حيال خديك".
وكذلك في مواضع أخرى كما ورد في الوسائل كذلك: معاوية بن عمّار قال : " رأيت أبا عبد الله (عليه السّلام) يرفع يديه إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود، وإذا أراد أن يسجد الثانية".
ووردت رواية أخرى مع بيان معنى شيء من معنى هذا الأدب، كما عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : "في الرجل يرفع يده كلّما أهوى للركوع والسجود ، وكلّما رفع رأسه من ركوع أو سجود ، قال : هي العبوديّة".
وورد في بيان معنى الآداب وأنّها زينة العبادة، كما عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : "رفعك يديك في الصلاة زينها". لم يدعنا أهل البيت عليهم السلام بلا نور نستضيئ به ومعهم لا نحتاج لغيرهم ممّن ليس له صلة بهم فهم حجج الله تعالى وأمناءه (سلام الله عليهم أجمعين)، فلا حاجة لمجربات فلان وفلان، ومن شاء النجاة فعليه بتوجيهاتهم وفهمها.
لا نقبل من غيرهم كما في وصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) لكميل: ياكميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا..







وائل الوائلي
منذ ساعتين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN