لو تأمّنا في زيارة مراقد أهل البيت (عليهم السّلام) لو نظرنا إليها كسبب من أسباب السعادة، مع مطالعة بعض النصوص التي تحثّ على زيارتهم (عليهم السّلام)، والإهتمام بها كحقّ من حقوقهم على مواليهم.
وقد وردت روايات كثيرة في أنّها حقّ على مواليهم كما في كامل الزيارات: عن أبي جعفر (عليه السّلام)، قال: "مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السّلام)، فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر ويدفع مدافع السّوء، وإتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين بالإمامة من الله".
وكذلك ورد أنّها سبب من أسباب حصول المؤمن على الرزق والتوسعة فيه، وروايات الرزق مطلقة تشمر أنواع الرزق بهذا الإطلاق، وبها يمدّ الله سبحانه وتعالى عمر الزائر وغيرها من الروايات الشريفة التي تحثّ على زيارتهم (عليهم السّلام)، وفيها ذكر لما يحصل عليه المؤمن بسبب الزيارات.
وإنّ ومن زار أحدهم كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كما ورد في كامل الزيارات: عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام): " ما لمن زار أحداً منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
وهنا ينبغي أن نطالع بعض ما ورد في ثواب زيارة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد ورد في كامل الزيارة: عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: "إنّ زيارة قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله): " تعدل حجّة مع رسول الله صلى الله عليه وآله مبرورة"، وغير هذا الثواب الكثير الكثير في الروايات الشريفة.
وهذا باب من أبواب السعادة وتحقيق التوازن النفسيّ والشعور بالاطمئنان الذي يشعر به من يصل إلى مراقدهم ويقف ببابهم مسلّما كما أراد الله سبحانه وتعالى، متوسلاً بالله سبحانه وتعالى بهم، فكيف لا يشعر بالأمان والتوازن النفسيّ والاطمئنان الذي لا يشعره من يسافر لأجمل الأماكن في هذه الدنيا؟ نعم، إنّ ما يجده الزائر لهم في نفسه من أنس لا يجده في مكان آخر، وإنّ كان هذا الشعور يختلف بإختلاف توجّه الزائر ومعرفته بحقّهم، نعم، إنّهم أوّل مصابيح الدجى كما ورد في الزيارة الجامعة: ".. السَّلَامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصَابِيحِ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ التُّقَى، وَذَوِي النُّهَى، وَأُولِي الْحِجَى، وَكَهْفِ الْوَرَى، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنَى، وَحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأُولَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ..".
وهم أوّل الخير وآخره كما ورد في بحار الأنوار: ج ٩٩:".. كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم تقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق، ورأيكم علم وحزم، إنّ ذُكر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه..".
يشعر الزائر بعد زيارتهم مع حفظ آدابها بأنّ الحمل الذي كان على ظهره قد رفع، والضيق الذي كان في صدره اقتلع، فالحمد لله تعالى على نعمة وجودهم، ورزقنا الله تعالى الثبات على ولايتهم، ودوام طاعتهم، والتسليم لهم، برحمته إنّه أرحم الراحمين.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN